ستي ويا ستي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60073 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 847 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإملاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2021, 03:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي ستي ويا ستي

ستي ويا ستي
د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن








أصل (سِتّ، وسِتَّة): سِدْسٌ، وسِدْسَةٌ، فأُبدلت السين الثانية تاءً، فصارتا إلى (سِدْت، وسِدْتَة)، ولا يخفى الثِّقَل الناشئ من الخروج من حرف مجهور وهو الدال، إلى حرف مهموس وهو التاء؛ فأبدلت الدال تاءً، وأُدْغِمت التاء في التاء.

وقد اختلفت الآراء في لفظة (سِتِّي)، فمنها رافضٌ لاستعمالها، وحاكمٌ عليها باللَّحْن والعامية والابتذال، ومنها قاضٍ بأنَّها دخَلَها الحذف حتى صارت على هذه الصورة، ومنها مُثبِتٌ لفصاحتها ومراد العرب بها، وذلك على النحو الآتي[1]:
أولًا: ذكر بعض العلماء أن الناس يقولون: (فعلت سِتِّي)، و(قالت سِتِّي)، وهو غلط، والصواب أن يقال: (سيِّدتي)؛ لأنها تأنيث السيد، ويحكون عن أحد السابقين قوله: رأيت ابن الأعرابي[2] في منزلنا، فقالت عجوز لنا: (ستي تقولُ كذا وكذا)، فقال ابن الأعرابي: إن كان من السُّؤْدَد فسيدتي، وإن كان من العدد فسِتَّتِي، لا أعرف في اللغة لسِتِّي معنًى.

وقال أبو منصور الجواليقي: (سِتِّي) عاميَّة مُبتذَلة، وفي المزهر: "قولهم: (سِتِّي) بمعنى (سيدتي) مولَّد، ولا يقال: (ست) إلا في العدد"[3].

ثانيًا: جاء في تاج العروس: "ويحتمل أن الأصل (سيدتي)، فحذف بعض حروف الكلمة، وله نظائر، قاله الشهاب القاسمي، ونقل شيخنا عن السيد عيسى الصَّفوي، ما نصُّه: ينبغي ألَّا يقيد بالنداء؛ لأنه قد لا يكون نداء، قال: والظاهر أن الحذف سماعيٌّ، وأن النداء على التمثيل، لا أنه قيد كما تَوهَّمُوه".

ثالثًا: يقولون: (سِتِّي) للمرأة، يريدون: (يا ستَّ جوارحي) أو: (يا ستَّ جهاتي: يمين وشمال، وأمام وخلف، وفوق وتحت)، وهو تأوُّل ابن الأنباري، كأنه كناية عن تملُّكها له.

ولم يرتضِ أصحاب الرأي الأول تأوُّلَه، فقالوا: "وهو تأوُّلٌ بعيد، مخالفٌ للمراد". قال صلاح الدين الصفدي: " قلت: وضمن هذا التأويل البعيد غلطٌ كبير فاحش؛ فإن جوارح الإنسان التي يكتسب بها هي حواسُّه الخمس ومشاعره، وهي السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس، اللهم إلا أن يضافَ إلى ذلك الرِّجل؛ لكونها للسعي، كما أن اليد للبطش، وهو بعيد"[4].

تعقيب:
الرأي الأخير الذي ذهب إليه ابن الأنباري هو المختار من الآراء؛ لما يأتي:
1- أن الرأي الأول كنا نرتضيه لو كان المراد مؤنَّث (سيدي)، ولا يلزم أن يقال: (ستَّتِي) إذا كان من العدد كما زعم ابن الأعرابي؛ لأن تاء التأنيث تسقط في العدد من ثلاثة إلى عشرة مع المعدود المؤنث، والمراد: ست جهاتي، أو ست جوارحي، ولا ريب في أن الجهة والجارحة من قبيل المعدود المؤنث، فيقال: (سِتِّي) لا حرج في ذلك.

2- أن الرأي الثاني ادَّعى الحذف دون دليل يدلُّ عليه، مع أن الأصل في الألفاظ عدم الحذف، وإذا دار الأمر بين الحذف وعدم الحذف، فالأولى عدم الحذف.

3- لا دليلَ لمن لحَّن هذا القول وخطَّأه في قول بهاء الدين زهير: [من الوافر]
بروحي مَن أسمِّيها بسِتِّي
فينظرني النُّحاة بعين مقتِ

يرون بأنني قد قلتُ لحنًا
وكيف وإنني لزهيرُ وقتي

ولكن غادة ملكَتْ جهاتي
فلا لحنَ إذا ما قلت: سِتِّي[5]




لأن البهاء معذورٌ في ذلك؛ فالكلام قد كثر حول رد هذه اللفظة وتغليطها، فحكى البهاء الواقع، واختار ما ارتضاه حسُّه، وهو الرأي الذي اخترناه.

وما أحلى قول القائل وأظرفَه وألطفَه: [من المجتث]
إني لأعشق ستِّي ♦♦♦ إي والذي شقَّ خمسي

4- أن في الرأيين الأول والثاني تضييقًا لنطاق اللغة، وتعويقًا لها عن الوفاء بحاجات الإنسان التعبيريَّة المتجددة.

5- أن هناك من المُحدِّثات من سُمِّيت بتللك اللفظة، وأستشعر أن والدها قد أراد المعنى الذي ذهب إليه ابن الأنباري، وهي: سِتِّي بنت أبي عثمان الصابوني المحدِّثة عن علي بن محمد الطرازي.

6 – أن تلك اللفظة جاءت بكثرة في كتب الأوائل التي جمعت الأخبار والطرائف الأدبية، وحرصت على أن تكون لغتُها هي الفصحى، مع قرب مؤلِّفيها ومن رويت أخبارهم من عصر الاحتجاج اللغوي، ومنها:
كتاب (الموشى)؛ لأبي الطيب محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، المعروف بالوشاء المتوفى: 325هـ، ومما جاء فيه ص: 211: ما كتبوه على العنوانات وسلكوا به سبيل المداعبات: [من الوافر]
إلى سِتِّي ومالكتي وروحي ♦♦♦ من الجسدِ الطَّريح بغير روح

كتاب (الفرج بعد الشدة)، وهذا الكتاب مليء بالنداءات المتكررة بتلك اللفظة (يا ستي)، وكتاب (نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة)،وكلا الكتابين لأبي علي المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم داود التنوخي البصري المتوفَّى: 384هـ.

كتاب (نثر الدر في المحاضرات)؛ لأبي سعد الآبي منصور بن الحسين الرازي المتوفى: 421هـ.

والله أعلم.


[1] ينظر: تقويم اللسان؛ لابن الجوزي 123، وتصحيح التصحيف وتحرير التحريف؛ لصلاح الدين الصفدي ص: 306، والقاموس المحيط للفيروزابادي (ست)، وخير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام؛ لعلي القسطنطيني ص: 35، وتاج العروس من جواهر القاموس؛ للزَّبيدي (ست).

[2] هو أبو عبدالله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي، كان من أئمة اللغة المشار إليهم في معرفتها، توفي سنة 231هـ.

[3] المزهر: 1 /244.

[4] تصحيح التصحيف وتحرير التحريف 307، 308.

[5] الأبيات في ديوان البهاء زهير: 32.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.20 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]