كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد - الصفحة 42 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قـامـوس البدع العقـديــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 100 )           »          الأمة الإسلامية بحاجة إلى مرفقين- مرفق الإفتاء ومرفق القضاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 82 - عددالزوار : 18716 )           »          أهــل الجمعــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وثيقــــة الفســــاد!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أهل السنة أرحم الناس بالخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إغاثة الملهوف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أجهزة تجسس يهودية في البلاد العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المسجد الأقصى والعدوان المستمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          احذر من مدمرات الموهبة لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #411  
قديم 22-06-2022, 07:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المؤمنون
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 411)
من صــ 188الى ص
ـ 200





[سورة المؤمنون (23) : الآيات 57 الى 62]
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (60) أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (61)
وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62)

الإعراب:
(من خشية) متعلّق بالخبر (مشفقون) ، و (الموصولات) الثلاثة معطوفة على الموصول الأول بحروف العطف في محلّ نصب (بآيات) متعلّق ب (يؤمنون) ، (بربّهم) متعلّق ب (يشركون) المنفيّ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يؤتون، والمفعول الأول محذوف أي الناس (الواو) واو الحال (إلى ربّهم) متعلّق بخبر أنّ (راجعون) ، (في الخيرات) متعلّق ب (يسارعون) ، (الواو) عاطفة أو حاليّة (لها) متعلّق ب (سابقون) ، (الواو) عاطفة (لا) نافية (إلّا) للحصر (وسعها) مفعول به ثان منصوب عامله نكلّف «1» ، (الواو) عاطفة (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) ، (بالحقّ) متعلّق ب (ينطق) ، (الواو) عاطفة أو حالية (لا) نافية.
والمصدر المؤوّل (أنّهم ... راجعون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأنهم أو بأنهم.. متعلّق ب (وجلة) .
جملة: «إنّ الذين ... أولئك يسارعون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم.. مشفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «هم ... يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة: «هم ... لا يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «لا يشركون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الثالث.
وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: «قلوبهم وجلة ... » في محلّ نصب حال من فاعل آتوا.
وجملة: «أولئك يسارعون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يسارعون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «هم لها سابقون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يسارعون «2» .
وجملة: «لا نكلّف ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة: إنّ الذين.
وجملة: «لدينا كتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نكلّف.
وجملة: «ينطق ... » في محلّ رفع نعت لكتاب.
وجملة: «هم لا يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نكلّف «3» ..
وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الرابع.
الصرف:
(وجلة) ، مؤنّث وجل صفة مشبّهة من وجل يوجل باب فرح، وزنه فعلة. وانظر الآية (52) من الحجر.

[سورة المؤمنون (23) : آية 63]
بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (63)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقالي «4» ، (في غمرة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (قلوبهم) (من هذا) متعلّق بنعت ل (غمرة) (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أعمال) (من دون) متعلّق بنعت ل (أعمال) (لها) متعلّق ب (عاملون) «5» .
جملة: «قلوبهم في غمرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لهم أعمال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هم لها عاملون» في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) ، أو من الأعمال لأنه وصف، والعامل في الحال الاستقرار.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 64 الى 67]
حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ (67)

الإعراب:
(حتّى) حرف ابتداء (بالعذاب) متعلّق بحال من مترفيهم و (الباء) للملابسة (إذا) فجائيّة رابطة لجواب الشرط.
جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هم يجأرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يجأرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
65- (لا) ناهية جازمة، وعلامة جزم الفعل حذف النون (اليوم) متعلّق ب (تجأروا) ، (منّا) متعلّق بفعل (تنصرون) بتضمينه معنى تمنعون، و (الواو) في (تنصرون) نائب الفاعل.
وجملة: «لا تجأروا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
وجملة: «إنّكم.. لا تنصرون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لا تنصرون» في محلّ رفع خبر إنّ.
66- (قد) حرف تحقيق، ونائب الفاعل ل (تتلى) ضمير مستتر تقديره هي أي آياتي (عليكم) متعلّق ب (تتلى) ، (الفاء) عاطفة (على أعقابكم) متعلّق ب (تنكصون) «6» .
وجملة: «كانت آياتي تتلى ... » لا محلّ لها تعليل لعدم النصر.
وجملة: «تتلى عليكم» في محلّ نصب خبر كانت.
وجملة: «كنتم ... تنكصون» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانت آياتي تتلى.
وجملة: «تنكصون» في محلّ نصب خبر كنتم.
67- (مستكبرين) حال من فاعل تنكصون منصوبة، وعلامة النصب الياء (به) متعلّق ب (مستكبرين) «7» ، (سامرا) حال منصوبة من فاعل تنكصون أو من الضمير في مستكبرين «8» .
وجملة: «تهجرون» في محلّ نصب حال من فاعل تنكصون، أو من الضمير في (سامرا) لأنه بمعنى الجماعة.
الصرف:
(سامرا) ، قيل هو اسم جمع بمعنى المتسامرين، وقيل هو مصدر جاء على وزن اسم الفاعل مثل العاقبة والعافية، وقيل هو مجلس السمر، وزنه فاعل.
الفوائد
- أقسام «حتى» :
حتى تأتي على عدة أقسام:
أ- حتى الابتدائية ب- حتى التي تدخل على الفعل المضارع، وهي نوعان:
1- حتى التي تنصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعدها.
2- حتى التي تدخل على الفعل المضارع فتبقيه مرفوعا.
ج- وتكون حتى حرف جر نحو «حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» د- وتكون حرف عطف، ولها ثلاثة شروط.
ملاحظة هامة:
كل أنواع حتى المذكورة لانتهاء الغاية إلّا الابتدائية.
ملاحظة ثانية: إذا اتصلت «ما» الاستفهامية ب «حتى» الجارة حذف ألفها، لدخول حرف الجر عليها، نحو «حتام» نحلم والآخرون يجهلون.
نعود للآية التي نحن بصددها، وإعراب حتى فيها «حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ» . إلخ حتى «ابتدائية» وهي حرف لا محل له من الاعراب، وتدخل على الجملة الاسمية، كقول جرير:
فما زالت القتلى تمجّ دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
وتدخل على الجمل الفعلية كقول حسان:

يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل [سورة المؤمنون (23) : آية 68]
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (ما) اسم موصول «9» في محلّ رفع فاعل، وعلامة الجزم في (يأت) حذف حرف العلّة، وفاعل يأت هو العائد.
وجملة: «يدّبّروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجهلوا فلم يدّبّروا....
وجملة: «جاءهم ما لم يأت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم يأت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(يدّبّروا) ، فيه إبدال تاء التفعّل دالا أصله يتدبّروا، فلمّا قرب مخرج التاء من الدال قلبت التاء دالا وأدغمت مع الدال الثانية فاء الكلمة بعد تسكينها، وزنه يتفعّلوا.
[سورة المؤمنون (23) : آية 69]
أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)

الإعراب:
(أم) مثل السابقة «10» ، (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (منكرون) «11» .
جملة: «لم يعرفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم.. منكرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 70 الى 71]
أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (70) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)

الإعراب:
(أم) مثل السابقة «12» ، (به) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (جنّة) (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جاء (الواو) واو الحال (للحقّ كارهون) مثل له منكرون «13» .
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «به جنّة ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «جاءهم بالحقّ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أكثرهم.. كارهون» في محلّ نصب حال.
71- (الواو) اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (من) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على السموات بالواو (فيهنّ) متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (بل) للإضراب الانتقاليّ (بذكرهم) متعلّق ب (أتيناهم) ، (الفاء) عاطفة (عن ذكرهم) متعلّق ب (معرضون) .
وجملة: «اتّبع الحقّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المضرب عنه وهو قوله (أكثرهم للحقّ كارهون) ، والمنتقل إليه وهو قوله (أتيناهم بذكرهم) .
وجملة: «فسدت السموات ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم.. معرضون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أتيناهم.

[سورة المؤمنون (23) : آية 72]
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)

الإعراب:
(أم) مثل السابقة «14» (خرجا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) تعليليّة و (الواو) عاطفة.
جملة: «تسألهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خراج ربّك خير» لا محلّ لها تعليل لمضمون النفي المتقدّم أي لا تسألهم خرجا لأنّ خراج ربّك خير.
وجملة: «هو خير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل.
الصرف:
(خراج) ، اسم للمال المدفوع كضريبة، وزنه فعال بفتح الفاء وقد تضمّ وتكسر، جمعه أخراج وأخرجة، وجمع الجمع أخاريج.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 73 الى 74]
وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (74)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (إلى صراط) متعلّق ب (تدعوهم) .
جملة: «إنّك لتدعوهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدعوهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
74- (الواو) عاطفة (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) ، (عن الصراط) متعلّق ب (ناكبون) ، و (اللام) المزحلقة.
وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك لتدعوهم.
وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
الصرف:
(ناكبون) ، جمع ناكب، اسم فاعل من نكب أي حاد ومال، وزنه فاعل.

[سورة المؤمنون (23) : آية 75]
وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بهم) متعلّق بمحذوف صلة ما (من ضرّ) متعلّق بحال من الضمير في (بهم) «15» ، (اللام) واقعة في جواب لو (في طغيانهم) متعلّق ب (يعمهون) - أو ب (لجّوا) .
جملة: «رحمناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كشفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رحمناهم.
وجملة: «لجّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يعمهون» في محلّ نصب حال من فاعل لجّوا.
الفوائد
- من أسباب النزول:
روى التاريخ، أن ثمامة بن أثال الخيفي أسلم، والرسول في المدينة بعد الهجرة، ثم لحق باليمامة، فمنع الميرة من أهل مكة، وقد أخذهم الله بالسنين، حتى أكلوا العلهز، فجاء أبو سفيان إلى الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: أنشدك الله والرحم، ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين، فقال: بلى. فقال: قتلت الآباء بالسيف، والأبناء بالجوع، فنزل قوله تعالى «وَلَوْ رَحِمْناهُمْ» الآية والآية التي تليها.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 76 الى 77]
وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم مقدّر (بالعذاب) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (أخذناهم) ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية (لربّهم) متعلّق ب (استكانوا) ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى.
جملة: «أخذناهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «ما استكانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «ما يتضرّعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة استكانوا.
77- (حتّى إذا فتحنا) مثل حتّى إذا أخذنا «16» ، (عليهم) متعلّق ب (فتحنا) ، (ذا) نعت ل (بابا) منصوب وعلامة النصب الألف فهو من الأسماء الخمسة (إذا هم فيه مبلسون) مثل إذا هم يجأرون «17» ، (فيه) متعلّق بالخبر (مبلسون) .
وجملة: «فتحنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هم فيه مبلسون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الفوائد
عطف المضارع على الماضي:
في قوله تعالى «وَما يَتَضَرَّعُونَ» عبّر في التضرع بالمضارع ليفيد الدوام، إلا أن المراد دوام النفي، لا نفي الدوام. أي وليس من عادتهم التضرع إليه تعالى أصلا، ولو حمل ذلك على نفي الدوام- كما هو الظاهر- لا يرد ما يتوهم من المنافاة بين قوله تعالى «إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ» وقوله تعالى «وَما يَتَضَرَّعُونَ» أيضا.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 78 الى 80]
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (80)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لكم) متعلّق ب (أنشأ) ، (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي تشكرون شكرا قليلا (ما) زائدة لتأكيد القلّة.
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنشأ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تشكرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
79- (الواو) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (ذرأكم) ، (إليه) متعلّق ب (تحشرون) «18» ، و (الواو) في الفعل نائب الفاعل.
وجملة: «هو الذي ... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي أنشأ لكم.
وجملة: «ذرأكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «إليه تحشرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذرأكم.
80- (الواو) عاطفة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (اختلاف) ، (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية ...
وجملة: «هو الذي ... (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي (الثانية) .
وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: «يميت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: «له اختلاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: «تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 81 الى 83]
بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (81) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (ما) حرف مصدريّ «19» ..
والمصدر المؤوّل (ما قال ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «قال الأوّلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
82- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ- أو التعجّبيّ- (الواو) عاطفة في الموضعين (الهمزة) الثانية مثل الأولى (اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «20» .
وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كنّا ترابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة متنا.
وجملة: «إنّا لمبعوثون ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمقول القول- أو تفسير له- 83- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق و (نا) في الفعل ضمير نائب الفاعل في محلّ رفع (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل (نا) ، (الواو) عاطفة (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل نائب الفاعل (هذا) مفعول به، والإشارة إلى البعث بعد الموت (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (وعدنا) ، (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (أساطير) خبر المبتدأ (هذا) .
وجملة: «وعدنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «إن هذا إلّا أساطير ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

__________
(1) هذا على التجوّز لأن أصل الكلام: لا نكلّف نفسا إلّا أمرا بوسعها القيام به، فلمّا حذف المفعول الثاني حلّ المجرور محلّه- بنزع الخافض- فأعرب مفعولا ثانيا على السعة.
(2) أو في محلّ نصب حال مؤكّدة من فاعل يسارعون.
(3) أو في محلّ نصب حال من عموم النفس.
(4) رجوع لأحوال الكفّار الواردة في قوله أيحسبون أنّ ما نمدّهم ... وعلى هذا فالجمل من قوله: إنّ الذين إلى قوله هم لا يظلمون، اعتراض.
(5) يجوز أن تكون اللام للتقوية، والضمير مفعول اسم الفاعل عاملون..
(6) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل تنكصون، وهو اختيار أبي البقاء.
(7) هذا إذا كان الضمير يعود على القرآن أو على النبيّ، والباء سببيّة.. وإذا كان الضمير يعود على البيت الحرام فيتعلّق الجارّ ب (سامرا) .
(8) هو بلفظ المفرد لأنه مصدر بلفظ اسم الفاعل كالعاقبة، أو واحد في موضع الجمع..
(9) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت لها.
(10) في الآية (68) من هذه السورة..
(11) أو اللام للتقوية، والهاء مفعول به لاسم الفاعل منكرون. [.....]
(12، 13) في الآية السابقة (69) .
(14) في الآية (69) من هذه السورة.
(15) أو هو تمييز للموصول (ما) .
(16، 17) في الآية (64) من هذه السورة.
(18) أو متعلّق بحال من نائب الفاعل في (تحشرون) .
(19) أو اسم موصول مضاف إليه والعائد محذوف أي قاله.
(20) لا يصحّ أن يكون الظرف إذا متعلقا ب (مبعوثون) لأنّ الحرف (إنّ) لا يعمل ما بعده فيما قبله فالجواب على هذا مقدر أي أإذا متنا ... نبعث.. انظر الآية (49) من سورة الإسراء.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #412  
قديم 22-06-2022, 07:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المؤمنون
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 412)
من صــ 200الى ص
ـ 213



[سورة المؤمنون (23) : آية 84]
قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)

الإعراب:
(لمن) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الأرض) (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الأرض بالواو (فيها) متعلّق بمحذوف صلة من (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لمن الأرض ... » في لا محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول..
وجواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني لمن هي.
وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
[سورة المؤمنون (23) : آية 85]
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (85)

الإعراب:
(السين) حرف استقبال (لله) متعلّق بخبر لمبتدأ مقدّر أي:
الأرض لله (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين تخفيفا.
جملة: «سيقولون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (الأرض) لله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تذكّرون» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المحذوف أي: أغفلتم فلا تذكّرون.
[سورة المؤمنون (23) : آية 86]
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)

الإعراب:
(من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (ربّ) ، (السبع) نعت للسموات مجرور و (ربّ) الثاني معطوف على الأول بالواو مرفوع (العظيم) نعت للعرش مجرور مثله.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
[سورة المؤمنون (23) : آية 87]
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (87)

الإعراب:
تعرب الآية مثل نظيرتها المتقدّمة. الآية (85) ، مفردات وجملا.

[سورة المؤمنون (23) : آية 88]
قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88)

الإعراب:
(من) اسم استفهام مبتدأ (بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملكوت) (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (يجار) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليه) متعلّق ب (يجار) ، (إن كنتم تعلمون) مرّ إعرابها «1» .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من بيده ملكوت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «بيده ملكوت ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «هو يجير ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر «2» .
وجملة: «يجير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «لا يجار عليه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يجير.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني بذلك.
وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(يجار) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول أصله يجير بفتح الياء نقلت الحركة إلى الجيم فتح ما قبل الياء فقلبت ألفا.
[سورة المؤمنون (23) : آية 89]
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)

الإعراب:
(سيقولون لله قل) انظر إعرابها سابقا «3» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال من النائب الفاعل في (تسحرون) ، فالظرف ضمّن معنى كيف.
جملة: «سيقولون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (الملكوت) لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنّى تسحرون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم تعلمون هذا فأنى تسحرون.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.

[سورة المؤمنون (23) : آية 90]
بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (90)

الإعراب:
(بل) حرف إضراب وابتداء (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل أتيناهم (الواو) حاليّة و (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: «أتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّهم لكاذبون» في محلّ نصب حال «4» .

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 91 الى 92]
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)

الإعراب:
(ما) نافية (ولد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (معه) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم ل (كان) ، (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان مؤخّر (إذا) حرف جواب لا محلّ له (اللام) واقعة في جواب لو مقدّر «5» ، (ما) اسم موصول «6» في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ذهب) بتضمينه معنى انفرد (اللام) مثل الأول (على بعض) متعلّق ب (علا) ، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (عمّا) متعلّق ب (سبحان) ، و (ما) موصول والعائد محذوف.. أو حرف مصدريّ.
جملة: «ما اتّخذ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «ما كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما اتّخذ الله.
وجملة: «ذهب كلّ إله ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي لو كان معه آلهة لذهب.
وجملة: «علا بعضهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذهب كلّ إله.
وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة متضمّنة معنى الدعاء.
وجملة: «يصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
92- (عالم) بدل من لفظ الجلالة- سبحان الله- مجرور مثله (الفاء) عاطفة (عمّا يشركون) مثل عمّا يصفون ...
وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي علم الغيب فتعالى..
وجملة: «يشركون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
الصرف:
(علا) ، فيه إعلال بالقلب أصله علو، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل بفتحتين.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 93 الى 94]
قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة، وهي المضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (ترينّي) مضارع منصوب مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (النون) نون التوكيد الثقيلة وقد كسرت لمناسبة الياء عوضا من نون الوقاية المحذوفة لتوالي الأمثال، و (الياء) ضمير مفعول به أوّل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «إمّا ترينّي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
94- (ربّ) مثل الأول وتوكيد له مبالغة في الدعاء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (في القوم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجعلني أي كائنا فيهم أو منهم.
وجملة: «النداء الثانية» لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء.
وجملة: «لا تجعلني ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

[سورة المؤمنون (23) : آية 95]
وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ (95)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة.. والمصدر المؤوّل (أن نريك) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرون) الخبر، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ مفعول به ثان عامله نريك (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: «إنّا ... لقادرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نريك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «نعدهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الفوائد
1- أنّى: ترد على ثلاثة أوجه:
أ- تأتى بمعنى كيف ب- وتأتي بمعنى متى ج- وتأتي بمعنى من أين وقد مرّ معنا تفصيل هذه الأوجه فعد إليها في مواضعها.
2- ربّ: منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وتدلّ عليها الكسرة الموجودة على الياء.
فإذا اعتبرنا أن حذف المضاف إليه من المنادي المضاف يعامل معاملة الاسم المرخم في النداء.
عندئذ نقول فيه لغتان إما أن نقول:
ربّ: فكأننا لم نلحظ وجود المضاف المحذوف مطلقا وهي لغة من لا ينتظر.
أو نقول:
ربّ: بالكسر، كما في الآية التي بين أيدينا وإبقاء الكسرة إشارة واضحة إلى الياء المحذوفة. وهذه لغة من ينتظر.
واللغتان جائزتان لدى جمهور النحاة.
[سورة المؤمنون (23) : آية 96]
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (96)

الإعراب:
(بالتي) متعلّق ب (ادفع) ، والموصول المجرور هو نعت لمنعوت محذوف في الأصل أي الخصلة التي.. (السيّئة) مفعول به عامله ادفع (ما) حرف مصدريّ «7» .
والمصدر المؤوّل (ما يصفون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) .
جملة: «ادفع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هي أحسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «نحن أعلم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
البلاغة
عدول عن مقتضى السياق لسرّ بليغ:
في قوله تعالى «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ» وهو أبلغ من أن يقال: بالحسنة السيئة، لما فيه من التفضيل، كأنه قال: ادفع بالحسنى السيئة. والمعنى الصفح عن إساءتهم، ومقابلتها بما أمكن من الإحسان، حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان، وبذل الاستطاعة فيه، كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 97 الى 98]
وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (قل ربّ) مرّ إعرابها «8» ، (بك) متعلّق ب (أعوذ) ، (من همزات) متعلّق ب (أعوذ) «9» .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ادفع «10» .
وجملة: « (النداء) ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء.
وجملة: «أعوذ ... » في محلّ نصب مقول القول.
98- (الواو) عاطفة (بك) مثل الأول، و (النون) في (يحضرون) هي للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يحضرون) في محلّ جرّ ب (من) محذوف متعلّق ب (أعوذ) الثاني «11» .
وجملة: «أعوذ (الثانية) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أعوذ (الأولى) .
وجملة: «يحضرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
الصرف:
(همزات) ، جمع همزة مصدر مرّة من فعل همز الثلاثيّ باب نصر وباب ضرب، وزنه فعلة بفتح فسكون، والجمع فعلات بفتحتين.

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 99 الى 100]
حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)

الإعراب:
(حتّى) حرف ابتداء (أحدهم) مفعول به مقدّم منصوب (الموت) فاعل مرفوع (ربّ) مرّ إعرابها «12» والضمير الفاعل في (ارجعون) للتعظيم.. و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به،.
جملة: «جاء أحدهم الموت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «النداء: ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء.
وجملة: «ارجعون» في محلّ نصب مقول القول.
100- (في ما) متعلّق بمحذوف نعت ل (صالحا) «13» ، و (ما) موصول والعائد محذوف أي تركته (كلّا) حرف ردع وزجر، والضمير في (إنّها) يعود إلى قوله (ربّ ارجعون) ، (الواو) حاليّة- أو عاطفة- (من ورائهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (برزخ) ، (إلى يوم) متعلّق بنعت ل (برزخ) ، و (الواو) في (يبعثون) نائب الفاعل.
وجملة: «لعلّي أعمل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أعمل صالحا ... » لا محلّ رفع خبر لعلّ.
وجملة: «تركت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّها كلمة ... » لا محلّ لها تعليل للزجر المتقدّم.
وجملة: «هو قائلها ... » في محلّ رفع نعت لكلمة.
وجملة: «من ورائهم برزخ» في محلّ نصب حال من الضمير (هو) «14» .
وجملة: «يبعثون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(برزخ) ، اسم للحاجز أو الحجاب بين الشيئين، قيل أصله برزه- بالهاء- فعرّب، وهنا الحائل بين الإنسان والرجعة التي يتمنّاها، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى.
الفوائد
- الكلمة:
كما أنها تطلق على المفردة الواحدة، ويقسمها النحاة إلى أقسام ثلاثة،: اسم وفعل وحرف، كذلك أطلقها القدامى اصطلاحا، على العبارة المؤلفة من عدة كلمات، أو على الموضوع المؤلف من عدة جمل أو عبارات.
يشهد لذلك
قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:
«ألا كل شيء ما خلا الله باطل»
وقولهم: أفضل كلمة هي كلمة الشهادة. يريدون بذلك «لا إله إلا الله محمد رسول الله» .
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 101 الى 105]
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (105)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في الصور) نائب الفاعل في محلّ رفع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (أنساب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر لا (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح- متعلّق بالخبر المحذوف، والتنوين عوض من جملة محذوفة أي: يوم إذ نفخ في الصور (الواو) عاطفة (لا) نافية.
جملة: «نفخ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا أنساب بينهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لا يتساءلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
102- (الفاء) عاطفة تفريعيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «15» ، (المفلحون) خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «من ثقلت موازينه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة (فإذا نفخ ... ) .
وجملة: «ثقلت موازينه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «أولئك.. المفلحون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
103- (الواو) عاطفة (من خفّت.. أولئك الذين) مثل نظيرها.. (في جهنّم) متعلّق بالخبر الثاني (خالدون) «16» وجملة: «من خفّت موازينه» لا محلّ لها معطوفة على جملة من ثقلت.
وجملة: «خفّت موازينه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «خسروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
104- (وجوههم) مفعول به مقدّم منصوب (فيها) متعلّق ب (كالحون) الخبر.
وجملة: «تلفح.. النار» في محلّ نصب حال من الضمير في (خالدون) .
وجملة: «هم فيها كالحون» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
105- (الهمزة) للاستفهام التقريعي- أو الإنكاريّ- ونائب الفاعل لفعل (تتلى) ضمير يعود على (آياتي) ، (عليكم) متعلّق ب (تتلى) ، (الفاء) عاطفة (بها) متعلّق ب (تكذّبون) .
وجملة: «لم تكن آياتي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «تتلى ... » في محلّ نصب خبر تكن.
وجملة: «كنتم بها تكذّبون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «تكذّبون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(أنساب) ، جمع نسب، اسم بمعنى القرابة، وزنه فعل، وهو على لفظ المصدر.
(كالحون) ، جمع كالح، من تقلّصت شفتاه برفع العليا واسترخاء السفلى، وهو اسم فاعل من كلح الثلاثيّ، وزنه فاعل.
البلاغة
فن التنكيت:
في قوله تعالى «فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ» فقد قصد بنفي الأنساب- وهي موجودة- أمرا آخر، لنكتة فيه، فإن الأنساب ثابتة، لا يصح نفيها. وقد كان العرب يتفاخرون بها في الدنيا، ولكنه جنح إلى نفيها، إما لأنها تلغى في الآخرة، إذ يقع التقاطع بينهم، فيتفرقون معاقبين أو مثابين، أو أنه قصد بالنفي صفة للأنساب محذوفة، أي يعتد بها حيث تزول بالمرة، وتبطل لزوال التراحم والتعاطف، من فرط البهر والكلال واستيلاء الدهشة عليهم.
__________
(1) في الآية (84) من هذه السورة.
(2) أو حال من الضمير في (بيده) .
(3) في الآية (85) من هذه السورة.
(4) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
(5) قال الفرّاء: حيث جاءت بعد (إذا) بالتنوين اللام فقبلها لو مقدّرة إن لم تكن ظاهرة (المغني- إذن) .
(6) أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ، والجملة بعده نعت له في محلّ جرّ.
(7) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة. [.....]
(8) في الآية (93) من هذه السورة.
(9، 11) أو بمحذوف حال من فاعل أعوذ، أي خائفا أو هاربا.
(10) في الآية (96) من هذه السورة.
(12) في الآية (93) من هذه السورة.
(13) وفيه حذف مضاف أي: صالحا كائنا مقابل ما تركت.
(14) وجاء الرابط العائد جمعا للدلالة على أمثال من يقولون هذه الكلمة.. ويجوز أن تكون الجملة معطوفة على التعليليّة لا محلّ لها.
(15) أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره المفلحون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.
(16) يجوز أن يكون خالدون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة بدل من جملة الصلة لا محلّ لها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #413  
قديم 22-06-2022, 08:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المؤمنون
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 413)

من صــ 213الى صـ 226



[سورة المؤمنون (23) : الآيات 106 الى 107]
قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (106) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ (107)

الإعراب:
(ربّنا) منادى مضاف منصوب، و (نا) مضاف إليه (علينا) متعلّق ب (غلبت) ، (الواو) عاطفة.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «غلبت علينا شقوتنا» في محلّ نصب مقول القول «1» .
وجملة: «كنّا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة غلبت.
107- (ربّنا) مثل الأول (منها) متعلّق ب (أخرجنا) ، (الفاء) الأولى عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط.
وجملة: «ربّنا (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول للتوكيد.
وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إن عدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّا ظالمون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(شقوتنا) ، مصدر لبيان الهيئة والنوع من الثلاثيّ شقي، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 108 الى 111]
قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (111)

الإعراب:
(فيها) متعلّق ب (اخسؤوا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، و (النون) في (تكلّمون) هي نون الوقاية، وحذفت (ياء) المتكلّم، المفعول به، لفاصلة الآية.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اخسؤوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تكلّمون ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
109- الضمير في (إنّه) هو ضمير الشأن اسم إنّ (من عبادي) متعلّق بنعت ل (فريق) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لنا) متعلّق ب (اغفر) ، (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة-.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان فريق ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «ربّنا آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آمنّا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اغفر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تقبل إيماننا فاغفر لنا «2» .
وجملة: «ارحمنا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اغفر.
وجملة: «أنت خير ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «3» .
110- (الفاء) عاطفة، و (الواو) في (اتخذتموهم) زائدة إشباع حركة الميم..
و (هم) مفعول به أوّل (سخريّا) مفعول به ثان منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (ذكري) مفعول به ثان منصوب عامله أنسوكم، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن أنسوكم ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (اتّخذتموهم) .
(الواو) عاطفة (منهم) متعلّق ب (تضحكون) .
وجملة: «اتّخذتموهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يقولون.
وجملة: «أنسوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنسوكم.
وجملة: «تضحكون» في محلّ نصب خبر كنتم.
111- (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (جزيتهم) ، (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما صبروا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزيتهم) ، و (الباء) سببيّة.
(هم) ضمير مستعار لمحلّ النصب توكيد للضمير اسم أنّ «4» وجملة: «إنّي جزيتهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «جزيتهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: «صبروا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (أنّهم هم الفائزون) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله جزيتهم «5» .
الصرف:
(سخريّا) ، مصدر سخر بمعنى استهزأ، وأصله السخر وزيدت الياء المشدّدة للمبالغة.. وفي المصباح: سخرت منه سخرا من باب تعب هزئت به والسخريّ بالكسر لغة فيه، وزنه فعليّ بكسر فسكون وياء مشدّدة.
الفوائد
- قالَ اخْسَؤُا فِيها:
يبدو أن الخاء والسين حرفان يدلان على الذلة والمهانة والمسكنة، فإذا كان فاء الفاعل وعينه خاء وسينا دلّا على ذلك، نحو: خسئ، وخسر، وخسف إلخ.
والمتتبع لخصائص هذه اللغة وأسرار حروفها يرى من الفوائد عجبا، ومن اللطائف ما لا يكاد يحصى، وفي مطولات السيوطي والثعالي وابن جني وغيرهم ما ينقع الغلة ويثلج الصدر.

[سورة المؤمنون (23) : آية 112]
قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)

الإعراب:
فاعل (قال) ضمير مستتر يعود على الله تعالى (كم) اسم استفهام قصد به التوبيخ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (لبثتم) ، (في الأرض) متعلّق بحال من فاعل لبثتم (عدد) تمييزكم منصوب (سنين) مضاف إليه مجرور.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لبثتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
الفوائد
- عَدَدَ سِنِينَ:
تمييز ل «كم» الاستفهامية.
وسنين: ملحقة بجمع المذكر السالم، ولذلك جرّت بالياء نيابة عن الكسرة.
وقد مرّ معنا سرد للأسماء الملحقة بهذا الجمع، فراجعها في مظانها.

[سورة المؤمنون (23) : آية 113]
قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (113)

الإعراب:
(يوما) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثنا) ، (أو) حرف عطف للشك (بعض) معطوف على (يوما) منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لبثنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اسأل ... » في محلّ جزم جواب الشرط المقدّر أي إن شئت فاسأل..
الصرف:
(العادّين) ، جمع العادّ، اسم فاعل من عدّ الثلاثيّ وزنه فاعل وعينه ولامه من حرف واحد.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 114 الى 115]
قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (115)

الإعراب:
(إن) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) ظرف زمان منصوب لأنه صفته، أي: لبثتم عددا قليلا من السنين «6» ، (لو) حرف شرط غير جازم- امتناع لامتناع-، ومفعول (تعلمون) محذوف أي مقدار لبثكم.
والمصدر المؤوّل (أنّكم كنتم ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن لبثتم إلّا قليلا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لو (ثبت) أنّكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول..
وجواب لو محذوف أي لعلمتم قلّة لبثكم.. أو لما أجبتم بهذه المدّة.. أو لكان قليلا.. إلخ.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
115- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (أنّما) كافّة ومكفوفة (عبثا)مصدر في موضع الحال «7» أي عابثين (إلينا) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
وجملة: «حسبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلتم فحسبتم.. أو أتجاهلتم فحسبتم..
والمصدر المؤوّل (أنّما خلقناكم ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب «8» .
والمصدر المؤوّل (أنّكم إلينا لا ترجعون) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لا ترجعون» في محلّ رفع خبر أنّ.
الصرف:
(عبثا) ، مصدر سماعيّ لفعل عبث الثلاثيّ وزنه فعل بفتحتين.

