زوجي كرهني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-10-2021, 09:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي كرهني

زوجي كرهني


أ. شروق الجبوري


السؤال
السلام عليكم.
يا شيخ، في البداية أوَدُّ التوضيح لكم؛ أنا متزوِّجة قريبًا من زوجٍ مثالي في كثيرٍ من الصِّفات، لكنَّه بعض الأحيان يُخطئ بالكلام؛ فأحيانًا يقول ما لا داعِيَ لقوله، زوجي متزوِّج اثنتَيْن، وأنا الزوجة الثانية، حصل بيننا حوارٌ عن الزَّواج، فقال لي: إنَّه مبسوط معي جدًّا، ولكن إذا توفَّاني الله فسوف يتزوَّج غيري، وإذا ماتَتْ ضرتي فسوف يتزوَّج غيرها، جُنِنت بسبب هذا الكلام، وفقَدْتُ أعصابي؛ حيث إنَّني بدأتُ أفكِّر في إخلاصي له، فقلتُ له: إذًا جيِّد أنَّك قلت لي هذا الكلام؛ فأنا كخادمة لك وللبيت، قد أخلصتُ بسبب حُبِّي لك الَّذي أعماني عن فكرة أنَّك في يومٍ من الأيام يُمْكن أن تتزوَّج عليَّ، ونسيت تعليمي وشهادتي الجامعية، وأصبحت ليلَ نهارَ وقتي لك وللبيت، وقدَّمتُ أشياء ليست مطلوبة منِّي، وقلت له: إن الحكم الشرعيَّ الَّذي ينصُّ على أنَّ خدمة الزوجة للزوج أنَّها ليست واجبة، فصُدِم بهذا الحكم وسَخِر منه، وقلت له: إنَّني أصبحت أشعر بأنَّني كخادمة عندما يطلب منِّي مسح حِذائه، أو يرمي لي في الأرض أشياءه أو مناديله، وقلت له هذا الكلام وأنا في حالة غضب، فثار عليَّ وأمرني أن أذهب لغرفتي، وألاَّ أكلِّمه لليوم التالي.
وبصراحة له الحقُّ في الغضب؛ لأنَّه كان يفعل هذه الأشياء سابقًا، ولكنَّه ترَكَها، وأصبح حريصًا على عدم فعلها من مدة؛ بسبب تعَبِي من الحمل، وهذا ما أغضبَه، ومِن يومها أصبَحْنا في جفاء، ولَم يَعُد يطلب منِّي شيئًا كعمل الشاي أو مسح حذاء أو غيره، وكأنَّه قرَّر الاستِغْناء عنِّي، وهو لا يُكلِّمني إلاَّ لضرورة، وينام خارج غرفة النَّوم.
وأخيرًا بعد كلِّ الحب الَّذي كان بيننا، قلت له: إلى متى سيستمِرُّ هذا الوضع؟ هل تريد منِّي الذَّهاب لأهلي؟ قال لي: عادي، كما تريدين، سألتُه: هل كرهتَنِي؟ لَم يُجِب، وأشعر فعلاً بأنَّه يريد منِّي الذَّهاب، ماذا أفعل؟ أرسلتُ له رسائل، قلت له: إنني أخدمه بدافع الحُبِّ والإخلاص؛ ليس لأنَّه واجب، وإنني قد قلتُ الكلام الَّذي أَزعجَه بسبب عصبيَّتِي من كلامه بأنَّه سوف يتزوَّج علي إذا ماتت ضرَّتِي، ماذا ستكون ردَّة فعلي بعد أن قال لي هذا، ولَم يَمْض على زواجي أشهر؟! وقد قال لي: إنَّه تزوَّجَني بسبب تقصير زوجته.
عذَرْتُه، ولكن ما عُذْره عند تفكيره بالزواج عليَّ؟ المشكلة الأكبر الآن أنه يَشْعر بأنني منَنْتُ عليه بخدمتي له؛ فلهذا هو كرهني، فأريد مشورتكم؛ ماذا أفعل كي أستَرِدَّه؟


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الكريمة، وعليكم السَّلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
نوَدُّ بدايةً أن نُرحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما يَنفعك، وينفعُ جميع المستشيرين.

كما أوَدُّ أن أُحيِّي حرصَكِ على الاحتفاظ بعلاقة وُدِّية ومتينة مع زوجك، وحبِّك الواضح له، متمنِّية مِنك استثمارَ تلك الميزات الإيجابيَّة في تَحرِّيك للحكمة في التَّعامل مع زوجك.
أُختي الفاضلة، يتَّضِح مِمَّا عرَضْتِ في رسالتك عمَّا دار بينكما من حوارٍ، انتهى بِمُشاجرة أبقَتْ بآثارها السلبيَّة حتَّى الآن - أنَّ كِلَيكما قد أخطأ بحقِّ الآخَر في هذا الموقف؛ فليس مِن الكياسة، ولا الحِكْمة، أن يُفصِح أيُّ إنسان عن كلِّ ما يَجُول في خاطره لشخصٍ آخَر، لا سِيَّما إن كان الأمر متعلِّقًا به، ويتسبَّب له في الانزعاج، وإن دفع هذا الانزعاجُ أو ما يترتَّب على ذلك من مشكلات، قد تكون إحدى حِكَم الله تعالى بِجَعْل ما يُفكِّر به الإنسان وما تُخالِجُه به نفسه، سرًّا لا يعلمه إلاَّ هو - عزَّ وجلَّ.
ورغم ذلك، فقد حدَّثَكِ زوجُك عمَّا في نفسه من نِيَّة للزَّواج إذا ما حدثَ ظَرفٌ فرضي لا واقع له حاليًّا، بل لا توجد له مقدِّمات لافتراضها؛ كمرَضِ زوجته الأولى، أو غير ذلك، ورُبَّما يكون زوجُك قد أراد إثارةَ غيرتِك؛ لاستشعارِه بحبِّك الشديد له، لكن الأمر لا شكَّ أنَّه يؤدِّي إلى مشكلات ليس أقلها عدم شعور الزَّوجة بالاستِقْرار والطُّمأنينة النفسيَّة، مِمَّا يعيق تكيُّفها مع الحياة الزوجيَّة بشكلٍ سليم.
أمَّا من ناحيتك يا عزيزتي، فأَجِد أنَّ ردَّة فِعلِك قد تميَّزَت بالانفِعال الشديد وغير المُبَرَّر، وأرجو أن يتَّسِع صدرُك لقولي؛ لأنِّي ما أُريد به إلاَّ عودة حياتك إلى أفضل مِمَّا كانت عليه، وإرشادك إلى الفِكْر السَّليم في تحليل المشكلات التي قد تُصادفك والتَّعاطي معها، وأتَمنَّى منكِ أن تَخْتلي بنفسك في جلسةٍ ناقدة للموقف كلِّه، وتعودي بفِكْرك إلى لحظات (ردِّك) فقط على كلام زوجك؛ لِتتخيَّلي أنَّك قد أجَبْتِه بصوتٍ هادئ يتَلامس مع شيءٍ من العتب، والاعتِراض الكيِّس على تخيُّل وفاة زوجته الأولى، وكيف أنَّ ذلك يجب أن يُشعِره بالخسارة والحزن، وليس بالتَّفكير في الزَّواج من أخرى؛ لأنَّ الزوجة في الإسلام هي رفيقةُ دَرْب أكثر منها وسيلة لإشباع حاجات، إذا ما تأسَّيْنا بقدوتنا النبِيِّ محمَّد - عليه الصَّلاة والسَّلام - فتخيَّلي يا عزيزتي، لو اتَّخذتِ هذا الأسلوب في حوارك معه دون أن يتخلَّله أيُّ لومٍ أو توبيخ، وطرَحْتِه بإيجازٍ مُركَّز دون إسهابٍ وإطالة، ماذا سيَكون حينها رَدُّ زوجك، ليس في نِقاشه معك فقط، بل وفِي تكوين انطِباعه عن شخصك وفِكْرك؟
