إني مهاجرة

[ابوالوليد المسلم]

هديتي لكل من يحتفل برأس السنة الميلادية

قال تعالى: {قُل يأَيُّهَا الكافِرونَ لا أَعبُدُ ما تَـعبُـدونَ وَلا أَنتُم عابِدونَ ما أَعبُدُ وَلا أَناعابِدٌ ما عَبَدتُم وَلا أَنتُم عابِدونَ ما أَعبُدُ لَكُم دينُكُم وَلِىَ دينِ}.
عجبت لأمرنا نحن المسلمين؟ وتذكرت بحسرة المسلمين الأوائل الذين كانوا يدركون أن الإسلام ليس مجرد كلمة، ولا دعوى، ولا شعارات ترفع وينادى بها في الساحات، ولا كان الإسلام شعائر فردية يؤديها الأفراد وفقط: صلاة، وصوم، وحج، وزكاة، بل فهموه بوصفه شيئاً آخر!! و هو أنه منهج حياة ودين وطاعة واتباع وتحكيم لكتاب الله.
وعند بدء الفتوحات الإسلامية انصهر الفكر الإسلامي وامتزج بثقافات الشعوب الأخرى ومنه شهدت تلك الأمم كلها تقدم المسلمين «بوصفهم رواداً» في شتى المجالات العلمية والفنية والأدبية، إلا أننا بعد أن تخلينا عن ديننا وقيمنا وثوابتنا دخلت في حياتنا البدع والأفكار المنحرفة والعقيمة الفارغة، وأصابنا الخمول والركود، وسلمنا أنفسنا لقبضة الغرب ليشكل عقولنا كما يريد، وصدق فينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن؟ ».
لذلك فإن الغرب النصراني قد حكم على المسلمين أن يحتفلوا برأس السنة الميلادية، وحكم الغرب النصراني عليهم بأن يعلقوا الإضاءات في كل الميادين، وحكم الغرب النصراني على المسلمين أن يشتروا شجرة الكريسماس، وأن يعلقوا عليها معتقداتهم الوثنية من أرواح وتماثيل وغيره.
أيها الإخوة والأخوات: علينا أن نتحرر من أغلال العبودية والتبعية التي فرضت علينا من هؤلاء؟
علينا أن نعرف ونعقل بحكمة أن احتفالنا بأعيادهم واتباع عقيدتهم هو قمة الذل والهوان؟
علينا أن نتخلص من النكتة المضحكة: «التسامح بين الأديان»!
الكريسماس عيد من أعياد النصارى والكفار، ولا أعرف حقيقةً لماذا نحتفل به في دولنا العربية المسلمة؟ نحن من نغرس الخير والشر في أطفالنا من خلال التنشئة الاجتماعية لهم، وهنا يكون دورنا معهم الذي سنحاسب عليه أمام الله .
سعيدة حاج أحمد
كاتبة جزائرية

إني مهاجرة

أنا أغض بصري وسط استباحة إطلاق النظرات وتبادل الابتسامات واللمسات, وحل من الاختلاط المشين أتجنب شبهاته كما أوصاني النبي المختار صلى الله عليه وسلم .
أنا محجبة ملتزمة بالزي الشرعي، مستغربة وأحياناً مستنفرة بين مرضى هوس الموضة وحمى التقليد الأعمى، لا أبالي بشعارات مضللة وصيحات بالية يروجها أعداء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
نعم أنا رجعية.. أرجع إلى الكتاب والسنة.
نعم متخلفة... أتخلف عن ركب إبليس وأتباعه.
أنا عفيفة.. أعف نفسي فأترك حراماً لله حتى أناله في الحلال.
إن كنت أحلم بفتى أحلامي، فأنا أريده زوجاً رجلاً تقياً، فأنظر في نفسي هل أنا نعم المرأة الصالحة؟ وينطبق عليّ وصف المصطفى «خير متاع الدنيا» (كما في الحديث الذي رواه مسلم).
أنا أتقن عملي بقدر ما أستطيع وأبذل قصارى جهدي أن أكون مخلصة لله في كل قول وعمل، أراقب ربي وأستعين به فلا أنتظر مدحاً ولا يضرني ذم، أليس الله بكاف عبده؟!
أنا أعفو وأصفح عن كل من يظلمني أو يسيء لي.
ألتمس الأعذار ولا أغضب لنفسي، أجاهد نفسي فتارة أصبر وأخرى تزل قدمي ولكن سرعان ما أعود وأعتذر وأستغفر، وبالتصبر أصل إلى ما يفرح رسولي بأني من أتباع خير قدوة.
أتسلح بالدعاء:
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، رب انصر الإسلام والمسلمين، رد كيد الأعداء إنهم لا يعجزونك، واجعلني من أسباب النصر، رب معصية أخرت نصرك يا غفور يا رحيم.
نسألك الفردوس الأعلى برحمتك ثم بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
هل أنا بهذه المساعي مهاجرة مع صحبة صالحة تعينني وتذكرني بتقوى الله، واتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
ورغم أنني في وطني بين أهلي إلا أنني في غربة، هم كثير ولكن كغثاء السيل.
أنا غريبة في ثيابي، في سلوكي، في ألفاظي وعباراتي، في..
فطوبى للغرباء، أشهدك يا الله أني أحب رسول الله[، وأجاهد نفسي أن أتبع سنته، وأمشي على خطاه، زادي على طريقه تقواك طمعاً في الخلود في الجنان.
أنا مهاجرة من الأرض إلى السماء، أنا مهاجرة إلى الكتاب والسنة، أنا مهاجرة من المعاصي إلى الطاعات، هجرتي لله ورسوله.
أماني داود

الاهتمام بالموهبة

الموهبة هي كل ما منحه الله عز وجل الإنسان من إبداع، والناس يتفاوتون حسب مواهبهم وقدراتهم، وأيضاً الناس يختلفون بالكم والكيف، وكثير من الناس منحه الله الموهبة والإبداع، ولكنه لم يطور ويرع موهبته، فتجده على سبيل المثال يجيد فن الخط أو الرسم أو الشعر... إلخ، ولكنه كبت هذا الإبداع وهذه الموهبة فحصرها على نطاق ضيق، بحيث إنه لم يخرج إبداعه وينفع به الآخرين.
إذاً علينا أن ننشر إبداعنا ولا نكبته، ونجعله شاهداً لنا ونبرز من خلاله، ليس حباً في الجاه، ولكن حباً في إحياء مواهبنا ونفع الآخرين بها.
وبعض الناس لو قيل له: لماذا لم تنمِّ موهبتك؟ فإنه ربما يرد قائلاً: أنا لا أحب الشهرة أو الظهور، فنرد عليه ونقول: إذا كنت تخشى من ذلك فعلى الأقل شارك واخرج في وسائل الإعلام ولو أحيانا.
وفي الختام ينبغي على من وهبه الله أي موهبة أن يجعلها ترى النور ويقوم ببثها عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ليحيي موهبته وينفع بها الناس ويكون له ذكر في الحياة وفي الممات، كما قال تعالى: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} (الشعراء: 84).
ومعنى هذه الآية، كما جاء في مختصر تفسير الطبري، وغيره من كتب التفسير أن الخليل إبراهيم عليه السلام طلب من ربه جل في علاه أن يجعل له ذكراً جميلا وثناء حسناً باقياً فيمن يجيء من بعده إلى يوم القيامة، وهناك بيت من الشعر بهذا الشأن قاله أحمد شوقي - رحمه الله-:

فاصنع لنفسك بعد موتك ذكرها

فالذكر للإنسان عمر ثانِ

سعد بن عبدالرحمن العجاجي


اعداد: المحرر المحلي