المنهج العلمي لإمام دار الهجرة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 21 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-05-2021, 01:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي المنهج العلمي لإمام دار الهجرة


المنهج العلمي لإمام دار الهجرة
أحمد ذو النورين



كانت مدينة (طابة) المباركة عاصمة الدولة الإسلامية قد حظيت بما لم يحظ به غيرها من مدن الأرض؛ إذ كانت منشأ الإسلام، ودار الهجرة، ومقام النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومنطلق الجهاد، ومنتشَر إشعاع نور الهداية، فجمعت بين لابتيها مجتمعاً من الصحابة - رضوان الله عليهم - لم يجتمع مثله على أرض سواها، فكان أهلها أفقه الناس بالوحي، وأعلمهم بالتنزيل، وأبصرهم بأحكام الشرع المطهر، فتهذب فيها أَجِلَّةُ الصحابة وعلماؤهم على يدي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
وطفقوا ينشرون الوحي في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعد مماته، وقد أخذوا عنه كل شيء رأي العين..«صلوا كما رأيتموني أصلي»[1]، «خذوا عني مناسككم»[2]، فامتلأت صدورهم قرآناً وقلوبهم إيماناً وأفئدتهم إحساناً.
يقول أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في كتابه (المدخل إلى كتاب الإكليل): «روى الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة أربعة آلاف رجل وامرأة، صحبوه نيِّفاً وعشرين سنة بمكة قبل الهجرة ثم بالمدينة بعد الهجرة؛ حفظوا عنه أقواله وأفعاله، ونومه ويقظته، وحركته وسكونه، وقيامه وقعوده، واجتهاده وعبادته، وسيرته، وسراياه ومغازيه، ومزاحه وزجره، وخطبته، وأكله وشربه، ومشيه وسكونه، وملاعبته أهله، وتأديبه فرسه، وكتبه إلى المسلمين والمشركين، وعهوده ومواثيقه، وألحاظه وأنفاسه وصفاته، هذا سوى ما حفظوا عنه من أحكام الشريعة، وما سألوه عنه من العبادات والحلال والحـرام، أو تحاكموا فيه إليه»[3].
فقامــوا جميعاً أحسن قيام بواجبهــم تجاه دين الله - تعالى - حفظاً وتبليغاً ودعوة وجهاداً؛ فكانوا أكثر الخلق خشية لله - تعالى -، وأرعاهم للدين، وأحفظهم للسنة، وأبعدهم عن الخنا والكذب، وأحرصهم على استقامة المسلمين، فجمعوا القرآن واجتمعوا عليه، وحفظوا السنة واستوثقوها، فكان منهم علماء فقهاء أجلة لم يعرف التاريخ لهم نظيراً: أمثال: أبي بكر، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي ابن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبــيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وأبي عبيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد، وعبد الله بن مسعود، وأم المؤمنين عائشة، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، ومعاذ بن جبل، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وأبي موسى الأشعري، وسلمان الفارسي، وجابر بن عبد الله، - رضي الله عنهم أجمعين -.
فكان من هؤلاء فقهاء مكثرون في الفقه والرواية، وقد سلك التابعون منهج الصحابة - رضوان الله عليهم - في العلم والفقه في أحكام الشريعة، وعنهم أخذوا الكتاب والسنة علماً واتباعاً وسمتاً ودلاً، كما نقلوا عنهم اجتهاداتهم، محتذين بهم فيما وضعوه من ضــوابط، وما استخلصوه من قواعد وما استنبطوه من مقاييس.
وهكذا كان الأئمة من بعدهم في حرصهم على العمل بالكتاب والسنة، واتباعهم لفهم سلفهم من الصحابة والتابعين ممن عمت الشهادة لهم بالخيرية والصلاح.
ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية وتعدد الأعراق والأجناس الداخلة إلى الإسلام؛ بدأ المتمسكون بمحجة السلف المتشبثون بمنهج الصحابة - رضي الله عنهم - يتمايزون من غيرهم، وبدأت دائرة الاختلاف تتسع، وطفق بعض فقهاء الأمصار يركن إلى الرأي، فنتجت بعض الفتن وأخذت تتوالد، واستُحدث الجدل، ونشأت المدارس الفقهية وتعددت، فكانت المدينة التي عاش في أكنافها المهاجرون والأنصار موئل السنة ومنبذ البدعة، وكان علماؤها ورثةَ العلم النبوي وامتداداً للرعيل الأول، وكان ممن بــزَّ نظراءه في ذلك الإمام مالك الذي لُقِّب بـ (إمام دار الهجرة) تلك الدار التي كانت زكاتها ظاهرة وعلامات رفعة شأنها باهرة.
يقول ابن تيمية: «مذهب أهل المدينة النبوية، دار السنة ودار الهجرة ودار النصرة؛ إذ فيها سن الله لرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - سنن الإسلام وشرائعه، وإليها هاجر المهاجرون إلى الله ورسوله، وبها كان الأنصار: الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ [الحشر: 9]، مذهبهم في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أصح مذاهب أهل المدائن الإسلامية شرقاً وغرباً في الأصول والفروع».
هكذا هي المدينة قد طبّق أرجاءها الصفاء المذهبي المبني على منهج السلف المؤسس على النقلِ فهماً واستدلالاً.

• اعتصام مالك بالسنة وشدة تحرِّيه في نقلها:
في هذا الجو العلمي المفعم بعبير السنة ورَوْح الخلافة الراشدة وأريج حياة الصحبة النقية؛ بدأ مالك - رحمه الله تعالى - في طلب العلم مبكراً، حيث ذَكَر عن نفسه أنه كان يأتي نافعاً وهو غلام، كما رُئِيَ في حلقة ربيعة وفي أذنه شَنْف. قال القاضي عياض: «وهذا يدل على ملازمته الطلبة من صغره»[4].
وقد كانت أمه من أحرص الناس على توجيهه إلى طلب العلم، ذلك أنها ذات مرة ألبسته ثيابه وأرسلته إلى حلقة ربيعة، ثم قالت له: «تعلَّمْ من أدبه قبل علمه»[5]. وهذا من شدة ذكائها؛ إذ البداءة بالوسائل قبل المقاصد، والعلم أساسه الأدب والخلق وحسن السمت. وكان مالك نابغة اجتمعت له الحافظة والذكاء.
كان منهج مالك في التلقي عن طريق العَرْض وأحياناً عن طريق السماع، يقول ابن سعد: «سئل مالك عن حديثه: أسماعٌ هو؟ فقال: منه سماع، ومنه عَرْض»[6].
ونقل القاضي عياض عن مالك قوله: «إن هذا البلد (يعني المدينة) إنما يُقرَأ فيه على العالم»[7]، وكانت لمالك ضوابط منهجية في انتقاء من يتعلم على أيديهم، حيث قال: «أدركت بهذا البلد مشيخةً أهلَ فضــل وصـلاح يحــدِّثون، ما سمعت من أحد منهم شيئاً قــط، قيــل له: لِـمَ يــا أبا عبد الله؟ قال: كانوا لا يعرفون ما يحدثون»[8].
وقد حدد مالك - رحمه الله تعالى - منهجه في تلقي العلم بتصنيفه للمشتغلين به إلى أربعة أصناف:
1 - صنف يكذب في حديثه ولا يكذب في علمه.
2 - صنف جاهل بما عنده.
3 - صنف يرميه الناس بالسوء.
4 - صنف رابع، وهم الذين كانوا أهلاً لأن يُكتَب عنهم العلم في نظر مالك؛ فهم أهل التقوى والورع والصيانة والإتقان والعلم والفهــم، يعـــرفون ما يخــرج مــن رؤوسهم وما يصلون إليه غداً، فهــم الأحـــرى والأجــدى بالأخذ عنهم، فارتوى مالك من معينهم الثر، ونَهَل من علمهــم الوافر[9].
ولم يكن يأخذ عن الأصناف الثلاثة؛ لأنه كان يرى أن العلم بالمنزلة التي توجب التحري في أخذه. يقول - رحمه الله تعالى - في ذلك: «إن هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم»[10]، بل في صريح كلام مالك أنه لا يؤخذ العلم عن أربعة، حيث قال: «لا يؤخذ العلم من أربعة ويؤخذ من سوى ذلك: لا يؤخذ من سفيه، ولا يؤخذ من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه، ولا من كذاب يكذب في أحاديث الناس وإن كان لا يتهم على أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة، إذا كان لا يعرف ما يحدث»[11].
