أي حسنة ساقتك؟ (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826469 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3907 - عددالزوار : 374372 )           »          سحور 9 رمضان.. حواوشي البيض بالخضار لكسر الروتين والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 285 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 362 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 483 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 381 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 378 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 384 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2021, 04:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي أي حسنة ساقتك؟ (قصة)

أي حسنة ساقتك؟ (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه




إنه رجلٌ يُتوسَّمُ فيه الخير والصلاح، رجلٌ ما أن تَجلِسَ معه في مجلس أو تَصحبَه في طريق، حتى تتعلَّق به كثيرًا، إن كنت معه، فلا يخلو كلامُه من ذكرٍ أو علم من العلوم، له أهميَّة في دنياك وآخرتِك.

ما أن يجالسَه مجالسٌ، أو يُصاحِبَه صاحبٌ حتى يزوِّدَه بنوادرَ علميَّةٍ، وأخرى مضحكة!

إنه مَن أغمر صيتُه الملأَ في تلك المنطقة؛ فهو الخطيبُ المُفوَّه، والمُعلِّمُ البارعُ، صاحبُ الأخلاقِ العالية، والنُّطق الرصين، رجلٌ يحبُّ ذكر الله كثيرًا؛ فلا يفارق شفتاه، فقلَّما تبتعد إصبعُه عن أناملِه مفارقة ذكرَ ربِّه.

ما أن يأتي موعدُ الحج حتى يُرفرِفَ قلبُه؛ اشتياقًا إلى بيتِ الله الحرامِ، ومسجدِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، لكن ليس باليدِ حِيلةٌ، فيعود يرفعُ كفَّ التضرُّع إلى الله قائلًا: إلهي، وسيدي، ومولاي، الأمر بيدك لا رادَّ لحكمك!

وفي يومٍ من الأيام بينما هو مارٌّ مع أحد أصدقائه في إحدى النُّزهات، وبينما هو يتحدَّث معه عن الحجِّ ووجوبه، وشروطه، وعلى مَن يَجِبُ - كان محمدٌ يجيب عن تلك الأسئلة التي أُلِقيت عليه من قِبلِ صديقه، وبينما هو يجيبُ سأله صديقُه قائلًا: عزيزي محمدُ، لدي سؤالٌ آخر أريد أن أضعَه بين يديك، هل تسمح لي عزيزي بوضعه؟

محمد: لا مانعَ لديَّ أخي العزيز.
صديقُه: هل أدَّيْتَ ما عليك من فريضة الحج؟
تنفَّس محمدٌ الصُّعَداء قائلًا: آهٍ يا صديقي!

لقد زُرْتُ قبرَ الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وطُفْتُ حولَ البيت العتيق، كل هذا في الحُلم لا الحقيقةِ يا صديقي!

أسألُ اللهَ أن يُبلِّغني إيَّاه يا صديقي العزيز؛ فليس باليدِ حيلة، أنت تعرفُ الحجَّ هذه الأيام، وتعرفُ ما نحن فيه، فكُلَّما جمعتُ المالَ لأنوي به التوجُّه نحو بيت الله، تنقضُّ عليَّ الأيام بمخالبِها، فأُخرِجُه في الحال للتغلُّب عليها.

الصديق: صديقي محمدُ، إن وجدْتَ مَن يعطيك مالًا قرضًا؛ حتى تُؤدِّي ما عليك من فريضة الحج، هل توافق؟
محمد: ومَن يُعطيني هذه الأيام يا صاحبي؟! و هل سيُمهلني مَن يدفعُ لي؟

الصديق: لا عليك صديقي العزيز، لديَّ رجلٌ طيِّبُ القلب، عليك أن تُعطيَه في كل شهر من راتبك خمسةَ آلاف حتى تقضيَ ما عليك، فلا يُمانِع.

محمد: وهل تظنُّ أنَّه يقبل ذلك؟
الصديق: نعم، أقول لك إنه طيب يا صديقي، وهو مَن أرسلني إليك.

محمد: أتمنى ذلك، ولو تحقَّق ما أحلم به لحَجَجْتُ هذا العام.
دارتِ الأيام فما أن جاء موعدُ الحجِّ حتى قدِم المالُ ليؤدِّيَ فريضة الحج.

أخذ محمدٌ المال من صديقه، وما هي إلا أيام حتى استعدَّ للسفر إلى حيث يُراوِدُه حلمه، إلى بيت الله العتيق، إلى ملاقاةِ الحبيب، إلى الوقوفِ بعرفة، إلى السَّعْيِ بينَ الصفا والمروة!

