#1
|
||||
|
||||
الميثاق الغليظ
الميثاق الغليظ علي بن حسين بن أحمد فقيهي بوح القلم (تأملات في النفس والكون والواقع والحياة) (الميثاق الغليظ) • خَلَق المولى جل وعلا الذَّكَرَ والأنثى، وفطرهما على الميل الجنسي، والالتفات الغريزي، والإقبال الشهواني، وشرع لهما الطرق الآمنة، والوسائل المتاحة للالتقاء والارتباط، عبر الزواج ومِلك اليمين. • تعتبر العَلاقة الزوجية من أوثق العقود، وأعظم العهود الموجبة للحقوق والواجبات لكلا الجنسين؛ ولذا تُحرَم المرأة الناشز من تلك الحقوق، ويُلزَم الزوج المفرِّط بتلك الواجبات. • تعدُّ الشريعة الإسلامية أوسعَ الشرائع، وأعظم الملل الموضحة والمبينة لطبيعة العَلاقة الزوجية، بَدْءًا بكتاب النكاح، والمعاشرة، والعناية، والنفقة والرعاية والقوامة، مرورًا بكتاب الطلاق، والفراق، والخلع، والحضانة، ونهايةً بكتاب العدة والإحداد، والوصايا والمواريث، كلُّ ذلك في تفصيلٍ دقيق، وبيان محكم لكافة القضايا والمسائل المحيطة والمتصلة بالزوجين؛ تعظيمًا وإجلالًا، وعناية واهتمامًا بهذا الميثاق العظيم. • المتأمل في المشكلات العائلية، والنزاعاتِ الأسرية: يتبيَّن له عدد من الأسباب، وجملة من الدواعي؛ من أبرزها: ١ - نظرة أحد الطرفين للآخر بدايةَ الزواج نظرةَ إعجاب ودهشة للشكل والمظهر، أو المنزلة والمكانة، أو الغنى والسَّعة، سرعان ما تتلاشى مع الوقت، وتنخرم مع الخلاف، وتزول عند النزاع. ٢ - نقص الوعي وقصور المعرفة بالخصائص الفطرية، والسمات النفسية، والعوامل البيئية المؤثِّرة على الطبائع والأمزجة، والأحوال والأوضاع، خلال المسيرة الزوجية، التي قد تكون مبررًا ودافعًا للتسامح والإعذار، أو التجاهل والتغافل. ٣ - اعتقاد بعض الأزواج أن المعاملة بينهما قائمةٌ على مبدأ الندية والمثلية، فبقدر ما تقدم من المنافع والمصالح، تحصل على الفوائد والمكاسب مثلًا بمثل، سواءً بسواء، وهذا جهل واضح بحقيقة عقد الزوجية، الذي يختلف كليةً عن جميع عقود الشراكة والمعاوضات، ويُبنَى على أساس من التراحم والتوادِّ، واللين والرفق، والتسامح والتصافح، والتعاون والتكاتف. ٤ - هوس بعض الأطراف بعُقْدة المقارنة والمقاربة بينه وبين الآخرين، ومحاولة المشابهة والتقليد في كل شيء، فلا يهنأ بعيش، ولا يستقر على حال، ولا يسعد بواقع، ولا يرضى بقدَر. ٥ - تضخيم المشكلات اليسيرة، وتعظيمُ النزاعات البسيطة، وتركها تتراكم في النفوس، وتكبر في القلوب، حتى تكون جبالًا من الضغائن، وقصورًا من الأحقاد، يصعب حلُّها، ويستحيل معالجتها. ٦ - الخوف والوجل، والتردد والحيرة، والتهاون والتساهل، عن عرض المشاكل وشرح المكدرات - ولو كانت يسيرة في البداية - على المستشارين والمختصين، أو الوسطاء والمصلحين، فما خاب مَن استخار، وما ندِم مَن استشار. ٧ - الاستجابة العمياء، والخنوع التام لرغبات الوالدين، وطلبات الأقارب، وتحكمات الآخرين على حساب مصلحة الأسرة ومنفعة العائلة. ٨ - رضوخ الطرفين للعادات البالية، والتقاليد المجحفة، والأعراف المزدوجة؛ (مثل عدم رؤية المخطوبة، حجر الفتاة والشاب لأحد الأقارب، احتقار المرأة، ازدراء أهل الزوجين، قصر الأرملة على أقارب الزوج، حِرمان المتزوجات من الميراث...)، مما زاد من حدَّة المشكلات العائلية، وتفاقمِ النزاعات الأسرية. ٩ - الاستسلام التام للواقع المرير والوضع المؤلم، والضعف والخور عن تَكرار التجارِب، ومعاودة البحث عن الحلول المناسبة، والوسائل الناجعة، المُعِينة على تغيير الواقع، وتصحيح المسار. ١٠ - ضعف الإيمان، وضمور التقوى في النفوس؛ ولهذا كثيرًا ما يلمح المتدبِّرُ في الأحكام الأسرية في القرآن الكريم أنها تُذيَّل وتختتم بالحث على التقوى؛ للدلالة على أثرها في الالتزام بالأوامر، والقيام بالواجبات، وتأدية الحقوق. • ومضة: عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمُهم فتنةً، يجيء أحدهم، فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيء أحدُهم، فيقول: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، قال: فيُدْنيه منه، ويقول: نِعْمَ أنتَ!))، قال الأعمش: أُراه قال: فيلتزمه؛ رواه مسلم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |