قراءة في كتاب عبدالسلام هارون: قطوف أدبية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 56999 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 81 - عددالزوار : 26305 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 745 )           »          كلام جرايد د حسام عقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 41 )           »          تأمل في قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بيان معجزة القرآن بعظيم أثره وتنوع أدلته وهداياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          { ويحذركم الله نفسه } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان والسباق نحو دار السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-05-2021, 04:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,661
الدولة : Egypt
افتراضي قراءة في كتاب عبدالسلام هارون: قطوف أدبية

قراءة في كتاب عبدالسلام هارون: قطوف أدبية(1)


عراقي محمود حامد


مقدمة


الحمدُ لله الذي بدَأ تنزيلَه بـ ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5]، والصلاة والسلام على خيرِ مَن نطَق بالضَّاد، أفصَحِ الناس على الإطلاق، الذي أُوتِيَ جَوامِع الكَلِم -صلى الله عليه وسلم- ونزَل عليه القرآنُ المُبِين، هدًى ورحمة وبشرى للمؤمنين.





وبعد:


فلم يَخُطَّ أحدٌ في التُّراث العربي سَطرًا إلاَّ وللعالم الجليل عبدالسلام محمد هارون مِنَّة عليه، ويندُر أنْ يتعامَل أحدٌ مع المصادر العربيَّة دون أنْ يستعين بمصدرٍ من تحقيقات هذا العلاَّمة الفذِّ؛ الذي قدَّم للمكتبة العربيَّة عيونًا من التُّراث مجلوَّة في صورةٍ بهيَّة، وحُلَّة قشيبة، وزيَّنَها بتعليقاتٍ وفهارس دقيقة.





ولقد أردتُ أنْ نقف على جهود هذا العلَمَ الأشمِّ الجبَّارة، وأنْ أربط جيلَنا بجيلهم المُبارَك؛ لنستَفِيد من خبراتهم الواسعة، ولنتعلَّم من تجاربهم النافعة، ولندرس تحقيق النصوص على رُوَّاده، ولنتعلَّم من دلِّهم وسَمتهم وتَواضُعهم الناطق به أعمالُهم، مع ما بذَلُوه وقدَّموه، قبل أنْ نتعلَّم من مصنفاتهم - فكتبتُ هذه القراءةَ لأحد أعماله، والتي هي تحت عنوان: "هارون وتحقيق النصوص، ومعالجة قضاياه، قراءة في كتابه: قطوف أدبية - دراسات نقدية في التراث"، والذي يَحمِل رقم (121) من أعمال العلاَّمة الهُمَام عبدالسلام محمد هارون، وهو الأخير من مُصنَّفاته الجليلة النافعة.





وأرى أنَّ من المُناسِب أنْ أُقدِّم بترجمةٍ يَسِيرةٍ للعلاَّمة عبدالسلام هارون، بين يدي هذا البحث، أتعرَّض فيها لِمَولِده ونشأته، ثم أُعرِّج على نشأته العلميَّة وثقافته، ثم نشاطه العلمي، وبعضٍ ممَّا قدَّم من أعمالٍ عظيمةٍ، ثم أُبيِّن الامتدادَ الزمني لبحوثه ومقالاته وإسهاماته العلميَّة، ثم أُوضِّح سببَ إعداد هارون - رحمه الله - لهذا السِّفر الجليل "قطوف أدبية"، ثم أُسلِّط الضوء على الوَظائِف العلميَّة التي تَقلَّدَها، وشَرُفَتْ به، وأخيرًا وفاته - رحمه الله تعالى - ومصادر ترجمته.





ثم رأيتُ أنْ أُوضِّح تقليب كلمة (تراث) مبنًى ومعنًى كما بيَّن - رحمه الله.





ثم أُحاوِل أنْ أستنبط منهجَه في التحقيق من أقواله وتَعلِيقاته وبعض أعماله، وآراء أصدقائه وناقديه فيها.





ثم أتعرَّض لما قام به المستشرقون من تحقيقٍ لبعض النصوص التراثيَّة، ورأي هارون في تحقيقاتهم.





ثم أبيِّن رأيه في صَنِيع أحمد زكي باشا (1867م - 1934م).





ثم أضرب نماذج من نقد هارون لأعمالِ غيره، ونماذج من ردِّهم عليه، وأيضًا نماذج من نقْد العُلَماء والأُدَباء لبعض أعمال هارون، ونماذج من ردِّه عليهم.





ثم أسرد تقييمَ بعضِ العُلَماء والأصدقاء لأعمال هارون.





ثم ألتَقِط بعضَ الدُّرَر من أقواله الذهبيَّة، والتي تُعتَبَر عصارة تَجارِبه العلميَّة في تحقيق النصوص التراثيَّة.





وختامًا: خلاصة القراءة، ونتائجها.





ترجمة العلاَّمة عبدالسلام هارون - رحمه الله -:


أ- المولد والنشأة:


وُلِد عبدالسلام هارون في مدينة الإسكندريَّة في (25 من ذي الحجة 1326هـ، 18 من يناير 1909م)، ونشَأ في بيتٍ كريم من بيوت العِلم والفضل؛ فجدُّه لأبيه هو الشيخ هارون عبدالرازق، عضو جماعة كِبار العلماء، وأبوه هو الشيخ محمد هارون الذي كان يتولَّى عند وفاته منصب رئيس التفتيش الشرعي في وزارة الحقانيَّة (العدل)، وعمُّه هو الشيخ أحمد هارون الذي يُرجَع إليه الفضل في إصلاح المحاكم الشرعيَّة ووضع لوائحها، أمَّا جدُّه لأمِّه فهو الشيخ محمود رضوان الجزيري عضو المحكمة العليا.





