المجتمع المسلم مجتمع العطاء والرحمة ومكارم الأخلاق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 33 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1190 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16906 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2021, 10:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي المجتمع المسلم مجتمع العطاء والرحمة ومكارم الأخلاق

خطبةالمسجد النبوي - المجتمع المسلم مجتمع العطاء والرحمة ومكارم الأخلاق


مجلة الفرقان




جاءت خطبة الحرم النبوي بتاريخ 14 من ربيع الآخر 1443هـ - الموافق 19/11 /2021م لإمام الحرم النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي متحدثًا فيها عن جمال الإسلام، وصفات المجتمع المسلم؛ حيث وصفه بأنه مجتمع متآخ وراق ومتكاتف، مجتمع العطاء والرحمة والسخاء، الذي يتسم بمكارم الأخلاق ونبل المعاملة.

ثم شرح الشيخ الثبيتي حديث عبد الله بن سلام الذي قال فيه: «لمَّا قدِمَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ انجفلَ النَّاسُ قبلَهُ قالوا: قدِمَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -. فجئتُ لأنظرَ فلمَّا رأيتُهُ عرفتُ أنَّ وجْهَهُ ليسَ بوجْهِ كذَّابٍ؛ فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سمعتُهُ منْهُ أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ أطعِموا الطَّعامَ، وأفشوا السَّلامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجَّنَّةَ بسَلامٍ» رواه الترمذي وابن ماجه.

حديث عظيم

وبين الشيخ الثبيتي أن هذا حديث عظيم جمع جلال الدين وجمال الإسلام؛ ليؤسس منظومة المجتمع المتآخي الراقي المتكاتف. مجتمع العطاء والرحمة والسخاء، الذي يتسم بمكارم الأخلاق ونبل المعاملة. وهو حديث عميق في معناه، قوي في مبناه، عظيم في مغزاه، يبقى أثره في نفس من سمعه ورواه. فيه أعمال تُقوي الوسائد، وترتقي بسلوك المجتمع وتنميته، وتخفف الفقر، وتشيع الأمن، وتنقي المجتمع من الضغائن والأحقاد ولوثات النفوس.

أهمية تكافل المجتمع

وأشار إلى أن َّهذا الحديث من أوائل أقواله - صلى الله عليه وسلم - أول مقدمه المدينة ليؤكد أهمية تكافل المجتمع وتقوية لُحمته، وربط صفوفه قلبا وقالبا. وأن يحمل الغني الفقير، والميسور المعسر، وأن يبذل المستطيع ما يستطيع من كلمة طيبة، وسلوك ندي، وصلة موصلة إلى الدرجات العلا. الغاية التي يسعى إليها كل مسلم، ويرجو بلوغها كل عاقل، هي الجنة.

المسار الصحيح

وبين الشيخ أنّ الحديث يرسم المسار الذي يُبَلّغك المُبتغى، فإذا أردت بلوغ الجنة فطريق ذلك عمارة الأرض، وإصلاح الحياة الدنيا بنفس مشرقة بالبر والخير في تناسق بديع بين أعمال الدنيا وأسواق الآخرة. (يا أيها الناس، أفشوا السلام) انشروا السلام وأحيوا سُنّته وارفعوا الصوت به، فعن عمّان بن ياسر - رضي الله عنه - أنه قال: «ثلاث من جَمَعَهُنّ فقد جمع الإيمان، الإنفاق من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار» رواه البخاري مرفوعا.

أفشوا السلام بينكم

«السلام عليكم» جملة قصيرة المبنى عظيمة المعنى، تحمل في مضامينها رسالة محبة، وعنوان مودة، يحلو بها اللسان، يُرسل قائلها إلى كل من سمعها الأمن والأمان على الأنفس والأعراض والأموال. فيشيع السلم والسلام في المجتمع. والسلام غاية الإسلام. روى مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أَوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم».

من موجبات المغفرة

والسلام تحية من عند الله، وعبادة وثواب، وسمة المسلم التي يعلو بها على من سواه. فعن أبي أمامه الباهلي - رضي الله عنه - قال: «قيل يا رسول الله، الرجلان يلتقيان، أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال: أولاهما بالله» رواه الترمذي. أي أقرب المتلاقيين إلى رحمة الله من بدأ بالسلام. والسلام من موجبات المغفرة والرحمة، فعن هانئ بن يزيد - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله، دلني على عمل يُدخلني الجنة، قال: إنّ من موجبات المغفرة بذل السلام، وحُسن الكلام» رواه الطبراني.

وأطعموا الطعام

أفشوا السلام، إحسان بالقول، وأطعموا الطعام، إحسان بالفعل، وترسيخ لقيمة البذل والتآلف، واستدعاء لمعاني الأخوّة وحسن الجوار، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: إن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الإسلام خير؟ قال: تُطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لا تعرف. وإطعام الطعام يشمل الصدقة والهدية والضيافة، وإطعام الفقراء ابتغاء وجه الله، وتزداد الحاجة إليها في أوقات المجاعة وغلاء الأسعار.

وإطعام الطعام يشمل سائر المخلوقات، فإن الصحابة -رضي الله عنهم- قالوا: «يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجراً؟ قال: في كل ذات كبدة رطبة أجر». رواه البخاري

قيم نبيلة

لا يستقل المرء في إطعام الطعام أي مقدار ولو كان شق تمرة، فإنها تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما تصدق أحد بصدقة من طيّب -ولا يقبل الله إلا الطيب- إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوّه أو فصيله» رواه البخاري ومسلم، تلك قيم نبيلة يُرَبّي عليها الإسلام. وصفات جليلة تغرس في بنية المجتمع المسلم التقوى، وتبرز قيم الإسلام السمحة للعالم أجمع.

وصلوا الأرحام

الأرحام هم كل من تربطك بهم رحم أو قرابة من جهة الأب أو الأم. وحقهم في البذل والعطاء مقدم على اليتامى والفقراء، قال الله -سبحانه-: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}. والسخاء عليهم ثواب مضاعف. قال -عليه الصلاة والسلام-: «إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة» رواه النسائي.

سبل صلة الرحم

صلة الرحم بالقول الطيب، والوجه النيّر، وتعاهدهم بالزيارة والنصح، ومساندة المكروب، وعيادة المريض، والصفح عن عثراتهم، واجتناب الإغرار بهم قولا أو فعلا ؛ فالأرحام من نعم الله، فهم سندٌ في الحياة متين، وعضدٌ في النوائب معين. هم سرور في الحزن، وعز في الذل، وسعة في الضيق، وجبر نفس في المصاب.

وصلوا بالليل والناس نيام

وردت هذه العبادة العظيمة بعد الدعوة إلى إفشاء السلام وإطعام الطعام وصلة الأرحام؛ للدلالة على أثرها في التعاملات والمعاملات. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق! قال: إنه سينهاه ما تقول» رواه أحمد. صاحب قيام الليل يصبح طيب النفس نشيطا، يُعان على عمله سائر يومه، وقت عظيم تخلو فيه النفس وتناجي خالقها زمن إجابة الدعاء ونزول الرب. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟» رواه البخاري.


«تدخلوا الجنة بسلام»

بين الشيخ الثبيتي أن هذا وصف بليغ طيب من رب رحيم، وصفٌ ناطق بالحفاوة التي هي عطاء الله الخالق لخواصه، ودخول الجنة بسلام ظاهره أنه بلا عقاب ولا عذاب. تدخل الجنة بسلام، فمن صبر على المشقة، وصابر على جفاء الناس، وأمضى حياته في طريق السلام والإحسان بإرساء السلام، وإطعام الطعام، وصلة الأرحام، وقيام الليل، فإن الجزاء من جنس العمل. قال الله -تعالى-: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن في الجنة غرفا تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام». رواه الترمذي من حديث علي - رضي الله عنه -، وقد أشار العلماء إلى أن العطف بالواو في هذا الحديث يقتضي اشتراط اجتماع الأمور المذكورة.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.27 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]