شرح باب الإصلاح بين الناس من كتاب رياض الصالحين - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215407 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2021, 09:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي شرح باب الإصلاح بين الناس من كتاب رياض الصالحين

شرح باب الإصلاح بين الناس من كتاب رياض الصالحين
















باب الإصلاح بين الناس


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين




قال الله تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 114]، وقال تعالى: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128]، وقال تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال: 1]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات: 10].









قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب الإصلاح بين الناس.

الإصلاح بين الناس: هو أن يكون بين شخصين معاداةٌ وبغضاءُ، فيأتي رجل موفَّق فيُصلِح بينهما، ويزيل ما بينهما من العداوة والبغضاء، وكلما كان الرجلان أقرَبَ صلةً بعضهما من بعض، فإن الصلح بينهما أَوكَدُ، يعني أن الصلح بين الأب وابنه أفضلُ من الصلح بين الرجل وصاحبه، والصلح بين الأخ وأخيه أفضل من الصلح بين العمِّ وابن أخيه، وهكذا كلما كانت القطيعة أعظَمَ، كان الصلح بين المتابغضين وبين المتقاطعين أكمَلَ وأفضل وأوكد.



واعلم أن الصلح بين الناس من أفضل الأعمال الصالحة، قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 114]؛ أي: إلا نجوى من أمر بصدقة.




والنجوى: الكلام الخفيُّ بين الرجل وصاحبه، فأكثر المناجاة بين الناس لا خيرَ فيها إلا من أمر بصدقة أو معروف.



والمعروف: كل ما أمَرَ به الشرع، يعني: أمر بخير.

أو إصلاح بين الناس: بين الرجل وصاحبه مفسدة، فيأتي شخص موفَّق فيصلح بينهما، ويزيل ما بين الرجل وصاحبه من العداوة والبغضاء.



ثم قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]، فبيَّن سبحانه في هذه الآية أن الخير حاصل فيمن أمَرَ بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، فهذا خيرٌ حاصل لا شك فيه، أما الثواب فقال: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].



فأنت - يا أخي المسلم - إذا رأيت بين شخصين عداوةً وبغضاء وكراهة، فاحرص على أن تسعى بينهما بالصلح، حتى لو خسرت شيئًا من مالك، فإنه مخلوف عليك.



ثم اعلم أن الصلح يجوز فيه التورية؛ أي: أن تقول لشخص: إن فلانًا لم يتكلم فيك بشيء، إن فلانًا يحب أهل الخير، وما أشبه ذلك، أو تقول: فلان يحبك إنْ كنت من أهل الخير، وتُضمِر في نفسك جملة "إن كنت من أهل الخير"؛ لأجل أن تخرج من الكذب.



وقال الله عز وجل: ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128]، هذه جملة عامة "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" في جميع الأمور.



ثم قال تعالى: ﴿ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ﴾ [النساء: 128]؛ إشارة إلى أن الإنسان ينبغي له عند الإصلاح أن يتنازل عما في نفسه، وألا يَتَّبِعَ نفسه؛ لأنه إذا اتبَع نفسه فإن النفس شحيحة، ربما يريد الإنسان أن يأخذ بحقه كاملًا، وإذا أراد الإنسان أن يأخذ بحقه كاملًا، فإن الصلح يتعذر؛ لأنك إذا أردت أن تأخذ بحقك كاملًا، وأراد صاحبك أن يأخذ بحقه كاملًا، لم يكن إصلاحًا.



لكن إذا تنازَلَ كلُّ واحد منكما عما يريد وغَلَبَ شُحَّ نفسه، فإنه يحصل الخير ويحصل الصلح، وهذا هو الفائدة من قوله تعالى: ﴿ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ﴾ بعد قوله: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾.



وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ﴾ [الحجرات: 9]، فأمَرَ الله عز وجل بالإصلاح بين المتقاتلين من المؤمنين.



والحاصل أن الإصلاح كله خير، فعليك - يا أخي المسلم - إذا رأيت شخصين متنازعينِ متباغضين متعاديين: أن تُصلِحَ بينهما؛ لتنال الخيرَ الكثير، وابتغِ في ذلك وجه الله، وإصلاح عباد الله؛ حتى يحصل لك الخير الكثير، كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].



أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصالحين المصلحين.



المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 32 - 34).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.04 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]