وقد عُنِي أبوه بتربيته تربيةً إسلاميَّة، وتعليمه أصولَ الدين؛ فحَفِظ القرآنَ الكريم وتعلَّم مبادئ القراءة والكتابة، والتَحَق بالأزهر سنة (1340هـ، 1921م)؛ حيث دَرَس العلوم الدينيَّة والعربيَّة، ثم التَحَق في سنة (1343هـ، 1924م) بتجهيزيَّة دار العلوم بعد اجتيازه مسابقةً للالتِحاق بها، وكانت هذه التجهيزيَّة تُعِدُّ الطَّلَبة للالتحاق بمدرسة دار العلوم، وحصَل منها على شهادة البكالوريا سنة (1347هـ، 1928م)، ثم أتَمَّ دراسته بدار العلوم العُليَا، وتخرَّج فيها سنة (1351هـ، 1945م).





ب- تعليم الأستاذ هارون وثقافته:


كان لنَشأَةِ هارون في بيت علمٍ وفضلٍ وسبقٍ في التأليف والتحقيق - أكبرُ الأثَرِ في شغفه بالعلم والأدب؛ ممَّا أعان على سرعة نُضجِه، وتعلُّقه بالتُّراث تعلُّقًا أخَذ بمجامع نفسه، وساقَها سوقًا حَثِيثًا في هذا التيَّار، ولنترُك لأستاذنا العلامة يُحدِّثنا عن نشأته وتعليمه وثقافته، حيث سأَلَه الأستاذ يوسف نوفل المحرِّر بمجلة "الفيصل" في مقابلة وحوار معه، نُشِر تحت عنوان: "حضارتنا وإحياء التراث"، في العدد 54 من المجلة، بتاريخ ذي الحجة سنة 1401هـ أكتوبر سنة 1981م - قائلاً: هناك مكونات بعيدة تُؤتِي ثمارَها في المحقِّق، ما المكوِّنات البعيدة في حياتكم الأدبيَّة؟





فأجاب قائلاً:


"عن المؤثِّرات في نشاطي الثقافي والتأليفي - أستَطِيع أنْ أسجِّل للتاريخ أنَّ الفضل الأوَّل فيه يَرجِع إلى عامل الوراثة، وإلى شقيقي الأكبر الأستاذ محمد أبو الفضل محمد هارون - مَدَّ اللهُ في عمره - فقد وُلِدتُ في بيتٍ كلُّ أهله مُؤلِّفون: جدِّي - المغفور له - الشيخ هارون عبدالرازق شيخ رواق الصعايدة بالأزهر، خرَجتُ إلى الدنيا ووجَدتُ اسمه مقرونًا بكتابٍ كان مشهورًا جدًّا في ذلك الوقت، وما زال إلى الآن معروفًا مُتداوَلاً، وهو كتاب: "عنوان الظَّرف في علم الصَّرف"، ومقرونًا بكتابٍ آخر هو كتاب: "المبادئ النافعة في تصحيح المطالعة"، وهو كتابٌ نحوي موجز أتمنَّى أنْ يُعاد طبعُه لطلاب المدارس، وكتابٍ آخَر يُدعَى: "عنوان النجابة في قواعد الكتابة"، وآخَر يُدعَى: "حسن الصياغة في علوم البلاغة"، وممَّا هو مُسجَّل معروفٌ أنَّه قامَ بالإشراف على التحرير الكامل لكتاب: "الخطط التوفيقية"؛ للعالم المؤرِّخ علي باشا مبارك.





ووالدي - المغفور له - الشيخ محمد هارون الذي كان قاضيًا لقُضاة السُّودان، أُقِر أنَّ مؤلفاته "تلخيص الدروس الأولية في السيرة المحمدية"، في جزأين كان مُقرَّرًا علينا في السنتين الأولى والثانية الأُوليَيْن في جميع المعاهد الدينيَّة، وكنتُ أحفظهما عن ظهْر قلب، وله أيضًا كتاب: "دروس في آداب اللغة العربية".





وربما استَرعَى نظري بعدما شدَوْت أني وجدتُ له تحقيقًا سابقًا لأوان التحقيق، وهو تحقيق كتاب: "تيسير الوصول إلى جامع الأصول"؛ لابن أبي الديبع الشيباني.





أمَّا أخي الأكبر محمد أبو الفضل، فقد قام بصُنع حاشية لكتاب جدي: "عنوان الظَّرف".





هذا هو الفضل الرُّوحي الذي أوحى إلَيَّ أنْ أقتَدِي بهؤلاء القوم.





أمَّا الفضل العلمي في انغِماسي في هذا التيَّار، فهو فضلُ أخي "محمد أبو الفضل" الذي كانت له مكتبةٌ في المنزل جمَع فيها مختارات جيِّدة من الكتب الأصيلة التي كانت تَظهَر في ذلك الوقت، وكان يُشجِّعني على قراءتها، ويَحمِلني على حضور مجلسه للمُذاكَرة مع إخوانه، وأذكُر أنَّه كان قد رصَد لي مكافأة (ساعة جيب) أحصُل عليها إذا أتمَمْتُ حفظَ المعلقات، وفي تلك السن المبكِّرة حفظت المعلقات السبع، مع شيءٍ من شروحها في نحو ثلاثة أشهر فقط حفظًا جيِّدًا، وهذا فتَح أمامي بابَ الوُلُوع بالأدب وباللغة، وباب التفكير في التأليف"[1].





