الأسلوب ..

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليكم أحبتي الكرام ورحمة الله وبركاته .


خلق الله الناس مختلفين في أشكالهم وألوانهم ولغاتهم وأعمالهم وتفكيرهم وأحاسيسهم وووو.....
ومن هذا الاختلاف اختلاف الأسلوب والتعبير .
فعندما تعتاد سماع شخص أو قراءة كتاباته , فبمجرد أن تسمع كلاما تعرف إن كان هو كاتبه أم لا.[1]


ومن طريف ما ري في هذا الموضوع أن المهلهل الشاعر الجاهلي المعروف , خرج يوما في نزهة إلى الصحراء مع عبديْه وكان قد كبر وخرف , فضجرا منه وقررا قتله , فلما علم بذلك وأنه لا مفر , قال لهما دعاني أنشدكما بيتا من الشعر .
فأنشدهما :
من مبلغ الحيَّـيْن أن مهلهلا * لله دركما ودر أبيكما .
ولما رجعا إلى أهله ادعيا إنه مات .
فسألوهما هل أوصى بشيئ قبل أن يموت هل قال شيئا أو أمر بشيئ ؟؟
قالا : لم يوص ولم يأمر ولم يقل شيئا إلا هذا البيت :
من مبلغ الحيين أن مهلهلا * لله دركما ودر أبيكما .
فلما سمعت ابنته البيت ودرسته جيدا , وهي أدرى الناس بأبيها وبأسلوبه .
قالت : أبي لا يقول هذا الكلام [الذي لا معنى له !]
وإنما أراد:
من مبلغ الحيين أن مهلهلا * أمسى قتيلا بالفلاة مجندلا
للـه دركما ودر أبيكــــــــــــــــــما * لا يبرح العبدان حتى يُقتـلا.
فجيئ بهما فاعترفا وأقرا .
فقُتلا فعلا .
قال البيهقي: وابنته التي كان لها هذا الذكاء هي هند، وسمع بقصتها كلثوم سيد تغلب فتزوجها , فولدت عمرو بن كلثوم الشاعر المشهور صاحب المعلقة التي مطلعها :
ألاّ هُبّي بصَحْنِكِ فاصْبَحينا * .........

ولذلك فإن المحدّثين الجهابذة أحيانا يجدون حديثا نبويا , فينظرون في متنه فيقولون هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم , لأن أسلوبه ركيك !
والنبي صلى الله عليه وسلم كلام أبلغ كلام بعد القرآن .

الخلاصة معرفة الأسلوب أمر مهم للباحثين والمهتمين والدارسين .
فإياك أخي أن تنقل كلام أحدٍ فتنسبه لنفسك , فإن تلك فضيحة وسفاهة وسقوط .
أسأل الله أن يعافينا جميعا ..








[1] بعض الأعضاء ينقلون كلاما لكتاب آخرين , وينسبونه لأنفسهم ظانين أن ذلك يخفى على المتابعين , فهذا كمن يظهر أمام أناس يعرفونه ويدعي أنه شخص آخر .

[زارع المحبة]

ولكنا حين ابتعدنا عن فهم البلاغة , وصرنا لا نميز بين أسلوب وأسلوب , ولا نفرق بين كلام قوي متين وكلام ضعيف هزيل , أصبحنا نشترط على من يذكر آية أو يحتج بها في نص أن يذكر أنها قرآن وفي أي سورة وردت وما هو رقم الآية ...الخ ...
وفعلا رأيت الكثير من الناس لا يفرقون بين القرآن وغيره من الكلام , فكثيرا ما يسألني أحدهم عن حكمة أو مقولة هل هي قرآن ؟ أم حديث ؟ أم ماذا ...؟
ومن القصص التي حضرتها ولن أنساها أنه في أحد السنوات السابقة وفي الليلة الأخيرة من رمضان تقدم أحد المصلين من الإمام وقال له هناك آية لم تقرأها , لقد كنت طول الشهر أنتظر قراءتها ولم أسمعها .
فقال له وما هذه الآية ؟
فقال :"النساء ثم النساء ثم اليهود"
فضحك الإمام طويلا , وقال له : هذه ليست قرآن وإنما كلام جهال !
فلنقرأ كثيرا حتى نميز بين ما هو حق وما هو باطل ما هو صحيح وما هو ضعيف بين ما هو من القرآن وما هو من كلام الجهال .

[ورد جوري]

الله المستعان
كلام عميق المعنى
" يذكرني بفطنة شروق الاجزجي"

لعلي اعود ثانية لاتمعن اكثر بهذه الدرر
ففي هذا الزمان نحن بحاجة للتوعية دائما
بحاجة للتمحيص الدقيق لنتبين حقائق الامور

اللهم سلّم..

جزاك الله خيرا اخي الفاضل
زارع المحبة
رعاك الله

[زارع المحبة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورد جوري

الله المستعان
كلام عميق المعنى
" يذكرني بفطنة شروق الاجزجي"

لعلي اعود ثانية وأنا أنتظر عودتك
ففي هذا الزمان نحن بحاجة للتوعية دائما
بحاجة للتمحيص الدقيق لنتبين حقائق الامور فعلا , فقد كثرت المتشابهات وكثر التدليس وكثر الكذب وكثر النفاق , ولا عاصم إلا من عصم الله .
فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ...

وشكرا على المشاركة .