وكان مالك يرى أن السنة التي يعد التزامها مطلباً شرعياً ضرورياً؛ تتمثل في الاستقامة على مَهْيَعِ[12] الحق ونهج صراط الله المستقيم الذي سلكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتبعه عليه صحابته - رضي الله عنهم -. وبناءً على ذلك؛ عَمِل مالك على استسقاءِ تلك المحجة وذلك المنهاج من أجلة علماء عصره، فاختار الأخذ عن بعضهم لعلو سنده، واكتسب من آخرين منهم دماثة الخلق، وعلى يدِ كوكبة منهم أخرى تفتقت مداركه واتسع عقله، فعلت منزلته في السَّبْر المعقلَن والاجتهاد المتروي في النصوص ترجيحاً وجمعاً واستخلاصاً من غير حيرة أو جمود، بل في انقياد وتعظيم لتلك النصوص وأخذٍ بمقتضياتها والتزام بقدسيتها، فجمع الله له رجاحة العقل، وحصافة الرأي، وجمال الهندام، وحسن المظهر، وصلاح النفس، وصدق الحديث، وطيب السريرة، وبذلك استوى عوده واكتمل بناؤه الشخصي، وألِفَ العلم والصبر عليه والمثابرة في سبيل تحصيله، فكان يختار شيوخه اختياراً وينتقيهم انتقاءً، كما قال عنه سفيان بن عيينة: «رحم الله مالكاً، ما كان أشد انتقاءه للرجال! فهو لا يبلغ من الحديث إلا حديثاً صحيحاً، ولا يحدث إلا عن ثقات الناس»[13].
أما تعظيم مالك لنصوص الشرع وتحريه لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والتزامه لها وتحذيره من مخالفتها؛ فهو أشهر أمره. جاء رجل إلى مالك وسأله عن مسألة، فقال له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كذا... فقال الرجل: أرأيت.. ؟ قال مالك: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 36][14]، وكذلك أجاب من سأله: من أين أُحرِم؟ قال: من ذي الحليفة، من حيث أَحرَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الرجل: إني أريد أن أحرم من المسجد من عنـــد القبــر، قــال مــالك: «لا تفعل؛ فإني أخشى عليك الفتنة! فقال الرجل: وأي فتنة في هذا؟ إنما هي أميال أزيدها رغبة في الأجر! قال مالك: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك تأتي بفضيلة قصَّر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! وإني سمعت الله - تعالى - يقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 36][15].
وهكذا دأب إمام دار الهجرة على التحذير من أهل الرأي، حيث قال: «إياكم وأصحاب الرأي! فإنهم أعداء أهل السنة»[16].
ومن تعظيمه لهذه النصوص؛ أنه لم يكن يحدِّث أو يفتي إلا على طهارة؛ إجلالاً لأمر الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكان إذا أراد أن يجلــس للحــديث اغتسل وتبخر وتطيب، فإذا رفع أحــد صـــوته فــي مجلســه زجــــره، وقــال: قــال الله - تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ [الحجرات: 2]، «فمن رفع صوته عند حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»[17].

• منهج مالك العلمي:
لقد أراد مالك أن يعيش العلم حياة وسلوكاً ومنهجاً، حتى يقيمه في سيرته وأخلاقه ومعاملاته حياً يتراءاه الناس، حيث كان يقول: «حقاً على من طَلَب العلم أن يكون عليه وقاراً وسكينةً، ويكون متبعاً لآثار من مضى»[18].