وكان هذا دأبَ مُعاصِريه، وشأن التعليم الذي درَج فيه آنَذاك؛ يقول: "ولقد كان التُّراث العربي بمختَلف فروعه في جيلنا الذي عِشنَا فيه موضع اهتمام؛ يتمثَّل في التُّراث الديني الذي كانت كتبه مُيسَّرة لنا، وكذلك التُّراث الأدبي واللغوي، الذي كان لكلٍّ منَّا قدرٌ كبيرٌ من الاطِّلاع عليه، وتمثله حفظًا أو قراءة أو رواية، وكذلك التراث التاريخي الذي كنَّا نملأ به المجالس مُذاكَرةً ومُساجَلةً، والتُّراث القصصي متمثِّلاً في "قَصص عنترة بن شداد"، و"سيف بن ذي يزن"، و"ألف ليلة وليلة"، و"إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس"؛ للإتليدي، ونحوها، هذا مُضافًا إليه دواوين فُحُول الشعراء: كأبي تمام، والبحتري، والمتنبي، وأبي العلاء، ولم يكن في جيلنا مَن لا يحفظ للحريري أكثر من مقامة، وكانت الكتب المدرسيَّة حافلة بعيون التُّراث الأصيل نستَظهِر منه جِياد القصص، وحِسان الخُطَب"[2].





ويُشِيد دائمًا بهذا الدَّور الرائد لجيلِه مُعتَزًّا به، ناعيًا تَفِريطَ الجيل اللاحِق بما عُنِي به جيلُه وكَلِفُوه؛ إذ يقول: "وإذا ذهبت في المقابلة بين جيلنا الذي نشَأنا فيه، وبين هذا الجيل الذي يَعِيشه أبناؤنا، وجَدنا الفرق شاسعًا بين شعورنا بكياننا العزيز الوثيق، وكيان بعض أبنائنا الذين انفصَلُوا عن المُتعة بالتُّراث العربي، مُتمثِّلاً في ضروبه المختلفة"[3].





ثم تتَلمَذ - رحمه الله - على الأستاذ محب الدين الخطيب، وهو من كِبار المحقِّقين في عصره، واشتَرَك معه في تحقيق كتاب "أدب الكاتب"؛ لابن قتيبة، فيقول: "وقد اشتَركتُ معه في إخراجه وتتَلمَذتُ عليه في ذلك الوقت، حينما كنتُ طالبًا في تجهيزيَّة دار العلوم، فهو كان أستاذي الأوَّل في ذلك - مَدَّ الله في حياته"[4].





إلى أنْ قال: "ونشَر كذلك كتاب "الملاحن"؛ لابن دريد، والثُّلث الأوَّل من كتاب "خزانة الأدب"، وظهَر هذا الثلث في أربعة أجزاء، بتحقيق وإضافة تعليقات لأحمد تيمور باشا، وعبدالعزيز الميمني الراجكوتي، وكنت ما أزال إذ ذاك طالبًا في دار العلوم"[5].





فلم يكن الجوُّ الخارجي المحيط بـ"هارون" بمعزلٍ عن جوِّ المحضن الأول (الأسرة)، بل نشَأ وتَرعرَع وكبر في عَصرٍ قال عنه: "كان عصرًا ذهبيًّا ذلك الذي عِشناه في مَجالاتٍ تتَّسِم بالأصالة والدقَّة والأمانة، والحِفاظ على الخلق العلمي الجليل، والذَّوق الأدبي الرفيع"[6].





هذا عن العَصر إجمالاً بكلِّ ما حوَى من إبداعٍ أدبي، وأصالة، وتمسُّك بما ينبغي أنْ يكون عليه الأديبُ والعالِمُ من خُلُقٍ وذوقٍ.





لذلك أخَذ إحياء التُّراث العربي في هذا العصر الذهبي مَأخَذه، وسعَى هؤلاء الأُدَباء: "نحو التُّراث الأدبي في مكانٍ يستَثِير الدُّرَّة إثر الدُّرَّة، واللؤلؤة النادِرة في عقب أختِها النادرة"[7].





وقد تأثَّر ناشر نصوص التُّراث بهذا العصر الذهبي، وأحسَّ بِجَسامة المسؤوليَّة المُلقاة على عاتقه، فلم يكن النَّشر بالنسبة له تجاريًّا في المقام الأوَّل، بل كان يَسعَى "إلى جمهرة القرَّاء والأُدَباء والنقَّاد؛ ليُعِينوه على ما هو بسبيله من الإسهام في إخراج كنوز التُّراث في أروَعِ صُوَرِها، وأوضَحِ معالمها"[8].





وكان من عناية الله به وتوفيقه له أنْ عايَش في صِباه عَمالِقة نشر التُّراث أمثال: السيد محمد أمين الخانجي، الذي يقول عنه: "وممَّن لهم يَدٌ طولى في إذاعة التُّراث السيد محمد أمين الخانجي"[9].





إلى أنْ يقول: "وقد رأيتُ هذا الرجل في صِباي، وعرَفتُ فيه الإخلاصَ للعلمِ وحدَه؛ إذ لم يكن المالُ عنده إلاَّ في المرتبة الثانية، كما لمست فيه التفانيَ في نشر التُّراث العربي، لا يَكاد يعترف بغيره، وقد قدَّم إلى قارِئ العربيَّة مجموعةً ضخمةً من كتب التُّراث"[10].





وكان من أوضَحِ ما تفرَّد به هذا العصر: مَجال النقد الذي كان على أروَعِ ما يكون؛ خدمةً للعلم، ووصولاً إلى المُبتَغى، خاليًا في الكثير الغالب من حبِّ الظهور، وحسَد الأقران.





وفي ذلك يقول هارون: "كان النقد نقدًا حيًّا لا يستَثِير حفيظةً، ولا يُوغِر قلبًا"[11].





ولم يكن هذا الوصف لعصر هارون مقصورًا على مَوطِنه الأصلي (مصر) وحدَها، بل يقول: "كان هذا العصر الذهبي الذي عِشناه في غبطةٍ بين الثقافة العربيَّة المتحرِّرة من الإصار، يُطرِّز جنباتها الأدب الأصيل، والشعر الأصيل، والإنتاج القصصي الأصيل، وكان ما فيه من ذلك أقوى عناصر الرَّبط بيننا وبين أشقَّائنا الأخيار في هذا الوطن العربي"[12].