وإنِّي يا عزيزتي، إذْ أُقدِّم لك هذا المثالَ المُيسَّر في الرَّد، فإنَّما لِتَتخِذيه منهجًا فكريًّا وسُلوكيًّا في طريقة تَعامُلِك مع زوجك، ومع جميع المُحيطين بك، فالاتِّزان الانفِعالي والاتِّسام بالحكمة، هي التي تَقُود إلى حُسْن التصرُّف، وسَلامة التَّفسير، وأجد أنَّ سلامة التفسير قد خانَتْك أيضًا في حُكمِك على موقف زوجك بِكُرهه لك، حتَّى جعَلكِ تُعَنوِنين رسالتك بعبارة (زوجي كَرِهَني)، وكأنَّها واقعٌ قد حدث بالفعل، بينما الأمر لا يَعْدو غضَبًا منه إزاء كلامِك، أو رغبةً منه في (إظهار) ذلك إليك لغايةٍ في نفسه؛ ولذلك أتمنَّى عليك يا عزيزتي أن تتَّسِمي بِهذه السِّمات في مُحاولاتك لإرجاع التَّعامل الطيِّب لزوجك معك، فمُناقشته فيما حدث، وتَكْرار تلك المُحاولات، قد يكون لها أثَرُها السَّلبِي في هذه الفترة.
لذا؛ قد يكون من الأفضل الآنَ ترْكُك مُحاولة النِّقاش معه في المشكلة أو موقفه الحاليِّ بسببها، وعدم إظهار انزِعاجك بشأن تصرُّفاته الحاليَّة، مع مراعاتك للتَّعامل بالودِّ والاحتِرام المُتَّزِن وغير المبالَغ فيه معه، والقيام بِما تستَطيعين به من مسؤوليَّات وواجبات دون أن يؤثِّر ذلك على صحَّتِك وصحَّة الجنين، ولكي يتحقَّق لك ذلك دون مقاوَمةٍ نفسيَّة منك، أنصَحُك بِشَغل نفسك بأمرٍ محبَّب إليك، كإحدى الهوايات التي لا تتطلَّب منك جهدًا يؤثِّر على وضعك الصحِّي، أو التطوُّع بشكل جزئي في نشاطٍ إيجابي تجدين مَيْلاً إليه.
وإذا استَمرَّ الحال طويلاً بعد ذلك - وهو احتِمالٌ ضعيف إذا ما قُمْت بالخطوات السَّابقة بِقَناعةٍ وحِرْص على تنفيذها - يمكنك الطَّلب إليه مناقشة وَضْعِكما، دون أن يتخلَّل النِّقاشَ أحكامٌ مسبقة منك أو أسئلة تجاه ما يُفكِّر أو يشعر به، أو ما يريده، ولْيَكن النِّقاش مركَّزًا على فكرة أنَّ الخطأ سواء كان منك أو منه، هو سِمَة البشَر، لكن العَزْم على عدم تكراره من الطَّرَفين، وتَقبُّل إهداء العيوب من قبل الآخرين، بل الإقبال على ذلك، هو الذي يُقوِّم شخصيَّة الإنسان، ويُعزِّز علاقاته النَّاجحة مع الآخرين.

ولا يفوتني أن أُذكِّرك بأهَمِّية الدُّعاء والتضرُّع إلى الله تعالى أن يَمنَّ عليكِ بحبِّ وموَدَّة وثقةِ زوجك، فإنَّ القلوب بين إصبعَيْه الكريمتين.

وأخيرًا:
أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلِح شأنك مع زوجِك، ويُنعِم عليكما بالموَدَّة والرحمة، والذُّرية الصَّالحة، وأن ينفع بكما، وسنَسْعد بالسَّماع منك مجدَّدًا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.97 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]