رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 650 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 915 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1078 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 844 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 828 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 909 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92746 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190975 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56909 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26181 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-05-2020, 12:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

بين الغطيط والسهر ضياعٌ!





د. خالد بن سعود الحليبي








دعنا نتساءل: هل الصيام يدعونا إلى الحركة والإنتاج، أم إلى السكون والدعة؟







لو تأمَّلْنا حياة عدد من أفراد المجتمع لوجدنا الإجابة تقول بلسان الحال: إن الصيام تسبَّب في الخمول والتَّراخي، فقلّةُ الأكْلِ تؤدِّي إلى نقص الطَّاقة الجسديَّة، مِمَّا يؤدّي بالتَّالي إلى البحث عن وسائل الراحة، وزيادة حصَّة النوم من ساعات اليوم.



هكذا يعتذر الخاملون لأنفسهم، ولو تأمَّلتَ حياتَهم في غير رمضان لما وجدتَ فرقًا كبيرًا في قدر الإنتاج؛ ذلك لأنَّهم مَرْضى نفوس، يتعلَّلون لكل زمان بما يلائمه؛ ليستمروا في سلبيتهم، وإلا فأين الضعف الذي يتحدَّثون عنه حينما ينظّمون أوقاتَهم؛ ليحفظوا طاقاتهم ويوظفوها فيما يفيدهم؟



إنَّ أوَّل العلاج - أخي الصائم الكريم - أن نُحِسَّ بقيمة الوقت، وأن نوقن أنه يمثل الحياة، والحياة أغلى ما ينبغي أن نحافظ عليه من أماناتنا، والفراغ جوهرة نفيسة قد لا يكتشف الإنسان ثمنَها الحقيقي إلا حين تُنزع منه، وكما أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، كما قيل:




وَالوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ وَأَرَاهُ أسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيعُ





إنَّ أمتنا خسرتْ كثيرًا من الطاقات الشابة؛ سخَّروا ما أوتوا من مواهبَ في خدمة شهواتهم، وتلبية غرائزهم، وحسبوا أنهم يعيشون؛ ليأكلوا ويشربوا، ثم ليموتوا، دون أن يتركوا أي أثر إيجابي لهم على هذه الأرض التي كانت تنتظر محراثهم، وبذرهم، وسقيهم.


والسؤال الآن
: هل الوقت في رمضان أقل أهمية منه في غيره؟


على العكس تمامًا؛ فالوقت في رمضان يزداد قيمة وأهمية؛ بسبب الفضل العظيم الذي خصه الله به.


والوقت يتضاعف حينما نستطيع أن نتجاوز الضغوط الاجتماعية علينا، التي تحاول أن تلزمنا السهر الطويل ليلاً، بحجة أن أجواء رمضان الاجتماعية هذه هي طبيعتها عندنا منذ عقود من الزمان، وبطبيعة الحال حين يسهر الإنسان كل الليل، فلا بد أن يعوضه نومًا طوال النهار.



وهنا المعضلة؛ فالليل الرمضاني الذي كان يُقضى أولُه في عصر السلف في صلاة التراويح، ثم النوم حتى ثلث الليل الأول؛ ليكمل مع صلاة التهجد - أصبح في برنامج هؤلاء مدينةً للألعاب يتنقَّلون فيها بين المراجيح، والمسابح، وفطائر الوجبات السريعة.



والنهار الذي كان لكسب الرزق، والسعي في الأرض؛ لإعمارها كما أراد خالقها وخالقنا - أصبح غطيطًا يذهب بالقلوب حتى عن واجباتِها العبادية والاجتماعية.



لقد كنا نقرأ عن السلف مَن يقول: "والله، إنني أتأسف في الفوات عن الاشتغال بالعلم في وقت الأكل؛ فإن الوقت والزمان عزيز"، وقرأنا ما أذهلنا عن النووي - رحمه الله - أنه يقول: "إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظة ثم أنتبه".



نهار رمضان يتبارك ويزداد حينما يأخذ الجسم راحته في الليل، الموطن الأصلي للنوم، وحينما يعمل المسلم بالسُّنة فيتسحر متأخرًا، ويُفطِر مبكرًا؛ فإن الامتناع عن الأكل نهارًا يوفر له الزمن الذي كان يقضيه في تناوله، ويزيد من نشاطه؛ ذلك لأن الأكل في وسط النهار سبيل للخمول، وهو ما نشاهده من الرغبة في النوم ظهرًا بعد الغداء مباشرة، ومن ثم الكسل عن أعمالنا، التي ربما كنا ننوي القيام بها قبل أن نتخم بطوننا.



أخي الصائم:


أليس هدرًا أن نضيع شهرًا مباركًا كهذا الشهر في سهر عقيم، وتبديد لأجلِّ نعمة بعد نعمة الإيمان، هي نعمة الوقت الغالية؟!!


حتمًا سيكون جوابك "لا"!!

أخي الصائم:

__________________
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10-05-2020, 12:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (4)


أ. محمود توفيق حسين






عندما تحدث مشادَّة بين زميليك في العمل
وأحدُهما أقربُ لك من الآخر
ويطلب منك صديقك أن تشهدَ أمام الإدارة
بأن الآخر هو المخطئ
وأن تذكر أنه كثيراً ما يسيء لزملائه
وتمضي في الطُّرقة معه رغم أنك لم تحضر المشادة؛
لا تفكِّر بأن الأمر من أعباء الصداقة
ومما للصاحب عند صاحبه
بل فكِّر في أنها شهادة زور
فكِّر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ لَمْ يَدَعْ قَولَ الزُّورِ وَالعَملَ بِهِ وَالجهْلَ، فَلَيسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ).


مبارك عليك الشهر
وقد خرجتَ منه صادقَ اللسان.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10-05-2020, 12:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تستحوذ مبيعات الاتصالات على 1.5 مليار ومدن الترفيه على 200 مليون







مختصون لـ"الاقتصادية":


15 مليارًا حجم إنفاق الأسر خلال الأسبوع الأخير من رمضان


د. زيد بن محمد الرماني





وجدي القرشي - مكة المكرمة



قدر اقتصاديون معدلات صرف الأسر السعودية خلال الأسبوع الأخير من رمضان بأكثر من 15 مليار ريال، بينما سجلت مبيعات قطاع الاتصالات في مكة وحدها أكثر من مليار ونصف المليار خلال العشر الأواخر من رمضان.






وقال الدكتور زيد الرماني، المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:



"قبل عدة سنوات قريبة كنا نقيس معدلات صرف الأسر السعودية بالملايين، ولكننا في هذه الآونة الأخيرة تجاوزنا هذه الأرقام وأصبحنا نتحدث عن معدلات صرف بالمليارات، وهذا مؤشر خطر في ظل غياب الحراك الفعال لمعالجة هذا الوضع الخطير سواء من الدولة أو من قبل الأسرة نفسها، وأصبح رمضان والعيد أقرب إلى قبح التبذير من حسن التدبير".






وقدر المستشار الاقتصادي معدل صرف الأسر في آخر ستة أيام من شهر رمضان بنحو 15 مليار ريال، يذهب 40 في المائة منها إلى شراء الكماليات، و60 في المائة منها لشراء الأساسيات، بينما قدر معدل الإنفاق على المدن الترفيهية في مدن كالرياض أو جدة أو المنطقة الشرقية بنحو 200 مليون ريال في اليوم الواحد.






وأضاف الدكتور الرماني:



"راتب شهر رمضان لن يستطيع رب الأسرة السيطرة عليه، وذلك للمتطلبات الكبيرة التي تنتظره بمجرد ما يحصل على الراتب، فبحسبة بسيطة نتوقع أن 10 في المائة من هذا الراتب يذهب إلى شراء مستلزمات رمضان المتبقية وجلها تكون في الأطعمة والمشروبات، بينما يذهب 10 في المائة إلى سداد الفواتير والأقساط بحكم أن الغالبية العظمى من السعوديين يرزحون تحت وطأة الأقساط، بينما يذهب 40 في المائة من الراتب إلى شراء مستلزمات العيد، و30 في المائة ستذهب حتما إلى شراء مستلزمات المدارس ومتطلباتها على اعتبار أن بداية المدارس ستكون قبل حلول راتب شهر شوال، وبالتالي لا بد أن تدخل هذه الأمور في حسبة راتب شهر رمضان، أما المتبقي من الراتب وهو 10 في المائة، فهل ستكفي في أن يصرفها رب الأسرة على العيد؟، ولا سيما أن هناك زكاة ستخرج لمستحقيها، وترفيه للأبناء، وولائم للعيد".






من جانبه قال الحضري همام، وهو رجل أعمال:



"إن معدلات البيع اليومية لمحال الاتصالات في العاصمة المقدسة يبلغ نحو 100 مليون ريال، وترتفع هذه الأرقام خلال العشر الأواخر من شهر رمضان بحيث تلامس المبيعات سقف المليار ونصف المليار تقريباً في هذه الفترة فقط من أيام الخير من هذا الشهر الفضيل".







وأضاف الحضري، "بكل تأكيد هناك انخفاض في المبيعات لهذا العام نظراً لأن الأعداد القادمة من خارج السعودية تم تقليصها بسبب المشاريع التنموية التي تنفذ في المسجد الحرام، وبالتالي خروج نسبة كبيرة كنا نعول عليها في القوة الشرائية وهم الزوار والمعتمرون من خارج السعودية، حيث أصبح هناك انخفاض في المبيعات يصل إلى أكثر من 60 في المائة".






من جانبه، أبان عماد نوري، وهو أيضاً رجل أعمال، وصاحب متاجر غذائية في العاصمة المقدسة أن مبيعات الحلويات في مواسم العيد تصل إلى أكثر من 700 مليون ريال، مشيراً إلى أن هناك ارتفاعاً في أسعار الحلويات، ولكنه ارتفاع طفيف قد لا يتجاوز 2 في المائة".

وأضاف نوري، إضافة إلى الحلويات فهناك أيضا مبيعات المواد الغذائية التي تنافس مبيعات الحلويات وخصوصاً أن الأسر المكية تفضّل المواد الغذائية كالأجبان وغيرها في موائد إفطارهم صباح يوم العيد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 11-05-2020, 02:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

سُرَّاق روحانية رمضان











عبدالله عبدالحكيم






من نعم الله على الإنسان المسلم في هذه الحياة أن هيأ له الأماكنَ والأزمانَ لاغتنامِ الأوقات ومنَّ عليه بكرمه بمضاعفة الأجورِ في الأعمالِ رحمةً من الله وحباً بتقرب عبادهِ إليه.






فمن ذلك شهرُ رمضانَ الكريم الذي أُنزل فيه القرآن وفيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر ولله في كلِّ ليلة عتقاء من النار وفضائل عظيمة كلها عطايا وهبات أنزلها على العباد للازديادِ من الطاعاتِ، وتكثيرِ الحسناتِ، والفوز برضوانِ الله، وجبر للمعاصي والذنوب فنعيشُ أجواء إيمانية وروحانية طيلةَ الشهر.






ولكن في المقابل هناك أمور تسرقُ روحانيةَ رمضان، وخاصة في العالم الإسلامي والعربي فها هي الأزمات، والصراعات، والظلم، والقتل، والمجازر، والمذابح اليومية في البلدان الإسلامية من سوريا، وفلسطين، وبورما، والعراق، إلى مصر وغيرها جعلتنا نفقد لذة الطمأنينة والطاعةِ والراحة النفسية، ولننظر أيضا إلى تلك المسلسلاتِ الهابطة والبرامجِ الهدامة للمبادئ والقيم الإسلامية بدأت تتغلغل في نفوسنا، وتختار شهر العبادات لتحتل محل الشياطينِ المصفدة، وتنسلخَ ما تشربنا من وحي الهدى والنور بأفكار غربية وبث الفتنة، والشبهات، وكشف المرأةِ وبيع كرامتها لتجارة خاسرة.






ثم تتعجب من الإعلامِ الذي يتجاهلُ عظمة هذا الشهر الذي يغيبُ عن نقل الصورةِ الحسنة لينشغلَ بقضايا تافهة أو غير مهمة في الوقتِ الذي تحتاجُ الأمة في الزمنِ الراهن إلى بذلِ جميع الطاقات الإعلاميةِ لمعالجة قضايا الأمةِ الإسلامية والسياسيةِ والاجتماعية وبرامج هادفة قوية تسعى لنشرِ الوعي، وإصلاحِ المجتمع.






وأما دورُ الفرد في رمضان في الواقع ترى أصنافاً من الناس فمنا من يقضي أوقاتهُ في موائد الغيبة والنميمة والقيل والقال، ومنا من يصومُ نهاره في النوم ويسهر على اللعب والمجالس والأسواق، ومنا من تشغلهُ الأجهزة الحديثةُ لفترات طويلة، ومنا من يكونُ حبيس الجوعِ في النهار وغارق في الأكل الملهي عن العبادة في الليل، ومنا من يسرقُ الأمانة ومراقبة الله بالغلاءِ الفاحش في السلع وزيادة الأسعار لاستغلالِ الحاجةِ في هذه المواسم.






هذه وغيرها والله المستعان سُرقت روحانية رمضان من كثيرٍ من الناس، وأصبحنا نتغافلُ عن الطاعات وقراءة القرآن والصدقات والأعمالِ الصالحة وغيرها من الفضائلِ في هذا الشهر.






لنعلم أن جميعنا في تقصيرٍ وغفلة وخاصة وأنَّ رياحَ الشهوات المستوردة تحيطنا من كل جانب، لنتذكر الغايةَ التي من أجلها شُرعَ الصيام ألا وهي التقوى.






وأخيرا يا من سرقتَ روحانية رمضان حدك قطعك لطرق الشهوات والإقبال على الله وطرق أبوابِ التوبة والرحمات، وكتب الله لنا ولكم العتق من النيران.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12-05-2020, 03:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الصيام وآثاره في الفرد والمجتمع



الشيخ محمد الطاهر النيفر




{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].



مِن أعظم مِنَن الله - تعالى - على هاتِه الأمَّة المحمديَّة، أن كَتَبَ عليها الصِّيام كما كَتَبَه على الذين من قبلها، فكان أحدَ الأُسُس المتينة التي أقيم عليها الإسلام، وإحدى دعائمه المُحْكَمة، التي لا يقوى على تخريبها تقادُم العصور، ومَعَاول الأيام، فأثارُه في تقويم النُّفوس البشرية أعظم من أن تُحْصى، وفوائده للمجتمع أكثر من أن تستقصى، وناهيكَ بعبادة ضَمَّت للتقريب من الله زُلْفى، تطهير النفوس مما عسى أن يلتحقَ بها من خشونة الطبع، وضعف العاطفة نحو ذلك البائس الفقير، الذي ترتبط معه بهاتيكَ الرابطة العظمى، رابطة الإسلام التي لا تَنْفَصِم عُراها، ومتى عَمِلَتْ هاتِه العبادةُ عَمَلَها في النفوس، بَسَطَتْ بعضًا منَ النّعَم التي آثَرَها بها المُتصرف الحكيم على السائل والمحروم، فتصبح سعادة البَشَر عامة ولو إلى حين، وإذ قد لَمَّحنا لك في هاته النّبْذَة لعظيم فوائده، وجليلِ قَلائده، فيجدُر بنا أن نُفَصِّلَ لكَ - أيها القارئ الكريم - بعضًا من هاتيكَ الفضائل الجمَّة، في الحال والمَآل، والله الموفق وعليه الاتِّكال.


إنَّ مَن نظر بعين الهداية والتوفيق، لما سَنَّه الله لنا في هاتِه الشَّريعة السَّهلة، المُحْكَمة النظام، وجده لا يخرج عن إصلاح مفردنا وجمهورنا، في دُنيانا وبعد نُشُورنا، حتى نكونَ في سعادة شاملة، وخيرات فضائلها مُتكامِلة، وقد كانتْ عبادة الصَّوم جامعة لهاتِهِ الفضائل الثلاث؛ أعني: خير الآخرة، وإصلاح الفرد، والمجتمع؛ ولذا رأينا أنَّ الحديث في هذا المقام يتناوله من ثلاث جهات: فضائله الأخروية، فوائده الفردية، آثاره الاجتماعيَّة.


فضائله الأخرويَّة:
إنَّ الله - تبارك وتعالى - أوجَبَ الصوم في شهره المبارك، ورغَّب فيه، ووعد بجزيل العطاء عليه، فقال: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184]، ونسبه الله لنفسه مِن بين سائر العبادات إظهارًا لشريف مقداره، وجلائل آثاره، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((قال الله - عز وجل - كُلّ عمل ابن آدم له، إلاَّ الصَّومَ، فإنَّه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صيام أحدكم، فلا يَرْفُث، ولا يصخب، فإن سَابه أحد أو قاتَلَه، فلْيَقل إنِّي صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصَّائم أطيب عند الله مِن ريحِ المِسْك، للصَّائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه))؛ رواه البخاري وغيره، واللفظ له. والوجه في اختصاص هاتِهِ العبادة بالانتساب للذَّات العَلِيَّة، أنه لا يداخلها ما يمكن أن يصاحب العبادات العمليَّة، من رياءٍ وتظاهر بالطاعة، فهي العبادة التي لا يَطَّلع عليها سواه، ولا تكون إلاَّ لله؛ وإظهارًا لمزيد فضل الصوم، خَصَّ الله - تبارك وتعالى - باب الرَّيان في الجنة بالصائمين؛ تمييزًا لهم عن سائر عباده، الذين شَملهم فضله وإحسانه، فكانوا منَ الفائزين؛ كما وعد - جل فضله - بِمَحْو جميع الخطايا والذنوب، لِمَن أتمَّ صومه على الوجه المطلوب، وشَفَّعَه في صاحبه يوم لا يغني مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم؛ فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصِّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أَيْ ربِّ، منعته الطعام والشهوة، فشَفِّعْني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان))؛ رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجاله محتج بهم في الصحيح، ورواه الحاكم، وقال صحيح على شرط مسلم.


فإذا كانت هاتِه فَضَائلَه، وتلك مَزَاياه، فالعَجَب كُلُّ العَجَب ممَّن عنه يُعْرِضون، ويستبدلون هاتيكَ السعادة الأبديَّة بإرضاء الشَّهوة البهيميَّة، واتباع مَلَذَّاتهم الدَّنِيَّة، فيخرجون بصفقة المغبون، شأن مَن أَضَلَّه الشيطان، واتَّبَع هواه، فانقلب على وجهه مذمومًا مدحورًا، خَسِر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، وليس صوم المُؤمن بتَرْك طعامه وشرابه، والإعراض عن إرضاء الشَّهوة الغريزيَّة فقط؛ وإنما الصَّوم بِتَرْك ذلك كله، مع الإعراض عن القيل والقال، وتجنب لغو الكلام وفواحشه، والابتعاد عن انتهاك الحرمات، والتَّعَرُّض لعيوب المخلوقات.


فقد ثَبَت في بعض الآثار، أنَّ جُرْم التَّعَرُّض للغير بما لا يُرضيه - يساوي ما أَعَدَّهُ الله من عظيم الجَزَاء على صومه، وعليه أن يَتَجَنَّبَ الرَّفَث والصَّخب، وما يُؤَدِّي لإيقاد العَوَاطف وجَلْب اللعن والغضب، فإن سابَّه أحد أو شاتَمه، فلْيَقُل: إنِّي صائم، إني صائم، وفي الحديث الشَّريف عن أبي هريرة - رضيَ الله عنه -: ((مَن لم يدع قول الزُّور، والعمل به، فَلَيْس لله حاجة في أن يدع طعامَه وشَرابه))؛ أخرجه البخاري.


وإذا كان الصيام جُنَّة - كما في حديث أبي هريرة المُتَقَدِّم - أي: ساترًا منَ النَّار، فكيف نجعله مطيَّة للوقوع فيها، فإنَّا أصبحنا نشاهد - ويا لَهَول ما نشاهد - في أغلب أوقات الصيام كَثْرةَ الخِصَام والسباب، والإفراطَ في المُوَاجهة ببذيء القول، وفواحش الخطاب، وَلَرُبَّمَا وصل بهم الأمر للخروج عن دائرة الإسلام، وهم لا يشعرون، فإذا أنحيت على مرتكب ذلك باللَّوم والتَّعنيف، اعتَذَر بأنَّه صائم؛ كأنَّما صومه بذلك أغْرَاه، وما درى المسكينُ أنَّه عن مِثْل ما وَقَع فيه ينهاه، وأنَّه جاء بما يُوازِي إحباط مسعاه، فالواجب المُحَافظةُ على اللسان، فإنَّه أصل كلِّ بليَّة للإنسان، وتعمير أوقاتِه بمختلف الطَّاعات، وذكر خالِق الأرضِ والسَّموات، سبحانَه الكبير المُتعال، فالطاعة يعظم جَزَاؤُها بزيادة فضل أوقاتها، وتَتَفَاوَت درجاتها بِتَفاوت أمكنتها في الشَّرَف والفضل؛ فعن سلمان - رضي الله عنه - قال: خَطَبنا رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في آخر يوم من شعبان، قال: ((يا أيها الناس قد أَظَلَّكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلةٌ خير من ألف شهر، شهر جَعَل اللهُ صيامه فريضة، وقيام ليلِه تَطَوُّعًا، مَن تَقَرَّبَ فيه بخصلة كان كمَن أَدَّى فريضةً فيما سواه، ومَن أَدَّى فريضةً فيه كمَن أَدَّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصَّبر، والصَّبرُ ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يُزَاد في رزق المؤمن فيه، مَن فَطَّر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه، وعتق رَقَبَتِه منَ النار، وكان له مثل أجره، مِن غير أن ينقصَ من أجره شيء))؛ رواه ابن خُزَيْمة في صحيحه، ثمَّ قال: صَحَّ الخبر، ورواه من طريق البيهقي، ومما أرى لزامًا التَّعَرُّضَ له في هذا المقام - ما اعتاده غالب المسلمين من تعمير لياليه بألعاب اختلفت أنواعها، وتَعَدَّدَتْ أوضاعها، وجميعها لا يخرج عما كانت الشريعة تأباه؛ رأفةً بنا، وحرصًا علينا من أن نضيع الوقت الثمين، فيما لا نجني من ورائه فائدة بإحدى الدارين، والأنكى من ذلك كله أنَّ منَّا مَن يقضي هاتيك الليالي الفُضْلَيات في الميسر، أو غشيان الملاهي، ودور الفسق والفجور، حيث تُهْتَك ستور الشريعة الطاهرة، ويُدَاس الخُلُق النبيل، ولا يرى أرباب هاتيك المحلات بأسًا، في الإعلان عن تلك الحفلات الجامعة لشَتَات المُنكرات، فيكون عاملاً على إفشاء الفاحشة في قومه، وتعميم الرذيلة بينهم؛ كأنما إسلامه عن ذلك لا ينهاه، والخُلُق الفاضل لا يأباه، وإني لأعجب من مثل هذا الخِبِّ اللَّئيم، كيف ارتضى لنفسه هاتِه المهانة؟! وَتَدَلَّى بها لدرك الحقارة والإدانة، فجعلها واسطةَ سوءٍ، بين فُجَّار بني آدم والساقطات من بنات حواء، فجمع بينهما في محله؛ طمعًا في الاستحصال على بعض الدُّرَيْهِمات، التي تكون سُحْتًا عليه، ولا تُثْمِرُ - بحمد الله - لديه، فأَعْرِضوا - أيها المؤمنون - عن جميع ذلك، فإنَّ مَنِ اتَّبَعَ هواه وجد الشيطان إلى قلبه سبيلاً، فَأَضَلَّهُ طريق الرشاد، وأوشك أن يأخذه الله بما كسبت يداه، فيصبح من النادمينَ، وهيهات أن يعود له ما فات، أو تُفِيده الحسرات والتَّأَوهات، واستبدلوا ذلك بإحياء لياليه بالعبادة، والتوبة من الذنوب والدعاء بالإنابة، فمن ليالِيهِ ليلةُ القدر، التي هي خير من ألف شهر، ومَن أحياها بما يُرْضي الرب الكريم، غُفِر له ما تَقَدَّمَ مِن ذنبه؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال: ((مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تَقَدَّمَ من ذنبه، ومَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تَقَدَّمَ من ذنبه))؛ أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما، وقد أخفاها الله – تعالى - ترغيبًا لنا في إحياء جميع لياليه، حتى يَعْظُمَ الزاد لِيَوم اللقاء والمعاد، فنكون منَ الذين ابْيَضَّتْ وجوههم؛ فكانوا منَ الآمنينَ.


فوائده الفردية:
أولها الصِّحَّة، فالصَّوم رياضة تُجَفِّف الرطوبات البدنية، وتُفْني المواد المُنْهِكَة للقوى، التي كثيرًا ما يتولد عنها أمراض، يصعب علاجها، ويخفى سببها، فقد أثبت ابن سينا الحكيم أنَّ هاته المواد تَتَوَلَّد منَ الطعام، وتكثر حتى ينجم عنها أمراض معضِلة، يخفى عن الحكيم سببها في غالب الأحيان، ولا وقاية منها إلاَّ بالإعراض عن كثرة الأكل زمنًا في كل سنة، وتابعه فيما قرره حكماء أُورُبَّا من بعده؛ إذًا فالصَّوم وإن تولد عنه الضعف والذبول في بعض الأحيان، فعاقبته القوة والنمو، ألا ترى إلى النبات، الذي يُمْنَعُ في بعض الأحيان السَّقْيَ، حتى يذبل، ثم يُفَاض عليه الماء، فيعاوده نُمُوُّه وَزَهْوُه بصفة أتم وأحسن مما لو استمرَّ سقيه، والكثير منَ النباتات استمرارُ سقيها يؤدي لتَلَفِها، ومنها كسر صورة الشهوة، وكبح جماحها، حتى يصبح قيادها بيده، ولا يتم ذلك إلاَّ بتيسيريها طبق رغبته، لا طبق مرغوبها، ولا أرى خطرًا يقضي على كيان الإنسان في هاتِه الحياة، ويسلب سعادته بعد موته، كتَغَلُّب الشهوة على العقل، فإن مَن طَغَت شهوته عليه أفرط في اتباع هواه، وانغمس في مَلَذَّات هاته الحياة، وعندئذ تنطمس من نفسه أشعة الصفات الكريمة؛ كالعفة، والقناعة، والحياء، والسخاء، فتصبح الفضيلة وقد تَهَدَّمَت من نفسه أركانها، وَتَزَعْزَع بنيانها، وفي ذلك البلاء العظيم لأمته جمعاء، فصلاح الأمة بحسن تهذيب أفرادها.



ومن فوائده العظيمة




آثاره الاجتماعية: أعظمها التَّسوية بين الأغنياء والبائسين، وأهل الخصاصة والمترفين، في فَقْد دواعي اللَّذَّة، وموجبات النعم، وفي هاته التسوية تعميم الألفة بين أفراد الأمة الواحدة، والإعراض عما يدعو للتخالف الناشئ عن تَرَفُّع بعضهم عن بعض، ومتى صَفَتِ النفوس منَ الأحقاد والتنافر، حصلت السعادة العامة للجميع، والتآلف بين أفراد الأمة المحمدية في مقدمة الأمور التي جاء الإسلام داعيًا إليها، في كتابه الحكيم، وعلى لسان الصادق الأمين قال - عليه الصلاة والسلام -: ((ترى المؤمنين في تراحمهم، وتوادهم، وتعاطفهم، كَمَثَلِ الجسد، إذا اشتكى عضو منه، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))؛ أخرجه البخاري، عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - ومنها تَعَدِّي نِعَمِ ذَوِي اليسار لأهل الخَصَاصَةِ والإعسار؛ لأن مَن تَذَوَّقَ طعم المكاره، حَنَّ قلبه لأهلها، فكان ذلك حاملاً له على مُوَاساتهم، وإعانتهم على التَّخَلُّص من الشدة، التي يتخبطون فيها، وفي هذا القَدْر كفايةٌ وذِكْرى، لمن ألقى السمع وهو شهيد.

: توطين النَّفس على المكاره، وتعويدها الصَّبرَ، وعدم الجزع؛ حتى يتمكن من تأديبها، طبق ما يمليه الشرع والعقل، ويقتضيه الشرف وحسن الشيم، ومن لم يوطن نفسه على هاته الصفات، أصابه يوم يعضه الدهر بنابه، والزمان ذو ألوان من جراء ذلك العذاب الأليم، فالذي لا يملك نفسه عند الجزع والشدة لا يقدر على التَّخَلُّص منها، وفي ذلك هلاكه المحقق، وخسرانه المبين؛ ولذا كانت العرب تضرب للإبل الأخماس بالأسداس، استعدادًا بها للسفر في الصحاري والقفار؛ حتى تتمكن من قطع هاتيك المسافات الشاسعات، التي قَلَّ أن يظفر مجتازها بمرغوبه من زلال الماء، ومن أعظم الأغراض التي يرمي إليها الإسلام، وتوطين نفوس أهله على هاته الصفات الجليلة، التي بها سعادة البشر في جميع أطوار حياته، ومن فوائده أيضًا معرفة قيمة النِّعَم، حتى يحسن التصرف فيها والاحتفاظ بها، فإن النعم لا تدرك حقَّ الإدراك إلاَّ بزوالها، والأشياء تعرف بأضدادها.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 12-05-2020, 03:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله








رمضان.. شوقاً إلى الجنة

د. هاني درغام


هل تشتاق إلى موطنك الأصلي؟


هل تذكر يوماً وأنت في طريق عودتك إلى مدينتك أو بلدتك بعد رحلة طويلة أو قصيرة سافرت فيها بحثاً عن الرزق والمعاش أو طلباً للعلم أو العلاج.. هل تذكرت مشاعر الشوق والحنين وأنت في طريق عودتك وأنت تُمنّي نفسك بالوصول إلى بيتك حيث الراحة والسكينة والطمأنينة؟

هل علمت أنك مخلوق أُخروي بالدرجة الأولى تنتظر مثلما ينتظر المسافر الفرصة المناسبة للعودة إلى وطنك الأصلي.. (الجنة)؟ وهذا ما صرح به إبراهيم بن أدهم رحمه الله فقال:

(نحن نسْلٌ مِن نسْل الجنَّة، سبَانا إبليس منها بالمعصية، وحقيقٌ على المسبي ألا يهنأَ بعيشه حتى يرجعَ إلى وطنه).

أواه.. إنها الجنة:

هل تشتاق إليها؟؟ هل تحن إليها؟

قل لي بربك.. كم مرة تفكر فيها في اليوم أو في الأسبوع أو حتى في الشهر؟

وا حسرتاه... لقد طغى ظلام المادة في حياتنا على نور الحق وسمو الروح.. واستحوذت الدنيا بمُتعها التافهة الزائلة على اهتمام الكثير من الناس وصارت أكبر همهم ومبلغ علمهم وشغلوا بها عن الحياة الآخرة الدائمة ونعيمها.

دعني أسألك .. كم مرة تفكر في الدنيا في الساعة أو في اليوم؟

ما الذي يشغل بالك في هذه اللحظة؟

هل شيء غير المال والبنون والملبس والمطعم والشهادات والألقاب والأفكار التافهة والنزوات الفارغة الوضيعة ومطالب النفس الحيوانية الباطنة والظاهرة إلا من رحم ربك؟

رمضان ونسائم الجنان:

ما أجمل أن تستغل رمضان هذا العام للتحرر من أسر هذه المادية البغيضة.. لتستعيد النفوس شوقها ولهفتها إلي الجنة, وتسترجع الروح سموها وصفائها.. كيف لا وفي شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتتزين لعباد الله الصائمين.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الجنة وغُلقت أبواب جهنم وسُلسُلت الشياطين) (متفق عليه).

وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أولُ ليلةٍ من رمضانَ صفدت الشياطين ومردة الجن.. وغُلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب.. وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منه باب وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.. ولله عتقاء من النار وذلك كُلَ ليلة) (رواه الترمذيُ وابنُ ماجه والنسائي وحسنه الألباني).

أخي.. أبواب الجنة مفتوحة طوال هذا الشهر الكريم.. فهل شممت عبيرها؟

هل تنسمت أريجها؟.. أم زكمت أنوفنا بالمعاصي والآثام فلم تجد الجنة فيها موضعاً؟!

وا عجباه.. كيف لا تشتاق إلى الجنة وللصائمين بابا يدخلون منه إلى الجنة لا يدخل منه أحد غيرهم.. فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ النبيَّ عليه الصلاة والسلام قال: (إنَّ في الجنة بابًا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرُهم يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخُل منه أحدٌ غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) (متفق عليه).

للمشتاقين.. صور من نعيم الجنة:

إن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران.. وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن.

وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر.. وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر.. وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب.

وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ï´؟ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ï´¾ (الطور: 22).

وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل والكافور ï´؟ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ï´¾ [الإنسان: 17-18].

وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم فهن الكواعب الأتراب اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب فللورد والتفاح ما لبسته الخدود, وللرمان ما تضمنته النهود ,واللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور , وللرقة واللطافة ما دارت عليه الخصور, تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت ويضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت.. كلما نظر إليها ملأت قلبه سرورا وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤا منظورا ومنثورا وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نورا.

وإن سألت عن فرشها وسررها فهي فرش بطائنها من الإستبرق وزرابي مبثوثة في كل مكان بأجمل الأشكال والألوان تسر العين والخاطر وتبهج النفس ï´؟ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ï´¾ [الكهف: 31].

وإن سألت عن أسواقها .. فدونك قول النبي عليه الصلاة والسلام : (إن في الجنة سوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم ، فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون: وأنتم الله لقد ازددتم حسنا وجمالا ) (رواه مسلم).

وإن سألت عن الصحبة فيها.. فهل هناك أعظم وأشرف من صحبة النبي المختار وصحابته الأطهار والتابعين لهم بإحسان من الأخيار والأبرار... تَصَوَّرْ نفسَكَ وأنتَ مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم- تجلسُ في مجلسِهِ، وتأكلُ على مائدتِهِ، وتتأمَّلُ قسماتِ وجهِهِ، وتُمتِّعُ نفسَكَ بابتساماتِه العاطرةِ ونظراتِه الآسرةِ، تقبِّلُ جبينَهُ، تضعُ كفَّكَ بكفِّهِ، تستمعُ إلى كلامِهِ.. تصور نفسك وأنت تتحدث مع أبو بكر الصديق, وتقبّل الفاروق عمر, وتناجي عثمان بن عفان, وتصافح علي بن أبي طالب, وتجلس إلى خالد بن الوليد يحدثك عن جهاده وبطولاته و..

وأروع المسرات وأعظم اللذات على الإطلاق لذة النظر إلى وجه ربك الكريم ï´؟ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ï´¾ [القيامة: 22-23] .. فأي مستوى من الرفعة هذا؟ أي مستوى من السعادة؟

وخلاصة القول:

الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ï´؟ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [السجدة: 17].

أخي في الله:

ألا خاطبٌ في هذا الشهر إلى الرحمن؟ ألا هل من مشتاق إلى الحور الحسان؟

ألا راغب فيما أعده الله للطائعين في الجنان؟

ألا من مشتاق لدخول الجنة من باب الريان؟

ألا طالب لما أخبر به من النعيم المقيم مع أنه ليس الخبر كالعيان؟

إن العجب كل العجب ممن يصدق بدار البقاء وهو يسعي لدار الفناء.. ويعلم أن رضا الله في طاعته وهو يسعي في مخالفته.

عجبا لك يا مغرور.. ما هذا التواني والفتور؟.. باطنك خراب والظاهر معمور.. آه لو تفكرت في سكرات الموت وفتنة القبور؟

لو تدبرت كتاب ربك لعلمت أن الحياة الدنيا متاع الغرور.