وكان من أبرز مُميِّزات هذا العصر: الصُّحف الذائعة، التي يَصِفُها بأنَّها كانت "مَفخَرة من مَفاخِر جِيلِنا، ولها السُّلطان الأعظم على المتعلِّمين وتَوجِيههم نحو القصص، بدعايتها المستمرَّة، وقدوتها الصالِحة، وقد خصَّص بعضًا منها صفحات مُحتَرَمة للانتِقادات اللغويَّة"[13].





ولقد أحسَنَتِ المجلاَّت العلميَّة في هذا العصر الذهبي المشحون بالمُساجَلات العلميَّة والمعارِك الأدبيَّة اقتناصَ هذه الفُرَص، فكانت "تتجاذب أقلامَ الأُدَباء والنُّقَّاد؛ لتصهر معالم التُّراث العربي، وتضعها في القالب اللائق بها، وفي الصورة التي تُمَكِّن الباحث من حُسنِ الانتِفاع بها"[14].





وكان لا يَنسَى جهود الإذاعة الكبيرة في عصره في الحِفاظ على لغة الضاد والنُّهوض بها، فيُثنِي عليها وعلى رِجالها قائلاً: "ولسنا نَنسَى الأحاديثَ الأسبوعيَّة التي كانت الإذاعة تَحرِص عليها، وتَدعُو كبارَ رجال المجمع القُدامَى، من أمثال: طه حسين، والعقاد، والمازني، وأحمد أمين، ومنصور فهمي، وعبدالوهاب خلاف، وعبدالعزيز البشري، وغيرهم وغيرهم، كما لا يَزال في أسماعنا صدَى صوت الأستاذ علي الجارم في جهوده اللغويَّة التي كان يبغي من ورائها تنقية الفصحى من أوضار العاميَّة، واللغة الدخيلة".





إلى أنْ قال: "كما نصغي إلى برنامج (صفحات التُّراث العربي) مرَّة في كل أسبوع... وكذلك إلى برنامج (دراسات عربية)"[15].





في هذا العصر الخصيب المُفعَم بحبِّ التُّراث، نَمَتْ مواهب هارون وترَعرَعتْ، ولم يمضِ قليلُ وقتٍ حتى أبدَعَ وحقَّق وألَّف وأنتج إنتاجًا علميًّا غزيرًا متميِّزًا، حتى بلَغ هذا العدد الهائل من التأليف والتحقيق والبحوث العلمية والمقالات الأدبية، التي قلَّما اجتَمعتْ لرجل.





ويعتزُّ بنبوغه المبكر؛ فيقول: "أوَّل كتاب أخرجَتْه المطبعة مقرونًا باسم عبدالسلام هارون هو كتاب "متن الغاية والتقريب"؛ للقاضي أبي شجاع أحمد بن الحسين بن أحمد الأصفهاني، وذلك في سنة 1345هـ، 1925م.





وكُتِب عليه ما نصُّه: "ضبط وتصحيح ومراجعة الشيخ عبدالسلام محمد هارون"، وذلك عندما كنتُ طالبًا صغيرًا بالأزهر، بالسنة الثالثة الأوليَّة، في سنِّ السادسة عشرة، وذلك قبل أنْ أتوجَّه بدراستي إلى (دار العلوم)"[16].





كلُّ هذا جعَل أستاذَنا سريعَ النُّضج، حيث بدأ التحقيقَ وهو ما زال في ميعة الشباب؛ فكانت هذه البداية المُوفَّقة نتيجةً حتميَّةً لتعليمه وثقافته، واقتناصه مَزايا عصره الذهبي الذي عاشَه.



يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-05-2021, 04:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,661
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في كتاب عبدالسلام هارون: قطوف أدبية

قراءة في كتاب عبدالسلام هارون: قطوف أدبية(1)


عراقي محمود حامد



ج- النشاط العلمي:

بدَأ عبدالسلام هارون نشاطَه العلمي منذ وقتٍ مُبكِّر جِدًّا، فحقَّق وهو في السادسة عشرة من عمره كتابَ "متن أبي شجاع" بضبطه وتصحيحه ومراجعته في سنة (1344هـ، 1925م)، ثم حقَّق الجزء الأوَّل من كتاب "خزانة الأدب"؛ للبغدادي سنة (1346هـ، 1927م)، ثم أكمَلَ أربعة أجزاء من الخزانة، وهو طالبٌ بدار العلوم.



كانت هذه البِدايات الأولى من بَواكِير أعماله تُشِير إلى الاتِّجاه الذي سيَسلُكه هذا الطالب النابِه، وتُظهِر تعلُّقه بنشْر نصوص التُّراث، وصبره وجلده على تحمُّل مَشاقِّ التحقيق، وبعد تخرُّجه في دار العلوم اتَّجَه إلى النشر المنظَّم، فلا تَكاد تخلو سنة من كتابٍ جديد يحقِّقه أو دراسة ينشرها.



ولنبوغه في هذا الفن اختارَه الدكتور طه حسين (1363هـ، 1943م) ليكون عضوًا بلجنة إحياء تراث أبي العلاء المعري مع الأساتذة: مصطفى السقا، وعبدالرحيم محمود، وإبراهيم الإبياري، وحامد عبدالمجيد، وقد أخرجَتْ هذه اللجنة في أوَّل عهدها مجلدًا ضخمًا بعنوان: "تعريف القدماء بأبي العلاء"، أعقبَتْه بخمسة مجلدات من شروح ديوان "سقط الزند".



وتَدُور آثارُه العلميَّة في التحقيق حولَ العناية بنشْر كتب الجاحظ، وإخراج المعاجم اللغويَّة، والكتب النحويَّة، وكتب الأدب، والمختارات الشعريَّة.



أمَّا كتب الجاحظ - أمير البيان العربي - فقد عُنِي بها عبدالسلام هارون عنايةً فائقةً، فأخرَجَ كتابَ "الحيوان" في ثمانية مجلدات، ونالَ عن تحقيقه جائزة مجمع اللغة العربية سنة (1370هـ، 1950م)، وكتاب "البيان والتبيُّن" في أربعة أجزاء، وكتاب "البرصان والعرجان والعميان والحولان"، و"رسائل الجاحظ" في أربعة أجزاء، وكتاب "العثمانية".



وأخرج من المعاجم اللغويَّة: معجم "مقاييس اللغة"؛ لابن فارس في ستة أجزاء، واشتَرَك مع الأستاذ أحمد عبدالغفور العطَّار في تحقيق "صحاح العربية"؛ للجوهري في ستة مجلدات، و"تهذيب الصحاح"؛ للزنجاني في ثلاثة مجلدات، وحقق جزأين من معجم "تهذيب اللغة"؛ للأزهري، وأَسنَدَ إليه مجمع اللغة العربية الإشراف على طبع "المعجم الوسيط".



وحَقَّق من كتب النحو واللغة "كتاب سيبويه" في خمسة أجزاء، و"خزانة الأدب"؛ للبغدادي في ثلاثة عشر مجلدًا، و"مجالس ثعلب" في جزأين، و"أمالي الزجاجي"، و"مجالس العلماء"؛ للزجاجي أيضًا، و"الاشتقاق"؛ لابن دريد.



وحقَّق من كتب الأدب والمختارات الشعريَّة: "الأصمعيات" و"المفضليات" بالاشتراك مع العلامة أحمد شاكر، و"شرح ديوان الحماسة"؛ للمرزوقي، و"شرح القصائد السبع الطوال"؛ لابن الأنباري، والمجلد الخامس عشر من كتاب "الأغاني"؛ لأبي فرج الأصبهاني.



وحقَّق من كتب التاريخ: "جمهرة أنساب العرب"؛ لابن حزم، و"وقعة صفين"؛ لنصر بن مزاحم.



وكان من نتيجة مُعاناته وتَجارِبه في التعامُل مع النصوص المخطوطة ونشرها أنْ نَشَر كتابًا في فنِّ التحقيق بعنوان: "تحقيق النصوص ونشرها" سنة (1374هـ، 1954م).



فكان أوَّل كتاب عربي في هذا الفن يُوضِّح مناهجه، ويعالج مشكلاته، ثم تتابَعتْ بعد ذلك الكتبُ التي تُعالِج هذا الموضوع؛ مثل كتاب: "مقدمة في المنهج"؛ للدكتورة بنت الشاطئ، و"منهج تحقيق النصوص ونشرها"؛ لنوري حمودي القيسي، وسامي مكي العاني، و"تحقيق التُّراث العربي"؛ لعبدالمجيد دياب، وغيرها كثير.



أمَّا عن مؤلفاته، فله: "الأساليب الإنشائية في النحو العربي"، و"الميسر والأزلام"، و"التُّراث العربي"، و"حول ديوان البحتري"، و"تحقيقات وتنبيهات في معجم لسان العرب"، و"قواعد الإملاء"، و"معجم شواهد العربية"، و"معجم مقيدات ابن خلكان".



وعمد إلى بعض الكتب الأصول فهَذَّبها ويسَّرها، ومن ذلك: "تهذيب سيرة ابن هشام"، و"تهذيب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي"، و"الألف المختارة من صحيح البخاري"، كما صنَع فهارس لمعجم "تهذيب اللغة"؛ لأبي منصور الأزهري في مجلد ضخم.



وخُلاصَة القول: إنَّ ما أخرَجَه للناس من آثارٍ - سواء أكانت من تحقيقه أو من تأليفه - تجاوزت 120 كتابًا، آخِرُها هذا الكتاب "قطوف أدبية - دراسات نقدية في التُّراث العربي" رقم (121) من أعماله - رحمه الله - والذي عِشنَا معه خلال صفحات هذا البحث من خلال قراءته والنَّظَر فيه؛ لنَقِف على "هارون وتحقيق النصوص ومعالجة قَضاياه".



وقد توَّج الأستاذ هارون حياته بأنْ نال جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي سنة (1402هـ، 1981م)، وانتخَبَه مجلس مجمع اللغة العربية أمينًا عامًّا له في (3 من ربيع الآخر 1404هـ، 7 من يناير 1984م)، واختارَه مجمعُ اللغة العربية الأردني عضوَ شَرَف به.



وظلَّ الأستاذ الكبير مجاهدًا في خدمة نصوص التُّراث في صبرٍ وجلدٍ عجيبَيْن، ينجز بهما الأعمال العلميَّة المضنية على اختِلاف مَناحِيها، وكثرة تشعُّبها، تَمُدُّه ثقافة عربية واسعة، وبَصَر بالتُّراث، ونَفْسٌ وثَّابة، وروح إسلاميَّة عارمة تستَهدِف إذاعةَ النصوص الدالَّة على عظمة التُّراث العربي، وتَكشِف عن نواحي الجلال فيه.



وإلى جانب هذا النَّشاط في عالم التحقيق، كان الأستاذُ هارون أستاذًا جامعيًّا متمكِّنًا، تعرفه الجامعات العربيَّة أستاذًا مُحاضِرًا، ومشرفًا ومناقشًا لكثيرٍ من الرسائل العلميَّة التي تزيد عن 80 رسالة للماجستير والدكتوراه.



د- الامتداد الزمني لبحوثه ومقالاته وإسهاماته العلميَّة:

لقد أثْرى الأستاذ الكبير هارون المكتبةَ العربيَّةَ بجواهر فاقَت المائة والعشرين كتابًا، وحَمَل هذا الكتاب الذي نُدقِّق النظر فيه رقم (121) من أعماله - رحمه الله - وهو الأخير من مصنَّفاته، رحمه الله رحمةً واسعةً، وجَزاه الله تعالى خيرَ الجزاء عمَّا قدَّم لأمَّته من كتبٍ مُحقَّقة ومُؤلَّفة، وبحوث ومقالات، ومشاركات في المؤتمرات والندوات، هذا بجانب تدريسه في الجامعة، وهذه - لَعمرُ الله - أعباءٌ عِظام لا يقوم بها إلا الأشدَّاء المُوفَّقون من الرِّجال.



ولم يهن ولم يكلَّ ولم يملَّ طيلةَ حياته في هذا السبيل لتحقيق هذا الهدف الجليل.



وقد سأَل الأستاذُ نوفل المحرِّر بمجلة "الفيصل" السعودية الأستاذَ هارون هذا السؤال المهمَّ في مقابلة وحوار معه، أورَدَه في هذا الكتاب؛ حيث قال: "هل نستطيع أنْ نُسجِّل نبذة تاريخية مُوجَزة عن نشاطكم في عالم التأليف والتحقيق؟".



فقال الأستاذ هارون: "أمامك ثَبَتٌ (قائمة) بالإنتاج العلمي من سنة (1355هـ- 1400هـ، 1938م - 1980م) يتمثَّل في 114 عنوانًا من التأليف والتحقيق، وبعض تلك العناوين يشمَل ثمانية مجلدات، أو ستة مجلدات، أو أربعة مجلدات، وبلغ عدد صفحاتها 42771 اثنين وأربعين ألفًا وسبعمائة وإحدى وسبعين صفحة، أرجو أنْ تسمح لي أنْ أقول بكل اعتزازٍ وفخرٍ: إنَّ هذا رقم قياسي فريدٌ لم يُتَح لمؤلفٍ مُعاصِرٍ عربي أو غربي"([17]).



وكان هذا اللقاء سنة 1980م، وتُوُفِّي الأستاذ هارون سنة 1988م، بعد أنْ بلغ إنتاجه (121) كتابًا بين تأليفٍ وتحقيقٍ.



ولَمَّا سأَلَه عن أوَّل كتاب ظهر عليه اسمه، قال: "أوَّل كتاب أخرجَتْه المطبعة مقرونًا باسم عبدالسلام هارون هو كتاب "متن الغاية والتقريب"؛ للقاضي أبي شجاع أحمد بن الحسين بن أحمد الأصفهاني، وذلك في سنة 1345هـ - 1925م"[18].



وكان ما يَزال طالبًا صغيرًا بالأزهر بالسنة الثالثة الأوليَّة في سنِّ السادسة عشرة في هذا الوقت المبكِّر جدًّا[19]؛ ممَّا يدلُّ على نبوغه النادر، وتفوُّقه على أقرانه، فكانت بمثابة باكورة تألُّق لمحقِّق كبير، ومؤلِّف عظيم.



أمَّا هذا السِّفر الجليل "قطوف أدبية - دراسات نقدية في التُّراث العربي حول تحقيق التُّراث"، فهو آخِر مصنَّفات العلامة الراحل عبدالسلام محمد هارون، الذي وافَتْه المنية قبل أنْ يقوم بعمل الفهارس التي وعَد بها في المقدمة، فقام بعملها الناشر، كما يقول ذلك في حاشيته على الفهرس التحليلي لموضوعات الكتاب.



وهذا الكتاب هو مُحاوَلة لتجميع بحوثه ومقالاته، حول تحقيق التُّراث؛ لذلك جاء كما أخبر "متعدد النشاط، متشابك الجذور، ممتدًّا من سنة 1935 الميلادية إلى سنة 1965؛ أي: نحو ثلاثين سنة"[20].



ومع ذلك فهذا الكتاب لم يحوِ كلَّ إسهامات هارون - رحمه الله - من بحوث ومقالات؛ إذ يقول: "ومع هذا لم أستَطِع لَمَّ جميعِ أطرافه، وتجميع كلِّ ما قمتُ به من إسهامٍ خارج نِطاق الكتب التي قمتُ بتأليفها أو بتَحقِيقها على مدى تلك الحقبة أو قبلها أو بعدها، والتي أربَتْ على العشرين بعد المائة بحمد الله وبعونه"[21].



هذا، وقد أعَدتُ ترتيب بحوثه ومقالاته التي وردَتْ في هذا الكتاب حسب تأليفها الزمني، بدايةً من مقاله: "اللغة العربية صراع للعجمة، وفوز في المعركة"، والذي من خِلال حاشيته عليه نستطيع أنْ نعلم أنَّه أوَّل مقال نشر لهارون - رحمه الله - حيث كتب فيها: "أوَّل مقال منشور للمؤلف، ظهَر بصحيفة الأهرام بتاريخ 22 من مايو سنة 1935م"، وفي نهاية المقال توقيعه: عبدالسلام محمد هارون، المدرس المتخرِّج في دار العلوم"، إلى آخِر مقال أضافَه في هذا الكتاب، وذكَر أنَّه لم يُنشَر من قبل، وهو المقال السادس "حول ديوان البحتري".



فإليك هذا الثبت بمقالاته وبحوثه في كتاب "قطوف أدبية" حسب تأليفها الزمني:

"اللغة العربية، (صراع للعجمة، وفوز في المعركة)"، (ص143).

أوَّل مقال منشور للمؤلف، ظهر بصحيفة "الأهرام" بتاريخ 22 من مايو سنة 1935م، وآخره توقيع: (عبدالسلام محمد هارون المدرس المتخرج في دار العلوم).



"نظرة في كتاب (الحيوان) للجاحظ (رد على نقد)" (ص451).

نُشِرتْ في صحيفة الدستور المصرية بتاريخ 13 من جمادى الأولى سنة 1358هـ وأوَّل يونيو سنة 1939م.



"كتاب الحيوان للجاحظ (جواب رسالة المحقق الكبير الأب أنستاس ماري الكرملي)" (ص482).

نُشِرت في العدد 104 من السنة الثانية من مجلة "الثقافة"، بتاريخ 25 من ذي القعدة سنة 1359، ديسمبر سنة 1940م.



"كليلة ودمنة (نقد وتعليق)" (ص215).

نُشِرت بمجلة "الرسالة" العدد 425 بتاريخ أغسطس 1941م.



"مكتبة الجاحظ" (ص169)، محاضرة ألقيت في نادي دار العلوم في 4 مارس سنة 1943م، ونُشِرت في صحيفة "دار العلوم" في أبريل سنة 1943م.



"مجموع رسائل الجاحظ" (ص263) مجلة "المقتطف" يوليو 1944م.



"كتاب الحيوان للجاحظ" حول المجلد الخامس (ص535)، نشر في مجلة "المقتطف" عدد نوفمبر سنة 1944م.



"مجلة الأديب، العدد الخاص بأبي العلاء" (ص275)، نُشِرت بمجلة "المقتطف" عدد يناير 1945م.



"تحقيق لغوي في مادة (تلمذ)" (ص102).

نشر بمجلة "المقتطف" عدد (مارس سنة 1945م).



"الجاحظ والمعلمون" (ص189).

نشر بمجلة "الكتاب" بالعدد العاشر من السنة الأولى، رمضان 1365هـ، أغسطس سنة 1946م، بتوقيع عبدالسلام محمد هارون المدرس بجامعة فاروق الأول.



"من التُّراث اللغوي (معجم مقاييس اللغة)"، (ص201) نشر بمجلة "المجمع" ج 15 ص101 سنة 1951م.



"الهوامل والشوامل"؛ لأبي حيان ومسكويه (ص283)، نشرت في العدد 645؛ 7 من مايو سنة 1951م مجلة الثقافة.



"للحقيقة والتاريخ" (ص581).

مجلة "الثقافة" العدد 648 بتاريخ 28 من مايو سنة 1951م.



"كان عالمًا جليلاً (الصديق الخالد - المغفور له - الأستاذ عبدالرحيم محمود)" (ص209).

نُشِرت بالعدد 625 من مجلة "الثقافة" في 16 من يوليو سنة 1951م.



"حول ديوان الشريف المرتضى" (ص298).

مجلة "رسالة الإسلام" عدد أبريل سنة 1959م.



"دراسة نقدية حول تحقيق كتاب التمثيل والمحاضرة" (ص 336)، نشرت في مجلة "المجلة" عدد يونيو سنة 1962م.



"حول ديوان البحتري"، (ص349).

المقال الأول ص350، مجلة "المجلة" عدد نوفمبر سنة [1963م].

المقال الثاني: (ص365)، مجلة "المجلة" عدد ديسمبر سنة [1963م].

المقال الثالث: (ص379)، مجلة "المجلة" عدد يناير سنة 1964م.

المقال الرابع: (ص392)، مجلة "المجلة" عدد فبراير سنة 1964م.

المقال الخامس: (ص404) مجلة "المجلة" عدد مارس 1964م.



"الإبل وأثرها في الفكر العربي والبيان العربي" (ص109)، مجلة "البيان" الكويتية عدد أبريل سنة 1966م.



"إحياء التُّراث وما تمَّ فيه" (ص29).

(نُشِرت في مجلة "المجلة" عدد يونيه سنة 1966م).



"حول التيسير" (ص147).

نُشِرت في مجلة "البيان" الكويتية في عدد أكتوبر 1967م.



"علاقة الإسلام باللغة العربية"، (إجابة على استفتاء المكتب الدائم للتعريب بالرباط، (ص159).

نشر في مجلة "البيان" الكويتية بالعدد 48 بتاريخ يوليو سنة 1968م.



"الفصح بين اللغة والتاريخ" (ص125).

الدورة 42ج 10 للمجمع محاضر الجلسات ص347 سنة 1977م.



"إحياء التُّراث العربي وأثره في لغتنا المعاصرة" (ص66).

أُلقِي هذا البحث في الجلسة الثامنة من مؤتمر الدورة 43 سنة 1978م.



"مقتطفات من كتاب التُّراث العربي" (ص77).

نشر في سلسلة كتابك لدار المعارف، العدد 35 بتاريخ 1978م.



"حضارتنا وإحياء التُّراث" (ص87).

(مقابلة وحوار مع الأستاذ يوسف نوفل المحرر بمجلة "الفيصل" السعوديَّة، نُشِرت في العدد 54 من المجلة بتاريخ ذي الحجة سنة 1401هـ أكتوبر سنة 1981م.



"حول تجربتي في إحياء التُّراث" (ص12).

(مؤتمر الدورة 48، نشرت في مجلة "المجمع" بالجزء 49 سنة 1984م).



"الدعوة للصلاة في أذان المؤذنين" (ص140)، كتاب مفتوح إلى وزير الأوقاف.

نشرت بصحيفة "الأخبار" بتاريخ 1/2/ 1987م.



"الإذاعة ونشر الفصحى" (ص164).

(أُلقِيت في احتفالات الإذاعة بالعيد الخمسيني لمجمع اللغة العربية، نشرت بالعدد 49 من مجلة "المجمع" سنة 1984م، وآخره توقيع/ عبدالسلام محمد هارون (الأمين العام لمجمع اللغة العربية).



"حول ديوان البحتري"، وهو المقال السادس ذكَر أنه لم يَسبق نشره (ص413).



هـ- سبب إعداد هارون لهذا السفر الجليل "قطوف أدبية":

كان لإعداد أستاذنا هارون - رحمه الله - هذا الكتاب للنشر سَببان، هما:

السبب الأول: أنَّه تلبيةٌ لرغبة أحد الناشرين الفُضَلاء، وهو الأستاذ (شرف حجازي)، الذي رأَى في هذه البحوث والمقالات عِقدًا من اللآلئ منفرطًا، بحاجةٍ إلى أن يُجمَع بين دفتَيْن؛ حِفاظًا عليه من الضَّياع، وحِفظًا لهذا الجهد حتى تستَفِيد منه الأجيال؛ وفي ذلك يَقول الأستاذ هارون - رحمه الله -: "والناظر في كتابي هذا الذي أعدَدتُه بِناءً على اقتِراح الناشر الفاضل (شرف حجازي) الذي خشي أنْ يضيع الجهد الأدبي، أو أنْ يندثر، وفي ظنِّه وفي يقينه أنَّه تاريخٌ عزيز"[22].



والسبب الثاني: سَدُّ الفراغ الذي نشَأ عن توقُّف المجلاَّت عن نشرها مقالات وبحوثًا في نقد المنشور من كتب التُّراث؛ ولذلك يقول: "وعسى أنْ يكون في نشْر هذه المقالات والبحوث ما يسدُّ فراغًا نَجَم من خمول وسائل النَّشر والإعلام من الصحف والمجلاَّت، وتوقُّفها عن تشجيع النقد في محيط التُّراث، وهو ما أرجو أنْ يكون خمولاً مؤقَّتًا، وتوقُّفًا مُؤقَّتًا كذلك"[23].



و- الوظائف العلميَّة:

بعد تخرُّجه عَمِلَ مدرِّسًا بالتعليم الابتدائي، ثم عُيِّن في سنة (1365هـ، 1945م) مدرِّسًا بكلية الآداب بجامعة الإسكندريَّة، وهذه هي المرة الوحيدة في تاريخ الجامعات التي ينتَقِل فيها مدرس من التعليم الابتدائي إلى السلك الجامعي، بعد أنْ ذاعت شهرته في تحقيق النُّصوص التُّراثية، ثم عُيِّن في سنة (1370هـ، 1950م) أستاذًا مساعدًا بكليَّة دار العلوم، ثم أصبح أستاذًا ورئيسًا لقسم النحو بها سنة (1379هـ، 1959م)، ثم دعي مع نخبةٍ من الأساتذة المصريين في سنة (1386هـ، 1966م) لإنشاء جامعة الكويت، وتولَّى هو رئاسة قسم اللغة العربيَّة وقسم الدراسات العُليَا حتى سنة (1394هـ، 1975م)، وفي أثناء ذلك اختِيرَ عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة (1389هـ، 1969م).



ز- وفاته:

تُوُفِّي عبدالسلام هارون في (28 من شعبان 1408هـ، 16 من أبريل 1988م) بعد حياةٍ علميَّةٍ حافلة، وخِدمة للتراث جليلة، وبعد وفاته أصدرت جامعة الكويت كتابًا عنه بعنوان: "الأستاذ عبدالسلام هارون معلمًا ومؤلفًا ومحقِّقًا".



رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً، وأجزَلَ له المثوبة؛ جَزاءَ ما قدَّم من خيرٍ عميمٍ ازدانَتْ به المكتبةُ العربيَّة والإسلاميَّة.



ح- من مصادر الترجمة:

محمد مهدي علام: المجمعيون في خمسين عامًا، مطبوعات مجمع اللغة العربية، القاهرة (1406هـ- 1986م).

محمود محمد الطناحي: مدخل إلى تاريخ نشر التُّراث العربي، مكتبة الخانجي، القاهرة، (1405هـ، 1984م).

محمد خير رمضان يوسف: تتمة الأعلام للزركلي، دار ابن حزم، (1418هـ، 1998م).

محمد محيي الدين عبدالحميد: كلمة في استقبال عبدالسلام هارون، مجلة مجمع اللغة العربية، العدد (25)، القاهرة، (1389هـ، 1969م).

السيد الجميلي: الجيل الثاني أو الطبقة الثانية من المحققين الأعلام، مجلة الأزهر، الجزء العاشر، السنة الثامنة والستون، (1416هـ، 1996م).





[1] "قطوف أدبية" ص: 99، 100.




[2] "قطوف أدبية" ص 89، 90.




[3] "قطوف أدبية" ص79.




[4] "قطوف أدبية" ص45.




[5] "قطوف أدبية" ص 46.




[6] مقدمة كتاب "قطوف أدبية" ص3.




[7] مقدمة كتاب "قطوف أدبية" ص3.




[8] مقدمة كتاب "قطوف أدبية" ص3.




[9] "قطوف أدبية" ص44.




[10] "قطوف أدبية" ص44، 45.




[11] "قطوف أدبية" ص6.




[12] "قطوف أدبية" ص 6، 7.




[13] "قطوف أدبية" ص144.




[14] مقدمة كتاب "قطوف أدبية" ص3.




[15] "قطوف أدبية" ص165، 166.




[16] "قطوف أدبية" ص 95.




[17] "قطوف أدبية" ص 95.




[18] "قطوف أدبية" ص 95.




[19] راجع: "قطوف أدبية" ص 95، 96.




[20] "قطوف أدبية" ص7.




[21] "قطوف أدبية" ص 7.




[22] "قطوف أدبية" ص7.




[23] مقدمة "قطوف أدبية" ص 8.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 107.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 104.86 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]