[سورة المؤمنون (23) : آية 116]
فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (الملك) نعت للفظ الجلالة مرفوع، وكذلك (الحقّ) ، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا، وهو (موجود) المقدّر، (ربّ) بدل من الضمير (هو- أو عطف بيان-) مرفوع (الكريم) نعت للعرش مجرور مثله.
جملة: «تعالى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة «9» .
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ارحم ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «أنت خير الراحمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «10» .
انتهت سورة «المؤمنون» ويليها سورة «النور»
سورة النّور
آياتها 64 آية

[سورة النور (24) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)

الإعراب:
(سورة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه «11» ، (فيها) متعلّق ب (أنزلنا) ، وعلامة النصب في (آيات) الكسرة (تذكّرون) مضارع حذف منه إحدى التاءين.
جملة: « (هذه) سورة» لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أنزلناها ... » في محلّ رفع نعت لسورة.
وجملة: «فرضناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزلناها.
وجملة: «أنزلنا فيها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزلناها.
وجملة: «لعلّكم تذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
[سورة النور (24) : الآيات 2 الى 3]
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)

الإعراب:
(الزانية) مبتدأ مرفوع بحذف مضاف أي حكم الزانية، والخبر تقديره في ما يتلى عليكم «12» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (منهما) متعلّق بنعت ل (كلّ) ، (مائة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (بهما) متعلّق بحال من (رأفة) فاعل (تأخذكم) «13» ، (في دين) متعلّق بفعل تأخذكم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (بالله) متعلّق ب (تؤمنون) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (من المؤمنين) متعلّق بنعت ل (طائفة) .
جملة: « (في ما يتلى عليكم، حكم) الزانية» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «اجلدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تؤمنون بالله وعاقبتموهما فاجلدوا.. «14» .
وجملة: «لا تأخذكم بهما رأفة ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اجلدوا.
وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها تفسير لجملة الشرط المقدّرة «15» .
وجملة: «تؤمنون بالله ... » في محلّ نصب خبر كنتم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم تؤمنون بالله فعاقبوا الزانية والزاني.
وجملة: «يشهد.. طائفة» في محلّ جزم معطوفة على جملة اجلدوا.
3- (إلّا) للحصر في الموضعين، (زان) فاعل (ينكحها) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص، (ذلك) نائب الفاعل في محلّ رفع (على المؤمنين) متعلّق ب (حرّم) .
وجملة: «الزاني لا ينكح ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
وجملة: «لا ينكح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزاني) .
وجملة: «الزانية لا ينكحها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا ينكحها إلّا زان ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزانية) .
وجملة: «حرّم ذلك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(الزانية- الزاني) ، اسم فاعل من زنى الثلاثيّ للمؤنث والمذكّر، وزنه فاعلة- فاعل.
(جلدة) ، مصدر مرّة من جلد الثلاثيّ بمعنى ضرب بالسوط، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(رأفة) ، مصدر رأف الثلاثيّ باب فتح، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(زان) ، فيه إعلال بالحذف أصله الزاني- بالياء في آخره- فلمّا أصبح نكرة التقى ساكنان هما الياء وسكون التنوين فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه فاع.
البلاغة
النهي والشرط للتهييج:
في قوله تعالى «وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» .
والمعنى: أن الواجب على المؤمنين أن يتصلبوا في دين الله، ويستعملوا الجدّ والمتانة فيه، ولا يأخذهم اللين والهوادة في استيفاء حدوده،
وكفى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة في ذلك، حيث قال: «لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يديها»
، كما يقال: إن كنت رجلا فافعل كذا، ولا شك في رجوليته، وكذا المخاطبون هنا، مقطوع بإيمانهم، لكن قصد تهييجهم وتحريك حميتهم، ليجدوا في طاعة الله تعالى، ويجتهدوا في إجراء أحكامه على وجهها.
الفوائد
«وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» عن ابن عباس في تفسير هذه الآية أن الطائفة هي أربعة إلى أربعين رجلا من المصدقين بالله وعن الحسن عشرة وعن قتادة ثلاثة فصاعدا وعن عكرمة رجلان فصاعدا، ولعل قول ابن عباس أصح الأقوال لأن الأربعة هي الجماعة التي يثبت بها الحد فأربعة شهداء يقابلهم أربعة مشاهدين للعذاب.
__________
(1) يجوز أن تكون جوابا للنداء لا محلّ لها وجملة النداء وجوابه مقول القول في محلّ نصب.
(2) أو إن تحاسبنا فاغفر لنا.
(3) أو في محلّ نصب حال من فاعل ارحمنا.
(4) يجوز أن يكون مبتدأ خبره الفائزون، والجملة الاسميّة خبر أنّ.
(5) يجوز أن يكون المفعول الثاني محذوفا تقديره (النعيم) ، فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بلام التعليل متعلّق ب (جزيتهم) .
(6) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي إلّا لبثا قليلا. [.....]
(7) يجوز أن يكون مفعولا لأجله أي لأجل العبث.
(8) (ما) لم تخرج (أنّ) عن مصدريّته فبقي الكلام مصدرا مؤوّلا.
(9) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.
(10) أو في محلّ نصب حال من فاعل ارحم.. انظر الآية (109) من هذه السورة.
(11) أو مبتدأ خبره محذوف متقدّم أي: في ما يتلى عليكم سورة.
(12) يجوز أن يكون الخبر جملة اجلدوا بزيادة الفاء لأنّ (ال) في المبتدأ اسم موصول حيث شابه الشرط.
(13) أو متعلّق ب (تأخذكم) ، و (الباء) سببيّة، ولا يصحّ تعليقه برأفة لأنّ عامل المصدر لا يتقدّم عليه.
(14) أو هي خبر للمبتدأ الزانية.
(15) أو هي اعتراضيّة بين المتعاطفين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #414  
قديم 22-06-2022, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 414)
من صــ 226الى صـ 238





[سورة النور (24) : الآيات 4 الى 10]
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (4) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (7) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (8)
وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الذين) موصول مبتدأ خبره جملة اجلدوهم، وعلامة نصب (المحصنات) الكسرة (ثم) حرف عطف (بأربعة) متعلّق ب (يأتوا) ، (شهداء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف لأنه ملحق بالمؤنث المنتهي بألف التأنيث الممدودة على وزن فعلاء (الفاء) زائدة (ثمانين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (جلدة) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (لهم) متعلّق ب (تقبلوا) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تقبلوا) ، (هم) ضمير فصل «1» .
جملة: «الذين يرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لم يأتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «اجلدوهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) ، وزيدت الفاء لمشابهة الموصول للشرط.
وكان من حقّ الهمزة في (إنّ) أن تكون مفتوحة ولكنّ اللام الواردة في الخبر جعلتها مكسورة فعلّق المصدر عن العمل المباشر.
7- (الخامسة) مبتدأ مرفوع (عليه) متعلّق بخبر أنّ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (من الكاذبين) متعلّق بخبر كان.. واسم كان ضمير مستتر يعود على أحدهم.
والمصدر المؤوّل (أنّ لعنة الله عليه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الخامسة) .
وجملة: «الخامسة أنّ لعنة الله..» في محلّ رفع معطوفة على جملة شهادة أحدهم.
وجملة: «كان من الكاذبين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كان من الكاذبين فاللعنة عليه.
8- (الواو) عاطفة (عنها) متعلّق ب (يدرأ) ، (أربع) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (بالله) متعلّق ب (تشهد) ، (إنّه لمن الكاذبين) مثل إنّه لمن الصادقين.
والمصدر المؤوّل (أن تشهد أربع ... ) في محلّ رفع فاعل يدرأ.
وجملة: «يدرأ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فشهادة ... «2» .
وجملة: «تشهد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «إنّه لمن الكاذبين» في محلّ نصب معمولة للمصدر شهادات ...
9- (الواو) عاطفة (الخامسة) معطوف على أربع منصوب «3» (عليها) متعلّق بخبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ غضب الله عليها) في محلّ نصب بدل من الخامسة «6» .
(إن كان من الصادقين) مثل إن كان من الكاذبين وجملة: «إن كان من الصادقين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فالغضب عليها.
10- (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم- حرف امتناع لوجود- (فضل) مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره موجود (عليكم) متعلّق ب (فضل) (حكيم) خبر أنّ ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله توّاب ... ) في محلّ رفع معطوف على المصدر الصريح فضل.
وجملة: «لولا فضل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الذين يرمون وجواب الشرط محذوف تقديره لهلكتم، أو لبيّن الحقّ.. إلخ بحسب التفسير المعتمد.

الصرف:

(4) يرمون: فيه إعلال بالحذف، أصله يرميون استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الميم قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين: سكون لام الكلمة وسكون ضمير الجمع، فأصبح يرمون وزنه يفعون.
(7) (الخامسة) اسم للعدد على وزن فاعل لأنه يدلّ على الترتيب، وقد جاء مؤنّثا لأنه نعت لمؤنّث وهو الشهادة.
البلاغة
الاستعارة:
في قوله تعالى «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا» إلخ
استعار الرمي للشتم بفاحشة الزنا، لكونه جناية بالقول، ويسمى الشتم بهذه الفاحشة قذفا.
الالتفات:
في قوله تعالى «وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» التفات الرامين والمرميات، بطريق التغليب، لتوفيه مقام الامتنان حقه، وجواب «لولا» محذوف لتهويله، حتى كأنه لا توجد عبارة تحيط ببيانه، وهذا شائع في كلامهم.
الفوائد
1- من الحدود في الإسلام:
إن حدّ الزاني أو الزانية، سواء كانا محصنين أم غير محصنين، معروف في الإسلام، والغاية منه الحفاظ على الأسرة من جهة، وسلامة الأنساب من جهة ثانية.
ولكن الجدير بالذكر والتنويه به، هو حدّ الذين يرمون المحصنات، ويتهمون الشريفات بالفاحشة، دون أن يكون لديهم بينة كافية، وهي شهادة مضاعفة عن شهادات الحقوق الأخرى، فسائر الحقوق تكفي فيها البينة بشاهدين، ولكن من يقذف النساء الشريفات ويتهمهن بالفاحشة، فإنهم يأتون بأمر كبير في الشرع، وبغي عظيم على حقوق الآخرين، فقد يترتب على هذه التهمة هدم الاسرة وتشريد الأطفال، وشقاء للزوجين. وقد يؤدي هذا الافتراء للاجرام. ولذلك لا تقوم البينة عليه إلا بأربعة شهداء. وقد ندّد الله بمرتكب هذا الإثم، وهدد بالجزاء المادي، وهو أن يجلد ثمانين جلدة على ملإ من الناس، وبالجزاء المعنوي الذي ينتزع منهم العدالة، فلا تقبل لهم شهادة، ثم وصمهم سبحانه بالفسق والخروج على مبادئ الدين.
وما أكثر ما نرى في أوساط مجتمعنا من يستسهل قذف المحصنات الشريفات، ويتخذ من ذلك وسيلة يتذرع بها للانتقام من الزوج أو الزوجة، أو من الأسرة جمعاء.
ومن المؤسف، أن أمثال هؤلاء يفلتون من ربقة القانون، ولا يطالهم أي عقاب.
2- أقسام الأزواج:
أ- الزاني لا يرغب إلا في زانية.
ب- الزانية لا ترغب إلا في زان.
ج- العفيف لا يرغب إلا في عفيفة.
د- العفيفة لا ترغب إلا في عفيف.
وقد ذكر سبحانه وتعالى القسمين الأولين، وسكت عن القسمين الآخرين، لأنهما يستنتجان من سياق الكلام، فلا حاجة لذكرهما. والقرآن يميل دائما وأبدا إلى الإيجاز لأنه ضرب من الإعجاز.
3- الملاعنة.
هذه الآية اشتملت على حكم خاص في قضية ليس فيها شاهد قط، فقد يرى الزوج وهو أحد الطرفين على زوجته ما يدنس عرضه، فيتهمها بالزنى، وليس لديه شاهد على ذلك، فيشهد الله على أنه صادق أربع مرات، وأما الخامسة فيقبل اللعنة على نفسه إن كان في دعواه كاذبا.
ونتيجة ذلك تستحق إقامة الحد عليها، ما لم تشهد الله أربع مرات أن زوجها كاذب، ثم تدعو الله أن يغضب عليها إن كان زوجها صادقا في زعمه.. وهذه الصيغة التي أطلق عليها الفقهاء «الملاعنة» طريقة استثنائية ونموذجية لواقعة تقع ولا برهان عليها سوى الضمير والذمة.
4- قد يحذف جواب «لولا» للتعظيم، كما هو في الآية «وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ» .
[سورة النور (24) : الآيات 11 الى 13]
إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (13)

الإعراب:
(بالإفك) متعلّق ب (جاؤوا) ، (عصبة) خبر إنّ مرفوع (منكم) متعلّق بنعت ل (عصبة) ، (لا) ناهية جازمة (شرا) مفعول به ثان (لكم) متعلّق بنعت ل (شرّا) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (لكم) الثاني متعلّق بنعت ل (خير) ، (لكلّ) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (منهم) متعلّق بنعت ل (امرئ) (ما) حرف مصدريّ (من الإثم) متعلّق ب (اكتسب) .. والمصدر المؤوّل (ما اكتسب ... )
في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
(الواو) عاطفة (الذي) اسم موصول مبتدأ خبره جملة له عذاب.. (منهم) متعلّق بحال من فاعل تولّى (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ..
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تحسبوه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو خير لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لما سبق.
وجملة: «لكلّ امرئ.. ما اكتسب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «اكتسب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «5» .
وجملة: «الذي تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لكلّ امرئ..
وجملة: «تولّى كبره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «له عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) .
12- (لولا) حرف توبيخ وتحضيض (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ متعلّق ب (ظنّ) ، و (الواو) في (سمعتموه) زائدة إشباع حركة الميم (بأنفسهم) متعلّق بمفعول به ثان (الواو) عاطفة (مبين) نعت لإفك مرفوع مثله.
وجملة: «سمعتموه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ظنّ المؤمنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظنّ.
وجملة: «هذا إفك ... » في محلّ نصب مقول القول.
13- (لولا) حرف توبيخ وتنديم (عليه) متعلّق ب (جاؤوا) بتضمينه معنى أشهدوا (بأربعة) متعلّق ب (جاؤوا) ، (شهداء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) عاطفة (إذ) ظرف للزمن الماضي متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمحذوف تقديره كذبوا، يفسّره مضمون الآية في قوله: أولئك هم الكاذبون (بالشهداء) متعلّق ب (يأتوا) ، (الفاء) زائدة لربط الجواب بالشرط «6» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (الكاذبون) ، (هم) ضمير فصل «7» .
وجملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: «لم يأتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أولئك.. الكاذبون» لا محلّ لها في حكم جواب الشرط غير الجازم
الصرف:
(الإفك) ، اسم بمعنى الكذب أو هو أسوؤه، وزنه فعل بكسر فسكون.
(امرئ) ، اسم بمعنى الإنسان، وتحرّك الراء بحركة آخره، تقول جاء امرؤ، رأيت امرأ، مررت بامرئ، مؤنثه امرأة، و (الهمزة) همزة وصل ولا يدخله (أل) التعريف إلّا نادرا على امرأة.
(كبره) ، اسم بمعنى معظم الأمر من كبر الثلاثيّ باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة
1- التعبير بالأنفس عن الآخرين:
في قوله تعالى «ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً» فهذا التعبير ينطوي على أبعد النكت مرمى، وأكثرها حفولا بالمعاني السامية، والسر في هذا التعبير تعطيف المؤمن على أخيه، وتوبيخه على أن يذكره بسوء، وتصوير ذلك بصورة من أخذ يقذف نفسه ويرميها بما ليس فيها من الفاحشة، ولا شيء أشنع من ذلك.
2- الالتفات:
في قوله تعالى «ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ» سياق الكلام أن يقول «لولا إذ سمعتموه ظننتم بأنفسكم خيرا وقلتم» حيث عدل عن الخطاب إلى الغيبة، وعن الضمير إلى الظاهر، ليبالغ في التوبيخ بطريقة الالتفات، وليصرح بلفظ الايمان، دلالة على أن الاشتراك فيه يقتضي أن لا يصدّق مؤمن على أخيه، ولا مؤمنة على أختها، قول غائب ولا طاعن.
الفوائد
1- حديث الإفك.
جاء في صحيحي البخاري ومسلم، أن عائشة قالت: كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة، بعد ما أنزل الحجاب، ففرغ منها ورجع، ودنا من المدينة، وأذن بالرحيل ليلة، فمشيت وقضيت شأني، وأقبلت إلى الرحل، فإذا عقدي انقطع، فرجعت ألتمسه، وحملوا هودجي، يحسبونني فيه، وكانت النساء خفافا يأكلن العلقة من الطعام، ووجدت عقدي، وجئت بعد ما ساروا، فجلست في المنزل الذي كنت فيه، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي: فغلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان قد عرس من وراء الجيش، فأدلج للاستراحة، فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي. والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا، موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك فيّ، وكان الذي تولّى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول.
واشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا، والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك، ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله، فيسلم ثم يقول: كيف تيكم؟
فذاك يريبني، ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت، وخرجت معي أم مسطح قبل المناصح، ثم عدنا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح.
قلت: بئس ما قلت! أتسبين رجلا شهد بدرا؟ قالت: أي هنتاه، أو لم تسمعي ما قال؟
قلت: وماذا قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا إلى مرضي، فلما رجعت إلى بيتي استأذنت أن آتي أبوي، أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي.
قالت أمي: هوني عليك، لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرن عليها. قلت: سبحان الله! وقد تحدث الناس بهذا؟ فبكيت تلك الليلة، حتى أصبحت، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم. ودعا رسول الله علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله بالذي يعلم عن براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود، وقال لرسول الله: هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا.
وأما علي بن أبي طالب، فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، فدعا رسول الله بريرة يسألها: هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟ قالت: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرا قد أغمصه عليها أكثر من أنّها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله.
وبكيت يومي ذلك، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم. ثم بكيت ليلتي المقبلة، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي. فبينما نحن على ذلك، دخل رسول الله، فسلم ثم جلس وتشهّد، ثم قال: أما بعد، يا عائشة، فإني قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألمحت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه. فلما قضى رسول الله مقالته قلص دمعي، حتى ما أحس من قطرة، فقلت لأبي: أجب عني رسول الله، فقال: والله ما أدري ماذا أقول لرسول الله، فقلت لأمي: أجيبي عني، فقالت:
كذلك والله ما أدري ماذا أقول لرسول الله. قلت- وأنا جارية حديثة السن، لا أقرأ كثيرا من القرآن-: إني والله، قد عرفت أنكم سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم، وصدقتم به، فإن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني، وإن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني بريئة، لتصدقوني. وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، فو الله ما رام رسول الله مجلسه، ولا خرج من أهل البيت أحد، حتى أنزل الله عز وجل على نبيه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي، حتى أنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي. فلما سري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو يضحك، كان أول كلمة تكلم بها أن قال: أبشري يا عائشة، أما الله فقد برّأك. قالت لي أمي: قومي إليه. قلت والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله الذي أنزل براءتي.. وكان أبو بكر ينفق على مسطح، فمنع ذلك، فنزل القرآن يحض على الإنفاق، فعاد أبو بكر لما كان عليه.
2- سماحة الإسلام وعفوه:
أقسم أبو بكر بأنه لن ينفق على مسطح بعد اليوم، إذ قد مشى بحديث الإفك، وأشاع الفاحشة عن حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولم يرع فضل أبي بكر عليه، ولم يحفظ لسانه عن الغي والبهتان كما يأمر الإسلام، فما هو موقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وموقف أبي بكر من هذا المستضعف الذي ليس له من يحميه لو أراد الرسول أن يبطش به، جزاء ما اقترف لسانه من زور وبهتان..
لك أن تتصور، أيها القارئ، ما تشاء من الجزاء ومن العقاب. قد لا يخطر ببالك أن رسول الله قد عفا عنه، وأن الله قد أوصى من سمائه بالصفح والعفو، وأن أبا بكر قد رجع عن قسمه، وأنه عاد ينفق عليه كالعادة وأحسن.
تلك سماحة الإسلام، وذلك عفو الدين. وما أجمل العفو عند المقدرة، ومقابلة السيئة بالحسنة! 3- إقامة الحد:
الذين تكلموا في عرض عائشة حرم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقذفوها بالزور والبهتان أربعة، وهم: عبد الله بن أبي، وحسان بن ثابت، ومسطح، وحمنة بنت جحش. وقد أنفذ فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الله، وهو جلد القاذفين.
4- حسان بن ثابت يبرئ عائشة بشعره فيقول:
حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثي من لحوم الغوافل

حليلة خير الناس دينا ومنصبا ... نبي الهدى والمكرمات الفواضل

عقيلة حي من لؤي بن غالب ... كرام المساعي مجدها غير زائل

مهذبة قد طيب الله جنيها ... وطهرها من كل شين وباطل

فإن كان ما بلغت عني قلته ... فلا رفعت سوطي إلي أناملي

وكيف وودي ما حييت ونصرتي ... بآل رسول الله زين المحافل

له رتب عال على الله فضلها ... تقاصر عنها سورة المتطاول
5- من أسرار تطور اللغة:
كلمة «سبحانك» : الأصل فيها أن تذكر لدى رؤية العجيب من صنائعه تعالى، ثم تطورت مع كثرة الاستعمال، حتى أصبحت تستعمل لدى أي شيء يتعجب منه.
فتأمل تطوّر اللغة وفقهها.
__________
(1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفاسقون، والجملة الاسميّة خبر أولئك.
(2) أو استئنافيّة فلا محلّ لها.
(3) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره تشهد، فالواو لعطف الجمل.
(4) يجوز أن يكون مجرورا بحرف جرّ محذوف أي: بأنّ غضب الله.. متعلّق بالفعل المقدّر تشهد.
(5) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول مبتدأ مؤخّر بحذف مضاف أي جزاء ما اكتسب..
والعائد محذوف أي: اكتسبه، والجارّ والمجرور بعده متعلّق بحال من العائد المحذوف.
(6) وشبيه بهذا قوله تعالى: (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ..) «الأحقاف- الآية 11» .
(7) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الكاذبون، والجملة خبر المبتدأ أولئك.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #415  
قديم 22-06-2022, 08:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 415)
من صــ 238الى صـ 248





[سورة النور (24) : الآيات 14 الى 15]
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)

الإعراب:
(لولا فضل.. رحمته) مرّ إعرابها «1» ، (في الدنيا) متعلّق ب (برحمة) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (اللام) واقعة في جواب لولا (في ما) متعلّق ب (مسّكم) ، و (في) سببيّة، و (ما) موصول، (فيه) متعلّق بفعل أفضتم (عذاب) فاعل مسّكم.
جملة: «فضل الله.. (موجود) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «مسّكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أفضتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» .
15- (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بمقدّر أي: أذنبتم أو أثمتم إذ تلقّونه «3» . (تلقّونه) مضارع محذوف منه إحدى التاءين (بألسنتكم) متعلّق ب (تلقّونه) ، (بأفواهكم) متعلّق بمحذوف حال من ما- نعت تقدّم على المنعوت «4» ، (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب «5» ، (لكم) متعلّق بخبر ليس (به) متعلّق بحال من (علم) وهو اسم ليس مؤخّر مرفوع (هيّنا) مفعول به ثان منصوب (الواو) واو الحال (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (عظيم) .
وجملة: «تلقّونه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تقولون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تلقّونه.
وجملة: «ليس لكم به علم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تحسبونه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تلقّونه وجملة: «هو.. عظيم» في محلّ نصب حال من مفعول تحسبونه.
البلاغة
المبالغة:
في قوله تعالى «وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ» والقول لا يكون إلا بالفم، فما معنى ذكر الأفواه؟ المراد المبالغة، أو يحتمل أن يكون أن هذا القول لم يكن عبارة عن علم قام بالقلب، ودائما هو مجرد قول اللسان، كقوله تعالى «يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ» .
[سورة النور (24) : آية 16]
وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (16)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لولا إذ.. قلتم) مرّ إعراب نظيرها «6» ، والظرف متعلّق ب (قلتم) ، (يكون) مضارع تامّ بمعنى ينبغي (لنا) متعلّق ب (يكون) ، (بهذا) متعلّق ب (نتكلّم) .
والمصدر المؤوّل (أن نتكلّم..) في محلّ رفع فاعل يكون.
(سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب، سيق للتعجّب «7» ..
وجملة: «سمعتموه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قلتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما يكون لنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نتكلّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: « (نسبّح) سبحانك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «هذا بهتان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. أو تعليل لما سبق.
البلاغة
التقديم والتأخير:
في قوله تعالى «وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ» قدم الظرف لفائدة هامة، وهي بيان أنه كان من الواجب أن يتفادوا أول ما سمعوا بالإفك عن التكلم به، فلما كان ذكر الوقت أهم، وجب التقديم.
سر التعجب:
في قوله تعالى «سُبْحانَكَ» . معناه التعجب من عظم الأمر، وأصله أن الإنسان إذ رأى عجيبا من صنائع الله تعالى سبحه، ثم كثر حتى استعمل عند كل متعجب منه.

[سورة النور (24) : الآيات 17 الى 18]
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)

الإعراب:
(لمثله) متعلّق ب (تعودوا) ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تعودوا) .
والمصدر المؤوّل (أن تعودوا..) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تعودوا «8» .
جملة: «يعظكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن كنتم مؤمنين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين..
وجواب الشرط محذوف يفسّره ما قبله أي فلا تعودوا لمثله..
18- (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (يبيّن) ، (الواو) استئنافيّة (حكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «يبيّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعظكم وجملة: «الله عليم....» لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة النور (24) : الآيات 19 الى 20]
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (20)

الإعراب:
(في الذين) متعلّق ب (تشيع) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ، (في الدنيا) متعلّق ب (عذاب) ، (الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة (لا) نافية..
والمصدر المؤوّل (أن تشيع ... ) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحبّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تشيع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «أنتم لا تعلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم.
وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
20- (الواو) عاطفة (لولا فضل.. رحيم) مرّ إعراب نظيرها «9» مفردات وجملا.
[سورة النور (24) : آية 21]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان- (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبتدأ في محلّ رفع (الفاء) رابطة- أو تعليليّة- (بالفحشاء) متعلّق ب (يأمر) ، (الواو) عاطفة (لولا فضل.. رحمته) مرّ إعرابها «10» ، (ما) نافية (منكم) متعلّق بحال من (أحد) وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل زكى (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (زكى) ، (الواو) عاطفة (من) موصول مفعول به (الواو) استئنافيّة (عليم) خبر ثان مرفوع..جملة: «النداء وجوابها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تتّبعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «من يتّبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «11» .
وجملة: «يتّبع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .. وجواب الشرط محذوف تقدير فقد غوى.
وجملة: «إنّه يأمر ... » لا محلّ لها تعليل للنهي.. أو للشرط.
وجملة: «يأمر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لولا فضل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «12» .
وجملة: «ما زكى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لكنّ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لولا فضل الله.
وجملة: «يزكّي من يشاء» في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «الله سميع ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(زكى) ، رسم في المصحف بالياء غير المنقوطة وكان حقّه أن يرسم بالألف الطويلة زكا، لأنّ المضارع يزكو، وفيه إعلال، تحرّك حرف العلّة لام الفعل بعد فتح قلب ألفا.

[سورة النور (24) : آية 22]
وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (يأتل) حذف حرف العلّة (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو، ملحق بجمع المذكّر (منكم) متعلّق بحال من الفاعل (أولي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (المساكين) معطوف على أولي بالواو منصوب، وكذلك (المهاجرين) ، (في سبيل) متعلّق ب (المهاجرين) .
والمصدر المؤوّل (أن يؤتوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن يؤتوا «13» .
(الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر في الموضعين (ألا) أداة عرض وتحضيض (لكم) متعلّق ب (يغفر) .
والمصدر المؤوّل (أن يغفر الله ... ) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «لا يأتل أولو ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول وجملة: «يعفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يصفحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو يعفوا وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يغفر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «الله غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(يأتل) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وزنه يفتع.
(أولو) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه، وله واحد من معناه هو ذو، يلحق في الإعراب بجمع المذكّر السالم فيرفع بالواو وينصب ويجرّ بالياء. انظر الآية (197) من سورة البقرة.

[سورة النور (24) : الآيات 23 الى 25]
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)

الإعراب:
(الغافلات، المؤمنات) نعتان للمحصنات منصوبان مثله وعلامة النصب الكسرة، و (الواو) في (لعنوا) نائب الفاعل (في الدنيا) متعلّق ب (لعنوا) ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لعنوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لعنوا.
24- (يوم) ظرف منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر «14» ، (عليهم) متعلّق ب (تشهد) (ما) حرف مصدريّ «15» .
والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تشهد) .
وجملة: «تشهد.. ألسنتهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
25- (يومئذ) متعلّق ب (يوفّيهم) «16» ، والتنوين عوض من جملة محذوفة والتقدير:
يوم إذ تشهد عليهم (هو) ضمير فصل «17» ، (الحقّ) خبر أنّ مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله.. الحقّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلمون.
وجملة: «يوفّيهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفّيهم.
الصرف:
(الغافلات) ، جمع الغافلة مؤنث الغافل، اسم فاعل من غفل الثلاثيّ وزنه فاعل.
البلاغة
العموم:
في قوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ» .
أراد بالمحصنات العموم، وإن كان الحديث مسوقا عن عائشة. والمقصود بذكرهن على العموم وعيد من وقع في عائشة على أبلغ الوجوه، لأنه إذا كان هذا وعيد قاذف آحاد المؤمنات، فما الظن بوعيد من وقع في قذف سيدتهن! على أن تعميم الوعد أبلغ وأقطع من تخصيصه، ولهذا عممت زليخا حين قالت «ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ» فعمّمت وأرادت يوسف، تهويلا عليه وإرجافا.
[سورة النور (24) : آية 26]
الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)

الإعراب:
(للخبيثين، للخبيثات، للطيّبين، للطيّبات) كلّ متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ المتقدّم عليه (أولئك) مبتدأ، خبره (مبرّؤون) ، والإشارة إلى الطيّبين من الرجال والطيّبات من النساء (ما) حرف مصدريّ «18» .
والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ بمن متعلّق بالخبر (مبرّؤون) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مغفرة.
جملة: «الخبيثات للخبيثين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الخبيثون للخبيثات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «الطيّبات للطيّبين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «الطيّبون للطيّبات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أولئك مبرّؤون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «لهم مغفرة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «19» .
الصرف:
(الخبيثات، الخبيثون) ، جمع خبيثة، وجمع خبيث، صفة مشبّهة من الثلاثيّ خبث باب كرم، وزنه فعيل. انظر الآية (267) من سورة البقرة.
(مبرّؤون) ، جمع مبرّأ، اسم مفعول من برّأ الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.

__________
(1) في الآية (10) من هذه السورة.
(2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ، وتبقى (في) لمعنى السببيّة.
(3) علّقه أبو البقاء في فعل مسّكم أو أفضتم، وتبعه في ذلك المحلّي.
(4) أي: كلاما مختصّا بالأفواه عن غير فهم أو علم.
(5) أو نكرة بمعنى شيء في محلّ نصب مفعول به، والجملة بعده نعت له.
(6) في الآية (12) من هذه السورة. [.....]
(7) أورد ذلك الزمخشريّ، قال في الكشاف: «فإن قلت ما معنى التعجّب في كلمة التسبيح، قلت:
الأصل في ذلك أن يسبّح الله عند رؤية العجيب من صنائعه، ثمّ كثر حتّى استعمل في كلّ متعجب منه أي بدون ملاحظة معنى التنزيه ... » . أهـ.
(8) يجوز تضمين (يعظكم) معنى ينهاكم، فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يعظكم) ، أي يعظكم عن أن تعودوا ... أي ينهاكم عن أن تعودوا.
(9، 10) في الآية (10) من هذه السورة.
(11) أو استئنافيّة في حيّز النداء، أو اعتراضيّة بين النهي والتعليل.
(12) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف.
(13) هذا على أنّ معنى (يأتلي) يقصّر.. أمّا إذا كان المعنى يحلف فالتقدير: على ألا يؤتوا..
بتقدير (لا) نافية بعد أن الناصبة.
(14) ولا يجوز تعليقه بعذاب- على رأي البصريّين- لأنّه مصدر وصف قبل الإعمال.
(15) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(16) أو متعلّق ب (يعملون) .
(17) أو منفصل مبتدأ خبره الحقّ، والجملة الاسميّة خبر أنّ.
(18) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي يقولونه.
(19) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #416  
قديم 24-06-2022, 08:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 416)
من صــ 249الى صـ 272





[سورة النور (24) : الآيات 27 الى 28]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)

الإعراب:
(يأيّها ... بيوتا) مثل يأيّها.. خطوات «1» ، (غير) نعت ل (بيوتا) منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (تستأنسوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (على أهلها) متعلّق ب (تسلّموا) ..
والمصدر المؤوّل (أن تستأنسوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تدخلوا) .
(لكم) متعلّق ب (خير) ، (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين.
جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تدخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تستأنسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «تسلّموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تستأنسوا.
وجملة: «ذلكم خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «لعلّكم تذكّرون» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي أنزل عليكم هذا لعلّكم..
وجملة: «تذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
28- (الفاء) عاطفة (تجدوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «2» ، (فيها) متعلّق ب (تجدوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (حتّى) مثل الأول (لكم) نائب الفاعل للمبني للمجهول (يؤذن) ، (لكم) الثاني متعلّق ب (قيل) ، (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط الثاني (لكم) الثالث متعلّق ب (أزكى) ، والمصدر المؤوّل (أن يؤذن لكم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تدخلوها) .
وجملة: «لم تجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «لا تدخلوها ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يؤذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «قيل لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تجدوا.
وجملة: «ارجعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل ل (قيل) «3» .
وجملة: «ارجعوا (الثانية) » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «هو أزكى لكم» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «الله.. عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.. (بما) متعلّق ب (عليم) .
البلاغة
الكناية:
في قوله تعالى «حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا» .
«تستأنسوا» فيه وجهان: أحدهما: أنه من الاستئناس الظاهر الذي هو خلاف الاستيحاش، لأن الذي يطرق باب غيره لا يدري أيؤذن له أم لا؟ فهو كالمستوحش من خفاء الحال عليه، فإذا أذن له استأنس، فالمعنى حتى يؤذن لكم، كقوله «لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» . هذا من باب الكناية والإرداف، لأن هذا النوع من الاستئناس يردف الإذن، فوضع موضع الإذن والثاني: أن يكون الاستئناس الذي هو الاستعلام والاستكشاف، والمعنى حتى تستعلموا وتستكشفوا الحال هل يراد دخولكم أم لا.
الفوائد
- أسباب النزول:
جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله، إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد، لا والد ولا ولد، فيأتي الأب ويدخل علي، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي، وأنا على تلك الحال، فنزلت هذه الآية.
فقال أبو بكر: يا رسول الله، أفرأيت الخانات والمساكن في طريق الشام، ليس فيها ساكن، فأنزل الله: ليس عليكم جناح الآية..
والبيوت التي استثناها الله، فهي غير المسكونة نحو الفنادق، وحوانيت البياعين، والمنازل المبنية للنزول، وإيواء المتاع فيها، واتقاء الحر والبرد كبيوت التجار وحوانيتهم في الأسواق، التي يدخلها الناس للبيع أو الشراء.
[سورة النور (24) : آية 29]
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (29)

