تربية الفرد نواة لتغيير الأمة والرقي بها - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         لمسات بيانية الجديد 12 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 637 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 269 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 368 )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-05-2019, 08:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي تربية الفرد نواة لتغيير الأمة والرقي بها

تربية الفرد نواة لتغيير الأمة والرقي بها (1)
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي












إن أولى خطوات الرقيِّ بالأمة، بعد توضيح وترسيخ مفهوم عقيدة التوحيد، هي تربية الفرد، ووصوله إلى كماله البشري، والمقصود بالكمال البشري، هو: ما يمكن تربية الإنسان المسلم عليه عن طريق غرس القيم، والمبادئ السامية، والمعارف، والمهارات، والأخلاق الفاضلة، والعادات، والتقاليد التي لا تخالف شرع الله تعالى، أما الأمور القدرية، فلا دخل للإنسان فيها لأنها من عند الله تعالى، كاللون، والخلقة، من جمال، وقبح، أو طول، أو قصر، وما شابه.







إن تربية الفرد منطلق، ونواة أساسية في تغيير الأمة، والرقي بها، فالفرد نواة المجتمع، وبذرة تكوينها، وإن أي تقصير، وخلل في تربية الفرد، وإعداده من مراحله الأولى، سيكون له نتائج عكسية لا عد لها، ولا حصر، سواء على الفرد نفسه، أو على المجتمع، أو الأمة بأسرها.







وهذا المقوم يشمل جانبين رئيسين مكملين لبعضهما:



الجانب الأول: يتعلق بالمؤسسات التربوية الرسمية، وغير الرسمية المؤثرة في تربية الفرد.



الجانب الثاني: يتعلق بالإنسان نفسه، من حيث تعليمها، وتثقيفها.







وسوف ألقي الضوء بشيء من الاختصار على كل جانب، وفق الآتي:



الجانب الأول: يتعلق بالمؤسسات التربوية الرسمية، وغير الرسمية المؤثرة في تربية الفرد.



لا شك أن الناظر اليـوم في المؤسسات التربويـة بأنواعهـا المختلفـة: (الأسرة، المدرسة، المسجد، الإعلام، المجتمع، النادي، التعليم الجامعي، التعليم العالي)، يجد فيها شيئاً من الضعف في إعداد الفرد المسلم الإعداد المطلوب الذي يجعله قادراً على إجراء التغيير المطلوب، والرقي بالأمة إلى المكانة اللائقة بها بين الأمم اليوم.







وهذا الضعف العام يعود إلى عوامل كثيرة، وسوف ألقي الضوء باختصار على بعض المؤسسات التربوية، وهي:



أولاً: الأسرة:



إن المتأمل في واقع الأسرة اليوم يلحظ دون عناء أن فيها خللاً كبيراً، وعاجزة في الغالب الأعم عن تربية الفرد التربية الإسلامية المأمولة، لاسيما إذا علمنا على أن مشاكل الطلاق في كثير من المجتمعات الإسلامية قد بلغت حداً مخيفاً، حيث بلغت نسبته إلى أكثر من 25% وغالبتها لأسباب تافهة، وهذا يعود إلى قصور في تصحيح مسار الأسرة من بداية تكوينها، ومن أهم عوامل ضعف إعداد الأسرة اليوم، ما يلي:



1- ضعف العناية باختيار الزوج، أو الزوجة بالشروط التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم.



2- ضعف تثقيف الزوجين بالعلاقة الزوجية، وما يترتب عليها من مهام، ومسؤوليات، وواجبات، وحقوق لكل طرف على الآخر.



3- تقصير الوالدين في تربية أولادهما، وعدم شعورهما بالمسؤولية الكبيرة تجاه أولادهما.



4- ضعف وجود القدوة الحسنة أمام الأولاد داخل المنزل.



5- تدخل وسائل تربوية أخرى في تربية الأولاد من خارج الأسرة، وضعف إمكانية السيطرة عليها.







ثانياً: المدرسة:



إن المدرسة اليوم ليست بأحسن حالاً من وضع الأسرة، فالشكوى مستمرة من ضعف مخرجات المدارس، على الرغم من كثرة عوامل الإصلاح، والتعديل في المناهج الدراسية، وللأسف أن المخرجات مازالت ضعيفة، وهذا يؤكد أن هناك مشكلة كبيرة تحتاج إلى نظر، وتأمل لمعرفة أسبابها الحقيقية، وعدم حل نتائجها فقط، حتى لا نبقى في حلقة مفرغة من الحلول المؤقتة، ولا تزال المشكلة قائمة، ولعل المشكلة تكمن في عدة أسباب، من أهمها:



1- ضعف المعايير المناسبة لمعرفة صلاحية من يرغب الالتحاق بمهنة التعليم.



2- ضعف إعداد المعلم الإعداد الذي يجعله قادراً على التأثير في سلوك الطلاب، وللأسف أصبحنا نشاهد معلمين، ونسمع عن معلمات في أوضاع، وأشكال، وسلوكيات غير حسنة.



3- ضعف الإمكانات، والبيئة التعليمية، وفي مقدمتها المباني المدرسية الصالحة للتعليم.



4- ضعف تعاون الأسرة مع المدرسة بالشكل المؤثر في إصلاح الطلاب.







ثالثاً: المسجد:



إن هذه المؤسسة التربوية العظيمة في المجتمع المسلم أيضاً هي تعاني من ضعف واضح في الدور المطلوب، والمتوقع أن تقوم به، وقد أفردت لموضوع المسجد، وتطوير دور الإمام والخطيب مقوم لوحده ضمن مقومات هذه الدارسة لشدة أهميته، وعلاقة الناس به بشكل يومي.[1]







رابعاً: المجتمع:



لقد ضعف دور المجتمع، بل يكاد يكون غائباً هذه الأيام غياباً كبيراً، إلاّ فيما ندر، وقد يكون لضعف دور الأسرة، والمدرسة، والمسجد قبله تأثير بشكل مباشر في ضعف دور المجتمع، ولعل بإصلاح هذه المؤسسات التربوية المهمة يعود دور المجتمع التربوي بإذن الله تعالى.







خامساً: الإعلام:



الإعلام وما أدراك ما الإعلام، فهو حديث الساعة هذه الأيام، ويحتل التلفاز المكانة الأولى في المتابعة، والتأثير، والاهتمام، ومما زاد الأمر صعوبة توسع القنوات الفضائية، وانتشارها بشكل كبير جداً.







وعلى الرغم من وجود بعض القنوات الإسلامية الهادفة، والتي لها دورها الجيد والمؤثر في إصلاح الفرد، والرقي به، إلا أن القنوات الفضائية التي تعج بها الأقمار الصناعية العربية، والأجنبية تبث الغث، والسمين، وتخلط الجميل بالقبيح على كافة أرجاء العالم العربي، والإسلامي، مما يتطلب تدخل المؤسسات التربوية في المجتمع بشكل فاعل للوقاية من هذه القنوات بالموضوعية، والحكمة.







وأمام هذا الضعف الكبير في أهم المؤسسات التربوية التي يعوّل عليها في إصلاح الفرد، وتهذيبه، وتربيته، نجدد الأمل، والتفاؤل في إمكانية إعادة دور هذه المؤسسات بشكل أكثر فاعلية بإذن الله تعالى، إذا صدقت النيات، وتوحدت الجهود، لأن الإمكانات البشرية، والمادية، ولله الحمد في المجتمعات الإسلامية متوافرة بشكل جيد وكبير.







إن التربية الإسلامية بما تحويه من مصادر ربانية متميزة، متمثلة في: القرآن الكريم، والسنة المطهرة تحوي منهجاً فريداً في إعداد الفرد بمختلف مراحل حياته، وهي قادرة بإذن الله تعالى على تغيير سلوكياته، وجعله فرداً إيجابياً، مؤثراً، شريطة أن تقوم المؤسسات التربوية المختلفة بدورها المطلوب منها في إعداد الفرد.







منطلقات وأسس مهمة للجانب الأول:



من المنطلقات المهمة في إعادة تفعيل المؤسسات التربوية، في تربية الفرد، ما يلي:



أولاً: العناية والاهتمام بالأسرة بشكل أكبر في الجوانب الآتية:



1- إنشاء مكاتب للأسرة في الأحياء الرئيسة، تهتم بتثقيفها، وتوجيهها، وحل مشاكلها، على أن يتوافر لها المتخصصون في التربية، وعلم النفس والأسرة، وكل الإمكانات التي تجعلها تقوم بدورها على أفضل وجه.







2- ضرورة تقديم دورات توجيهية، توضح واجبات، ومسؤوليات الزوج، والزوجة، للشباب الراغبين في الزواج، ويكون ذلك شرط أساس لإتمام عملية عقد النكاح.







3- قيام الدعاة، والمصلحين، والمربين، والإعلام بوسائله المختلفة، بالتوجيه والإرشاد المستمر في توضيح أهمية العلاقة الزوجية، وقيام الزوجان بمسؤولياتهما فيما بينهما، وتجاه أولادهما.







4- أهمية تضمين المناهج الدراسية موضوعات مناسبة، وهادفة بأسلوب مشوق، وحكيم، توضح أهمية العلاقة الزوجية، وواجبات الوالدين، ومسؤولياتهما، وتأثير الأسرة بكافة أفرادها في إصلاح المجتمع.







ثانياً: تعد المدرسة، وخصوصاً التعليم العام: (الروضة، الابتدائي، المتوسط، الثانوي )، المحور الأساس في تربية الفرد، ولابد من العناية، والاهتمام بالآتي:



1- وضع معايير علمية، واضحة، ومحددة لاختيار المعلمين، حتى يُختار لمهنة التعليم ممن يتمتع بمواصفات، ومميزات محددة، أهمها: الرغبة في مهنة التعليم، وصدقه، وأمانته، وحسن أخلاقه، ونضجه الفكري والثقافي.







2- العناية والاهتمام بإنشاء الكليات المتخصصة لتخريج المعلمين مع توفير كل الإمكانات المادية، والبشرية المتطورة، التي تساعد على إخراج المعلم القادر على التعليم، والتربية، والتأثير الإيجابي.







3- الاستفادة القصوى من أسلوب وطريقة الدول المتقدمة في مراحل التعليم العام، في: المناهج، والأساليب، والوسائل، وغير ذلك، مما يكون معيناً في تطوير الفرد، وجودة تعليمه، فالحكمة ضالة المؤمن.







4- أهمية الإشراف، والمتابعة الدقيقة، وإجراء الدراسات العلمية على كافة أركان العملية التعليمية: (الطالب، والمعلم، والمنهج الدراسي )، والعمل على تلافي السلبيات أولاً بأول، وتعزيز، وتطوير الإيجابيات.







5- أهمية التواصل المستمر، والإيجابي بين المدرسة، والأسرة، لمحاولة علاج بعض المشاكل، وتلافي بعض السلبيات التي قد تظهر من الطلاب.







ثالثاً: الإعلام بوسائله المختلفة: المرئية، والمسموعة، والمقروءة، يحتاج إلى الآتي:



1- ضرورة إنشاء هيئة، أو جمعية، تضم نخبة متميزة من المختصين في الإعلام، وطلاب العلم الشرعي، على مستوى المجتمع الواحد، والمجتمعات الإسلامية الأخرى، تهدف إلى: وضع الضوابط، والأطر، التي تحكم، وتنظم ما يعرض، وما يبث عبر وسائل الإعلام، وفق توجيهات الشريعة الإسلامية، ومتطلبات الواقع المعاصر في وسيطة واعتدال، لا غلو ولا تقصير.







2- ضرورة تثقيف المجتمعات الإسلامية، وتقوية الرقابة، والوازع الديني في نفوس المسلمين عموماً، والناشئة، والشباب خصوصاً، حتى تتكون لديهم الحصانة التي يعرفون من خلالها الغث من السمين، والصالح من الطالح.







[1] (انظر: المبحث التاسع عشر، ص 122).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-09-2022, 08:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تربية الفرد نواة لتغيير الأمة والرقي بها

تربية الفرد نواة لتغيير الأمة والرقي بها (2)
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي



الجانب الأول: المؤسسات التربوية الرسمية، وغير الرسمية المؤثرة في تربية الفرد.

سوف ألقي الضوء بشيء من الاختصار على الجانب الثاني المتعلق بالإنسان نفسه من حيث تعليمه وتثقيفه.

من المؤسف حقاً أنه يشاع، بل يرسخ في الأذهان (أن أمة اقرأ لا تقرأ )، ولعل هذه المقولة، كما قيل: إنها أُخذت من العبارة التي نُسبت إلى موشى دايان رئيس وزراء إسرائيل السابق: (أن العرب أمة لا تقرأ).

ولكن للأسف أيضاً أن هذه المقولة يؤكدها الواقع، كما تؤكدها الدراسات التي تصدر من الجهات المختصة بالعلوم والثقافة، وفي تقرير نُسب لليونسكو عن القراءة في الوطن العربي جاء فيه: إن المواطن العربي يقرأ (6) دقائق في السنة، وفي الوطن العربي يصدر كتاب لكل (350) ألف مواطن؛ بينما يصدر كتاب لكل (15) ألف مواطن في أوروبا، كما أن كل دور النشر العربية تستوعب من الورق ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة، كما كشفت إحصائيات أن الإنسان الأوربي يقرأ بمعدل (35) كتاباً في السنة, والإسرائيلي يقرأ بمعدل (40) كتاباً في السنة، وأما العربي فإنّ (80) شخصاً يقرؤون كتاباً واحداً في السنة.[1]

إن المقارنة بين وضع القراءة في العالم الإسلامي، وبين الدول الأوربية المتقدمة، وبين أعداد الكتب المطبوعة، والمترجمة من اللغات الأجنبية الأخرى تشير إلى نسب توضح بوناً شاسعاً يؤكد ضرورة معالجة هذا الوضع.

إن ما نشاهده اليوم أن الكثير بل الغالبية لا يهتم بالقراءة، وتعليم نفسه، أو تثقيفها، بل تشاهد، وتسمع العجب العجاب من أناس لا يعرفون أبسط المعلومات الشرعية[2]، أو المعلومات العامة التي تخص مجتمعه، أو أمته.

وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى العزوف عن القراءة، وعدم الرغبة في الاطلاع، والاستزادة من العلم، وكأني بأناس لهم سنوات طويلة، وهو لم يشتر كتاباً واحداً، أو يقرأ مجلة نافعة مفيدة، وإذا قرأ فإنه يقرأ كُتباً في مجالات علمها لا ينفع، وجهلها لا يضر.

وهناك دراسات تؤكد أن نحو 70% مما يتعلمه المرء يأتي عن طريق القراءة، والعقل البشري إذا لم يتغذ بالعلم، وبالمعرفة بشكل مستمر، فإنه يتوقف عند حد معين، فكلما تعلم، وقرأ الإنسان نما، وتوسع عقله، وكلما ابتعد، وحجب نفسه عن التعليم، والقراءة بقي العقل متوقفاً، وربما جامداً في مكانه.

وقد تلاحظ ذلك بشكل واضح في الكثير من الناس الذين توقفوا عن طلب العلم، والتزود المعرفي، فإنهم بقوا على معرفتهم السابقة لا تطوير، ولا تجديد على عكس الإنسان الذي يسعى إلى الاطلاع، والمعرفة بشكل يومي، وفي علوم، ومعارف شتى، تجده منفتحاً، وذا رأي، وحكمة، وطرح جميل، ومفيد.

ومما ورد عن سعيد بن جبير - يرحمه الله - قوله: " لا يزال الرجل عالمًا ما تعلم، فإذا ترك التعلم، وظن أنه قد استغنى، واكتفى بما عنده، فهو أجهل ما يكون ".[3]

فالعلم بحر لا ساحل له، والاستمرار في طلب العلم لا حدَّ له، وروى ابن عبد البر - يرحمه الله - أنه قِيل لابن المبارك - يرحمه الله -: إلى متى تطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله تعالى، وقال: لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد.[4]

إن القراءة دليل على تحضر الأمم، وتطورها الفكري، والثقافي، والاجتماعي، والفردي، ومما يميز الدول المتقدمة اليوم أن الفرد يحرص على الاستزادة من العلم، والمعرفة بشكل مستمر من خلال الالتحاق بصروح العلم، والثقافة المنتشرة في شتى مناحي البلاد، فضلاً عن حرصه الكبير على القراءة النافعة بشكل مستمر، وهذا ملاحظ، فتشاهد الكثير منهم لا تخلوا يديه من كتاب، أو مجلة نافعة، في الطائرة، أو في القطار، أو في الحافلات، أو في أماكن الانتظار.

إن الفرد المسلم العاقل عليه مسؤولية كبيرة تفرضها عليه النصوص الشرعية الكثيرة جداً التي تُعلي من شأن العلم، وطلابه، ومن حق مجتمعه، وأمته، أن يسعى في تهذيب، وإصلاح نفسه بكل الوسائل الممكنة، من العناية باستقامته، وبتعليمه، وتثقيفه، وزيادة فعاليته، وإيجابيته، وحسن علاقاته بالآخرين.

منطلقات وأسس مهمة للجانب الثاني:
هناك جملة من المنطلقات التي يمكن أن تساعد على تطوير الفرد، وزيادة فاعليته، ومن أهمها:
1- استشعار النصوص الشرعية التي تؤكد على أهمية العلم، وطالب العلم، والأجور العظيمة، والفضائل العميمة، التي سيحصل عليها من اهتمامه بأي علم يفيد به الإسلام، والمسلمين.

2- الحرص والاهتمام على القراءة النافعة المفيدة، وأن يسعى بشكل مستمر على ذلك، ويجتهد في قراءة كتاب كل شهر على الأقل.

3- الحرص على الالتحاق بالدورات العلمية، وبمجالس العلم، ودروس العلماء في العلوم الشرعية، وغيرها، والعناية بسماع المحاضرات، والدروس في مختلف العلوم عن طريق وسائل التقنية الحديثة، وهي كثيرة، ومتنوعة، وسهلة الوصول إليها، ولا عذر لأحد في ذلك.

4- الحرص على الالتحاق بالدورات التي تُعنى بالتنمية البشرية، وتطوير القدرات، وزيادة التفاعل الإيجابي مع الآخرين.

5- العناية التامة بإنشاء المكتبات العامة في كافة الأحياء، والأماكن العامة، وتسهيل كل السبل المعينة للتشجيع على القراءة.

6- على الأسرة مسؤولية كبيرة في تحبيب النشء منذ نعومة أظفارهم في القراءة النافعة على أن يكون الوالدان قدوة حسنة في ذلك.

7- ابتكار وسائل جديدة للترغيب في القراءة، ومن ذلك: عمل ملخصات لبعض الكتب المفيدة، التوزيع المجاني، إعداد مسابقات في بعض الكتب المفيدة، عقد ندوات شهرية، أو أسبوعية لعرض ملخصات لبعض الكتب النافعة... إلخ.


[1] ( انظر: منتديات الحوار، جامعة الملك سعود ).


[2] ( وهذا من الدوافع التي جعلتني أعد هذه الدراسة وهو: ضعف وضوح الرؤية لحقائق وأحكام الدين، والذي سبق الإشارة إليه في الفصل التمهيدي، ص 4).

[3] (الخطيب البغدادي، الفقيه والمتفقه، ج 2 ، ص 17).

[4] (القرطبي، جامع بيان العلم وفضله، باب الحض على استدامة الطلب والصبر على اللأواء والنصب، ص: 192).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.54 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]