ذهَب محمدٌ، فحجَّ، وطاف، ودعا اللهَ، وابتهَلَ بينَ يَدَيْه.

وما هي إلا أيامٌ حتى عادَ مِن الحجِّ، التقى بأصدقائِه ومحبِّيه، فما أن جاء راتبُه الشهري حتى توجَّه صَوْبَ صديقه ليُسلِّم له أولَ مبلغ اتَّفقا عليه.

تعانق و تصافح الصديقان بعد الغياب، وبينما هما في الحديث أدخلَ محمدٌ يدَه إلى جيبِه؛ ليُعطِيَ صديقَه أول مبلغ ٍ.
قال صديقه: لا يا صديقي، إن صاحب المال رفض أن يقبَلَ منك المال، وطلب منك شيئًا آخرَ.

محمد: وما طلبُه؟
صديقه: يَطلُبُ منك أن تَحُجَّ العام القادمَ لوالدته، ويكون أجرُك منه ما أعطاك.
وافق محمد على ما طلب منه صديقُه.

دارتِ الأيام حتى أتى موعدُ الحج، تقدَّم محمد صَوْب صديقه يسألُه مَن صاحبُه الذي يَطلُبُ منه أن يَحُجَّ لوالدته هذا العام؟

فقال الصديق: إنه أنا يا صاحبي.
محمد: أنت! أنت من أقرضني؟!

صديقه: نعم.
محمد: جزاكَ اللهُ خيرا.

وما هي إلا أيام حتى جاء محمدٌ إلى صديقه ليَأخُذَ منه المالَ ليستعدَّ لأَخْذ الرخصة، وليتوجه نحو الحرم.
أدخل الصديقُ يدَه في جَيْبِه، وأخرج شيكًا مكتوبًا عليها المال المطلوب لتكلفة السفر.

وفي اليوم الثاني تحرَّك محمد صوب العاصمة؛ حتى يأخذَ المال من البنك، ويقوم بإجراء المعاملة.

وبينما هو يأخذ المالَ من البنك كان اللصوصُ له بالمرصاد، ما أن استلمَ المبلغ وخرج من البنك، حتى تتبَّع اللصوص أثرَه خطوةً خطوةً إلى أيِّ مكان حلَّ فيه أو رحل.

عرف اللصوصُ حينها أن محمدًا مُتوجِّهٌ نحو موقفِ السيارات المتوجِّهة صوب مدينة أخرى؛ فيبدو عليه أنه من مدينة غير العاصمة.

سبقه اللصوصُ إلى موقف السيارات، ولديهم مَرْكبة جميلة تُشبِه مركبات أصحاب الأجرة، أشار عليه صاحبُ السيارة، أن هُلمَّ إلينا، تقدم محمد سائلًا صاحب التاكسي: أتتحرَّكُ الآن؟

أجابه صاحب السيارة: راكبٌ واحد فقط، ومن ثَمَّ ننطلق.
فتكلَّم أحد اللصوص من داخل السيارة: لنتحرَّك الآن، وإلا تركنا مركبتك!

توجَّه السائق صوب محرك السيارة، وركب محمد وسط السيارة، انطلقَتِ السيارة وبداخلها اللصوص، وفريستهم المنشودة - محمد - بداخلها.

دار الكلامُ بين الركابِ، وبين محمد، استمرَّ الحديث والضحك بين الجميع، ظنَّ محمد أنهم ركاب، فلما وصلوا به منتصفَ الطريق، وكان الوقتُ العاشرةَ مساء، أقسم أحد الرُّكاب إلا أن يَنزِلَ لمحمدٍ قائلًا: أنت رجل طيب، ومكانك هنا بيننا.

وُضِع محمد بينهم، عرف محمد أنه وقع في شراك اللصوص، وكان في حقيبته ما يُقارب اثنيْ مليون ريالٍ، فكَّر مرارًا كيف الخلاصُ من هؤلاء المجرمين؟!

كان محمد ينظر نحوَ السماء سائلًا ربَّه إنقاذَه من هؤلاء اللصوص، كان يدعو في نفسِه يا ألله ماذا أصنع؟! يقول محمد: كنت أدعو اللهَ: (اللهم يا منجي موسى من فرعون، ويونس من بطن الحوت، نجِّني يا ألله، أنت أعلم بحالي، يا مغيثُ يا مغيثُ...!).

وبينما اللصوص يتغامزون ويتلامزون، وقبلَ أن تَصِل السيارة إلى محطة الوقود القابعةِ أمامهم.
قال محمد: ألا تُزوِّد المركبةَ بالوقودِ؟

أجاب أحد الركاب: إننا في عجلةٍ من أمرنا؛ فلا يُزوِّد مركبتَه إلا في المدينة.

