يا شباب الإسلام.. احفظوا جوارحكم عن الآثام - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215333 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61198 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29180 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2022, 01:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي يا شباب الإسلام.. احفظوا جوارحكم عن الآثام

يا شباب الإسلام.. احفظوا جوارحكم عن الآثام
ياسر عبدالله محمد الحوري



الخطبة الأولى

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين، وإمامًا للمتقين؛ أما بعد:
أيها الأحباب الكرام في الله:
إن فترة الشباب من أهم وأخطر الفترات في حياة كل إنسان؛ فهي الفترة التي تتفتح فيها أعين المرء على الحياة بكل ما فيها من شبهات وشهوات ومغريات، والسعيد من عصمه الله تعالى؛ فكان من الذين قال في وصفهم: ﴿ إنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف: 13]؛ لذا فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله تعالى يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ((وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ))؛ [متفق عليه].

يا شباب الإسلام، استغلوا شبابكم وصحتكم وقوتكم فيما ينفعكم في دنياكم وأخراكم.


يا شباب الإسلام، إن المعاصي تُورِثُ صاحِبَها وحشةً وظلمة في القلب؛ روى مسلم في صحيحه عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ، عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْب أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا، كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)).


يا شباب الإسلام، احفظوا جوارحكم من المعاصي، فإن المعاصي تكون سببًا لِهوانِ العبدِ على ربِّه وهوانه على الناس؛ قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسَعة في الرزق، وقوَّة في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القلب، ونقصًا في الرزق، ووهنًا في البدن، وبُغضًا في قلوب الخلق"؛ [ابن تيمية، منهاج السُّنة، (1/ 269)].


يا شباب الإسلام، سخروا جوارحكم في الهدى والخير، فقد يحرم الشاب الطاعة ونقصان الإيمان بسبب العصيان؛ ففي صحيح البخاري عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لا يَزْنِى الْعَبْدُ حِينَ يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَقْتُلُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ)).


ستُسألون عن جوارحكم يوم القيامة، فهنيئًا لمن سخر جوارحه في طاعة الله، ويا ندامتاه لمن استعمل جوارحه في معصية الله! قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].


يا شباب الإسلام، أين من يبحث عن استقامة إيمانه وقلبه؟
اسمعوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يقول: ((لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه))؛ [رواه أحمد، وهو في صحيح الترغيب، وحسنه الألباني].


من أفضل المسلمين عند الله؟
فقد سئل صلى الله عليه وسلم: عن أي المسلمين أفضل؟ فقال: ((من سلم المسلمون من لسانه ويده))؛ [متفق عليه].


يا شباب الإسلام، حافظوا على جوارحكم قبل أن تشهد عليكم عند بارئكم؛ فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: ((كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟ قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ قَالَ: يَقُولُ: بَلَى، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي، قَالَ: فَيَقُولُ: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا، قَالَ: فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، فَيُقَالُ لِأَرْكَانِهِ: انْطِقِي، قَالَ: فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ، قَالَ: ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ، قَالَ فَيَقُولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ)).


إنها – والله - قاصمة الظهر أن تشهد عليكم جوارحكم، وتنطق أعضاؤكم ضدكم، فكيف الموقف في تلك الساعة الحرجة؟ وماذا يقولون حينئذٍ؟ اسمعوا إلى الجواب؛ يقول الله جل وعلا: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 20 - 24].


يا شباب الإسلام، احفظوا أسماعكم، وألسنتكم عن سماع وقول الغيبة والنميمة والكلام المحرم، واحذروا من سوء الظن بالآخرين؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].


احفظوا أبصاركم عن النظر إلى الحرام؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]، وقال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 31].
أقول قولي هذا...

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
أيها الأحباب الكرام في الله:
ما الطريق إلى حفظ جوارحنا من المعاصي والآثام؟
أن نستشعر مراقبة الله لنا في السر والعلن؛ لأن الله يقول في كتابه الكريم: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].


من أراد النجاة من الذنوب والمعاصي، فليلتزم الصمت إلا من خير؛ روى الترمذي وأحمد وصححه الألباني من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صمت نجا))، وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت)).


النبي عليه الصلاة والسلام يضمن لك جنة عرضها السماوات والأرض، يا من حفظت جوارحك عن الذنوب والمعاصي؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه، أضمن له الجنة))؛ [صحيح البخاري].


خلاصة ما نختم به خطبتنا هو التعوذ بالله من شرِّ جوارحنا؛ وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إنـي أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي))؛ [صحيح النسائي].

هذا، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.81 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]