كان مالك شديد الخشية لله - تعالى -، ولم يكن يتلقى العلم إلا عن الراسخين فيه، فأسس منهجاً ذا قواعد مؤصلة ودعائم راسية، ومعالم كانت نبراساً في ميدان الطلب والإفتاء والتدريس، فكان مثالاً للتأني في الأخذ، وأسوة في التثبت، ورمزاً للتحري في الفتوى، ويعضد صفاته تلك شدة حيطته وسرعة أوبته للحق، وفزعه إلى قولِ: (لا أدري) حين لا يجد طمأنينة للجواب. وقد عُرِف برفضه الباتِّ للحديث عن الفرضيات و (الأرأيتيات)[19]، ونبذه للحيل الفقهية، فاصطبغ منهجه بالصفاء، وبالخلو من متناقضات الأفهام وشذوذ الآراء ومتطرفات المنازع وعوارض الأغاليط، فتكونت لديه منهجية علمية شديدة الحساسية تجاه مخالفات السمت العلمي القائم على الإذعان للوحي والتشبث بفهوم السلف والإعراض عن المراء والجدل، بل كان يرفض أن تكون مسائل الشريعة هدفاً لجدال المجادلين ومراء الممارين، فلم يكن مأخذه إلا من القرآن نصاً أو عموماً أو دلالة، معتقداً أنه مشتمل على كليات الشريعة، وأن السنة النبوية جاءت لبيان تلك الكليات.
ونظراً لإمامته في الحديث، وعلو كعبه في الفقه وبلوغه أبعد الشأوِ، ونفاذ البصيرة في الفتيا واستنباط الأحكام، وخبرته بالمدينة وأهلها، ومراعاة منه للمدة التي احتضنت خلالها النبي - صلى الله عليه وسلم -، والوحي يصبِّحه ويمسِّيه، وكذلك اكتنافها للخلافة الراشدة أيام المهديين؛ فإن ذلك كله قد دفع مالكاً إلى اعتبار أهل المدينة في عصره تواتراً يمثل السنة المأثورة، فقدَّمه على خبر الآحاد والأخذ بالقياس، كما قاده إلى أن جعل من فتوى الصحابة - رضوان الله عليهم - مستنداً يركن إليه إن لم يجد في القرآن ولا في السنة طَلِبَتَه، وقد أتبع تلك الفتاوى بفتاوى التابعين، كما أخذ بالاستحسان المتمثل في العمل بأقوى الدليلين، ناظراً إلى حفظ مقاصد الشرع، معتنياً بالمصالح المرسلة، مهتماً بسد الذرائع، حاكماً على الوسائل بأحكام الغايات.
لم يكن مالك يحابي أحداً في الحق أو يجامله فيه، بل كان يعلي شأن الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرى ذلك سفينة نجاة المجتمع، والسبيل إلى حفظ قيمه وأخلاقه، وكان ممن نالتهم يد البلاء في سبيل الحق.
وكان مع كل هذا نموذجاً للتفكير العلمي الواقعي، عليماً بمواقع النص، خبيراً بمنازل الفتوى، حتى قيل: (لا يُفتَى ومالكٌ في المدينة)[20]، مما مكنه من التأليف في مجالات كثيرة، وأتاح له فرصة تنوع المؤلفات، ومن أبرز مؤلفاته كتابه: (الُموَطَّأ) الذي طبق الآفاق، واشرأبت له أعناق الدارسين من كل أصقاع الأرض، وهو الأمر الذي لم تتميز به بقية مؤلفاته التي يقول عنها القاضي عياض: «فإنما رواها عنه مَنْ كتب بها إليه، أو سأله إياها، أو آحاد من أصحابه، ولم تروِها الكافة»[21].
ومن تلك المؤلفات:
1 - رسالة لابن وهب في الرد على القدرية.
2 - رسالة في الأقضية، كتب بها إلى أحد القضاة.
3 - رسالة في الفتوى.
4 - رسالة إلى خليفة المسلمين هارون الرشيد في الآداب والمواعظ. وقد طُعن في نسبتها إليه[22].
5 - كتاب في التفسير لغريب القرآن.
6 - رسالته في إجماع أهل المدينة إلى الليث بن سعد[23].
• التزام الإمام مالك بمنهج الصحابة، - رضي الله عنهم -:
كما سبق، تميزت - في المدينة - كوكبة من الصحابة - رضي الله عنهم - بالفقه ورجاحة العقول وسداد الآراء، وكان إمام أولئك ومركز حركتهم عمر، - رضي الله عنه -. وقد انتقل فقههم إلى فقهاء المدينة السبعة: (سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبيد الله بن عبد الله بن عقبة، وخارجة بن زيد، وسليمان ابن يسار، وسالم بن عبد الله بن عمر)، وعن هؤلاء ورث تركتهم العلمية الثرة تلاميذهم من أضراب ابن شهاب الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، ونافع مولى ابن عمر، وربيعة الرأي، وأبي الزناد، وقد ترك هؤلاء جميعهم لإمام دار الهجرة مالك بن أنس منهجاً متكاملاً علماً وعملاً. يقول ابن تيمية: «وكان أهل المدينة فيما يعملون: إما أن يكون سنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإما أن يرجعوا إلى قضايا عمر بن الخطاب، - رضي الله عنه -. ويقال: إن مالكاً أخذ جُلَّ الموطأ عن ربيعة، وربيعة عن سعيد بن المسيب، وسعيد بن المسيب عن عمر، وعمر محدَّث.. »[24].
والمستعرض لجانب من حياة الإمام مالك يرى أنه كان قَمِناً بوراثة علم هؤلاء، وأن المذهب الذي ينسب إليه كان قد تأسس قبله، وأقيمت أصوله وقواعده، فلم يزد أن التزم به واجتهد في إطاره، وعبارات الموطأ كفيلة بتوضيح ذلك، فليس قول مالك في كتابه المذكور: (والأمر المجتمَع عليه عندنا..، أحسن ما سمعت..، الأمر عندنا، هذا أحب ما سمعت..، الأمر ببلدنا..، الذي أدركت عليه الناس..، أدركت أهل العلم..، سمعت أهل العلم..، السُّنَّة عندنا.. )؛ ليست هذه العبارات إلا اعترافاً صارخاً بانتماء مالك لمذهب فقهي قد استقرت أعلامه وأسسه، وتسلسلت حلقاته، يورثها جيل لمن بعدهم، حتى جمع أزِمَّتها إمام دار الهجرة. وهذا ما يبين نصاعة المذهب المالكي، وقوة التزام مالك بمنهج الصحابة - رضي الله عنهم -، ولم يكن قول الإمام الشافعي: «رضيت بمالك حجة بيني وبين الله»[25] إلا لما رأى فيه من حب السنة واتباعه لأثر النبي - صلى الله عليه وسلم - واهتدائه بهدي الصحابة، - رضي الله عنهم -. وكثرة ورعه وخشيته لله - تعالى -، وبُعده عن البدعة ودحضه للشبهة.
وكذلك كان مالك في بناء منهجه العقدي على النصوص من الوحيين، متبعاً لا مبتدعاً، بل كان لا يتجاوز فهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان - رضي الله عنهم - لتلك النصوص إن وجده، بعيداً عن القول بغير علم أو التخرُّص من غير بينة. فكان تعلقه شديداً بصراط هؤلاء الصحابة - رضوان الله عليهم - معظماً لما كانوا عليه مستقيماً على منهجهم، ويرى كل السوء والفحشاء في تنقُّصهم والنيل منهم.
أخرج أبو نعيم عن عبد الله العنبري قال: قال مالك بن أنس: «من تنقَّص أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو كان في قلبه عليهم غِلّ؛ فليس له حق في فيء المسلمين». ثم تلا قوله - تعالى -: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ [الحشر: 01]، فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غلّ فليس له في الفيء حق»[26]، بل كان النكير من مالك - رحمه الله تعالى - على منتقصي الصحابة - رضي الله عنهم - شديداً. ذُكِر في مجلــسه مـــرةً رجل ينتقص أصحــاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ مالك قول الله - تعالى -: مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ... [الفتح: 92]، فقال: «من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أصابته الآية»[27].