كيف ترجو النجاة وأنت غارق في المنكر والزور؟

فيا من أُخرج أبويه من الجنة بذنب واحد بعد أن كان لها مالكاً.. كيف تطمع بدخولها بذنوب كالجبال لست لها تاركاً؟!

أيها الكسالى والنائمون .. متى تستيقظون؟ متي لفراش الغفلة تهجرون؟ متي تبادرون؟ ï´؟ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [آل عمران: 133].

وصية عملية:

استحضر وأنت تؤدي العبادات والطاعات في هذا الشهر الكريم نعيم الجنة وألوان المتعة واللذة فيها, مستعينا في ذلك بقراءة الآيات التي تتحدث عن وصف الجنة ونعيمها بقلب متدبر ونفس مشتاقة.. فهذا مما يشحذ الهمم ويقوي النفوس كلما أصابها الملل أو زارها الفتور.

احرص في دعائك وخاصة قبل الإفطار أن تقول : (اللهم إني أسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل.. وأعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل).. ولا تنسى صاحب هذا الكتاب من دعوة صالحة بمرافقتك في الجنة.

إضاءة:

بكى أحد الصالحين عندما قرأ قوله تعالى ï´؟ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾[آل عمران: 133] فقيل له: لقد أبكتك آية ما مثلها يبكي.. إنها جنة عريضة واسعة.. فقال: يا بن أخي وما ينفعني عرضها إن لم يكن لي فيها موضع قدم؟!

المصدر : كتاب (هكذا علمني رمضان)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 15-05-2020, 04:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (5)


أ. محمود توفيق حسين












عندما تضع زوجتك لكم طعام الإفطارِ بالأطايب المختلفة


وقد بدا عليها الإنهاك بعد أن غابت لساعتين في المطبخ


وتسألها عن نوع الحلوى المفضل لديك؛


الذي دخلتَ إليها المطبخ وطلبته منها


وتُحرج منك، وتعتذر إليك لأنها نسيت


فلا تصرخ في وجهها معترضاً على التجاهل


لا تفكِّر بأنها فعلت ما أرادت فعله ولم تهتمَّ بما يشغلك


بل فكِّر في ألاَّ تنشغل في رمضان بغذاء بطنك.. بل بغذاءِ روحك


لا تفكِّر بأن هذه الحلوى ترتبطُ برمضان


بل فكِّر في أن رمضان لا يرتبط تذوقاً إلاَّ بحلاوة الإيمان.






مبارك عليك الشهر



وقد خرجت منه ولم تعُد همَّتك بطنك



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 15-05-2020, 04:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

ونحن في رمضان








حقوق المستهلك وحمى الشراء وجشع التجار!!




د. زيد بن محمد الرماني




مدخل:



إن هناك سلوكيات اقتصادية بدأت في الظهور والانتشار في المجتمعات المعاصرة تمثل عبئاً اقتصادياً لها آثار ضارة على الاقتصاد الأسري، وكذا الاقتصاد الوطني فضلاً عن اقتصاد المجتمعات والدول.






وتعد سلوكيات التخمة وإدمان الشراء والاستهلاك الشره وهوس التسوق والإسراف والترف والتبذير أمثلة نموذجية لتلك السلوكيات الاقتصادية.






وقد ساعد على انتشار تلك السلوكيات والعادات عوامل عديدة، أهمها: إغراق السوق بصنوف الكماليات والإعلان عنها بطريقة مثيرة، وكذا انخفاض الوعي الاستهلاكي لدى معظم أفراد المجتمع، وعدم توجيه الناس بشكل مباشر.






إن الإدمان على الشراء لا يقل خطراً ودماراً نفسياً عن خطر الإدمان على الكحول والمخدرات. جاء في بعض التحقيقات الصحفية: أحدهم يقول: أنزل إلى السوق وليس لدي نية للشراء فخطرت على بالي أشياء فاشتريتها. وآخر يقول: إننا نستسلم للإغراء، فنشتري ما لا نحتاج إليه. وثالث يقول: دائماً أشتري أشياء زائدة عن حاجتي. وإحداهن تقول: إن السبب الرئيس الذي يكون وراء دفع النساء إلى الإفراط في إنفاق المال في الشراء هو السعي الدائم منهن من أجل الحصول على إحساسهن بالرضا.






وللأسف، فلقد باتت حمى الشراء والتسوق تستشري كثيراً؛ لأن ضغوط الشراء الدعائية والتسابق من أجل رفع مستوى المعيشة وتسهيلات البيع وأسلوب العرض تتحكم في الإنسان، وقد أوقعت بأسر كثيرة في شباك الهوس.






إن ظاهرة حمى الشراء، ظاهرة انتشرت بين الناس أفراداً وأسراً ومجتمعات ودولاً وعوالم. ظاهرة اخترقت حواجز العرف والعادة، ودمرت قواعد العقل والقيم، وأجهزت على ما تبقى من الأهداف الشريفة والغايات النبيلة. ظاهرة فريدة في نوعها، ذات ارتباطات قوية مع أخواتها: النهم الاستهلاكي، وهوس التسوق، وإدمان الإنفاق. ظاهرة تنخر في جسد الأمة، وتهدم كيانها باستمرار من قديم الزمن وإلى الآن.






الشراء بين الأمس واليوم:



فيما مضى، كان كل شيء يُقتنى ويُشترى موضع رعاية وعناية خاصة واستخدام إلى آخر حدود الاستخدام، وكانت الأشياء والسلع ت-ُشترى ليحافظ عليها، وكأن شعار ذلك الزمان: ما أجمل القديم.






أما اليوم، فقد أصبح التأكيد على الاستهلاك وليس على الحفظ، وأصبحت الأشياء تشتري كي ت-ُرمى فأياً كان الشيء الذي يُشترى، سيارة، أو ملابس أو آلات من أي نوع، فإن الشخص سرعان ما يمل منه ويصبح توّاقاً للتخلص من القديم وشراء آخر طراز وموديل، وكأن شعار هذا الزمان: ما أجمل الجديد.






يقول أحد الباحثين:



شخص يحتاج إلى سيارة واحدة فقط، لكننا نجده يجمع ثلاث سيارات، زعماً منه بأن منزلته الاجتماعية سوف ترتفع وتكون له وجاهة بين الناس. وآخر يحتاج إلى هاتف، ولكنه يطلب - أيضاً - هاتفاً نقالاً، وجهاز نداء آلي، وهاتفاً خاصاً بالفاكس. إنه إغراء الاستهلاك غير المتزن!!!






المدمن على الشراء فأر تجارب:



إن الإنسان المدمن على الشراء والاستهلاك لا يعدو كونه فأراً لتجارب المصانع التجارية ذات الأهداف الاقتصادية البحتة بكل المعايير. حيث تتسابق المصانع لتسويق منتجاتها وإغراء المستهلكين لشرائها وتملكها، غير آبهين بالأضرار الصحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية التي قد تسببها بعض تلك السلع!!.






السلع المعدة للشراء نماذج كرتونية:



للأسف، فقد أصبحت المصانع تنتج آلاف السلع الكرتونية التي لا يتجاوز عمرها الافتراضي بضع سنوات قليلة، مما يجعلها لا تعدو كونها قبراً متناقلاً يدفع ثمنه الفرد برضى تام، ومَنْ يبقى على قيد الحياة، فإنه - بلا شك - سوف يقوم بإصلاح ذلك القبر المتنقل بكل مدخراته أو جزءاً كبيراً منها، فهناك السموم المزخرفة خارجياً، المليئة بالكيماويات والمواد الحافظة والملونة والمسرطنة داخلياً!!!






الشراء النزوي:



إن الشراء النزوي أو التلقائي كما اصطلح عليه، يعني شراء سلع لم تكن في ذهن المشتري قبل دخوله المتجر أو السوق. وقد أصبح هذا النوع من الشراء عادة استهلاكية وظاهرة سلوكية نتيجة لحدوثها باستمرار، خاصة بعد انتشار المتاجر وما يعرف بالسوبر ماركت - الأسواق المركزية - التي تعرض السلع بشكل جيد وجذاب وتستخدم أسلوب الخدمة الذاتية.






وحسب بعض الدراسات والإحصاءات فإن هناك 60% من قراراتنا قرارات نزوية!!.






أسباب الإدمان على الشراء:



إن الإدمان على الشراء قد يكون ردة فعل للكآبة والتوتر النفسي وحالات القلق. فيجد المرء المتنفس الوحيد له في الإغراق في الشراء. وقد يشتري سلعاً ليس في حاجة لها. ثم إن المدمن على الشراء يعاني من نوع من الندم أو تأنيب الضمير؛ لأنه يندم بعد الشراء. كما أن المدمن على الشراء كثيراً ما يعاهد نفسه ألا يفعل ذلك. ومما يلاحظ أن الإدمان على الشراء ينتشر كثيراً بين الناس غير السعداء في حياتهم الزوجية وهم يجدون فيه عملية هروب من وضع غير مريح.






وللأسف، فإن نتيجة للإدمان على الشراء، فإن المدمن على ذلك يصاب بنوع من الاستهتار بالالتزامات وربما يكون عرضة لمشاكل الديون والأقساط. يقول أحد الباحثين: تنشأ المشكلات الزوجية بسبب رغبة قوية في نفس الزوجة بالشراء، شراء ما تحتاجه وما لا تحتاجه.






حكمة اقتصادية:



ذات يوم أوقف الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ابنه عبدالله (وقيل جابر بن عبدالله) رضي الله عنهم - وسأله إلى أين أنت ذاهب؟ فقال عبدالله: للسوق. فقال الفاروق له لماذا؟! فأجاب: لأشتري لحماً، وبرر ذلك الشراء بأنه اشتهى لحماً فخرج للسوق ليشتري بعضاً منه، فقال له الفاروق: أكلما اشتهيت شيئاً اشتريته. إنها حكمة اقتصادية خالدة، وقاعدة استهلاكية رشيدة، خاصة ونحن نشهد في أيامنا هذه سباقاً محموماً يترافق معه أساليب تسويقية جديدة وأساليب إعلانية مثيرة ووسائل إعلامية جذابة ودعايات كثيفة من أجل الشراء والمزيد منه.






نصائح لمن ابتلي بحمى الشراء:



1- تخلص من القيم الاستهلاكية السيئة الضارة، حتى لا يتسبب الاستهلاك الترفي في وجود الفقر وسط الرخاء، إذ باستمراره قد تضيع موارد الأسرة ويُفقد معها التوازن الأسري والنفسي والاجتماعي.






2- قدِّر الكميات المطلوبة والجودة والنوعية والفترة الزمنية لاستهلاك السلع والخدمات.






3- اكبح جماح انفعالاتك العاطفية المتعلقة بالكميات المطلوب شراؤها واستهلاكها سواء على مستوى الأطفال أو النساء أو الأسرة.






4- راقب الاستهلاك بصفة مستمرة وتحكم فيه عن طريق التوعية المستمرة والقرارات الرشيدة ونبِّه أفراد الأسرة على خطورة الاستهلاك المرتفع.






5- شجِّع أفراد أسرتك ومجتمعك أطفالاً وشباناً ونساءً على الادخار الإيجابي وضرورة تيسير قنوات فعالة وأوعية مناسبة لاستثمار مدخراتهم.






6- احذر تأثير وسائل الإعلان وفنون الدعاية التي تدعو إلى الشراهة الاستهلاكية ونهم الإنفاق وحمى الشراء والتسوق.






7- ابتعد عن تقليد المجتمعات المترفة ذات النمط الاستهلاكي الشره المتلاف المترف.






خطوات إيجابية:



ينبغي للمرأة عندما تشعر بأن حافز الإنفاق يدفعها إلى مزيد من الإسراف والتبذير والتسوق والشراء أن تتعامل مع ذلك باتباع الخطوات التالية:



أولاً: تمهلي قليلاً قبل أن تخرجي نقودك، واسألي نفسكِ إن كان هذا الشعور حقيقياً أم انفعالياً.






ثانياً: احرصي على ألا تشتري محبة الآخرين بالهدايا والإنفاق المفرط.






ثالثاً: اسألي نفسكِ قبل الشراء إذا كان بالإمكان شراء ما هو أفضل إذا اتيحت فرصة عرض سعري أفضل.






رابعاً: اسألي نفسكِ عن الحاجة الضرورية للشراء هذا اليوم.






خامساً: حدِّدي جوانب النقص العاطفي عندكِ؛ لمعرفة إن كان هذا الشراء المفرط يعوِّض هذا النقص.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 15-05-2020, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

أنت بطل التغيير



د. خالد بن سعود الحليبي






أخي الصائم:



أعجبتني كلمةُ أحدهم : "الإنسان هو بطل التغيير الاجتماعي في الإسلام"، ومصدر إعجابي بهذه المقولة هو إسباغ صفة البطولة على الإنسان القادر على التغيير، فما أكثر ما نفكر في التغيير الإيجابي ونتمناه، ولكنَّنا نجبن حتى عن تغيير ما نكرهه في ذواتنا، فضلاً عن محاولة تغيير ما حولنا مما نعتقد خطأه مهما كان ذلك في إمكاننا.

منذ أن يهل رمضان ومنادي الله ينادي: يا باغي الخير أقبلْ! ويا باغي الشر أقصرْ! إنه نداء خاص بشهر رمضان، يخاطب كل مَن شهده خطابًا منفردًا وكأنه موجه له، وهو خطاب مزدوج الطلب، ينادي في المرء جانبَ الخير: أنْ أقبلْ؛ فهذا موسمك الذهبي، كل بذرة تضعها اليوم ستحصدها سبعين ضعفًا ويزيد، وينادي جانبَ الشر فيه: أنْ أقصرْ؛ فكل أعوانك قد صُفِّدوا، ولن يَخلُصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه مِن قبلُ.


إنَّ هذا التَّغيير مطلوب في كل الشهور، ولكنَّه ميزة هذا الشهر، الذي يمثل لمن يدخل جامعته المبجلة دورةً تدريبية متخصصة في قضية من أهمّ قضاياه، وهي التعامل مع حياته بشجاعة تؤهله أن يُحدِث فيها التغييرَ المناسب؛ لتطويرها في الوقت المناسب، فالنمطية والرتابة تجمد الشخصية، وتَفتِك بخلايا المخ وتُعيقُه عن التفكير التطويري.


