كن واعيا بـ " ذاتك " - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3943 - عددالزوار : 386364 )           »          عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16164 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3118 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 98 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2022, 11:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي كن واعيا بـ " ذاتك "

كن واعيا بـ " ذاتك "


محمد عادل فارس







في تشخيص أحوال الأمة لا بد من الوقوف على الأسباب والعوامل الداخلية المؤثرة في نهضتها وفي تقهقُرها، من أجل دراستها وبيان نسب تأثيرها وآلية عملها، وهو ما تضمنه قول الله - عز وجل -: ﴿ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [آل عمران: 165].

إن ما أصاب أمتنا من انكسار حضاري، وتخلُّف وتبعيَّة، وتراجع في فاعلية المسلم، لم يكن بسبب عوامل خارجية بعيدة عن إرادتنا وذاتيتنا، وذلك أن وراء كل ظاهرة خارجية عوامل داخلية تهيئ لها، وتمنحها القابلية للوجود، وتحدد اتجاهاتها، وترسم أُطُر تفاعلاتها، وهذا ما حدا بمفكر مسلم، هو مالك بن نبي أن يصف حال المسلمين اليوم بـ"القابلية للاستعمار".

إن العامل الخارجي لا يكون ذا أثر ما لم يتمكن - من خلال الصراع مع العوامل الداخلية - من إزاحة أحد هذه العوامل عن موقعه، أو أن يجد بعض هذه العوامل وقد تعطل عن أداء دوره!

وهذا لا يجعلنا نغضُّ الطَّرْف عن أننا نعيش في عالم تنازُع البقاء، فكل مصنع نقيمه في أرضنا يراه الآخرون منافسًا لمصنع عندهم، وكل نبتة نزرعها ينظرون إليها على أنها خطوة على طريق التحرر من هَيمنتهم، وكل سلعة نكفُّ عن شرائها من إنتاجهم، ستوجِدُ نوعًا من الانحباس في أسواقهم والأهم من ذلك أن تمسكنا بأي شعيرة من شعائر ديننا، أو سُنَّة من سُنن نبينا - صلى الله عليه وسلم - سيعدُّها الآخرون تحدِّيًا لهم، ويصفونها بالرجعية والتخلف، وربما بالإرهاب!

وهذا ليس بعيدًا عن أصل الصراع القديم العميق الذي أشار إليه كتاب الله تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].

إنهم لن يرضَوْا عن المسلم إلا أنْ يصبح جزءًا من رصيدهم، أو تابعًا لملتهم، أو خادمًا لهم، فهم يتصيدون أيَّ موقف له ليصِفوه بالعدوانية والإرهاب، إلا أن يستسلم لبَغْيهم.

إننا لا نستطيع أن نُقْنع الأعداء بالكفِّ عن أذانا، كما لا نستطيع منع الثلوج من السقوط، ولكننا نستطيع أن نحصِّن أنفسنا من كيدهم، كما نستطيع أن نمنع سقوط الثلوج فوق رؤوسنا!

إن أرقى أنواع الوعي هو الوعي بالذات، وإن أعظم أنواع الجهل هو الجهل بها.

ومن الوعي بالذات الوعي بالعقائد والتصورات، والقيم والشرائع التي تؤمن بها الذات وتختزنها، والوعي بما يموج به المحيط مما يتوافق أو يتضارب مع الذات.

والوعي بالذات ليس انغلاقًا عليها، ولا تعبُّدًا في محرابها، ولكنه الإدراك الحسن لحدودها وشروط وجودها، والظروف الأكثر ملاءمة للحفاظ عليها، وترقية درجة عطائها، فالرقم (7) مثلاً غير ذي قيمة لو لم يكن جزءًا من نظام عددي، فهو يستمد قيمته من الأرقام التي تسبقه والتي تلحقه.

وحتى نتمكن من وعي المرحلة التي نعبرها لا بد من معرفة المراحل التي يعبرها الآخرون، وهذا يدفعنا إلى الانفتاح، مع إدراكنا أهمية البحث عن الذات.

وإن غياب الوعي بالذات يوقع الأمة في محذورَيْن خطيرين:
الأول: تشرب عناصر ترفضها ثقافة الأمة، لاصطدامها مع بعض منظوماتها العقدية أو الشعورية أو التاريخية؛ مما يؤدي إلى صراع بين ثقافة الأمة، وبين هذا الوافد الجديد، ويؤدي أيضًا إلى ضرب الموازنات العميقة للأمة، والانحباس في تقدمها.

الثاني: هو الجمود والعزلة عن تيارات الثقافة العالمية، وهذا يجعل الثقافة المنعزلة هدفًا للاضمحلال والضمور.

فالمسلمون أصحاب رسالة وأهداف، والمقدمات النظرية لثقافتهم تركت هوامشَ واسعة في ذاتية الأمة تسمح لها بالتفاعل مع الآخرين أخذًا وعطاءً، فلم يبقَ بعد هذا وذاك أمامنا من سبيل سوى أن نرسم حدود ذاتنا موضحين المركز والإطار في كل ما نأتي ونذر، متذرِّعين إلى ذلك بالاجتهاد الدائم على شتى الصُّعُد.

حينئذ نستطيع أن نسبح مع التيار وضده، ونزداد مع ذلك قوة ومناعة، دون أن نخشى من الغرق!

والتفكيرالموضوعي: هو أول خطوة على طريق الوعي بالذات، وعلى طريق إدراك جذور كثير من انحرافنا وأسبابه ومظاهره.

ولا نغالي إذا قلنا: إننا في معركة مع أطراف أخرى تريد أن تفرض ذواتها وتمحو ذاتنا، فهي تجعل من ثقافتها وقِيَمها ومواضعاتها مقياسًا للحق والصواب، وتحكم على ما يخالف ذلك بأنه الباطل الذي يجب إلغاؤه، فإذا انصاع أصحابه وسلَّموا بهذا الإلغاء، فقد اتَّبعوا مِلَّتهم، ورضوا به ذيلاً ذليلاً، وإذا أبَوا إلا المحافظة على ذوَاتهم، فهم يهدِّدون بالقوة الغاشمة، ويشيرون إلى رأس الذئب المقطوع.


وإذا كان الذين يستمدون قِيمهم من أهوائهم، يحرصون هذا الحرص على فرض قِيَمهم هذه، فما أحرى الذين يأْوون إلى رُكن شديد، ويستمدون قيمهم وقواهم من لدن حكيم عليم، قويٍّ غنيٍّ أن يدركوا ذواتهم، ويرفعوا رؤوسهم، ويتمسكوا بالحق المبين!






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.36 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]