• ورع مالك وإنصافه ونبذه للتعصب:
لقد كان مالك - رحمه الله تعالى - غاية في الإنصاف والتواضع والورع، عميق الفقه، بعيداً عن الإعنات والأنا والتكلف، وما قصته في رفضه أمر المنصور تعميمَ (موطّئه) إلا صفحة من تلك الصور. يقول مالك: «لما حج أبو جعفر المنصور دعاني، فدخلت عليه فحادثته، وسألني فأجبته، فقال: إني عزمت أن آمر بكتبك هذه التي قد وضعت [يعني الموطأ] فتنسخ نسخاً، ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها ولا يعتدوها إلى غيرها، ويدَعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدَث؛ فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم، قلــت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل هذا! فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وعملوا به، ودانوا به من اختــلاف أصحــاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم، وإنّ ردَّهم عما اعتقدوه شديد، فدَعِ الناس وما هم عليه وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم»[28]، فهذا نموذج من أعظم صور التعلق بالحق والتجرد له والبعد عن التعصب والأنا.
بل كان - رحمه الله تعالى - شديد النكير على المتعصبين، كامل التعلق بكتاب الله - تعالى - وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، نابذاً لما عارض ذلك. ومن المأثور عنه في هذا المضمار قوله: «ليس كل ما يقول الرجل - وإن كان فاضلاً - يُتَّبع، ويُجعَل سنة، ويذهب به إلى الأمصار، قال - تعالى -: فَبِشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ [الزمر: 71 - 81][29]، وكان يحذِّر أصحابه من التعصب لقوله، أو التعلق برأيه في مواجهة النص؛ حيث قال: «إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي؛ فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه»[30]. ذلك أنه كان يرى أن صلاحَ خَلَفِ الأمة لا يكون إلا بانتهاج ما كان عليه سَلَفُها من التمسك بالكتاب والسنة، ولذلك قال: «لا يُصلِح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها»[31].
ولقد كانت محبة السنة النبوية والذود عنها والسعي إلى حفظها؛ أحد أهم الأسباب التي دفعت مالكاً إلى تصنيف موطئه الذي توخى فيه اختيار أقوى أحاديث أهل الحجاز ممزوجة بأوثق ما نُقِل من أقوال الصحابة، محشوّة بأصوب فتاوى التابعــين، من غيــر انتصار لرأي، أو نبذ لحــقيقة، أو رفض لحجة.
وقد ورث عن مالك كبراء علماء المالكية هذا المنهج، فذموا التعصب ووسموه بكل نعوت القبح. يقول أبو العباس المقري، وهو من كبراء علماء المالكية: «قد ضل بعض الناس، فحمله التعصب لمذهبه على التصريح بما لا يجوز في حق العلماء الذين هم نجوم الملة»[32]، بل عد المقري معارضة النصوص بأقوال الرجال من أشنع أنواع التعصب وأبشع صنوف التنكيب عن مَهْيَع الحق، فذكر جملة من القواعد الفقهية تعد جواهر في هذا الخضم، حيث يقول: «قاعــدة: لا يجوز رد الأحاديث إلى المذاهب على وجه ينقص من بهجتها، ويذهب بالثقة بظاهرها؛ فإن ذلك إفساد لها وغضٌّ من منزلتها، لا أصلح الله المذاهب بفسادها، ولا رفعها بخفض درجاتها، فكل كلام يؤخذ منه ويرد إلا ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»[33].
ولتصويب التصور وردع الغلو المذهبي؛ يطالعنا بقاعدة أخرى نحن أحوج ما نكون إليها في هذا الزمان الذي استشرى فيه التعصب المذهبي والتعلق بآراء الرجال بعيداً عن أي مستند من الوحي، فيقول: «قاعدة: لا يجوز التعصب للمذاهب بالانتصاب للانتصار بوضع الحِجَاج وتقريبها على الطرق الجدلية مع اعتقاد الخطأ والمرجوحية عند المجيب كما يفعله أهل الخلاف، إلا على وجه التدريب على نصب الأدلة والتعلم لسلوك الطريق بعد بيان ما هو الحق؛ فالحق أعلى من أن يُعلَى عليه وأغلب من أن يُغلَب»[34].
وهكذا نجد النظرة نفسها عند الإمام القرافي حين يبين مسلكه في كتابه الذخيرة قائلاً: «وقد آثرت التنبيه على مذهب المخالفين لنا من أئمة المذاهب الثلاثة ومآخذهم في كثير من المسائل؛ تكميلاً للفائدة، ومزيداً في الاطلاع؛ فإن الحق ليس محصوراً في جهة؛ فيعلم الفقيه أي المذهبين أقرب للتقوى وأعلق بالسبب الأقوى»[35].
وهذا الإمام الشاطبي يبين أسباب التعصب المذهبي ومضاره وأنه خروج على منهج السلف بقوله: «ولقد زلّ بسبب الإعراض عن الدليل والاعتماد على الرجال؛ أقوام خرجوا بسبب ذلك عن جادة الصحابة والتابعين، واتبعوا أهواءهم بغير علم؛ فضلّوا عن سواء السبيل»[36].
وخلاصة القول: إن الإمام مالكاً من أعلم علماء الأمة، وأكثرهم تعلقاً بالدليل، وأوضحهم مسلكاً، وأنصعهم عقيدة، وأبعدهم عن التعصب لرأيه أو رأي غيره، ولم يكن يترك الدليل ليعارضه بآراء الرجال، وكذلك كان كبار علماء المالكية.
ذلك أن الارتماء في أتون التعصب المقيت يتعارض مع المنظومة الإسلامية، وتقلاه[37] العقول السليمة لما يُفضي إليه من تمزق المجتمع الإسلامي، وفُشوّ المشاحنة والبغضاء والإعراض عن الوحي، وهو الأمر الذي يتعارض مع نصوص كثيرة ظلت تدعو إلى الألفة والمحبة ونشر الإخاء، كقول الله - جل ذكره -: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ [آل عمران: 301]، وقوله - تعالى -: وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة: 17]، وقوله - جل وعلا -: إنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ [الحجرات: 01]، وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن دخول المؤمنين الجنةَ مشروط بتحابُبِهم «والذي نفسُ محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتـــى تؤمنـــوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا.. »[38]، فالأصل الضامن للنجاة يتمثل في التزام المحجة البيضاء التي ترَكَنا عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، التي سار عليها أئمة السلف كمالك وغيره، - رحمهم الله - جميعاً.
أسأل الله - تعالى - أن يوفقنا إلى نهج السبيل الأقوم، وأن يأخذ بنواصينا إلى الحق، وأن يجعلنا من أهل البر والتقوى.

_________________
[1] البخاري (631) ومسلم (674).
[2] مسلم (1297).
[3] المدخل إلى كتاب الإكليل، ص(7-8).
[4] ترتيب المدارك (1/121).
[5] التمهيد (3/4).
[6] الطبقات الكبرى، القسم المتمم لتابعي أهل المدينة (437).
[7] ترتيب المدارك (1/158).
[8] التمهيد (1/54).
[9] ترتيب المدارك (1/136).
[10] المصدر السابق (1/136)، والديباج (1/100).
[11] التمهيد (1/53-54).
[12] المَهْيَع: الطريق البيِّن.
[13] سير أعلام النبلاء (8/73).
[14] حلية الأولياء (6/326).
[15] انظر: تزيين الممالك، ص (15)، وانتصار الفقير السالك، ص، (156).
[16] اعتقاد أهل السنة (1/123)، وحلية الأولياء، (6/327).
[17] المنتظم لابن الجوزي (3/131).
[18] الإلماع للقاضي عياض ص، (52).
[19] مصطلح كلامي من قول القائل: أرأيت لو كان كذا.. ؟
[20] مغني المحتاج (1/356).
[21] ترتيب المدارك (2/70-90).
[22] ترتيب المدارك (2/93).
[23] ترتيب المدارك (2/90-94).
[24] مجموع الفتاوى (20/312).
[25] التهذيب (10/8).
[26] الحلية (6/327).
[27] المرجع السابق.
[28] الموطأ، رواية محمد بن الحسن (1/5).
[29] ترتيب المدارك (1/182).
[30] الاعتصام (2/301).
[31] الرد على الجهمية، ص (12).
[32] نفح الطيب (2//521).
[33] قواعد المقري (2/396).
[34] المرجـع السـابـق (2/397)، وانظــر، المامي: المـذهـب المالكــي: مــدارسه ومـؤلفاته، ص (518).
[35] الذخيرة (1/135).
[36] الاعتصام (2/302).
[37] تقلاه: تُبْغِضه.
[38] مسلم: ح (54).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.02 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]