|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
اكتشفت بعد زواجي أنه يتعاطى المخدرات
اكتشفت بعد زواجي أنه يتعاطى المخدرات د. رحمة الغامدي السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة متزوجة حديثًا، اكتشفتْ فجأة في أول أيام زواجها أن زوجها يتعاطى المُخَدِّرات - الحشيش والقات - مع العلم بأن أهلها سألوا عنه وعلموا بأنه شاب صالح. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسأل الله تعالى أن يبارك فيكم، وأن يجزلَ لكم الأجر على ما تقدِّمونه لنا من حلولٍ. ليستْ هذه الاستشارة الأولى التي أطْرَحُها بين أيديكم، فقد سبَق واستشرتكم في أمورٍ أخرى، و كانتْ إجابتكم وافيةً شافيةً - فجزاكم الله خير الجزاء. أما مشكلتي الحالية فأنا متزوجةٌ حديثًا لم أكملْ شهرًا، وفي منتصف العشرينيات مِن عمري، ولله الحمد مِن أسرة متدينة، اكتشفتُ في الأيام الأولى مِن زواجي أنَّ زوجي يتناول بعضَ الموادِّ المُخَدِّرة؛ كالقات، والحشيش، وكان هذا الأمر بمثابة الصدمة والكارثة لي؛ لأنني لم أوافقْ على الزواج منه إلا وأنا على يقينٍ بأنه شابٌّ محترمٌ؛ فقد تحرَّينا عنه كثيرًا، وشهِد له الجميعُ بحُسن الخُلُق، وأثنى عليه الجميع، وأشادُوا بمحافظته على الصلاةِ، وبناءً عليه تمت الموافَقة! أول الزواج لم يُفارقني للحظة، وكان يَشْكُو مِن صداعٍ، ويبدو عليه اضطرابٌ، ثم ترَكني ورأيتُه يَتعاطَى شيئًا في أسفل المكان الذي كنا فيه! وقتها شعرتُ بالأرض تدور مِن تحتي؛ إذ كنتُ وضعتُ في ذهني أنَّ حياتي معه سيكون فيها الكثيرُ مِن المفاجآت، وربما الصدمات، لكنني لم أتوقعْ أن تصلَ الصدمة إلى هذا الحدِّ، إضافة إلى كونه يحبني بشدة، وأنا كذلك أُحبه، وهذا ما أثَّر على نفسيتي، وخاصَّة أنني ما زلْتُ في أول أيام زواجي! بعد هذا الموقف أخذتُ هاتفه، وقمتُ بفتْح محادثاته، وتبيَّن لي من رسائله أنه يتناول القات، وأحيانًا يُدَخِّن، ومن وقت لآخر يتعاطى حبوبًا، لكني لا أعرف نوع هذه الحبوب! الآن أنا أمام خيارين، إما الانفصال، وهذا الخيار سيُؤَثِّر على نفسيتي كثيرًا، خاصَّة وأنني أُحِبُّه بشدةٍ، وهو يحبني، وكذلك سيكون كارثيًّا بالنسبة لوالدي! الخيار الثاني: هو أن أستمرَّ في حياتي معه، وهذا هو الأقرب إليَّ، خاصَّة أني أفكِّر في الموضوع، ووازنتُ بين إيجابياته وسلبياته، وكفة إيجابياته راجحة! قررتُ ألا أُشْعِرَهُ بأني عرفتُ بأمر القات، وقررتُ أن أُجاهِدَ معه حتى يهديه الله، خاصَّة وأن سبب تعاطيه هذه الأشياء البيئة التي يُقيم فيها، وأظنُّه بعد الاستقرار والبُعد عنهم سيتغيَّر. فهل قراري صحيحٌ؟ أو إنه بمثابة المجازَفة؟ وإذا كان صحيحًا فبمَ تنصحونني لأكونَ عوْنًا له على التخلُّص مِن هذه الأشياء؟ وكيف أتعامل مع نوبات الحزن التي تنتابني أحيانًا بسبب حُزني عليه؟ الجواب: الحمدُ لله رب العالمين، وبه نستعين. أختي العاقلة، زادك الله علمًا وحكمةً وإيمانًا به، أُبَشِّرك بأنَّ قرارك بالإكمال معه أرى أنه الأفضل، وبإذن الله ستمنعه صلاته عن كلِّ ما يُغضب الله؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، كذلك أوصيك بالدعاء بأن يُصَبِّرك الله، ويُصلحَ حال زوجك، وكذلك الاستغفار بِنِيَّة صلاحه وهدايته. مِن جانبٍ آخر يظْهر لي أنَّ السبب الرئيسي في تعاطي زوجك هو بيئة العمل، فإن كان لك دورٌ في تغييرها فأنت بذلك وضعتِ يدَك على مفتاحِ وجوهر الحل، وأوصيك هنا بالاستعانة بكلِّ ما يُعينك على ذلك. وذَكِّري نفسك دائمًا بأنك على خيرٍ وأنت في دعوة لله معه؛ لأنَّ هدفك إصلاحه، وهذا عملٌ عظيمٌ؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ ﴾ [فصلت: 33]... الآية، وانظري لمن هُنَّ دونك في هذا الأمر، فالكثيرات يشتكين مِنْ أزواجهنَّ ومِن عدم حبهم واحترامهم لهنَّ. وأُبَشِّرك بأنَّ مِن أهم علامات الهداية، وعدم رضا الفرد عن ذاته وعن العمل الذي يقوم به - السِّرِّيَّة والتكتُّم على العمل، وعدم المُجاهَرة به؛ فهذا دليلٌ على عدم رضا زوجك عن تعاطي القات، ومن هنا سيسهل عليه ترْكُه، بشرط عدم كشْف الغطاء أمام أهله أو أمامكِ. وكما ذكرت في اتخاذك لقرار أن تجاهدي معه وتصبري، فهذا رأيٌ صائبٌ - وفقك الله، واطلبي مِن الله العون دائمًا، مع إظهار المحبَّة لزوجك؛ بحيث يشعر بأنك جزءٌ منه، ولا يستطيع أن يخالفك. ومع ذلك ثِقي تمام الثقة في الله بأنه سيُعينك؛ لأنَّ هدفَك الإصلاح ما استطعت، ومع إحسان الظن بالله ستتغير حياتك للأفضل - إن شاء الله. وإذا رأيتِ أن الاستعانة بأحد الأقارب الذين يتسمون بالحكمة، ولهم تأثير في حياة زوجك، فافعلي، وفَّقك اللهُ، وسدَّدك إلى الخير دائمًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |