لله درك أيتها العروب! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4431 - عددالزوار : 866556 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3962 - عددالزوار : 399898 )           »          مآخذ الأئمة ومسالكهم في أنواع القتل هل هي ثنائية أو ثلاثية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا المهندسون أذكياء الناس؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          إنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى المَدِينَةَ طَابَةَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          بينما نبي الله يوسف في أصفاد السجن وحده.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          كوامن العظمة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          معركة مؤتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تذكروا وقوفكم أمام الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-05-2021, 01:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي لله درك أيتها العروب!

لله درك أيتها العروب!


د. شميسة خلوي



رغَّب الإسلام فيه، وعدَّه اللهُ تعالى آيةً من آياته فقال: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

هو مِن سُنن الأنبياء، وهَدْي المرسلين، وهو السبيلُ المشروعُ إلى البنين والحفَدة؛ يقول جل وعلا: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38].

إنه سبيلٌ للعفَّة، وتنظيم العلاقة بين الجنسين، وسدٌّ منيع أمام سيل الانحرافات والفتن، وما أكثَرَها!



بعد هذا لن نختلفَ في كون الزواج هو المرادَ بالحديث، ولكن لا تقلقوا... لن أطيلَ وأصِفَ الزواج بكلام عَسْجدي المعنى، فحتى لو تبارت إليه الأفهامُ فإنني سأقع في التكرار الممل! وإنما سأتحدَّث عن أمر محدَّد واحد، موجَّه لأخواتنا المتزوجات، وكذا المقبِلات على الزواج، فسمعُكِ سيدتي إليَّ... تعالَيْ أهمس في أذنك أختاه وأقول: هل سمعتِ يومًا عن صفاتِ الزوجة العَرُوب؟



اقتربي أكثر... إنها الزوجةُ التي يُسَرُّ زوجُها حين يراها، ويسعَد بلُقْياها، هي التي تأسِر لبَّه بحُسْن خُلقِها، وطِيب كلامها.

عذرًا، لم أكمل بعدُ... إنها الزوجة التي تُشعِر زوجَها بحبها، وتُظهر شغفها به، إنها الزوجة التي تعشَق زوجها، وتشتهي وِصاله، وتُشعره بحاجتها إليه، وتُظهر رغبتَها فيه، إنها الزوجةُ التي تُجيد إغراء زوجِها، وتتفنَّن في طرق الإقبال عليه، ومغازلته بتكسُّر وتدلُّل وغنج، إنها باختصار الزوجةُ العاشقة لزوجها!

فهل أنتِ كذلك؟



لعل حمرةً علَتْ وجهَكِ الآن خجلًا وأنت ترددين: إن هذا هتكٌ لستر المرأة المسلمة الحَيِيَّة، وانحسار لرداء الحِشمة!

أو لعلَّكِ الآن تصوبين سهامَ عيونِك دَهْشَى نحوي قائلة:

كيف يكون هذا؟

حيائي يمنَعني مِن فعل هذا!

المرأة جُبلت على أن تكون طالبةً لا مطلوبة!

لطفًا، لا تُشيحي عن كلماتي وجهَكِ، وتَقلبي الصفحة! ليتك تتلقَّيْنَ ما سطرتُ برحب صدرٍ، فينتفي الرَّيب، وتجد أسئلتُك جوابًا يُسكت حيرتك.

يقول عز وجل في محكم تنزيله: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ [الواقعة: 35 - 37].

إنه الوصفُ الإلهيُّ للحُور العين، بقوله تعالى: إنهن ﴿ عُرُبًا ﴾ [الواقعة: 37]، فلنتوقَّفِ الآن هنيهة في جولة لغويَّة تفسيرية؛ لنعرِفَ معًا ما المقصود من هذا الوصف؟

لقد اجتمعَتْ معاجم اللغة على تعريفِ العَرُوب مِن النساء بأنها العاشقة لزوجِها، المطيعة له، المتحبِّبة إليه، الضحَّاكة، الطَّيبة النَّفس، ومِن ذلك قولنا: تعرَّبَتِ المرأة لزوجها؛ أي: تغزَّلَتْ وتحبَّبَتْ إليه، والجمعُ: (عُرُبٌ)[1]، واحدها: عَرُوب، مثل: صَبُور وصُبُر، يسميها أهل مكة: العَرِبة، وأهل المدينة: الغَنِجة، وأهل العراق: الشَّكِلة[2].



وقد قيل في تأويل ﴿ عُرُبًا ﴾ [الواقعة: 37]: هن المُتحبِّبات إلى أزواجهن، العاشقات لهم بالحلاوة والظرافة والملاحة[3]، ونذكُرُ ابنَ القيم في نونيته وهو يقول:

وهي العَرُوبُ بشَكْلها وبدَلِّها ♦♦♦ وتحبُّبٍ للزوج كلَّ أوانِ[4]

وربطًا بالمعنى، ألم تسألي نفسَكِ أيتها الزوجة الكريمة: لِمَ اختار اللهُ تعالى هذه الصفةَ ليشوِّقَ بها عبادَه لنساء الجنة، إذا لم تكُنْ مما يحبُّ الرجالُ وتشتهيها أنفسُهم؟!



فإن كانت كذاك، فهلُمِّي للاتصاف بها...

أليس زوجُك هو مَن صافيتِه الوُدَّ فعاد هو الحبيبَ والصَّديق والخليل؟

أليس زوجُك هو مَن ارتضيتِه حبيبًا فعاد سكنَكِ ومُنْيةَ نفسِك وقُرَّةَ عينِك؟

فما عليك إلا أن تستمطري سحائبَ ودِّه؛ لتكون السويعاتُ التي تجمَعُكِ به روضةً ذاتَ أفنان، وأفيضِي عليه مِن الشوق ما يُبرِّدُ حرَّ قلبِه؛ لتصير حياتُكِ قطعةً مِن جنان، جَناها في كلِّ حين دانٍ.



ثم إن المرأةَ المتحبِّبة هي المرأةُ المتودِّدة أيضًا؛ فالحبُّ والودُّ وجهانِ لصفة واحدة؛ فالزوجةُ العَرُوب إذًا هي مَن تتودَّد لزوجها، ونتوقف هنا لنتمعَّنَ في قول حبيبنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وهو يرغِّبُ في الزواج ممَّن تتَّصِف بهذه الصفةِ: ((تزوَّجوا الوَدُود الولودَ؛ فإني مكاثرٌ بكم الأممَ))[5].



وماذا بعدُ يا عزيزتي؟

ألم يحِنِ الوقتُ بعدُ لتُسكري سَمْع زوجِك بسُلَافةٍ مِن حُلْو الكلام؟

ألم يحِنِ الوقت بعدُ لتتسابق ألفاظُك إلى سويداءِ قلبه قبل سمعه؟

إذًا، فلا تشغلَنَّكِ الشواغلُ عن أن تكوني له عَرُوبًا، إنك لو جلَبْتِ ودَّه، لبرقَتْ ثنايا ثغره سرورًا، ولعلعَتْ أماراتُ البشرِ على أساريرِ وجهه، ولتمشَّى مِشيةَ الثَّمِل مِن شِدَّة الغرام!



قال بلال بنُ أبي بردة لجلسائه: ما العَرُوبُ مِن النساء؟، قال: فماجُوا، وأقبَل إسحاقُ بن عبدالله بن الحارث النَّوْفلي، فقال: قد جاءَكم مَن يُخبِركم، فسألوه، فقال: الخفرة المتبذِّلة لزوجِها، وأنشد:

يُعْرِبْنَ عندَ بعولِهنَّ إذا خَلَوْا ♦♦♦ وإذا هُمُ خرَجوا فهُنَّ خِفارُ[6]



نعم... ما يمنَعُكِ - أيتها الطاهرةُ العفيفة - أن تتغزَّلي في زوجِك، وما يمنَعك مِن إظهار المحبة والمودة له بشتى الوسائل اللفظية والجسدية؟

لن يَعيبَكِ نقصٌ في جمال أو علم أو مال أو حسَب أو نسب، إن كان دَيْدَنُكِ مع زوجك التحبُّبَ إليه، وهذا الأمرُ تستطيعُه كلُّ امرأة، بما جبَلها اللهُ عليه مِن صفات الأنثى.

لعل منكنَّ مَن تقول: إيهٍ لستُ أهلًا لهذه المهمة، ولا أُحسن فنون الحب! وتستدرك أخرى فتردف قائلة: لقد كبِرْتُ على مِثل هذه الحركات الشبابية!

فأقول: يا لها مِن كلمات تتوارى خلفها معاني الكسل والخمول والتملُّص مِن واجبِك كزوجة ليس إلا! أطلِقي أنوثتَكِ مِن عِقال العادة القاتلة التي التفَّتْ حولَ حياتك، واتركيها تعبُر... سترَيْن كيف سترسم أجملَ اللوحاتِ الرومانسية!



وتعودُ إحداكن مِن بعيد لتقول: إن مسؤوليةَ الأولاد تَشغَل وقتي، وتربيتُهم تسيطر على تفكيري...

فأقول لها: طوبى له مِن انشغال!

لكن مَن تُدرِك أن الأمَّ هي مَن تُعِدُّ الأجيالَ، تدرك أيضًا أنها زوجةٌ قبل أن تكون أمًّا، والزوجةُ الحصيفة الذكيَّة تحاولُ جاهدةً إرضاء زوجها، وتحرص على وسامتِها وجمالها، وإبرازِ محاسنها ومفاتِنِها أمامه.



أزيحي عن هذه العلاقةِ المقدَّسة صدَأَ الفُتور أيَا أُخَيَّةُ، وثِقي بأنوثتِك وما وهَبَكِ اللهُ إياه؛ فلقد أودَع الخالقُ فيك جمالًا مكنونًا، وجاذبيةً لا تقاوم؛ فقال في محكَم تنزيله: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ ﴾ [آل عمران: 14]، وجعَل بذلك نفسَ الرَّجُلِ ميَّالةً لكِ، مستأنِسةً بك.



وهل تعلَمين عزيزتي أن "المرأة التي تُشعِر نفسَها أنها جذَّابة وممتعة لزوجها، تُصبِح كذلك نتيجةَ إحساسها الداخلي العميق بقدرتِها على إمتاعِ زوجها"[7].

فِعلًا... ما أجمَلَ الاتصافَ بصفة الحُورِ العِين، وأن تكوني بحقٍّ... زوجةً عَرُوبًا!

والآن يا فاضلة، ألا زال الخاثرُ مختلِطًا بالزُّبَّاد، أم اتَّضَح الأمرُ لكِ وبان؟





[1] وردَتْ هذه المعاني في لسان العرب ومختار الصحاح ومقايس اللغة وأساس البلاغة.




[2] ينظر: صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط1، 1422هـ، 4/116.




[3] يراجع - على سبيل المثال -: تفسير ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، ط2، دار طيبة للنشر والتوزيع، 1420هـ - 1999م، 7 /531، وتفسير الجلالين، ط1، دار الحديث، القاهرة، 715.




[4] ابن قيم الجوزية، الكافية الشافية، تحقيق وتعليق: محمد بن عبدالرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الجنيني، عبدالله بن عبدالرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، 993.




[5] سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 2/220، الحديث صححه الشيخ الألباني في: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، إشراف: زهير الشاويش، ط2، المكتب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1405 هـ - 1985م، 6 /195.





[6] ابن عساكر، تاريخ دمشق، تحقيق: محب الدين بن غرامة العمروي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415هـ، 1995م، 8 /243.




[7] كريم الشاذلي، جرعات من الحب، ط1، دار اليقين للنشر والتوزيع، 1430هـ، 2009م، مصر، 202.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.28 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]