سلوك النبي مع زوجاته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4433 - عددالزوار : 869233 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3964 - عددالزوار : 401714 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 269 - عددالزوار : 13558 )           »          معيار التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          الفراغ أول طريق الضياع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          الهـــوى وأثره في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 106 )           »          القاضي الفاضل وفضله على أهل مصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 103 )           »          حوار مع كتاب :«الرؤى عند أهل السنـة والجـماعـة والمخالفـين» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          تدخـل الأهــل في نزاعات الزوجين.. تهديد لاستقرار الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          ثعبان يتحرَّك بخُبْث من تحت أقدامنا ونحن غافلون..التنصـــير ودعوات الكفر والإلحاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2021, 02:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,571
الدولة : Egypt
افتراضي سلوك النبي مع زوجاته

سلوك النبي مع زوجاته
أ. صالح بن أحمد الشامي




نعرض في هذه الفقرة جانبًا آخر من طريقته صلى الله عليه وسلم في معاملة أهله..

أخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع"[1].

وقصة هذا الحديث - كما روتها عائشة تفصيلًا - أن إحدى عشرة امرأة تعاهدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا. ثم وصفت كل واحدة منهن سلوك زوجها في بيته ومعاملته إياها، فكان من هؤلاء الأزواج: الجيد في سلوكه، وكان منهم المتوسط، وكان منهم غير ذلك... وقد مثل أبو زرع في هذا الحديث قمة الحسن في المعاملة لزوجته..




وهذا التشبيه من الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه بأبي زرع هو تشبيه الأعلى بالأدنى، أو هو تشبيه تمثيلي، فأبو زرع كان قمة بالنسبة للمجتمع الذي كان فيه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو القمة بالنسبة للمجتمع المسلم الذي يمثل أرقى المجتمعات.




لم يكن هذا بالنسبة لعائشة رضي الله عنها، بل لجميع زوجاته، وإنما ورد ذكر اسمها فيه لأنها كانت المخاطبة.

فهذا أنس رضي الله عنه ينقل لنا صورته صلى الله عليه وسلم وهو يساعد صفية على ركوب الراحلة فيقول: ثم يجلس صلى الله عليه وسلم عند بعيره، فيضع ركبته، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب[2]..

وحين وقع صلى الله عليه وسلم عن الراحلة ووقعت معه صفية رضي الله عنها، وكان أبو طلحة قريبًا منهما قال: يا نبي الله - جعلني الله فداك - هل أصابك من شيء؟ قال: "لا، ولكن عليك بالمرأة" فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها فقامت المرأة[3]..




أرأيت كيف كان اهتمامه صلى الله عليه وسلم بها أكثر من اهتمامه بنفسه. فوجه أبا طلحة للعناية بها[4].

ويعتكف صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان، فتزوره صفية في اعتكافه، وتتحدث عنده ساعة، ثم تقوم لترجع إلى بيتها، فيقوم معها حتى يوصلها إليه[5].

ويزداد اهتمامه صلى الله عليه وسلم بمن تمرض منهن، ففي حديث الإفك تقول عائشة: ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي[6]..




وفي حجة الوداع رغبت عائشة رضي الله عنها أن تأتي بالعمرة بعد الحج فأرسلها صلى الله عليه وسلم مع أخيها عبدالرحمن تلبية لرغبتها.. يقول جابر: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا سهلًا إذا هويت الشيء تابعها عليه[7].

وتصف عائشة رضي الله عنها جانبًا من سلوكه صلى الله عليه وسلم فتقول: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله[8]..




وإذا ذهبنا نسترسل في نقل هذه المكارم لطال بنا المقام وخرجنا عن الحدود المقررة لهذه الفقرة ولكنا نختمها بحديث مسلم الآتي:

قالت عائشة رضي الله عنها: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجَع، فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدتُ. فأخذ رداءه رويدًا، وانتعل رويدًا وفتح الباب فخرج، ثم أجافه رويدًا.




فجعلت درعي في رأسي، واختمرت وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره. حتى جاء البقيع فقام، فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات. ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، فسبقته فدخلت.

فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال: "مالك يا عائش؟ حَشْيَا رَابِيَةً!!". [9]

قالت: قلت: لا شيء. قال "لتخبريني أو ليخبرنِّي اللطيف الخبير" قالت: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فأخبرته.

قال: "فأنت السواد الذي رأيته أمامي؟" قلت: نعم، فلهدني[10] في صدري لهدة أوجعتني، ثم قال: "أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟"

قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله، نعم. قال: "فإن جبريل أتاني حين رأيت، فناداني، فأخفاه منك، فأجبته، فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أن قد رقدت، فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي. فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم".

قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون"[11].




وتستوقفنا تلك الفقرة التي تبين حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على اختيار الوضع الأحسن بشأن مغادرته الحجرة. فقد ظن أنها نائمة، وخشي إن أيقظها وأعلمها وجهته وسبب خروجه أن تستوحش، كما كره إيقاظها حرصًا على تمام راحتها، فآثر أن يخرج بأناة حتى لا يوقظها.. فأخذ رداءه رويدًا.. وانتعل رويدًا وفتح الباب رويدًا.. وخرج رويدًا.. وأغلقه رويدًا.

فأي سلوك هذا..

إن قلنا هو اللطف.. فتلك صفته صلى الله عليه وسلم التي لا يدانيه فيها أحد.

وإن قلنا هو الرحمة.. فهو القائل: "الراحمون يرحمهم الرحمن"[12].

وإن قلنا هو الحب.. فتلك عاطفة السمو العليا.

إننا أمام ذلك كله في سلوكه صلى الله عليه وسلم مع أزواجه.. وصدق إذ يقول: "وأنا خيركم لأهلي"[13].





[1] متفق عليه (خ 5789، م 2448).




[2] أخرجه البخاري برقم (2893).




[3] أخرجه البخاري برقم (3086).




[4] وانظر هنا سرعة بديهة أبي طلحة رضي الله عنه وحسن تصرفه، كيف ألقى ثوبه على وجهه لا يبصر المرأة ثم قصد تجاهها فألقى الثوب عليها.




[5] متفق عليه (خ 2035، م 2175).




[6] متفق عليه (خ 4141، م 2770).




[7] أخرجه مسلم برقم (1213).





[8] أخرجه مسلم برقم (2328).




[9] حشيارابية: أي مرتفعة البطن.




[10] أي دفعني.




[11] أخرجه مسلم برقم (974).




[12] أخرجه أحمد وغيره.




[13] سبق تخريجه. وفي الحديث عند الترمذي عن أبي هريرة مرفوعًا "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخيارهم خيارهم لنسائهم" وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.69 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]