الإعراب:
(عليكم) متعلّق بمحذوف خبر ليس، و (جناح) اسم ليس مرفوع (فيها) متعلّق بخبر للمبتدأ (متاع) (لكم) متعلّق بمحذوف نعت لمتاع.
والمصدر المؤوّل (أن تدخلوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن تدخلوا.. متعلّق ب (جناح) .
(ما) حرف مصدريّ في الموضعين «5» ، (الواو) عاطفة.
والمصدر المؤوّل (ما تبدون ... ) في محلّ نصب مفعول به، والمصدر (ما تكتمون) في محلّ نصب معطوف عليه.
جملة: «ليس عليكم جناح ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدخلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «فيها متاع ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (بيوتا) «6» .
وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «تبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تكتمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
الصرف:
(مسكونة) ، مؤنّث مسكون، اسم مفعول من الثلاثيّ سكن، وزنه مفعولة.
[سورة النور (24) : الآيات 30 الى 31]
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)

الإعراب:
(للمؤمنين) متعلّق ب (قل) ، (يغضّوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، ومفعول قل مقدّر، أي: قل لهم غضّوا أبصاركم (من أبصارهم) متعلّق ب (غضّوا) «7» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أزكى) ، (ما) حرف مصدريّ «8» .. والمصدر المؤوّل (ما يصنعون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يغضّوا من أبصارهم» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تقل لهم غضّوا يغضوا..
وجملة: «يحفظوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضّوا.
وجملة: «ذلك أزكى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «إنّ الله.. خبير» لا محلّ لها تعليل آخر.
وجملة: «يصنعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
31- (الواو) عاطفة (للمؤمنات) متعلّق ب (قل) ، (يغضضن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم جواب الطلب و (النون) ضمير فاعل (من أبصارهنّ) متعلّق ب (يغضضن) ، و (هنّ) ضمير متّصل مضاف إليه (يحفظن) مثل يغضضن ومعطوف عليه بالواو، وكذلك الفعل المنفيّ (يبدين) معطوف على (يحفظن أو يغضضن) «9» ، (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء، أو بدل من زينتهنّ (منها] متعلّق ب (ظهر) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (يضربن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم باللام (بخمرهنّ) متعلّق ب (يضربن) بتضمينه معنى يلقين (على جيوبهنّ) متعلّق ب (يضربن) ، (الواو) عاطفة (لا يبدين زينتهنّ) مثل الأولى (إلّا) للاستثناء (لبعولتهنّ) بدل من المستثنى المقدّر بإعادة الجارّ أي: لا يبدين زينتهنّ لأحد من الناس إلّا لبعولتهنّ «10» (أو) حرف عطف في المواضع الأحد عشر، والأسماء بعدها معطوفة على بعولتهنّ مجرورة أو في محلّ جرّ (ما) اسم موصول والعائد محذوف أي ملكته (غير) نعت للتابعين مجرور (من الرجال) متعلّق بحال من التابعين- أو من أولي الإربة- (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للطفل (على عورات) متعلّق ب (يظهروا) ، (الواو) عاطفة (لا يضربن) مثل لا يبدين (بأرجلهنّ) متعلّق ب (يضربن) ، (اللام) لام التعليل (يعلم) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (من زينتهنّ) متعلّق بحال من العائد المحذوف «11» .
والمصدر المؤوّل (أن يعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يضربن) .
(الواو) استئنافيّة (إلى الله) متعلّق ب (توبوا) ، (جميعا) حال منصوبة من فاعل توبوا (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المؤمنون) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «قل (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى) .
وجملة: «يغضضن ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء، أي: إن تقل لهن اغضضن من أبصاركنّ يغضضن.
وجملة: «يحفظن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضضن.
وجملة: «لا يبدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضضن أو يحفظن.
وجملة: «ظهر منها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «يضربن ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر.
وجملة: «لا يبدين (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يبدين (الأولى) «12» .
وجملة: «ملكت أيمانهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «لم يظهروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يضربن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضربن..
وجملة: «يعلم ما يخفين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يخفين ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: «توبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «13» .
وجملة: «أيّها المؤمنون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(31) خمرهنّ: جمع خمار وهو غطاء الرأس للمرأة، اسم ذات وزنه فعال بكسر الفاء، والجمع فعل بضمتين.
(جيوبهنّ) ، جمع جيب اسم لطوق القميص، وأستعير هنا لمحلّه وهو العنق وزنه فعل بفتح فسكون والجمع فعول بضمّ الفاء، وقيل بكسرها أيضا.
(الإربة) ، اسم للحاجة من أرب إلى الشيء أي احتاج من باب فرح، وزنه فعلة بكسر فسكون.
(عورات) ، جمع عورة، اسم لما يجب أن يستر عند الرجال والنساء، وزنه فعلة بفتح فسكون، وكان القياس في الجمع أن تفتح الواو ولكنّها سكّنت استثقالا في تحريك حرف العلّة.
البلاغة
1- من الأسرار التي تدق على الأفهام، دخول من الجارة على غض الأبصار، دون الفروج، في قوله تعالى «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ» والسر في ذلك أن أمر النظر واسع، قال الزمخشري بهذا الصدد: «ألا ترى أن المحارم لا بأس بالنظر إلى شعورهن وصدورهن وثديهنّ وأعضائهن وسوقهن وأقدامهن، وكذلك الجواري المستعرضات للبيع. وأما أمر الفروج فمضيق» .
2- التقديم: في الآية الكريمة، حيث قدم غض الأبصار على حفظ الفروج، وذلك لأن النظر بريد الزنى ورائد الفجور، والبلوى فيه أشدّ وأكثر، ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه.
3- المبالغة:
في قوله تعالى «وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها» ذكر الزينة، دون مواقعها، للمبالغة في الأمر بالتستر، لأن هذه الزين واقعة على مواضع من الجسد، لا يحل النظر إليها إلا لمن استثني في الآية.
الفوائد
1- عفة المؤمن:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت «الحمو» قال: «الحمو الموت» . رواه البخاري ومسلم،
ثم قال: ومعنى كراهيته الدخول على النساء، على نحو ما
روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان» .
والحمو هو أبو الزوج، ومن أدلى به، كالأخ والعم وابن العم ونحوهم، وأبو المرأة ومن أدلى به. وقيل هو قريب الزوج فقط، وقيل قريب الزوجة فقط.
قال أبو عبيد: فإذا كان هذا في رواية أبي الزوج، وهو محرم، فكيف بالغريب ومعنى «الحمو الموت» أي الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر، لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه.
2- أيها المؤمنون:
مرّ معنا أن المعرف بأل يتوصّل إلى ندائه ب «أي» ، وتلحق بها الهاء علامة للمذكر، والتاء والهاء علامة للمؤنث. وحول ذلك شروح يرجع إليها في مواطنها.
[سورة النور (24) : الآيات 32 الى 33]
وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (منكم) متعلّق بحال من الأيامى (من عبادكم) متعلّق بحال من الصالحين (من فضله) متعلّق ب (يغنهم) ، (الواو) استئنافيّة (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «أنكحوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يغنهم الله ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «الله واسع ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
33- (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر، وعلامة الجزم في (يستعفف) السكون، وحرّك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين (حتّى) حرف غاية وجرّ (يغنيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (من فضله) متعلّق ب (يغنيهم) .
والمصدر المؤوّل (أن يغنيهم ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يستعفف) .
(الواو) عاطفة (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع «14» ، (ممّا) متعلّق بمحذوف حال من فاعل يبتغون «15» ، (الفاء) زائدة لمشابهة المبتدأ للشرط (علمتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (فيهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الواو) عاطفة (من مال) متعلّق ب (آتوهم) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت لمال الله، وفاعل (آتاكم) ضمير يعود على لفظ الجلالة، والمفعول الثاني محذوف أي آتاكموه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (على البغاء) متعلّق ب (تكرهوا) ، (أردن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط «16» ، (اللام) للتعليل (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.
والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (لا تكرهوا) .
(الواو) عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ (الفاء) تعليليّة (من بعد) متعلّق بالخبر (غفور) .
وجملة: «يستعفف الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على أنكحوا..
وجملة: «لا يجدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يغنيهم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «الذين يبتغون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أنكحوا..
وجملة: «يبتغون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «ملكت أيمانكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كاتبوهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «علمتم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف.. دلّ عليه ما قبل أي: إن علمتم فيهم خيرا فكاتبوهم.
وجملة: «آتوهم....» في محلّ رفع معطوفة على جملة كاتبوهم وجملة: «آتاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «لا تكرهوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنكحوا..
وجملة: «أردن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن أردن تحصّنا فلا تكرهوهنّ..
وجملة: «من يكرههنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تكرهوا..
وجملة: «يكرههنّ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «إنّ الله.. غفور ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي:
من يكرههنّ فإنّه يحاسب، ويغفر الله لهنّ، لأنّ الله ... غفور «17» .
الصرف:
(الأيامى) ، جمع الأيّم، اسم لمن ليس له زوج أنثى كان أم ذكرا، وزنه فيعل مأخوذ من آم يئيم كباع يبيع، وقياس جمع أيائم، ووزن أيامى فعالى، وقيل فيه قلب أصله أيايم.
(الكتاب) ، مصدر بمعنى المكاتبة وهو عقد الكتابة، وفعله كاتب الرباعيّ، والمصدر سماعيّ وزنه فعال بكسر الفاء.
(البغاء) ، مصدر سماعيّ للرباعيّ باغت الأمة أي زنت، وزنه فعال بكسر الفاء، والهمزة منقلبة ياء متطرفة بعد ألف ساكنة، أصله بغاي.
(تحصّنا) ، مصدر الخماسيّ تحصّن، وزنه تفعّل بضمّ العين المشدّدة، وزن ماضيه بضم ما قبل آخره.
البلاغة
الاحتراس: في قوله تعالى «إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً» ، فقد أقحم هذا الاعتراض، ليبشع ذلك عند المخاطب، ويحذره من الوقوع فيه، ولكي يتيقظ أنه كان ينبغي له أن يأنف من هذه الرذيلة وإن لم يكن زاجر شرعي، ووجه التبشيع عليه أن مضمون الآية النداء عليه بأن أمته خير منه، لأنها آثرت التحصّن عن الفاحشة، وهو يأبى إلا إكراهها.
الفوائد
1- الحض على النكاح:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» رواه البخاري ومسلم.
الباءة: الجماع أو النكاح. والمقصود مؤنة النكاح.
الوجاء: رضّ الخصيتين، وشبّه الصوم ب «الخصاء» .
2- المكاتبة: مكاتبة العبد، أن يقول له مالكه: كاتبتك على كذا من المال، فإن أداها له أصبح حرا. وصيغته: أن يقول الرجل لمملوكه، كتبت لي على نفسي أن تعتق مني إذا وفيت لي بالمال، وكتبت لي على نفسك أن يفي بذلك، أو أن يقول: كتبت عليك الوفاء بالمال، وكتبت عليّ العتق. وفي كتب الفقه من أحكام العتق ما ترنو إليه كلما نفس طلعة.
3- يُغْنِهِمُ اللَّهُ:
الفعل يغني مجزوم بجواب الشرط، وجزمه حذف حرف العلة من آخره.
ويجزم المضارع أيضا بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة.
كما يجزم بالسكون إذا كان صحيح الآخر.
وعوامل الجزم ثلاثة: حرف يجزم فعلا واحدا، وأداة تجزم فعلين، والطلب بجزم جوابه.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #417  
قديم 24-06-2022, 08:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 417)
من صــ 249الى صـ 272



[سورة النور (24) : آية 34]
وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إليكم) متعلّق ب (أنزلنا) ، (مثلا) معطوف على آيات بالواو منصوب (من الذين) متعلّق بنعت ل (مثلا) ، (من قبلكم) متعلّق ب (خلوا) ، (موعظة) معطوف على آيات بالواو منصوب (للمتّقين) متعلّق ب (موعظة) «18» .
جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «خلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
الصرف:
(مبيّنات) ، جمع مبيّنة مؤنّث مبيّن، اسم فاعل من بيّن الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة النور (24) : آية 35]
اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
الإعراب:
(كمشكاة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (مثل) (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مصباح) ، (في زجاجة) خبر المبتدأ (المصباح) ، ونائب الفاعل لفعل (يوقد) ضمير مستتر تقديره هو يعود على المصباح (من شجرة) متعلّق ب (يوقد) بحذف مضاف أي من زيت شجرة (مباركة، زيتونة، لا شرقيّة) صفات لشجرة مجرورة (لا) زائدة لتأكيد النفي (غربيّة) معطوفة على شرقيّة بالواو (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (نور) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (على نور) متعلّق بنعت لنور الأول (لنوره) متعلّق ب (يهدي) ، (للناس) متعلّق ب (يضرب) ، و (بكلّ) متعلّق ب (عليم) وهو خبر مرفوع.
جملة: «الله نور السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «مثل نوره كمشكاة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «فيها مصباح ... » في محلّ جرّ نعت لمشكاة.
وجملة: «المصباح في زجاجة» في محلّ رفع نعت لمصباح.
وجملة: «الزجاجة كأنها ... » في محلّ جرّ نعت لزجاجة «19» .
وجملة: «كأنّها كوكب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزجاجة) .
وجملة: «يوقد ... » في محلّ رفع خبر ثان للمصباح.
وجملة: «يكاد زيتها ... » في محلّ جرّ نعت لشجرة «20» .
وجملة: «يضيء ... » في محلّ نصب خبر يكاد.
وجملة: «لم تمسسه نار ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضيء..
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو لم تمسسه نار يكاد يضيء.
وجملة: « (هو) نور ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لمضمون ما سبق.
وجملة: «يهدي الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يضرب الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهدي.
وجملة: «الله.. عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «21» .
الصرف:
(مشكاة) ، اسم للكوّة غير النافذة أو الأنبوبة وسط القنديل، وزنه مفعلة بكسر الميم على وزن اسم الآلة من (شكا) ، فيه إعلال لأنّ أصله مشكوة، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وفي المشكاة أقوال كثيرة في معناها.
(مصباح) ، اسم آلة جاء من الثلاثيّ اللازم (صبح) على غير قياس، وزنه مفعال بكسر الميم.
(زجاجة) ، واحدة الزجاج اسم جمع للجنس، هو معروف وزنه فعالة بضمّ الفاء، قيل يجوز في الفاء الكسر والفتح، ومثل ذلك الزجاج.
(درّيّ) ، اسم منسوب إلى الدرّ، الجوهر المعروف لضيائه ولمعانه، ووزن دريّ فعليّ بضمّ الفاء.
(غربيّة) مؤنّث غربيّ، اسم منسوب إلى الغرب، وزنه فعليّة بفتح الفاء.
(زيتها) ، اسم للسائل الذي يؤتدم به ويخرج من الزيتون وغيره، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ..» الآية فقد جاء التشبيه هنا بواسطة الأداة وهي الكاف، والمراد أن النور الذي شبه به الحق، نور متضاعف، قد تناصر فيه المشكاة والزجاجة والمصباح والزيت، حتى لم تبق بقية، مما يقوي النور ويزيده إشراقا ويمدّه بإضاءة، وذلك أن المصباح إذا كان في مكان متضايق كالمشكاة كان أضوأ له وأجمع لنوره، بخلاف المكان الواسع فإنّ الضوء ينبث فيه وينتشر.
وأبدع الكرخي في تحديده هذا التشبيه التمثيلي فقال: «ومثل الله نوره، أي معرفته في قلب المؤمن، بنور المصباح دون نور الشمس، مع أن نورها أتم، لأن المقصود تمثيل النور في القلب، والقلب في الصدور، والصدر في البدن، بالمصباح والمصباح في الزجاجة، والزجاجة في القنديل.
2- الطباق: في قوله تعالى «لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ» وقد تكلم علماء البيان كثيرا عن هذا الطباق. قال الزمخشري: وقيل: لا في مضحى ولا في مقنأة «وهو المكان الذي لا تطلع عليه الشمس» ولكن الشمس والظل يتعاقبان عليها، وذلك أجود لحملها وأصفى لدهنها،
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا خير في شجرة في مقنأة، ولا نبات في مقنأة، ولا خير فيهما في مضحى» .
وقيل: ليست مما تطلع عليه الشمس في وقت شروقها أو غروبها فقط، بل تصيبها بالغداة والعشي جميعا، فهي شرقية وغربية.
3- التنكير: في قوله تعالى «نُورٌ عَلى نُورٍ» :
ضرب من الفخامة والمبالغة، لا أرشق ولا أجمل منه، فليس هو نورا واحدا، معينا أو غير معين، فوق نور آخر مثله، وليس هو مجموع نورين اثنين فقط، بل هو عبارة عن نور متضاعف، من غير تحديد، لتضاعفه بحد معين.
4- تشابه الأطراف: وهو أن ينظر المتكلم إلى لفظه وقعت في آخر جملة من الفقرة في النثر، أو آخر لفظة وقعت في آخر المصراع الأول في النظم، فيبتدئ بها.
تأمل في تشابه أطراف هذه الجمل المتلاحقة: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» .
الفوائد
- اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.
كثيرا ما تعرضنا للمثل، ودوره في أسلوب القرآن الكريم، وتقرير تعاليم الإسلام ومبادئه، بواسطة المثل. ويبلغ المثل ذروته في هذه الآية الكريمة، التي تصور نور الله الذي يشمل الكائنات جميعها، تصويرا يكاد يقف الفكر مبهوتا أمام إبداعه الرائع ولولا مخافة الخروج عن خطة الكتاب في الإيجاز، لآثرنا أن نكتب الصفحات عن هذا التشبيه وما فيه من روعة وإبداع.
ولكن ما على القارئ إلا أن يقف أمام روعته ويتملّى من بلاغة القرآن وإعجازه.
[سورة النور (24) : الآيات 36 الى 38]
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (36) رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (38)
الإعراب:
(في بيوت) متعلّق ب (يسبّح) ، ونائب الفاعل لفعل (ترفع) ضمير يعود على بيوت (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق ب (يذكر) ، (اسمه) نائب الفاعل لفعل يذكر..
والمصدر المؤوّل (أن ترفع) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن ترفع، متعلّق ب (أذن) ،
(له) متعلّق ب (يسبّح) ، (فيها) الثاني متعلّق ب (يسبّح) مؤكّدا الجارّ الأول: في بيوت (بالغدوّ) متعلّق ب (يسبّح) .
جملة: «أذن الله ... » في محلّ جرّ نعت لبيوت.
وجملة: «ترفع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يذكر فيها اسمه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «يسبّح ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
37- 38- (رجال) فاعل يسبّح مرفوع (لا) نافية، والثانية زائدة لتأكيد النفي و (بيع) معطوف على تجارة بالواو (عن ذكر) متعلّق ب (تلهيهم) ، (يوما) مفعول به منصوب (فيه) متعلّق ب (تتقلّب) ، (اللام) الأظهر أنّها لام العاقبة (يجزيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) حرف مصدريّ «22» .
والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يجزيهم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يسبّح) أو متعلّق ب (يخافون) «23» .
(من فضله) متعلّق ب (يزيدهم) ، (الواو) استئنافيّة (بغير) متعلّق بحال من فاعل يرزق.
وجملة: «لا تلهيهم تجارة ... » في محلّ رفع نعت لرجال.
وجملة: «يخافون ... » في محلّ رفع نعت ثان لرجال «24» .
وجملة: «تتقلّب فيه القلوب» في محلّ نصب نعت ل (يوما) .
وجملة: «يجزيهم الله..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يزيدهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزيهم.
وجملة: «الله يرزق ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.
وجملة: «يرزق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الفوائد
قوله تعالى «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ إلخ» كثرت أقوال النحاة حول تعليق الجار والمجرور «في بيوت» . وسبب هذا الاختلاف طول الفصل بين المتعلق والمتعلق به، ورغم كثرة الخلاف، وتعدد الأقوال، فإننا نختار لك منها أهمها:
أ- مثل بأنهما متعلقان بصفة للمشكاة.
ب- وقيل بصفة للمصباح.
ج- وقيل متعلقان بالفعل «يوقد» د- وقيل بمحذوف تقديره «سبحوه في بيوت» هـ- وقيل إنهما متعلقان ب «حال» للمصباح والزجاجة والكوكب، تقديره «وهو في بيوت» .
ووقيل متعلقان ب «توقد» ، أي توقد في بيوت.
فاختر من بين هذه الآراء ما يحلو لك، وتجده أقرب للذوق والواقع.
والحقيقة أن طول الفصل يجعلنا نفضل تقدير محذوف، على أن نعود بالتعليق لأول الآية التي ملأت نصف الصفحة وزيادة.
[سورة النور (24) : الآيات 39 الى 40]
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (39) أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (40)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كسراب) متعلّق بخبر المبتدأ أعمالهم «25» ، (بقيعة) متعلّق بنعت ل (سراب) (ماء) مفعول به ثان لفعل يحسبه (حتّى) حرف ابتداء (شيئا) مفعول به ثان لفعل يجده «26» ، (عنده) ظرف منصوب متعلّق ب (وجد) ، أي لقي، (الواو) اعتراضيّة..
جملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) ، وجملة: «أعمالهم كسراب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يحسبه الظمآن ... » في محلّ جرّ نعت لسراب وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «لم يجده شيئا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «وجد الله ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر «27» .
وجملة: «وفّاه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد الله..
وجملة: «الله سريع ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «28» .
40- (أو) حرف عطف (كظلمات) متعلّق بما تعلّق به كسراب فهو معطوف عليه (في بحر) متعلّق بنعت ل (ظلمات) (من فوقه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (موج) الثاني (من فوقه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سحاب) (ظلمات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بخبر المبتدأ بعضها (الواو) عاطفة، وعلامة الجزم لفعل (يجعل) السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (له) متعلّق بمفعول به ثان (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) الثاني متعلّق بخبر مقدّم (نور) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: «يغشاه موج» في محلّ جرّ نعت لبحر «29» .
وجملة: «من فوقه موج» في محلّ رفع نعت لموج الأول.
وجملة: «من فوقه سحاب) في محلّ رفع نعت لموج الثاني.
وجملة: « (هي) ظلمات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بعضها فوق بعض» في محلّ رفع نعت لظلمات.
وجملة: «أخرج ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لم يكد يراها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يراها» في محلّ نصب خبر يكد.
وجملة: «من لم يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (هي) ظلمات.
وجملة: «لم يجعل الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «30» .
وجملة: «ما له من نور» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(سراب) ، اسم لما يشاهد في النهار الحارّ كأنه ماء.
(قيعة) ، اسم هو جمع قاع: الأرض السهلة المطمئنة، وزنه فعلة بكسر فسكون، وثمة جموع أخرى منها قيعان وأقواع.
(الظمآن) ، صفة مشبّهة من ظمئ يظمأ باب فرح وزنه فعلان بفتح فسكون مؤنّثة ظمأى، جمعه ظماء بكسر الظاء.
(لجّيّ) ، اسم منسوب إلى اللجّ أو اللّجة وهو الماء الغزير أو معظم البحر، وزنه فعليّ بضمّ الفاء.
البلاغة
1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى «أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً» شبه ما يعمله من لا يعتقد الإيمان، ولا يتبع الحق من الأعمال الصالحة، التي يحسبها تنفعه عند الله، وتنجيه من عذابه، ثم تخيب في العاقبة أمله، ويلقى خلاف ما قدّر، بسراب يراه الكافر بالساهرة، وقد غلبه عطش يوم القيامة، فيحسبه ماء فيأتيه فلا يجد ما رجاه، ويجد زبانية الله عنده، يأخذونه فيعتلونه إلى جهنم فيسقونه الحميم والغساق. وهم الذين قال الله فيهم: «عامِلَةٌ ناصِبَةٌ» «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً» .
2- العطف على محذوف: في قوله تعالى «وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ» .
فليست الجملة معطوفة على (لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) ، بل على ما يفهم منه بطريق التمثيل، من عدم وجدان الكفرة من أعمالهم المذكورة عينا ولا أثر، كما في قوله تعالى:
«وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً» كأنه قيل: حتى إذا جاء الكفرة يوم القيامة أعمالهم، التي كانوا في الدنيا يحسبونها نافعة لهم في الآخرة، لم يجدوها شيئا، ووجدوا حكم الله وقضاءه لهم بالمرصاد.
الفوائد
من وأقسامها:
تأتي من على أربعة أقسام:أ- من الاستفهامية.
ب- من الشرطية.
ج- من الموصولة.
د- من النكرة الموصوفة.
ولكل من هذه الأقسام الأربعة شرائط وتفصيلات.. وقد مرّ معنا شرح ذلك في مواطن، فعاوده، ففي الإعادة كل الإفادة.
__________
(1) في الآية (21) من هذه السورة.
(2) الجمهور يجعلونه مجزوما ب (لم) لأنّه الأقوى في الجزم، ولكن الفعل لا يبقى دالّا على الاستقبال لأنّ معناه انقلب إلى الماضي.. فالإعراب أعلاه أفضل. [.....]
(3) لأنّها في الأصل مقول القول.. وهي عند الجمهور تفسير لنائب الفاعل المقدّر أي قيل القول..
(4) أو هي معطوفة على جملة هو أزكى.
(5) أو هو اسم موصول في محلّ نصب والعائد محذوف أي: تبدونه وتكتمونه.
(6) يجوز أن تكون حالا من (بيوتا) لأنّه وصف.
(7) (من) زائدة عند الأخفش، وهي تبعيضيّة عند الزمخشري، ولبيان الجنس عند أبي البقاء- وفيه غموض-، ولابتداء الغاية عند ابن عطيّة واختاره أبو حيّان.
(8) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.
(9) يجوز أن تكون (لا) ناهية فالفعل في محلّ جزم بها، والجملة حينئذ معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة.
(10) أو متعلّق بحال من المستثنى المحذوف أي: إلّا زينة كائنة لبعولتهنّ.
(11) أو هو تمييز للموصول (ما) .
(12) أو معطوفة على جملة يضربن إن كانت (لا) ناهية، فهي في محلّ نصب.
(13) يجوز أن تكون تابعة لمقول القول فتعطف عليه، واستعمل الخطاب (للمؤمنين) على سبيل التغليب.
(14) أو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره كاتبوا.. وجملة كاتبوهم حينئذ لا محلّ لها تفسيريّة.
(15) (ما) موصول وأستعير هنا للعقلاء على سبيل التغليب والشمول.
(16) في تخريج هذا الشرط آراء كثيرة لدى المفسّرين.. فبعضهم جعل (إن) بمعنى إذ فنفى وجود الشرط البتة حتّى لا يؤوّل الإكراه عند انتفاء الإرادة منهنّ، مع أنّ الإكراه على الزنا محرّم في كلّ حال. وبعضهم علّق الشرط على إرادة التعفّف إذ لا معنى للإكراه، ولا للشرط، عند ميلهنّ للزنا لأنه باختيارهنّ ... إلخ. [.....]
(17) بعضهم يجعل الجملة المذكورة هي جواب الشرط وفيها رابط مقدّر أي فإنّ الله غفور.. لهنّ.
(18) أو متعلّق بمحذوف نعت لموعظة.
(19) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين المبتدأ وخبره الثاني.
(20) أو في محلّ نصب حال من شجرة لأنها وصفت.
(21) أو معطوفة على جملة يهدي الله.
(22) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي عملوه، والجملة بعده صلة.
(23) يجوز تعليقه بفعل محذوف.. أي: فعلوا ذلك ليجزيهم.
(24) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في تلهيهم. أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.
(25) يجوز أن يكون خبرا للموصول (الذين) كفروا.. بحذف مضاف أي أعمال الذين كفروا.. وحينئذ يعرب (أعمالهم) بدلا من الموصول على رأي القرطبيّ.
(26) أي لم يجد ما قدره شيئا.
(27) المقدّر هو نتيجة للتشبيه التمثيليّ أي: والكافر إذا جاءه الموت لم يجد عمله بعد الموت ووجد حساب الله أو عقابه أو حكمه عند عمله.. فوفّاه الله حسابه.
(28) أو استئناف في حكم التعليل.
(29) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من بحر لأنّه وصف.
(30) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #418  
قديم 24-06-2022, 09:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 418)
من صــ 272الى صـ 282


[سورة النور (24) : الآيات 41 الى 42]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام، وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (له) متعلّق ب (يسبّح) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يسبّح..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
(الواو) عاطفة (الطير) معطوف على الموصول الفاعل (من) ، (صافّات) حال منصوبة من الطير وعلامة النصب الكسرة (كلّ) مبتدأ- على نيّة الإضافة- (قد) للتحقيق، وفاعل (علم) ضمير يعود على كلّ «1» ، أي علم كلّ واحد منهم صلاة نفسه (الواو) استئنافيّة (ما) حرف مصدريّ «2» .
والمصدر المؤوّل (ما يفعلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (عليم) .
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسبّح ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «كلّ قد علم ... » في محلّ نصب حال من الموصول (من) وما عطف عليه.
وجملة: «علم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) .
وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
42- (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بخبر مقدّم.
وجملة: «لله ملك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله عليم.
وجملة: «إلى الله المصير» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله عليم.
[سورة النور (24) : آية 43]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (43)

الإعراب:
(ألم تر.. يزجي) مثل الآية السابقة «3» ، (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (بينه) ظرف منصوب متعلّق ب (يؤلّف) «4» ، (ركاما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة (من خلاله) متعلّق ب (يخرج) ، (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (ينزّل) ، و (من) لابتداء الغاية (من جبال) متعلّق ب (ينزّل) فهو بدل من السماء بإعادة الجارّ، و (من) لابتداء الغاية، وهو بدل اشتمال «5» ، (فيها) متعلّق بنعت ل (جبال) ، والضمير يعود إلى السماء (من برد) متعلّق ب (ينزّل) و (من) تبعيضيّة «6» ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (يصيب) ، (عمّن) متعلّق ب (يصرفه) ، (بالأبصار) متعلّق ب (يذهب) ، و (الباء) للتعدية «7» .
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يزجي ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يزجي ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
وجملة: «يؤلّف ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يزجي.
وجملة: «يجعله ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤلّف.
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «يخرج ... » في محلّ نصب حال من الودق.
وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى الودق «8» .
وجملة: «يصيب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يصرفه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصيب.
وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «يكاد ... » في محلّ نصب حال من الودق أو من البرد على اختلاف في العامل.
وجملة: «يذهب ... » في محلّ نصب خبر يكاد الناقص.
الصرف:
(ركاما) ، اسم للشيء المتراكم، وزنه فعال مشتقّ من ركم الشيء إذا جمعه من باب نصر.
(الودق) ، اسم للمطر قليلا أو كثيرا، وهو في الأصل مصدر لفعل ودق، وزنه فعل بفتح فسكون.
(برد) ، اسم للماء المتجمّد النازل من السماء، وزنه فعل بفتحتين.
(سنا) ، اسم للضوء ولا سيّما البرق، فيه إعلال بالقلب، أصله سنو، فعله سنا يسنو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
1- فن العنوان: في قوله تعالى «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً» الآية.
فن انفرد به القليل من علماء البيان، وهو فن العنوان، وعرفوه بأنه أن يأخذ المتكلم في غرض له، من وصف أو فخر أو مدح أو عتاب أو هجاء، أو غير ذلك من الفنون، ثم يأتي لقصد تكميله، وتوكيده، بأمثلة من ألفاظ تكون عنوانات لأخبار متقدمة وقصص سالفة، ومنه نوع عظيم جدا، وهو ما يكون عنوانا للعلوم، وذلك أن تذكر في الكلام ألفاظا، تكون مفاتيح لعلوم ومداخل لها، والآية التي نحن بصددها، فيها عنوان العلم المعروف بالآثار العلوية والجغرافيا الرياضية وعلم الفلك.
2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «مِنْ جِبالٍ» أي من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، على التشبيه البليغ، كما في قوله تعالى «حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً» والمراد بها قطع السحاب.
الفوائد
- من جبال:
اختلف العلماء في «من» هل هي عاملة أم زائدة. كما اختلفوا في متعلق الجار والمجرور على أوجه، أهمها ثلاثة:
- الأول: أن تكون للتبعيض.
- الثاني: بيان الجنس.
- الثالث: أنها زائدة.
- وثمة وجه رابع: أنها لابتداء الغاية.
والذي نجده أقرب للذوق، وأخصر للطريق، اعتبارها زائدة أي «ينزل من السماء جبال برد» . وهذا الوجه يعفينا من التعليق، لأن حروف الجر الزائدة لا تحتاج مع مجرورها إلى تعليق.
ومن المفيد أن نذكر لك أحرف الجر التي لا تحتاج إلى تعليق، وهي خمسة:
أ- حرف الجر الزائد مثل «الباء ومن» نحو «كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً» و «هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ» ب- «لعلّ» في لغة عقيل لأنها بمنزلة الزائد.
ج- «لولا» فيمن قال: لو لاي، ولو لاك، ولو لاه، ويرى سيبويه أن «ما بعد» «لولا» مرفوع المحل، وهو الأصح.
د- «رب» في نحو «ربّ رجل صالح لقيت» هـ- حروف الاستثناء وهي «خلا وعدا وحاشا» إذا خفضن ما بعدهنّ.
وهذا موضوع جدير بالمراجعة في مظانه من كتب النحو، فإنه جليل الفائدة.
[سورة النور (24) : الآيات 44 الى 45]
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (44) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)

الإعراب:
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام التوكيد (عبرة) اسم إنّ منصوب (لأولي) متعلّق ب (عبرة) .
جملة: «يقلّب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة» لا محلّ لها تعليليّة.
45- (الواو) عاطفة (من ماء) متعلّق ب (خلق) ، (الفاء) عاطفة تفريعيّة (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) في المواضع الثلاثة (على بطنه) متعلّق ب (يمشي) الأول (على رجلين) متعلّق ب (يمشي) الثاني (على أربع) متعلّق ب (يمشي) الثالث (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (على كلّ) متعلّق ب (قدير) .
وجملة: «الله خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقلّب.
وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «منهم من يمشي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله خلق.
وجملة: «يمشي (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «منهم من يمشي (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من (الأولى) .
وجملة: «يمشي (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «منهم من يمشي (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على (منهم من..)
الأولى.
وجملة: «يمشي (الثالثة) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: «يخلق الله ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّ الله ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
1- المجاز: في قوله تعالى «فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ» كالحيات والسمك. وتسمية حركتها مشيا، مع كونها زحفا، مجاز للمبالغة في إظهار القدرة، وأنها تزحف بلا آلة كشبه المشي وأقوى، ويزيد ذلك حسنا ما فيه من المشاكلة، لذكر الزاحف مع الماشي.
2- التنكير: في قوله تعالى «مِنْ ماءٍ» .
نكّر الماء، لأن المعنى أنه خلق كل دابة من نوع من الماء مختص بتلك الدابة. أو خلقها من ماء مخصوص وهو النطفة، ثم خالف بين المخلوقات من النطفة، فمنها هوام بهائم، ومنها ناس. فالمقصد إذا أن شيئا واحدا تكونت منه بالقدرة أشياء مختلفة.
3- التغليب: في قوله تعالى «فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ» تذكير الضمير في «منهم» لتغليب العقلاء، وبنى على تغليبهم في الضمير التعبير بمن واقعة على ما لا يعقل، وظاهر بعض العبارات يشعر باعتبار التغليب في (كل دابة) وليس بمراد، بل المراد أن ذلك لما شمل العقلاء وغيرهم، على طريق الاختلاط، لزم اعتبار ذلك في الضمير العائد عليه وتغليب العقلاء فيه.
[سورة النور (24) : آية 46]
لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)

الإعراب:
(لقد ... أنزلنا آيات مبيّنات) مرّ إعراب نظيرها «9» ، (الواو) عاطفة (إلى صراط) متعلّق ب (يهدي) «10» .
جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله يهدي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

[سورة النور (24) : الآيات 47 الى 49]
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49)

الإعراب:
(بالله) متعلّق ب (آمنّا) وكذلك (بالرسول) ، (منهم) متعلّق بنعت ل (فريق) (من بعد) متعلّق ب (يتولّى) ، (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (المؤمنين) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ما.
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أطعنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «يتولّى فريق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولون.
وجملة: «ما أولئك بالمؤمنين» في محلّ نصب حال من فريق.
48- (الواو) عاطفة، و (الواو) في (دعوا) نائب الفاعل (إلى الله) متعلّق ب (دعوا) ، (اللام) للتعليل (يحكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، و (الفاعل) ضمير يعود إلى الرسول- لأنه المباشر للحكم- (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) .
والمصدر المؤوّل (أن يحكم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (دعوا) .
(إذا) حرف فجاءة (فريق) مبتدأ مرفوع «11» ، (منهم) متعلّق بنعت ل (فريق) (معرضون) خبر مرفوع.
وجملة: «دعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «فريق منهم معرضون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
49- (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بمحذوف خبر يكن (إليه) متعلّق ب (يأتوا) «12» ، (مذعنين) ، حال منصوبة.
وجملة: «يكن لهم الحقّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: «يأتوا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
الصرف:
(مذعنين) ، جمع مذعن، اسم فاعل من أذعن الرباعيّ بمعنى انقاد أو أطاع مسرعا، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
الفوائد
- أقسام «إذا» :
تأتي «إذا» على ثلاثة أقسام:
أ- إذا التفسيرية، وهي تحل محل «أي» التفسيرية في الجمل، وتختلف عنها في أن الفعل بعد «إذا» يكون للمخاطب، نحو «استغفرت الله من الذنب إذا سألته الغفران» .
ب- وتأتي ظرفية، وهي التي تتضمّن معنى الشرط، وتكون ظرفا للمستقبل. ولذلك تحتاج إلى فعل الشرط وجوابه، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية، ويكون الفعل بعدها ماضيا على كثرة، ومضارعا على قلّة.
وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب:
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
وإذا دخلت إذا الظرفية على اسم في الظاهر، فهي في الحقيقة تكون داخلة على فعل محذوف، نحو «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» فالتقدير: إذا انشقت السماء. فالسماء فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده.
ج- إذا الفجائية:
وهي تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في ابتداء الكلام، ومعناها الحال. والأرجح أنها حرف، نحو قوله تعالى:
«فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى» . وتكون جوابا للجزاء، كالفاء، قال الله تعالى:
«وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ» . وحول إذا تفسيرات وخلافات تجدها في المطولات من كتب النحو.

[سورة النور (24) : آية 50]
أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (يحيف) .
والمصدر المؤوّل (أن يحيف ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يخافون (بل) للإضراب الانتقاليّ (هم) ضمير فصل «13» .
جملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ارتابوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحيف الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أولئك.. الظالمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) قيل هو عائد على الله، أي علم الله صلاته.
(2) أو اسم موصول، والعائد محذوف أي يفعلونه، والجملة بعده صلة له.
(3) في الآية (41) من هذه السورة.
(4) أي يؤلّف بين قطعه.
(5) وهي تبعيضيّة عند بعضهم ومتعلّقة ب (ينزّل) ، أي شيئا من جبال واختاره أبو البقاء..
وعند بعضهم زائدة و (جبال) مفعول ينزّل وهو قول الأخفش.
(6) أو (من) زائدة و (برد) مفعول به.
(7) أو هي بمعنى من، والمفعول محذوف أي يذهب النور من الأبصار.
(8) أو معطوفة على جملة يزجي، في محلّ رفع، وكذلك جملة يصيب وجملة يصرفه.
(9) في الآية (34) من هذه السورة.
(10) فعل (يهدي) يتعدّى إلى المفعول من غير حرف جرّ أو بأحد حرفي الجرّ (اللام) أو (إلى) .
(11) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة أنّها وصفت بالجاور والمجرور (منهم) .
(12) أو متعلّق بمذعنين.
(13) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الظالمون، والجملة الاسميّة هم الظالمون خبر المبتدأ (أولئك) .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #419  
قديم 24-06-2022, 09:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة النور
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 419)
من صــ 282الى صـ 295




[سورة النور (24) : الآيات 51 الى 53]
إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (52) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (53)

الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (قول) خبر كان منصوب (إذا دعوا ...
بينهم) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) استئنافيّة. والمصدر المؤوّل (أن يقولوا..) في محلّ
رفع اسم كان مؤخّر.
جملة: «كان قول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «دعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فإنّما قولهم سمعنا.. «1» .
وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المذكور.
وجملة: «سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أطعنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة: «أولئك.. المفلحون» لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
52- 53- (الواو) عاطفة (بالله) متعلّق ب (أقسموا) ، (جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه بالفعل أو مبيّن لنوعه منصوب «4» ، (اللام) موطّئة للقسم (أمرت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) الثانية لام القسم (يخرجنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (لا) ناهية جازمة (طاعة) مبتدأ «5» خبره محذوف أي خبر من قسمكم (ما) حرف مصدريّ «6» .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) .
وجملة: «من يطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما كان قول..
وجملة: «يطع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يخش ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يطع.
وجملة: «يتّقه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يطع.
وجملة: «أولئك.. الفائزون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «وجملة أقسموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما كان قول..
وجملة: «إن أمرتهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير لمضمون القسم.
وجملة: «يخرجنّ ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تقسموا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «طاعة معروفة (خير) » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «إنّ الله خبير» لا محلّ لها تعليل آخر.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(معروفة) ، مؤنّث معروف، اسم مفعول من عرف الثلاثيّ، وزنه مفعول ومفعولة.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى «جَهْدَ أَيْمانِهِمْ» .
ومعنى جهد اليمين بلوغ غايتها، بطريق الاستعارة، من قولهم: جهد نفسه إذا بلغ أقصى وسعها وطاقتها، والمراد: أقسموا، بالغين أقصى مراتب اليمين في الشدة والوكادة.
الفوائد
- تقدّم خبر كان وأخواتها على اسمها: يجوز تقديم خبر هذه الأفعال على أسمائها،مثل وكان حقا علينا نصر المؤمنين، إلا إذا منع مانع، مثل حصر الخبر نحو:
«وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً» ، أو بسبب خفاء إعرابها، نحو:
«أكرم موسى عيسى» فيحدث تقديم الاسم وتأخير الخبر..
وقد يكون التوسط واجبا نحو «كان في الدار ساكنها» .

[سورة النور (24) : آية 54]
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54)

الإعراب:
(الفاء) الأولى استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب الشرط- أو تعليليّة- (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) حرف مصدريّ «7» في الموضعين، ونائب الفاعل لفعل (حمّل) ضمير يعود على الرسول..
والمصدر المؤوّل (ما حمّل..) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
(عليكم ما حمّلتم) مثل عليه ما حمّل، (الواو) عاطفة، والثانية استئنافيّة (ما) نافية مهملة (على الرسول) متعلّق بخبر مقدّم (إلّا) أداة حصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أطيعوا (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة أطيعوا (الأولى) .
وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط مقدّر أي:
فلا ضرر عليه «8» .
وجملة: «عليه ما حمّل ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر «9» .
وجملة: «حمّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «عليكم ما حمّلتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عليه ما حمّل.
وجملة: «حمّلتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: «تطيعوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تولّوا..
وجملة: «تهتدوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «ما على الرسول إلّا البلاغ» لا محلّ لها استئنافيّة «10» .
[سورة النور (24) : آية 55]
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (55)

الإعراب:
المفعول الثاني ل (وعد) محذوف أي وعدهم الاستخلاف والتمكين (منكم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا (اللام) لام القسم لقسم مقدّر «11» ، (في الأرض) متعلّق ب (يستخلفنّهم) ، (ما) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (ما استخلف..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يستخلفنّ) .
(من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين) ، (الواو) عاطفة (ليمكننّ) مثل ليستخلفنّ (لهم) متعلّق ب (يمكننّ) ، و (لهم) الثاني متعلّق ب (ارتضى) ، (الواو) عاطفة (ليبدّلنّهم) مثل ليمكننّ (من بعد) متعلّق ب (يبدّلنّهم) ، (أمنا) مفعول به ثان منصوب، و (النون) الثانية في (يعبدونني) نون الوقاية (بي) متعلّق ب (يشركون) ، (الواو) عاطفة (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (كفر) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) للفصل «12» .
جملة: «وعد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يستخلفنّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «استخلف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يمكّننّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «ارتضى ... لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يبدّلنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «يعبدونني ... » في محلّ نصب حال من مفعول يبدّلنّهم «13» .
وجملة: «لا يشركون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يعبدون.
وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وعد الله.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «أولئك.. الفاسقون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد
أجمع الرواة أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لبث بمكة هو وأصحابه عشر سنين خائفين.
ولما هاجروا إلى المدينة، كانوا يصبحون بالسلاح ويمسون بالسلاح، حتى قال قائلهم: ما يأتي علينا يوم، نأمن فيه، ونضع السلاح. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا تغبرون إلا يسيرا، حتى يجلس الرجل منكم إلى الملأ العظيم، محتبيا، ليس معه حديدة» .
فأنجز الله وعده، وأظهرهم على جزيرة العرب، وافتتحوا بلاد المشرق والمغرب، ومزّقوا ملك الأكاسرة، وملكوا خزائنهم، واستولوا على الدنيا.. فليعتبر من يعتبر ...
[سورة النور (24) : آية 56]
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة، والثانية والثالثة عاطفتان، و (الواو) في (ترحمون) نائب الفاعل.
جملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «14» .
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ

[سورة النور (24) : آية 57]
لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)

الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، والفاعل أنت (معجزين) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الياء (في الأرض) متعلّق ب (معجزين) (الواو) عاطفة والثانية استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المصير) فاعل بئس مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف.
جملة: «لا تحسبنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «مأواهم النار ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
بل هم مقهورون ومأواهم النار «15» .
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
[سورة النور (24) : الآيات 58 الى 60]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (اللام) لام الأمر (الذين) الثاني معطوف على الموصول الأول فاعل يستأذن في محلّ رفع (منكم) متعلّق بحال من فاعل يبلغوا (ثلاث) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده «16» ، (من قبل) متعلّق ب (يستأذنكم) ، (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يستأذنكم) ، (من الظهيرة) متعلّق ب (تضعون) ، و (من) إمّا لبيان الجنس أي من وقت الظهيرة أو هي سببيّة أي بسبب حرّ الظهيرة (من بعد) متعلّق ب (يستأذنكم) ، (ثلاث) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه، بحذف مضاف أي: أوقات ثلاث عورات (لكم) متعلّق بنعت ل (عورات) ، (عليكم) متعلّق بخبر ليس (لا) زائدة لتأكيد النفي (عليهم) مثل الأول ومعطوف عليه (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (بعدهنّ) ظرف منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به عليكم وعليهم (طوّافون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (عليكم) متعلّق ب (طوّافون) (بعضكم) مبتدأ خبره الجارّ (على بعض) «17» ، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يبيّن (لكم) متعلّق ب (يبيّن) ، (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «النداء وجوابها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يستأذنكم الذين» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ملكت أيمانكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «لم يبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «تضعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ليس عليكم ... جناح» في محلّ رفع نعت لثلاث.. أو في محلّ جرّ نعت لعورات.
وجملة: « (هي) ثلاث ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: « (هم) طوّافون ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «بعضكم على بعض» لا محلّ لها بدل من جملة هم طوّافون.
وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- «18» .
59- (الواو) عاطفة (منكم) متعلّق بحال من الأطفال (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (ما) حرف مصدريّ (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين) ..
والمصدر المؤوّل (ما استأذن) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يستأذنوا، (كذلك يبيّن ... عليم حكيم) مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة.
وجملة: «بلغ الأطفال ... » في محلّ مضاف إليه.
وجملة: «يستأذنوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «استأذن الذين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله عليم» لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- «19» .
60- (الواو) عاطفة (من النساء) حال من القواعد (اللاتي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للقواعد (لا) نافية (يرجون) مضارع مبنيّ على السكون..
و (النون) ضمير في محلّ رفع فاعل (الفاء) زائدة «20» ، (عليهنّ) متعلّق بخبر ليس (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (يضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب بأن.. و (النون) فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يضعن..) في محلّ جرّ ب (في) محذوف متعلّق ب (جناح) أي في أن يضعن.
(غير) حال منصوبة من النون في (يضعن) ، (بزينة) متعلّق ب (متبرّجات) (الواو) عاطفة (أن يستعففن) مثل أن يضعن (لهنّ) متعلّق ب (خير) ، (الواو) استئنافيّة.. والمصدر المؤوّل (أن يستعففن) في محلّ رفع مبتدأ خبره (خير) .
وجملة: «القواعد.. ليس عليهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة: إذا بلغ ... من الشرط وفعله وجوابه المعطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) .
وجملة: «ليس عليهنّ جناح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (القواعد) ..
وجملة: «يضعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: « (الاستعفاف) خير لهنّ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يستعففن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «الله سميع ... » لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل.
الصرف:
(الحلم) ، اسم للبلوغ أو مصدر من الثلاثيّ حلم يحلم باب نصر، وزنه فعل بضمّتين.
(الظهيرة) ، اسم لوقت الظهر وانتصاف النهار، وزنه فعيلة بفتح الفاء.
(طوّافون) ، جمع طوّاف، مبالغة اسم الفاعل من طاف يطوف وزنه فعّال..
(60) القواعد: جمع قاعد- من غير تاء- لأنها صفة لمن قعدت عن حيض أو زواج أو حبل ... اسم فاعل من الثلاثيّ قعد، وزنه فاعل والجمع فواعل.
(متبرّجات) ، جمع متبرّجة، مؤنّث متبرّج، اسم فاعل من تبرّج الخماسيّ وهو التكلّف في إظهار ما يخفى، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
البلاغة
عكس الظاهر: في قوله تعالى «غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ» .
وبعضهم يسمي هذا الفن نفي الشيء بإيجابه، وهو من محاسن الكلام، فإذا تأملته، وجدت باطنه نفيا وظاهره إيجابا، أو أن تذكر كلاما، يدل ظاهره على أنه نفي لصفة موصوف، وهو نفي للموصوف أصلا، والمراد هنا في الآية «والقواعد من النساء اللاتي لا زينة لهن فيتبرجن بها» لأن الكلام فيمن هي بهذه المثابة، وكأن الغرض من ذلك، أن هؤلاء استعفافهن عن وضع الثياب خير لهن، فما ظنك بذوات الزينة من الثياب، وأبلغ ما في ذلك، أنه جعل عدم وضع الثياب في حق القواعد في الاستعفاف، إيذانا بأن وضع الثياب لا مدخل له في العفة، هذا في القواعد فكيف بالكواعب؟!.
الفوائد
1- الظرف غير المتصرف:
الظرف غير المتصرف نوعان:
أ- النوع الأول: ما يلازم النصب على الظرفية أبدا، فلا يستعمل إلا ظرفا منصوبا، نحو «قط وعوض وبينا وبينما وإذا وأيان وأنى وذا صباح وذات ليلة» ومنه ما ركّب من الظروف، كصباح مساء، وليل ليل.
ب- النوع الثاني: ما يلزم النصب على الظرفية، أو الجرّ بمن أو إلى أو حتى أو مذ أو منذ، نحو قبل وبعد، كما في الآية، وكذلك فوق وتحت ولدي ولدن وعند ومتى وأين وهنا وثمّ وحيث والآن.
وتجرّ قبل وبعد ب من من حروف الجر، وتجرّ فوق وتحت ب من وإلى، وتجرّ لدى ولدن وعند ب من، وتجرّ متى ب إلى وحتى، وتجرّ أين وهنا وثمّ وحيث ب من وإلى، وقد تجرّ حيث ب في أيضا، وتجرّ الآن ب من وإلى ومذ ومنذ. وفي ذلك شروح.
2- أسباب النزول:
قيل: إن مدلج بن عمرو، وهو غلام أنصاري، أرسل من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليدعو عمر وقت الظهيرة، فدخل عليه وهو نائم، وقد انكشف عنه ثوبه، فقال عمر:
لوددت أن الله عز وجل نهى آباءنا، وأبناءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا هذه الساعات إلا بإذن. ثم انطلق معه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجده وقد أنزلت هذه الآية. وهي إحدى الآيات المنزلة بسبب عمر.
وقيل: نزلت في أسماء بنت أبي مرثد.
وقيل: نزلت بأعرابي نظر إلى بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خصاص الباب. وقد تتكرر الحوادث ويبقى السبب واحدا فتأمّل.
__________
(1) في الآية (48) من هذه السورة. [.....]
(2) يجوز أن يكون الظرف (إذا) مجرّدا من الشرط، متعلّق ب (قول) .
(3) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين الجمل المتعاطفة.
(4) يجوز أن يكون منصوبا على الحال بتأويل مشتقّ أي جاهدين.
(5) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي: أمرنا طاعة معروفة.
(6) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.. والجملة بعده صلة.
(7) أو اسم موصول مبتدأ مؤخّر- في الموضعين- والعائد محذوف أي حمّله، وحمّلتموه.
(8) يجوز في الفعل (تولّوا) أن يكون ماضيا، وأن يكون مضارعا حذف منه إحدى التاءين، والمضارع أظهر لمجيء فعل (تطيعوه) معطوفا عليه.
(9) يجوز أن تكون الجملة هي جواب الشرط في محلّ جزم.
(10) أو في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (تطيعوه) .
(11) يجوز أن يجري لفظ الوعد مجرى القسم فيكون جواب القسم جوابا ل (وعد الله..) .
(12) أو هو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفاسقون.. والجملة الاسميّة خبر المبتدأ (أولئك) .
(13) يجوز أن تكون الجملة حالا من مفعول وعد أو من مفعول يستخلفنّهم أو من فاعله أو من فاعل يبدّلنّهم.
(14) بعض المفسّرين عطفها على قوله: أطيعوا الله ... في الآية (54) من هذه السورة، فهي في محلّ نصب.
(15) يجوز عطفها على الاستئنافيّة الإنشائيّة برغم كونها خبرا. [.....]
(16) بعضهم جعله ظرفا لأنّه مفسّر بأوقات الفجر والظهيرة والعشاء.
(17) أي طائف على بعض، ولا يمنع أن يكون الخبر المحذوف كونا خاصّا لدلالة ما قبله عليه.. ويجوز أن يكون بدلا من (طوّافون) على رأي ابن عطيّة، أو هو فاعل لفعل محذوف تقديره يطوف بعضكم، على رأي الزمخشريّ..
(18) أو استئنافيّة في حكم التعليل.
(19) أو استئنافيّة في حكم التعليل.
(20) سبب زيادة الفاء أنّ المبتدأ وصف بالموصول الذي يصحّ أن يكون مبتدأ لو حذف المبتدأ، وهو يشبه الشرط، أو لأنّ (ال) في القواعد هي اسم موصول.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #420  
قديم 24-06-2022, 10:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,817
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الفرقان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 420)
من صــ 295الى صـ 307


[سورة النور (24) : آية 61]
لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)

الإعراب:
(ليس على الأعمى حرج) مثل ليس عليكم ... جناح «1» ، وكذلك (على الأعرج حرج، على المريض حرج) فهو معطوف على خبر ليس واسمه و (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة (على أنفسكم) متعلّق بما تعلّق به (على الأعمى) لأنّه معطوف عليه «2» ، (من بيوتكم) متعلّق ب (تأكلوا) ، (أو) حرف عطف للإباحة في المواضع العشرة، والأسماء المضافة في ما بين حروف العطف متعاطفة مجرورة..
والمصدر المؤوّل (أن تأكلوا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (حرج) أي حرج في أن تأكلوا.
(جميعا) حال منصوبة من فاعل تأكلوا (أو) حرف عطف للتخيير (أشتاتا) معطوف على (جميعا) منصوب (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (على أنفسكم) متعلّق ب (سلّموا) (تحيّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه (من عند) متعلّق بنعت ل (تحيّة) ، (كذلك يبيّن ...
تعقلون) مرّ إعراب نظيرها «2» .
جملة: «ليس على الأعمى حرج ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تأكلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ملكتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة.
وجملة: «تأكلوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «دخلتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سلّموا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: «يبيّن الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعلّكم تعقلون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الأعرج) ، صفة مشبّهة من عرج الثلاثيّ باب فرح وباب فتح، وزنه أفعل، والمؤنّث عرجاء زنة فعلاء.
(أعمام) ، جمع عمّ اسم أخي الأب، وزنه فعل بفتح فسكون، وجاءت العين واللام من حرف واحد.
(أخوال) ، جمع خال اسم أخي الأم، وزنه فعل بفتحتين، وفيه اعلال بالقلب أصله خول، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(صديق) ، صفة مشبّهة من صدق الثلاثيّ باب نصر، وزنه فعيل، جمعه أصدقاء وصدقاء بضمّ الصاد وفتح الدال، وصدقان بضمّ فسكون، وجمع الجمع أصادق زنة أفاعل، مؤنثه صديقة زنة فعيلة.. قيل صديق هو للمفرد والجمع.
(أشتاتا) ، جمع شتّ، وهو مصدر يستعمل وصفا، فعله شتّ الأمر يشتّ بالكسر باب ضرب بمعنى تفرّق، وزنه فعل بفتح فسكون والعين واللام من حرف واحد.. وشتّى جمع شتيت كمرضى جمع مريض ووزن أشتات أفعال.
الفوائد
- من صور رفع الحرج:
في تفسير هذه الآية عدة وجوه، نختار لك منها:
أ- تحرج هؤلاء الأصناف، من مؤاكلة المبصرين الأصحاء، فنزلت هذه الآية، ترفع عنهم الحرج.
ب- وقيل: نزلت بذوي العاهات، كان يذهب بهم إلى بيوت أقربائهم لتناول الطعام، وقد تحرجوا من ذلك، فنزلت بهم هذه الآية.
ج- وقيل: نزلت في رفع الحرج عمن يستخلفونه في بيوتهم وأموالهم أثناء الغزو.
د- وقيل: إنها نزلت رخصة لهذه الفئات من الناس في التخلف عن الجهاد. والله أعلم

[سورة النور (24) : آية 62]
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)

الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (الذين) خبر المبتدأ (المؤمنون) (بالله) متعلّق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة (معه) ظرف منصوب متعلّق بخبر كانوا (حتّى) حرف غاية وجرّ (يستأذنوه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.
والمصدر المؤوّل (أن يستأذنوه..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (لم يذهبوا) ، (أولئك) مبتدأ خبره (الذين) (بالله) الثاني متعلّق ب (يؤمنون) ، (الفاء) عاطفة (لبعض) متعلّق ب (استأذنوك) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لمن) متعلّق ب (ائذن) ، (منهم) متعلّق بحال من الضمير المحذوف العائد أي: شئت إذنه منهم (لهم) متعلّق ب (استغفر) ، (رحيم) خبر ثان ل (إنّ) .
جملة: «المؤمنون الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لم يذهبوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يستأذنوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يستأذنونك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «أولئك الذين ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يؤمنون بالله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «استأذنوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ائذن ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «شئت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ائذن.
وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.
[سورة النور (24) : الآيات 63 الى 64]
لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)

الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (بينكم) ظرف منصوب متعلّق بحال من دعاء الرسول (كدعاء) متعلّق بمفعول ثان (بعضا) مفعول به للمصدر دعاء، منصوب (قد) حرف تحقيق (منكم) متعلّق بحال من فاعل يتسلّلون أي من جماعتكم (لواذا) مصدر في موضع الحال «4» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر، وعلامة الجزم في (يحذر) السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (عن أمره) متعلّق ب (يخالفون) بتضمينه معنى يصدّون.
والمصدر المؤوّل (أن تصيبهم ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يحذر.
(أو) حرف عطف (يصيبهم) مضارع منصوب معطوف على (تصيبهم) .
جملة: «لا تجعلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: «قد يعلم الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يتسلّلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «ليحذر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن يعلم الله أفعالكم فليحذر الذين «5» ....
وجملة: «يخالفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «تصيبهم فتنة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يصيبهم عذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة تصيبهم فتنة.
64- (ألا) أداة تنبيه (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (قد يعلم) مثل الأول (عليه) متعلّق بخبر المبتدأ (أنتم) (الواو) عاطفة (يوم) معطوف على الموصول المفعول (ما أنتم..) ، و (الواو) في (يرجعون) نائب الفاعل في محلّ رفع (الفاء) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (ينبّئهم) ، والعائد محذوف (بكلّ) متعلّق بالخبر (عليم) .
وجملة: «إنّ لله ما في السموات ... » لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق.
وجملة: «قد يعلم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أنتم عليه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يرجعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ينبّئهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يرجعون.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «الله ... عليم» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(لواذا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ لاذ بالقوم أي التجأ إليهم، وزنه فعال بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى منها لوذ، ولواذ بتثليث اللام.
الفوائد
1- من آداب الاجتماع:
هذه الآية وإن كانت قد نزلت معرّضة بتصرفات المنافقين وخروجهم على آداب الاجتماع، فإنها تضع نظاما لهذه الآداب، إذ لا يجوز لمن يدعى لاجتماع يبحث به شأن من الشؤون العامة والهامة، أن ينصرف متى شاء، دون استئذان من المشرف على إدارة الاجتماع، والمسؤول عن دعوته ونظامه. ولا يتصرف هذا التصرف إلا رجل شاذ لا يقيم للآداب الاجتماعية وزنا.
2- تحدثنا سابقا عن «قد» بالتفصيل. ونعود الآن فنؤكد، أنها إذا دخلت على المضارع أفادت التقليل وكانت بمعنى «ربما» ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى:
أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله
الثقة: من وثق، حذفت فاؤه لأنه من الفعل المعتل بالفاء «المثال» وعوض عنها بالتاء المربوطة ومثلها وعد عدة انتهت سورة «النور» ويليها سورة «الفرقان»
سورة الفرقان
من الآية 1 إلى الآية 20

[سورة الفرقان (25) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2)

الإعراب:
(على عبده) متعلّق ب (نزّل) ، (اللام) للتعليل (للعالمين) متعلّق بالخبر (نذيرا) .
والمصدر المؤوّل (أن يكون..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نزّل) جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «نزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يكون ... نذيرا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(الذي) بدل من الموصول السابق في محلّ رفع»
، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) (الواو) عاطفة (ولدا) مفعول به ثان عامله يتّخذ، والمفعول الأول محذوف تقديره أحدا، (له) الثاني متعلّق بخبر يكن (في الملك) متعلّق ب (شريك) (تقديرا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «له ملك السموات ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني(6).
وجملة: «لم يتّخذ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك السموات.
وجملة: «لم يكن له شريك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك السموات.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك السموات.
وجملة: «قدّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
الفوائد
- الفعل الجامد:
أ- تبارك: فعل ماض جامد، أي أنه مجرد عن الحدث والزمان. وهو يشبه الحرف، لفقدانه خواص الأفعال. وهو يلزم صورة واحدة، مثل الحرف، لا يزايلها. ومن تمام الفائدة أن نتقدم للقارىء بهذه الأفعال الجامدة، وهي:
عسى، ليس، هب، نعم، بئس، هات، تعال، هلمّ، قلّ، طالما، قصر ما، كثر ما، شدّ ما، سقط في يده.
وبعض هذه الأفعال تلازم الماضي، وبعضها تلازم المضارع، وبعضها تختص بالأمر، ولكل من هذه الأفعال خصائص أو ميزات أو شرائط في استعمالها. وكل ذلك تجده في المطولات من كتب النحو.
[سورة الفرقان (25) : آية 3]
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً (3)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا (لا) نافية (الواو) عاطفة أو حالية، والحروف الخمسة التالية عاطفة (لأنفسهم) متعلّق ب (يملكون) أي لأجل أنفسهم (لا) زائدة لتأكيد النفي (نفعا) معطوف على (ضرّا) بالواو منصوب (لا) الأولى نافية، والثانية والثالثة زائدتان لتأكيد النفي (حياة، نشورا) معطوفان على (موتا) منصوبان..
جملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يخلقون ... » في محلّ نصب نعت لآلهة.
وجملة: «هم يخلقون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة النعت «7» .
وجملة: «يخلقون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة: «لا يملكون.. ضرا» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخلقون.
وجملة: «لا يملكون موتا» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخلقون.
الصرف:
(نشورا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ نشر باب نصر، وزنه فعول بضمّتين أي بثّا للأموات.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 4 الى 5]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (4) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إن) حرف نفي (هذا) مبتدأ (إلّا) للحصر (إفك) خبر مرفوع (عليه) متعلّق ب (أعانه) ، (الفاء) عاطفة (قد) حرف تحقيق (ظلما) مفعول به منصوب «8» ..
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إن هذا إلّا إفك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «افتراه ... » في محلّ رفع نعت لإفك.
وجملة: «أعانه.. قوم» في محلّ رفع معطوفة على جملة افتراه.
وجملة: «قد جاؤوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
5- (الواو) عاطفة (أساطير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «9» ، (الفاء) عاطفة، ونائب الفاعل لفعل (تملى) ضمير يعود على أساطير (عليه) متعلّق ب (تملى) ، (بكرة، أصيلا) ظرفان الثاني معطوف على الأول منصوبان متعلّقان ب (تملى) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين كفروا.
وجملة: « (هي) أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اكتتبها ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد.
وجملة: «هي تملى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اكتتبها «10» .
وجملة: «تملى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هي) .
الصرف:
(أعانه) ، فيه إعلال بالقلب فالألف في المجرد أصلها واو، جاءت الواو بعد فتح قلبت ألفا «11» .
[سورة الفرقان (25) : آية 6]
قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (6)

الإعراب:
(في السموات) متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله يعلم (رحيما) خبر كان ثان منصوب.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أنزله الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: أخّر عقوبته ولم يعاجلكم بها، إنّه كان ...
وجملة: «كان غفورا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
__________
(1) في الآية (58) من هذه السورة.
(2) قيل (لا) هنا نافية للجنس، واسمها محذوف دلّ عليه ما قبله أي لا حرج على أنفسكم، والجارّ خبر لا.
(3) في الآيتين (56، 58) من هذه السورة.
(4) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو يلاقي الفعل في المعنى، أي يتسلّلون بمعنى يلاوذون.
(5) العلاقة بين هذه الجملة والجملة التي قبلها (قد يعلم الله..) هي علاقة المسبّب بالسبب.
(6) يجوز فيه عطف البيان والنعت.. ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو.
(7) أو في محلّ نصب حال من فاعل يخلقون.
(8) جاء وأتى قد يكونان متعدّيين.. أو هو منصوب على نزع الخافض، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال. [.....]
(9) أو هو مبتدأ خبره جملة اكتتبها.

(10) أو لا محلّ لها تعليل لما سبق.
(11) (تملى) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول قلبت الياء ألفا لأنّ ما قبلها مفتوح وزنه تفعل بضم التاء وفتح العين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 434.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 428.87 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (1.35%)]