الصبر على مصيبة الطلاق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 33 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1191 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16908 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2021, 03:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي الصبر على مصيبة الطلاق

الصبر على مصيبة الطلاق


الشيخ د. علي ونيس






السؤال

السلام عليكم ورحمة الله،
أنا إنسانة أخاف الله كثيرًا، وبعيدة عن كلِّ المحرَّمات - والحمد لله - لكن لا أفهم ما يحصُل لي مع الطَّرف الآخر، أقصد الزَّوج.

تزوَّجت المرَّة الأولى، وأحسستُ أنَّ زوْجي كان لا يُطيقُ النَّظَر في وجهي، ولا يُعاملُنِي كما تُعامل الأزواج، وأسرع في مُباشرة الطَّلاق بسُرعة، رغْم أنَّه يعترِف بِحسن خلقي، وهذه المرَّة الثَّانية يعامِلُني فيها الزَّوج بنفْس الطَّريقة، ويسرع لمباشرة الطلاق دون أن يُخبرني بالسَّبب، وأتوسَّل إليه ليحدِّثني عن المبرِّر لكنَّه يرفض الحوار، علمًا أنِّي مستَحْسنة الجمال، ولا يوجد بي عيبٌ خلقي، بل الكثير يستغْرِب للأمر؛ لما وهبني الله من مميَّزات، جرَّبت الرُّقْية؛ لكنَّ الطَّرف الآخر يرفض.



الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أهلاً ومرحبًا بك أختَنا في موقِعك الألوكة، وعلى الرحْب والسَّعة دائمًا.

نسأل الله بدايةً أن يوفِّقك لما يُحبُّ ويرضى، وأن يُذْهِب عنك الهموم والغموم، وأن يرزُقَك حسن المقام مع زوجِك، شريك حياتك.

اعلمي أولاً أنَّ كلَّ شيء بقضاء وقدَر، وأنَّه لا يكون في مُلْك الله إلا ما أراد الله، وأنَّ ما شاء كان وما لم يشأْ لَم يكن؛ قال الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].

هذه هي الدعامة الأولى، والأساسُ الثَّابت، والقاعدة التي لا تقبل الزَّحزحة، الإيمان بقضاء الله وقدَره، وهذا يستلزم بالضَّرورة أنَّ كلَّ ما قضاه الله فهو خير، وإنْ كان مؤلمًا بالنسبة لنا، فقد كان النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول في دعائه: ((والخير كلُّه في يديْك، والشَّرُّ ليس إليك))؛ رواه مسلم.

أقول لك - أختاه -: هبِي أنَّ زوجَكِ قد مات، أليس ذلك بقدر الله؟
هبي أنَّ زوجَك قد أُصيب بحادثٍ يُعطِّله عن القيام بواجباته الزَّوجيَّة، أليس ذلك بقدر الله؟
الإجابة في كلٍّ: بلى.

وكذلك الطَّلاق الذي حصل لك قبل ذلك، نقول فيه: إنَّه بقدر الله تعالى.

لكن عليْنا مع هذا الإيمان الجازم بالنَّظَر إلى المشكلة نظرةً فاحصة؛ لمعرفة أسبابِها ودواعيها، والسَّعي لإيجاد حلٍّ لها نستفيدُ منه في المستقبل المُشْرِق - إن شاء الله تعالى.

عليْكِ أن تتعلَّمي الحقوق الزوجيَّة الواجبة على المرأة تِجاه زوْجِها، ومعرفة أقْرب طريق يمكنها الوصول به إلى قلبِه، من خلال معرفة طبائِعه وخصائصِه النفسيَّة، التي لا يُمكن أن تتَّفق معك في كلِّ الجوانب؛ لأنَّها تختلِف بحسب طبيعة كلِّ إنسان وخصائصه، والواجب عليْك هو التآلف معها، ومحاولة التَّقريب بينها وبين خصائصك وطبائعك.

أكاد أُجزم وأنا أحدِّثك الآن، أنَّ أيَّ امرأةٍ ترغَبُ في استِمرار حياتِها الزَّوجيَّة ثُمَّ تفشل في ذلك، أنَّه لا بدَّ من وجود نوع من التَّقصير منها في حقِّ زوجِها، أو سوء الفهم لطبيعته الجِبِلِّيَّة.

لا تَحزني ولا تيْأسي؛ فالمستقْبَل مليءٌ بالأقدار المُفْرِحة والأحداث السعيدة، ولعلَّ ما حصل يكونُ خيرًا لك، ألَم تقرئي قولَ الله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]؟

أختاه، قلتِ كلامًا يفيد أنَّك ألححْتِ على زوجِك في أن يمسكك، وهذا أمر حسن منك وإن لم يقدِّرْه الزوج، لكنَّ الأحسن منه أن تلجئي إلى الله - تعالى - أن يهيِّئ لك من أمرِك رشدًا، وأن يقسم لك من الخيْر ما يكون عونًا لك على مرضاتِه، فهذا رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يدخُل على زوجتِه، أمُّ حبيبة وهي تقول: "اللهم متِّعْني بزوْجي رسول الله، وبأبي: أبي سفيان، وبأخي معاوية"، فقال لها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّك سألْتِ الله لآجالٍ مضروبة، وآثارٍ موْطوءة، وأرْزاق مقسومة، لا يعجل شيئًا منها قبل حله، لا يؤخر شيئًا بعد حله، ولو سألتِ الله أن يُعافيك من عذاب في النَّار وعذاب في القبر، لكان خيرًا لك))؛ رواه مسلم وغيره.

فهذا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ينصح زوجته بأن تدَع ما قُضِي أمره، وأن تهتمَّ بما لم تعلمْ نِهايته من مصير، إمَّا خلود في نعيم، أو عذاب أليم.

ثم يمكنُك هنا أن تفكِّري في أحد أمرين أو فيهما معًا:
الأوَّل: أن تفكِّري في العوْدة إلى أحد الزَّوجين السابقين، لكن ليس عن طريقِك مباشرة ولكن بتوسيط أهل الخير والفضل والصلاح، وهذا أمرٌ غير منْهيٍّ عنه شرعًا، بل رغَّب فيه الشرع وحثَّ عليه.

الثاني: أن تستفيدي من التجرِبَتين السَّابقتين بِحُسن الاختِيار في المرَّة القادمة، ولا يكن همُّك هو مجرَّد تحصيل زوج تستظلِّين بظلِّه، فإن المرأة أحيانًا تقصِد ذلك ثُمَّ يتبيَّن لها أنْ لو عاشت بلا ظلٍّ لكان خيرًا لها، فبعْض الرِّجال لا يصلُح ظلاًّ لنفسِه فضلاً عن أن يستظلَّ به غيره.

وعلى كل لا تفقِدي الأمل في الحياة، ولا تنظري إليها بنظَّارة قاتمة سوداء، ففي الحياة سعادة لو أدرك المرءُ حقيقتَها ما رضي بغيرها بديلاً، وهي العيش مع الله وبالله وفي الله، يخدم دينَه وينفع غيره، ويجتهد في سبيل الوصول إلى مراد الله منه، بكل ما أوتي من قوَّة.

دعائي لك بِصلاح الحال والمآل، وأن يرزُقك الله الزَّوج الصالح الذي يُعينُك على الخيْر ويحضُّك عليه،، والله أعلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.65 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]