|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أوجه الاختلاف والتشابه بين المترجم والكاتب
أوجه الاختلاف والتشابه بين المترجم والكاتب أسامة طبش في هذا الموضوع اليسير سأقيم مقارنة بين المترجم والكاتب، حيث إن لكلٍّ منهما دورًا تكامليًّا في المجتمع، ولا بد من تحديد طبيعة عمل كلِّ واحدٍ منها، حتى يتضح لناجليًّا أن الترجمة والكتابةعبارة عن عملٍ عقليٍّ وثقافيٍّ مهمٍّ جدًّا في حياة المجتمع. ومن أوجه الاختلاف بينهما ما يلي: • أن على المترجم أن يطَّلع على النظريات الترجميَّة التي من خلالها يمكنه القيام بعمله الترجمي على دِراية وتبصُّر منه، أما الكاتب فليس عليه الاطِّلاع عليها، بل له تقنيات مغايرة تجعله يمارس فَنَّه في الكتابة. • أن المترجم يتقن لغتين: "اللغة التي يترجم منها واللغة التي يترجم إليها"، إذًا فهو مزدوج اللسان والثقافة أيضًا، في حين أن الكاتب متمكِّن من لغة واحدةٍ حصرًا، واطِّلاعه على ثقافة لغته تلك، وهنا أقصد ميدان كتابته ونشاطه الأدبي، لا الثقافة المقتصرة على الجانب الشخصي. • أن المترجم يتلقَّى تكوينًا بالجامعات والمعاهد المتخصِّصة في تكوين المترجمين في الميدان الترجمي، وبالتالي يحصل على شهادة مُصدَّق عليها من الدولة التي يدرس بها، تشهد له بتمكُّنه من ميدانه، كما أنها تمنحه الحقَّ في أن يفتح مكتبًا يمارس فيه الترجمة الرسمية الموثَّقة التي تترتَّب عليها مسؤوليَّة قانونيَّة حيال أيِّ تجاوز في ترجمتها، فهي تمنح الصبغة الرسمية لأيِّ وثيقة رسمية، فتكون مطابقةً للأصل، أما الكاتب فلا يحتاج إلى كلِّ هذا، إنما ملكته الإبداعية المتجذِّرة فيه التي يُولَد بها تسهِّل له وتمهِّد لعمله كاتبًا! ووجه التشابه بينهما: هو أن المترجم والكاتب كليهما يتمتَّعان بالقلم التحريريِّ، بمعنى أن المترجم للفنون الأدبيَّة - كالنثر والشعر - عليه أن يمتلك قلمًا يؤهِّله لذلك، ولهذا نطلق عليه لقب: "الأديب المترجم"، فهو يلتقي مع الكاتب في هذه النقطة، ولهذا نقول في ميدان الترجمة: إن مترجم الشعر لا بد أن يكون شاعرًا، ودون ذلك سيَعجِز عن الترجمة في هذا الميدان، أو لنقول: ترجمته ستكون خاليةً من أيِّ جمالية تضاهي النصَّ الأصلي، فتفشَل هذه الترجمة الأدبيَّة في أهمِّ جانبٍ من جوانبها، وهو إحداث الأثر المكافئ في المتلقِّي؛ سواء من حيث جمال الأسلوب أو وضوح المعنى. أردتُ من خلال هذه المقارنة توضيحَ أوجه الاختلاف ووجه التشابه بين كلٍّ من المترجم والكاتب، ولو أن كليهما له دور كبير في إثراء الحياة الثقافية في المجتمع؛ سواء بالكتابة، أو ترجمة الكتابات الأجنبية، فكل منهما يصبُّ في التوعية ونشر مختلف العلوم والثقافات، وإفادة الناس بالمعلومات.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |