تخاريف - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215417 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2021, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي تخاريف

تخاريف
مروة سعيد علي






استلقيتُ على سريري بعدما شعرتُ بدُوارٍ، فأغمضتُ عيوني لبعض الوقت، فإذا بأنفاسي في صراعٍ، وسمعتُ أصواتًا من حولي تغيَّرت نبراتها، وكأنها من صندوق مغلق، أو كأنني قد صرتُ في عالم آخر، وتساءلت: أأنا من الأحياء أم أصبحتُ من الأموات؟

أسمع مَن حولي، ولا أقوى على أن أتبادل معهم الكلام، وفجأة هزَّني بقوةٍ صوتُ ولدي يناديني:
أمي، أمي، هل تسمعين صوتي يا أمي؟ أرجوكِ أجيبي.
ولدي، ولدي، إلى أين ذهبت؟
عذرًا سيدتي، هل يمكنني أن أعاونكِ؟
نعم أرجوك، أعنِّي، لا أجد ولدِي، كان الآن يناديني، وفجأة ذاب صوته من حولي، ولا أعرف الطريق إليه، ولدِي قرَّة عيني أُخفيه في رحمي جنينًا أشهرًا عدة، أحمله وهنًا أو كرهًا، وكلاهما حبًّا، أرضعه شرابًا فياضًا مِن نبع القلب، وأراه يزدادُ بهاءً في كل يوم، اشتقتُ إليه، كيف تمضي أيامي دون النظر إليه؟ كيف يحتمل القلب فراقَ عينَيْه؟ كيف أغمضُ أجفاني وولدي يتلعثم في دنيا يسكنها الخوف؟
هدِّئي من رَوعكِ سيدتي، ما زلتُ أعاونكِ لتجدي صغيرًا يخفيه الوهم.
الوهم! عمَّ تتحدَّث؟
سلمى، سلمى، هيا انهضي يا سلمى، كفاكِ دلالًا.
أمَا زلت تراني أتدلل يا زوجًا لم يتمكن من أن يُدخِلني جنات الحب؟ لماذا تترك قلبي يتضوَّر مِن ألم الوحدة والحرمان؟ كم كنتُ أتمنى أن تجعلني أستغني بك عن كل الناس، شكوكٌ وظنون تطاردني بها دومًا، ليتَك تأسر قلبي بالحنان.
ظنونُه فيكِ يا سلمى من وحي الغيرة والحب.
الحب نهر يتدفَّق في القلب، أمَّا الغيرة والظن، فبركانٌ لا يهدأ، لا يخمد، يدمِّر كل شيء.
أصدِّق شكواكِ سيدتي، فلماذا تبكين؟
أبكي الوحدة التي أحياها الآن.
أي وحدة يا حلوة، وقلوب العشاق مِن حولكِ تتصارع مِن أجلكِ أنتِ؟
من أجلي، أما كبِرْتُ؟
العمر لا يمضي أبدًا بالقلب، يبقى حيًّا، يبقى صبيًّا، يبقى شبابًا ينبض بالشوق.
ولكني زوجةٌ، مَن أنت؟
ابحثي في الماضي تجديني.
في الماضي كنتُ صبيَّة تهفو للحب، تلاقَتْ أشواقي بفتًى يتأجَّج فيه الإحساس.
هأنتِ علمتِ مَن أنا، يا درة قلبي، يا سلمى.
أأنتَ الحب الذي لم يصمد وتنحَّى أمام الصعب؟!
دعكِ من الأمس، هأنا قد عدتُ لنحيا الحب الذي حسِبناه سابقَ عهد.
لا لا، يا ماضيًا طواه الدهر؛ فأنا الآن على عهدي مع زوجِ اليوم.
عهود الأوراق ستبلى، لا يبقى منها إلا قطراتُ الحِبْر، أما الحبُّ فيبقيكِ في الفرحة أبدَ الدهر.
لا، لا لستُ بخائنةٍ للعهد، وإن شقَّ على زوجي أن يروي قلبي، فكفاه أنني أنتمي إليه.
لن أتراجع، لن أتنازل عنكِ بعد اليوم؛ فأنا ما زلت أصارع أمواج الشوق.
اتركني، اتركني، ارحل عني، أمَا مِن أحدٍ يُنقِذني من هذا الزيف؟ ما هذا الماء على وجهي هل آن أوان الغسل؟ أما مِن أحد يُخبرني بما يجري من حولي؟
سلمى، سلمى يا قرة العين، هل أنتِ بخير؟
أَبَتِ، أبتِ، أمَا زلت تلازم أريكتَك الصماء؟ إني أغرق يا أبتِ في بئر الحرمان منك وأنت على قيد الحياة، أما زلت مصرًّا على أن تبقى الحاضرَ الغائبَ في يومي كما كنتَ بالأمس؟ إني أشتاق إلى أذنيك تسمعني، أشتاق إلى نظرات عيونك ترصدني، أشتاق لصوتك يعلو في وجهي، أشتاق لأحيا معك يومًا يا أبتِ، تحيا فيه أبتِ.

سلمى، سلمى، هأنتِ تحسَّنتِ يا عمري.
أمي، ماذا دهاني يا أمي؟!
لا تخافي يا سلمى؛ كانت حمَّى.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.51 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]