كلّ ابْنِ آدم خطَّاء، وليس مِن الشَّجاعة بمكانٍ الثباتُ على الخطأ والإصرار على التشبث به؛ فإنَّ ذلك ليس علامة رجولة، ولا ذكاء، ولا أريحيَّة؛ بل هو عكس ذلك كله تمامًا، إنه زيادة طغيان، واسترسال في الطريق المهلك.


لقد هبَّت نفحاتُ رمضان على قلوبنا كالنسائم الطريَّة فأنعشتها، وأحدثت فيها تغييرًا سريعًا، لم نستطع أن نتعرَّف سِرَّه، ولكنَّنا نعيش نعيمه، أحسَسْنَا بقُربنا من الله أكثر من ذي قبل بِمجرَّد أن هلَّ الهلال، وشعرنا بالنّداء الحبيب يُحَرِّك قلوبنَا الساكنة، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.


وتَلفَّتنا مِن حوْلِنا فوجدنا مُجتمعَ الخير يستقبل ضيفَه بكلّ حفاوة وإكرام في كل المظاهر العبادية والاجتماعية والدراسية والوظيفيَّة، كلّ شيء تغيَّر من أجل رمضان، ولكن السؤال يصارحنا: هل هذا التغيير يمثل استجابةَ الحياءِ المؤقتة؛ للظرف الطارئِ الماضي عن قريب؟ أم استجابة المُخبِت الذي دخل الشهرُ أجواءَ روحه، فاكتسح ما في داخلها من لغط الأيام، وسفه الشباب، وعناد الشيوخ، وبدلها كما تبدل الثياب للصلاة؟!


إنَّ التغيير قضية هائلة، بعيدة الغور، واسعة الأفق، ولكنها تبدأ من الإنسان ذاته، يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]؛ ففي رمضان فرصة لإخضاع سلطة العادة لسلطة الإرادة، فالتغيير فيه شامل لكل المظاهر الحياتية، ويشترك فيه كل المجتمع، وسريع يقع بين عشية وضحاها، وواقعيٌّ يكشف للنفس التي كانت تتمسك بِمحبوباتها السيئة، متعلِّلةً بأنها لا تستطيع الاستغناء عنها - أنها أقوى من ذلك، وأنها قادرة حقًّا على هجرها مدة من الزمن ليست يسيرة، فإذا كانت جادة في التغيير الإيجابي نجحتْ في الاستمرار على هذا الهجر الجميل.


أخي الصائم:

هل عرضتَ عددًا من عاداتك التي كنتَ تتمنى التخلص منها على آلة التغيير العجيبة في شهر رمضان؟!

جرِّب فقد تكون نهايتها التي تترقبها منذ أمد طويل، ولكن وصيتي لك أن تكون قويًّا في وجه العادة، هادئًا في التعامل مع عنادها؛ لتضمن - بإذن الله - دوام الإقلاع عنها، لا أريد أن أحدد لك عادة معينة؛ بل يكفيني أن تمتلك الشجاعة الكافية على امتلاك آلية التغيير التي يمنحها لك رمضان، يا صائم رمضان.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 15-05-2020, 04:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

فَاطِرٌ، ومُفْطِرٌ











د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن










كلا اللفظينِ اسمُ فاعلٍ، لكنَّ الأولَ منهما مأخوذٌ من الفعل الثلاثيِّ المجرد، وهو (فَطَرَ)، والثاني مأخوذٌ من الفعل الثلاثيِّ المزيد فيه حرفٌ واحدٌ، وهو (أَفْطَرَ). وبين مَعْنَيِ اللفظينِ فرقٌ كبيرٌ.







ذلك أنَّ كلمةَ (فَطَرَ) تُؤدي معانيَ غير التي تُؤديها كلمة (أَفْطَرَ)، ألا ترى أنَّك تقول:



♦ فَطَرَ اللهُ الخلقَ فَطْرًا من باب (قَتَلَ يَقْتُلُ)، أعني: مفتوح العين في الماضي مضمومها في المضارع، والمعنى الذي تُريده: خَلَقَهُمْ.







♦ والله تعالى فاطر السماوات والأرض، والمعنى: مبتدعهما ومبتدئهما على غير مثال سَبَقَ.







وقد خَفِيَ معنى كلمة (فاطر) على حبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -، وفي ذلك قال: " ما كنتُ أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى اختصم إليَّ أعرابيانِ في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتُها، أي: ابتدأتها " [1].







♦ وقيل: فاطر السماوات والأرض، والمعنى: خالق السماوات والأرض.







♦ ويقال: فَطَرَ نابُ البعيرِ فَطْرًا من باب (قَتَلَ يَقْتُلُ) - أيضًا- فهو فاطرٌ، والمعنى: شَقَّ اللحمَ وطَلَعَ، وفَطَرَ النَّبَاتُ، والمعنى: شَقَّ الأرضَ ونَبَتَ منها، وفَطَرَ الرجلُ الشيءَ، والمعنى: شَقَّهُ.







♦ وفَطَرَ العالمُ الأمرَ، والمعنى: اخترعه وابتدأه.







أما كلمة (أَفْطَرَ) فلها معانٍ متعددة، والسياقُ يُحَدِّدُ المراد منها، تقول:



♦ أَفْطَرَ عليٌّ في نهار رمضان، والمعنى: قَطَعَ صيامَهُ وأفسده بسبب تناوله شيئًا من المفطرات.







♦ وتقول: إذا غربت الشمس فقد أَفْطَرَ الصائمُ، والمعنى: دخل في وقت الفطر، مثلما تقول: أصبحَ المسافرُ وأمسى، والمعنى: دَخَلَ في وقت الصباح والمساء وغير ذلك.







♦ وتقول: أَفْطَرَ حمدي على تمرٍ، والمعنى: جَعَلَهُ فَطُورَهُ بعد الغروب.







وتقول في غير رمضان: أَفْطَرَ الرجلُ قبل خروجه إلى العمل، والمعنى: تناولَ طعامَ الصباح.







وكلمة (فَطُور) على وزن كلمة (رَسُول)، ومعناها: ما يُفْطَرُ عليه.







واسم الفاعل من هذا الفعل الثلاثي المزيد فيه حرف هو (مُفْطِرٌ).







فإذا أردت أن تُخبر عن شخصٍ تناولَ شيئًا مفطرًا في نهار رمضان - فاللغة العربية تقتضي منك أن تقول: فُلانٌ مُفْطِرٌ، وإيَّاك أن تقولَ: فاطرٌ، وأنت تُريد أن تُخبر عن هذا المعنى، فإن قلتَ ذلك فقد تعديتَ حدودَ العربية، وسلكتَ طريقًا غيرَ طريق الفصحاء.







فكلمة (صائم) مقابلها ومضادها كلمة (مُفْطِر) لا فاطر.







ومن حقِّ العربية عليَّ وعليك تصحيحُ الخطأ الذي يدور على ألسنة بعض الناس في هذا العصر المريض بمرض البعد عن العربية، فالفاطرُ شيءٌ، والمفطرُ شيءٌ آخر، وضدُّ الصائم هو: المفطر لا الفاطر.







أمَّا إذا أخضعنا كلمة (فَاطِر) لنظرية التطور الدلالي للكلمات فلا خطأ حينئذ، ولا إشكال. والله الموفق والهادي.







[1] شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم للحميري 8/5215.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 167.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 161.85 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]