|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أخذ الأجر على التعليم
أخذ الأجر على التعليم بدر بن جزاع بن نايف النماصي التعليم مهنة سامية شريفة، هي مهنة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام؛ فعن عبدالله بن عمرو، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من بعض حُجَره، فدخل المسجد، فإذا هو بحلقتين، إحداهما يقرؤون القرآن، ويدعون الله، والأخرى يتعلمون ويعلمون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلٌّ على خير، هؤلاء يقرؤون القرآن، ويَدْعون الله، فإن شاء أعطاهم، وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون ويعلمون، وإنما بعثت معلِّمًا)) فجلس معهم"[1]. فلا ينبغي أن يدنِّس المعلم هذه المهنة بتتبع شهوات الدنيا وملذاتها؛ لذا لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده أجرةً على تعليم الناس وتفقيههم في أمور دينهم، وكان همهم الأول هو تحصيل موعود الله تعالى في الدار الآخرة؛ عن أبي أمامة الباهليِّ، قال: ذُكِر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلانِ، أحدهما عابد، والآخَر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكتَه وأهل السموات والأرَضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلُّون على معلِّم الناس الخير))؛ رواه الترمذي[2]، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقد نقل الإمام ابن مفلح - رحمه الله - عن ابن الجوزي قوله: "في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159]، قال: وهذه الآية توجب إظهار علوم الدين منصوصةً كانت أو مستنبطةً، وتدل على امتناع جواز أخذ الأجرة على ذلك؛ إذ غير جائز استحقاقُ الأجر على ما يجب فعله، كذا قال ابن الجوزي"[3]، وقال المصنف - رحمه الله -: "وعن المسيح - عليه السلام -: علِّم مجانًا كما عُلِّمتَ مجانًا"[4]. ولما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية، واحتاج الناس إلى نشر العلم والتعليم، جعل الخلفاء يفرضون للمعلمين حظًّا من بيت مال المسلمين، يشير إلى ذلك الإمام ابن مفلح - رحمه الله - بقوله: "وقد كان للعلماء قديمًا حظٌّ من بيت المال يُغنيهم"[5]، بل قد أشار رحمه الله تعالى إلى أن الإمام ينبغي عليه أن يفرض للمعلمين والمتعلمين من بيت المال، فقال - رحمه الله -: "وواجب على الإمام أن يتعاهد المعلم والمتعلم كذلك، ويرزقهما من بيت المال؛ لأن في ذلك قوامًا للدين؛ فهو أولى من الجهاد؛ لأنه ربما نشأ الولد على مذهب فاسد، فيتعذَّر زواله من قلبه"[6]. [1] ابن ماجه، أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني. سنن ابن ماجه. دار إحياء الكتب العربية. باب فضل العلماء والحث على طلب العلم. ج1. ص83. [2] الترمذي، محمد بن عيسى الترمذي. سنن الترمذي. مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي. مصر. ط2. 1395هـ - 1975 م. باب: ما جاء في فضل الفقه على العبادة. ج 5. ص 48. [3] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2 ص257. [4] (المرجع السابق): ج2. ص258. [5] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج1. ص288. [6] (المرجع السابق): ج2 ص142.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |