ليس منا من لم يوقر كبيرنا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 637 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 269 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 368 )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 837018 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2022, 02:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي ليس منا من لم يوقر كبيرنا

ليس منا من لم يوقر كبيرنا
الشيخ عبدالله محمد الطوالة



الحمدُ للهِ الإلهِ الحَقِّ المُبِينِ، المَلِكِ القَوِيِّ المَتِينِ، ﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [غافر: 65]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريك لهُ، إلهِ الأولينِ والآخرينِ، وقيومِ السمواتِ والأرضينَ، ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأحقاف: 4]، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ اللهِ ورسولهُ، ومصطفاه وخليله، الصادق الوعد الأمين، سيد المرسلين وإمام المتقينَ، وخيرُ خلقِ اللهِ أجمعينَ، فصلوات الله وسلامه عليهِ وعلى آلهِ الطيبينَ، وصحابتهِ الغُرِّ الميامينَ، والتابعينَ، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ، أمَّا بعدُ:
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وأخلصوا لله عملكم، فالإخلاصُ: هو ما لا يعلمهُ ملَكٌ فيكتبَهُ، ولا عدوٌ فيفسِدَهُ، ولا صديقٌ فيمدَحَهُ، واعلموا أنكم لن تنالَوا ما تُحبُّون إلا بترك ما تشْتهون، ولن تُدرِكَوا ما تُريدون إلا بالصبر على ما تكرهُون، ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96، 97].

معاشر المؤمنين الكرام، قضت حِكمةُ اللهُ جلَّ وعلا، أن يُولَدُ الانسان طفلًا ضعيفًا لا يَعلَمُ شَيئًا، ولا يقوم بنفسه، ثُم يقوى ويتعلَّم شيئًا فشيئًا حتى يبلغ اشده في عنفوان الشباب، ثُمَّ لا يزالُ يكبرُ حتى يَكُونُ كَهْلًا ثم شيخًا ثم عجوزًا هرِمًا، يبيضُّ شعرهُ، ويرقُ عظمهُ، وتضعفُ قوتهُ، وتقلُ حركتهُ، وَهَذَا قَدَرُ جَمِيعِ الْبَشَرِ إن طالت بهم الحياة، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54].

ومن الآدابِ العظيمةِ والخصالِ الكريمة التي دعا إليها الشرعُ الحنيف ورغَّبَ فيها، التعاملُ الحسنُ مع كِبارِ السِّنِّ، وتوقيرهم ومعرفةُ حقهم، ففي الحديث الصحيح: قالَ صلى اللهُ عليه سلم: قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا»، وفي رواية صحيحة: "منْ لَمْ يرحمْ صغيرَنَا، ويعرفْ حقَّ كبيرِنَا، فليسَ منَّا".

كبار السن يا عباد الله هم بركةُ الأرض وخيرُها، وهم نورها وبهاؤها أرقُّ الناس أفئدةً، وألينهم عريكةً، وأقربهم سهولةً، وأكثرهم ذكرًا لله واحرصهم على العبادة، كثيرٌ خيرهم، قليلٌ شَّرُّهم، قد لَزِموا الوَقارَ، وصقلتهم أحداث الحياة، فأصبَحوا خبراء مُجرِّبينَ، وعرَفوا مَواضعَ الخيرِ، وخبروا عواقبَ الأمور ومآلاتها، فما أسعدَ من فَسَحَ اللهُ له في الأجل، ووفَّقَهُ لصالحِ العمل، ففي الحديث الصحيح، يقولُ عليه الصلاةُ والسلام: "خيرُكم من طالَ عمرُه وحَسُنَ عملُه"، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: "البرَكةُ مع أكابِرِكم"، وهنيئًا لمن ضمَّتْ بيوتُهم من كبارِ السن من يبعثُ فيها السعادةَ والنور، والبهجةَ والسرور، فهم نورُ عيونِنا، وتاجُ رؤوسِنا، وبركةُ عيشِنا، وأُنْسُ مجالسِنا، وبهجةُ حياتِنا، فما أجملَ مُحيَّاهم، وما أعذبَ حديثَهم، وما أصدقَ ابتسامتَهم، وما أصفى مشاعرَهم، وللهِ تلكَ الأرواحُ الطاهرةُ ما أنقاها، وتلك القلوبُ الطيبةُ ما أروعها، وتلك الصدورُ السليمةُ ما أصفاها، وتلك الوجوهُ المشرقة النيِّرةُ ما أبهاها وما أحلاها، وللهِ بيوتٌ بهم عامرة، ومجالسُ بهم حافلة، لا أخلى الله منهم بيوتنا، يتوافدُ الجميعُ إليهم، ويلتفُّونَ حولَهم ويجلسونَ بين أيديهم، يُحبُّهم الصغار، ويأنس بهم الكبار، ويستنيرُ بتجاربهم الشبابُ، فما أعظمَ بركتَهم وما أطيبَ مُجالَستَهم، كم نتفيَّأُ ظلالَهم، وكم نُغمرُ بكرمِهم ولُطفِهم وحنانهم، يَستقبلوننا بالحفاوةِ والتَّرحيب، ويتعاهدوننا بالإكرام والطَّيب، كم رفعوا لنا من صادقِ الدعوات، فكانت سببَ التوفيقِ والرِّزقِ والخيرات، والحفظِ من الشرورِ والآفات، فعلينا أنْ نبادلَهم تلك المشاعر، بإظهارِ اهتمامِنا بهم، وحُبِّنا لهم، وحفاوتِنا بهم، وعطفِنا عليهم، وتودُّدِنا إليهم، فهم بحاجةٍ دائمةٍ إلى من يجالسُهم ويؤانسُهم، ويستمعُ لهم، يعيشُ همومَهم، ويتفهم مشاعرَهم، ويخاطبُهم بلغتِهم، ويسمعُ منهم، ويستشيرُهم ويستأذنُهم، ويصبرُ عليهم ويدعو لهم، إنَّهم كنزٌ ثمينٌ، كنزٌ ثمينٌ لا يعرفُ قيمتهُ إلا من فقده، فأدُّوا زكاتَه بخدمتِهم، وأحسنوا لأنفسكم بالإحسانِ إليهم، واحذروا أنْ تَخدِشوا كرامتَهم الغالية، أو تجرحوا أحاسيسَهم المُرهَفَة، أشعروهم بأنَّ الفضل بعد فضل الله هو فضلهم، وأن المنَّةَ لله ثمَّ لهم، اخفضوا لهم الجناح، وطيِّبوا معهم الكلام، وأبعدوهم عن الجدالِ والخصام، وتلمَّسوا حاجاتِهم وأحضروها قبلَ أن يطلبوها، وردُّوا لهم بعضَ الجميل، وكافِؤُوهم على ما قدَّموه من تضحياتٍ ولو بالقليل، فقد أدَّوْا ما عليهم وبقيَ ما لهم.

ألا وإنَّ كثيرًا من كبار السن اليوم, هم غرباء في بيوتهم وبين ذويهم، فلم يعد الزمانُ زمانَهم، ولم تعد الحياةُ تطيبُ لهم، يرى الواحدُ منهم نفسهُ ثقيلًا على من حوله، فلا جليسَ يتبادلُ معه أطرافَ الحديثِ، ولا أنيسَ يُدخلُ السرورَ عليه ويُباسِطه، وإن جلس معهم لم يعرفوا حقَّه، ولم يحترموا له سنَّهُ ومَقامهَ، إن تكلم قاطعوه، وإن قال رأيًا تنقصوه, وإن طلبَ شيئًا لم يحضروه، ألا وإن من حقِّ كبار السنِ يا عباد الله، الجلوسُ في صدر المجلس، والتأدب معهم، وأن يُقدِّموا في الكلام، وأن يُنصت لهم إذا تكلموا، وأن يُلان لهم الكلام، وأن يُنادوا بما يُشعرهم بالاحترام والتقدير يا عم، يا والد، يا شيخ، وأن يَتحنَّنَ لهم في العبارة ويُزيِّنها، وألا يمدَّ بين أيديهم رِجْلًا، ولا يُولِيْهم ظَهرًا، وأن يُقدمهم في الطعام والشراب، وفي الدُّخول والخروج.

ومن حقِّ كبار السن أن يزاروا في بيوتهم، وأن يُحتفى بهم ويبجلوا، واعلموا أن كَبيرَ السِّنِّ لَا يَسْعَدُ بشَيءٍ كسَعَادَتِهِ بِاجْتِمَاعِ أَبْنَائِهِ وَأَحْفادِهِ حَوْلَهُ، وأنَّ أَكْثَرَ مَا يُزْعِجُ كِبَارَ السِّنِّ اليوم هُوَ هجرهم وشعُورُهم بِالْوِحْدَةِ، فهم في أمَسِّ الحاجةِ إلى من يجالسهم ويحدِّثهم ويؤنسهم، ويستمعُ لحديثهم، ويغيِّرُ أجواءَهم، ويتلمسُ حاجتهم، وأن يُعامِلهم بلطفٍ وشفقة, وحُنو ورحمة، وألا يتشاغلَ الجالسُ عندهم بالأحاديث الجانبيةِ أو النظرِ في وسائل التواصل وردود الجوال، إلا أن يقرأ عليهم من القصص الطريفة، والأخبار المهمة، والأحاديث المناسبة ما يدخلُ السرور على قلوبهم، ويُشعرهم بأهميتهم وعلو قدرهم.

ألا فاتَّقوا اللهَ رحمكم الله، واعرفوا لكبارِ السنِّ فضلَهم، واشبعوا منهم قبلَ أن تفقِدوهم، فمكانُهم الذي يتركونَه يبقى خاليًا لا يَسُدُّه غيرُهم، ولا يبقى منهم إلا عَبَقُ رائحتِهم الزكية، وعبيرُ سيرتِهم الندية، وبقايا ذكرياتِهِم الجميلة.

أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54].

بارك الله لي...

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا، والصلاة والسلام على المبعوث بالحق بشيرًا ونذيرًا؛ أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب.

معاشر المؤمنين الكرام، هكذا جاء ديننا العظيم بحفظ حقِّ كبير السن، فليس منا من لم يوقِّر كبيرنا ويعرفَ له قدره، وفي الحديث الصحيح: "من شاب شيبةً في الإسلامِ كانت له نورًا يومَ القيامةِ"، وفي رواية صحيحة: «مَا شَابَ رَجُلٌ فِي الْإِسْلَامِ شَيْبَةً، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ، وَكُتِبَتْ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ».

وأنتم يا معاشر الكبار، اعلموا أن الآلام والأسقامَ التي تجدونها، والوهنَ والضعفَ الذي تعانون منه، فإنها أجورٌ وحسناتٌ مُدخرةٌ لكم عند ربكم، ففي صحيح البخاري: قال عليه الصلاة والسلام: "ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ"، وفي رواية صحيحة: "صُداعُ المؤمنِ، أو شوكةٌ يُشاكُها، أو شيءٌ يُؤذيه؛ يرفعُه اللهُ بها يومً القيامةٍ درجةً، ويُكفِّرُ عنه بها ذنوبَه"، فكل ما يُزعجكم أو يقضُ مضاجعكم، إنما هو بحكمة الله ورحمته، تكفيرٌ لذنوبكم, وزيادة في حسناتكم، ورفعةٌ في درجاتكم, يُضايقكم اليوم، ولكنه غدًا بين يدي الله تعالى يُفرحكُم ويسركم, فاصبِروا أعانكم الله على البلاء، واحتسبوا عند الله جزيل الأجر والثناء، ففي صحيح البخاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا، يُصِبْ منه"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ الْمَنْزِلَةُ فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ؛ فَمَا يَزَالُ اللَّهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا"، الحديث صححه الألباني، وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له"، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى اللهَ وما عليه خطيئةٌ"؛ الحديث صححه الألباني، وعن شداد بن أوسٍ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عزَّ وجلَّ يقول: إني إذا ابتليت عبدًا من عبادي مؤمنًا، فحمِدني على ما ابتليته، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيومَ ولدَتْهُ أمُّه من الخطايا، ويقولُ الربُّ عزَّ وجلَّ: أنا قيدت عبدي وابتليتُه، وأَجْروا له كما كنتم تُجْرون له وهو صحيحٌ"؛ الحديث حسنه الألباني، وفي محكم التنزيل: ﴿ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 115]، ويقول تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

اللهمَّ احفظْ كبارَ السِّنِّ فينا، اللهمَّ تولَّ أمرَهم وأعِنَّا على برِّهم والإحسانِ إليهم، وباركْ لهم في أعمارِهم وقوَّتِهم، وأصلحْ لهم عملَهم وذريَّتَهم، وأرفع درجاتهم وأجزل مثوبتهم.

اللهمَّ اشْفهم من كل داء، وعافهم من كل بلاء، وألبسهم ثوب الصحة والعافية، وأسعدْهم واكتبْ لهم الحياةَ الطيبةَ، في طول عمرٍ وحُسن خاتمة، يا ذا الجلالِ والإكرام.

ويا بن آدم عش ما شئتَ فإنك ميت، وأحبِب مَن شئت، فإنك مفارقه، واعمَل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يَبلى والذنب لا يُنسى، والديَّان لا يموت، وكما تدين تدان، اللهم صلِّ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.14 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]