فقال محمد: أيها الأصدقاء، أرجوكم خمس دقائق من وقتكم فقط، يا لها من فرصة وقد جئتُ اليومَ إلى هنا، فصاحبي وضع لي مالًا عند صاحب المحطةِ، دعوني آخذه معنا حتى لا أعودَ غدًا.

قال أحد الركاب: ولِمَ لا؟ خُذْ راحتك يا صديقي.
قال السائق: ولنَقِفْ نحن إذًا حتى نزوِّد المركبة، رَيْثَما يعودُ صاحبنا.

وضع محمدٌ الحقيبةَ بين اللصوص؛ حتى يجعلَهم مُطمئنِّين أكثرَ، وتقدَّم نحو صاحب المحطة.
ردَّ السلام على الموظف سائلًا إياه: أين صاحبُ المحطة؟
الموظَّف: إنه هناك داخلَ تلك الغرفة.

تقدم محمد نحوه، وهناك قال له:
السلام عليك أيها السيد.
أجاب الرجل: وعليك السلام؟

محمد: أَنقِذْني أنقذك اللهُ من ناره!
أجاب الرجل: ماذا جرى لك.

أشار محمد نحوَ السيارة قائلًا: أرأيت تلك السيارة الواقفة في محطتك لتتزوَّد بالبنزين؟
أجاب الرجل: نعم.

محمد: إنهم لصوص يا سيدي، وقد نزلت معهم من "صنعاءَ" نحو مدينة "إب"، ولم أعلم أنهم لصوص إلا في الطريق، وأشرت عليهم أن عندك لي مالًا أريد أن آخذه، فوضعت الحقيبة وما بها في داخل السيارة.

أخذ الرجل بيد محمد قائلًا: لا عليك، نُجِّيت يا بني.

تقدَّم الرجلُ نحو السيارة وهو يتكلَّم مع محمد، قد ظنَّ اللصوص أن محمدًا قد حضر وأحضر المال معه حتى يركب معهم وينطلقون إلى مرادهم.

وهناك تقدَّم محمد نحو السيارة قائلًا: المعذرةُ أيها الأصدقاء لقد أقسَمَ صاحب المحطَّة إلا أن أنزل ضيفًا عنده! قال هذا بعد أن نشرَ صاحبُ المحطة رجالَه في كل اتِّجاه حتى يطوِّق على اللصوص إن أرادوا الفرار.

قال أحد اللصوص: لا يا صديقي؛ لقد ارتحنا إلى حديثك وكلامك، بالله عليك لا تتركنا!

لكنَّ صاحب المحطة تقدَّم إليه قائلًا: إنها فرصة لا تُعوَّض يا محمد، خُذْ ما معك من داخل السيارة، فأنت اليوم في ضيافتي.

أخذ محمد الحقيبة من داخل السيارة، فما أن أخذها حتى رجعت إليه أنفاسُه، وكأنه قد انفكَّ من مخالبِ أسدٍ كاد يُودي بحياتِه.

أخذ صاحب المحطة محمدًا، وجهَّز له الحمام، وأحضر له العشاء، وأحسن ضيافته، وما هي إلا لحظات حتى عادت السيارة نحو العاصمة، ومحمدٌ ينظر إليها من النافذة المطلَّة نحو الشارع.

فما أن جاء صاحبُ المحطة بالعشاء حتى ذكر له محمد أن تلك السيارة قد عادت نحوَ العاصمة، ولم تكمل مشوارَها.
فقال صاحب المحطة: اللهُ أعلمُ أيُّ حسنةٍ ساقَتْك إلينا؛ حتى أنقذَك ربُّ العالمين من هؤلاء؟!

ها هي الشرطةُ وجدَتْ رجلًا مقتولًا على جانب الطريق، ولم تَعرِفْ هُويَّتَه إلى الآن.
قال محمد: ولو تعلم ما قصتي يا سيدي لَما لُمْتَ ملائكةَ السماء لو نزلت لتُنقِذَ حياتي من يدِ هؤلاء.


بدأ محمد يحكي قصته وصاحبُ المحطة يسمع، أحسن صاحبُ المحطة ضيافة محمد، وأنزله بخير منزل، وفي الصباح أحضر له الصَّبُوح، وأكرمه، فأراد محمد أن يذهبَ فأقسم صاحب المحطة ألا يركبَ محمد سيارة أخرى.

نادى أحدَ أبنائه ليأخذَ سيارتَه، ويرسل محمدًا إلى حيث يريد...



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.59 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]