توفيق الله للعبد، معناه وأسبابه - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2021, 11:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي توفيق الله للعبد، معناه وأسبابه

توفيق الله للعبد، معناه وأسبابه
دكتور أحمد عبد المجيد مكي


بسم الله الرحمن الرحيم

التّوفيق
هو: الإلهامَ للخَيْر، وهو أيضا الهداية والرشد والتأييد والتسديد، يقال: وَفَّقهُ اللهُ أي ألهمه إيّاه وسدّد خُطْاه وأنْجَحه فيما سعى إليه. وهو أيضا : سَدُّ طريق الشّرّ وتسهيل طريق الخير.

و للتوفيق أسباب ، منها:

السبب الأول: ذُلّ العبد وانكساره، وخضوعه لله، واقراره بعجزه وضعفه:

التوفيق محض منّة من الله؛ فرجاؤه وحصوله مقصور عليه سبحانه، وتوفيقه، قال تعالى حكاية عن نبيه شعيب: { وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88]، فكما أن العبد مطالب بالسعي والاجتهاد في طلب الخير، فعليه أن يستمد العون من ربه على ذلك، وأن يعلم أنه لا يقدر على ذلك إلا هو؛ فيسأله توفيقه مسألة المضطر، ويعوذ به من خذلانه عياذ الملهوف، فلا عاصم من غضبه وأسباب سخطه إلا هو، ولا سبيل إلى طاعته ومرضاته إلا بمعونته، وبهذا جاء التوجيه النبوي الكريم، قال صلى الله عليه وسلم: دَعَواتُ المَكْروب: اللَّهُمَّ رحمتَك أرجو، فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عين، وأَصلِح لي شَأني كلَّه، لا إله إلا أنتَ» ([1]).
أي لا تفوض أمري إلى نفسي لحظة قليلة قدر ما يتحرك البصر، فإن من سلب التوفيق لم يملك نفسه، ولم يأمن أن يضيع الطاعات ويتبع الشهوات، فينبغي لكل مؤمن أن يكون هذا الخوف في باله واعتباره([2]).
قال ابنُ القيّم رحمه الله: أجمع العارفون بالله أنَّ التوفيق هو أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يُخْلِيَ بينك وبين نفسك([3]).
ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أَعوذ بعزَّتِكَ أَن تُضِلَّني ([4]).
أي تهلكني بعدم التوفيق إلى الرشاد و الهداية والسداد وفي معاجم اللغة: ضل الشيء ضاع وهلك، وأضله إذا لم يوفقه للرشاد.
وتأمل حال شيخ الإسلام ابن تيمية كيف كان يصنع إذا صعبت عليه مسألة من مسائل العلم؟ يحكي عنه تلميذه ابن عبد الهادي (المتوفى: 744هـ) فيقول: كان -رحمه الله- يقول: ربما طالعتُ على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلم آدم وإبراهيم علمني، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها، وأمرغ وجهي في التراب وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني! ([5]).

السبب الثاني : عدم الاغترار بالعقل والذكاء:

التوفيق لا يستغني عنه أحد، وهذا يدعو إلى ترك الاغترار بالعقل والاعتماد عليه، فكم من ذكي أضلَّه اللهُ على علم، وتأمل هذا المعنى في أذكياء الكفار وفرق الضلال، فما أغنت عنهم عقولُهم ؟! ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728هـ) عن بعض المتكلمين: " إذا نَظَرْت إليهم بِعَيْنِ الْقَدَرِ - والحيرة مستولية عليهم، والشيطان مستحوذ عليهم - رَحِمَتْهُمْ ورفقْت بهم، أُوتُوا ذكاءً وما أُوتوا زكاءً، وَأُعْطُوا فُهُومًا، وَمَا أُعْطُوا عُلُومًا، وأُعطوا سمعًا وأبصارًا وأفئدة {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [الأحقاف: 26] .
ومن كان عليمًا بهذه الأمور: تَبَيَّنَ له بذلك حذق السلف وعلمهم وخبرتهم، حيث حذروا عن الكلام ونهوا عنه، وذمُّوا أهله وعابوهم، وعلم أن من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد إلا بعدًا ([6]).
ويُعَد ابن الراوندي واحدا من الذين أعجبوا بعقولهم فضلوا وأضلوا ، فلم يكن في عصره مثله في الذكاء، وكان أول أمره حسن السيرة، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك لأسباب. وقد حكي عن جماعة أنه تاب عند موته.
ومن أقواله: في القرآن لَحْن.
ومن أقواله: يقولون: لا يأتي أحد بمثل القرآن، فهذا إقليدس لا يأتي أحد بمثله، وكذلك بطليموس.
ذكر الحافظ الذهبي (ت : 748هـ) هذا الكلام في ترجمته ، ثم علق عليه بقوله: لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى ([7]).
وصدق من قال : قليل التوفيق خير من كثير العقل ، وفي رواية (خير من كثير العمل)، وفي أخرى (خير من كثير العبادة). ولذلك قيل:
إِذَا لم يَكُنْ عَونٌ مِنَ اللهِ لِلفَتى ... فَأَوَّلُ مَا يَجنِي عَلَيهِ اجتِهَادُهُ
ورحم الله أبا إسحاق الإلبيري الشاعر الأندلسي (ت: 460 هـ) الذي يقول في قصيدة يوصي فيها ابنَه بالسعي لطلب العلم:

إِذَا مَا لَمْ يُفِدْكَ الْعِلْمُ خَيْرًا ... فَخَيْرٌ مِنْهُ أَنْ لَوْ قَدْ جَهِلْتَا
وَإِنْ أَلْقَاكَ فَهْمُكَ فِي مَهَاوٍ... فَلَيْتَكَ ثُمَّ لَيْتَكَ مَا فَهِمْتَا


السبب الثالث: الهِمَّة وصِدْق العزيمة :

على قدر نية العَبْد وهمته وَمرَاده ورغبته يكون توفيقه سُبْحَانَهُ وإعانته، والخذلان ينزل عَلَيْه على حسب ذلك، وقد قال تعالى: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بينهما} [النساء 35] ، فجعل النية سبب التوفيق.
قال ابن القيم: " سعادة العبد في صدق العزيمة وصدق الفعل؛ فصدق العزيمة : جمعها وجزمها وعدم التردد فيها، بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوم. فإذا صدقت عزيمته بقي عليه صدق الفعل، وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه، وأن لا يتخلف عنه بشيء من ظاهره وباطنه. فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الإرادة والهمة، وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور. ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره. وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل؛ فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله ([8]).
اللَّهُمَّ مُنَّ علينا بتوفيقك، وارزقنا الْهُدَى وَالسَّدَادَ، وجَنِّبْنَا الخطأ والزلل والخلل والخذلان، آمين.

------------------------------------
([1]) أخرجه أبو داود (5090)، ، وابن حبان (970).
([2]) فيض القدير (2/ 116).
([3]) مدارج السالكين(1/ 415).
([4]) رواه مسلم رقم (2717).
([5]) العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (ص: 42).
([6]) مجموع الفتاوى (5/ 119).
([7]) سير أعلام النبلاء (14/ 61).
([8]) الفوائد لابن القيم (ص: 186).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.11 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]