حديث وردة (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 84 )           »          نذر الخواص.. ونذر العوام!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          من هو عمران؟ البيت الرسالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الطريق طويل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أجلُّ النِّعَم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل سيشفع لك الصيام والقرآن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          غزة رمز للعزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 493 )           »          حقوق العباد لا تسقط بالتقادم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826536 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2021, 04:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي حديث وردة (قصة)

حديث وردة (قصة)
الأستاذ شوقي الكيلاني





في حديقة غناء باسقة الأشجار، مغردة الأطيار، متنوعة الأزهار، دانية الأثمار، تجري من تحتها الجداول والأنهار، وتحيط بها المياه إحاطة المعصم بالسوار، ظهرت على هام فنن مفعم بماء الحياة بين كثير من الأغصان الملتفة المسلحة بما يشبه مخالب العقاب، وكان كلما هزني الريح، أو داعبتني يد الصبا أفسد الشوك رداء حسني، ومزق صفائح حياتي، ولكن ما الحيلة وأنا الضعيفة المسكينة، وإلى من أشتكي ما دام ليس في جواري قلب يدق بالرأفة والحنان؟ وبمن أستعين وكلما التجأت إلى جانب عدت مخذولة مكلومة، مجروحة الفؤاد؟

وكم كان حزني شديداً عندما زارت الحديقة تلك الفتاة الحسناء، (ذات الخصر النحيل، والطرف الكحيل والقوام السمهري، والقد الممشوق، والتي ما رأيت صورتي إلا حين نظرت إلى مرآة نحرها، ولا لوني إلا متمثلاً في ناصع وجنتيها)، قد ذهبت تزور الأشجار وتقبلها بأناملها وشفتيها، (والحسناء كل جوارحها فم يقبِّل ويقبَّل)، وتضعها في مدخل الحياة إلى جسمها لتستمد من رائحتها قوة الحياة، فناديتها أنا يا حسناء لا تنسيني هأنذاء أنتظر قبلة تشفي جروحي وتحيي جوارحي، وتمحو كثيراً من آلامي، وتزيل ألواناً من شقائي، فما سمعت ولا فهمت، ولكن حانت منها التفاتة، فرأتني ضمن سور من الأشواك منيع، فمدت يدها لتتناولني، وانحنيت نحوها لأقترب منها، ولكنها سرعان ما تراجعت ممسكة بنانها بأناملها، عابسة مكفهرة الوجه، مقطبة الجبين، فعلمت أن جنود الشر قد أصابتها بما تكره، فأحببت أن أهديها السبيل الممهد المؤدي إلي بكل أمان وسلام، فما حركت شفتي بذلك إلا وسمعت صوت غضب ينبعث من أعماق نفس متألمة يقول: كفاك أيتها البلهاء المغرورة، لا تسيري إلى حتفك بإرادتك، وتنادي على بيع حياتك بصوتك، فعجبت من ذلك والتفت يمنة ويسرة، فما رأيت إلا رفيقة لي قد نالت منها الأيام كل منال، وغيرت معالم شبابها، وأسقطت أوضح الصحائف من كتاب حياتها، ولم تبق فيه إلا آيات العظات والعبر كما تبقي السنون المائة من ابن آدم.

فقلت متجاهلة: ومن المتكلم؟ فأجابتني! أنا قريبتك، ونسيبتك، وابنة قومك، فقلت لها: ما معنى كلامك؟ إني لم أفهم مرادك، أتريدين أن تقولي: إن هذه الفتاة الحسناء الغضة، البضة، الملائكية، فتاكة، جاءت إلى هنا لتحرم الأبرياء من لذة الحياة، وتتلذذ بسفك الدماء؟ أنا لا أسمح لنفسي أن أسيء الظن بأي شخص كان من جنس بني الإنسان، وهو الذي يسقينا ويتعهدنا بالعناية، ويشملنا بعين الرعاية والاهتمام، ولا يبتغي من وراء ذلك جزاء ولا شكوراً، وإن من اللؤم الذي ليس بعده لؤم أن يقابل الإحسان بسوء الظن، فأجابتني قائلة: أواه يا ابنتي، إن آفة الشباب قصر النظر في البصيرة لا في البصر، فهو يخدع بالظواهر، ويؤخذ بالبهارج، ولا يفكر في النتائج، تسوقه كلمة وتوقفه أخرى، لا يعترف إلا بالحاضر، قانونه الحب والحب أعمى، يحسن الظن، بدون روية، وكثير من الفشل والمصائب أساسها حسن الظن، فقلت لها عند ذلك: على رسلك أيتها المتشائمة المتهمة، لا تكثري الكلام واللؤم، فأنا لا أوافق على أن سوء الظن بالإنسان فضيلة ومكرمة، ولو سار المخلوقات على رأيك لبدا اسوداد القلوب ظاهراً على ملامح الوجوه، ودبت البغضاء بين الأخوة، وتنابذوا، وأصبح كل واحد عدواً للكل، فرجائي إليك أن تعفيني من هذه الخرافات الكاذبة والخيالات البعيدة، فإني أرى تقادم الأيام لا يبقي من العقل والرأي إلا كما يبقي من الجسم، فإذا تقلصت العروق، وتجعدت الجباه، وانحنت الظهور، وخارت القوى ضعفت الهمم، وقل العمل، وكثر الهذر، وازدرت الآراء، وإن الجسم الذي تجري الحماسة في عروقه لا يكون حجراً يقلب بالأقدام، والقلب المفعم بالحياة لا يقابل الإهانة والذل بالهدوء والاستسلام.

فلم ترد علي بعد ذلك ولكني سمعتها تقول همساً: إن قضبان النور المنحنية لا تستطيع الأيدي تقويمها، وإن المغتر لا يسمع قول الناصح مهما كان له مخلصاً، ما دام غشاء الغرور مسيلاً على عينيه وعقله وقلبه؛ فقلت لها: أوضحي إن خير الكلام ما كان صريحاً ثابتاً بالحجة والبرهان، فأجابت قائلة: أيتها الفتية إني خبرت الدهر، وعجمت الأيام، فما رأيت ألأم من الإنسان، لا يتورع عن الإجرام في أي حال من الأحوال، فهو يفتك جائعاً ليشبع وشبعان ليتلذذ، يحسن قليلاً ليستفيد كثيراً، ويعطي البعض ليأخذ الكل، وما كادت تتم هذه الكلمات حتى هبت ريح شديدة حاملة إليها المنية، فبددت ما بقي من صحائف حياتها، ونثرتها في كل جهة ومكان.

وكان قد دخل الهزيع الأخير من الليل، وأخذت أنوار الفجر تعارض الأفق، وملائكة النور تطرد شياطين الظلام، وجنود الليل تندحر كتيبة كتيبة أمام فيلق النهار، وامتزج الهواء العليل برطوبة الندى الذي أخذ يتكاثف فوق وريقاتي بما يشبه به اللؤلؤ المنثور، ثم استيقظت الأطيار، وانتشرت ترتل على الأغصان أناشيد الصباح فتردد أنغامها الجبال والوهاد، وتقرأ آيات الجمال المطرزة على بساط الرياض السندسي، والمنقوشة على وجه الماء اللجيني، فترجحن أغصان الصفصاف تأثراً، وتسجل عبارات الطرب في أديم الماء.

في تلك الأثناء بينما كنت في أنعم بال وأهنإ حال، وإذ بيد أثيمة اختطفتني، وما راعني إلا أنها يد من كنت أدافع عنه منذ برهة، وأنتصر له، وأبرئه من كل عيب، يد إنسان أثيم يتبختر تيهاً، ولا يبالي في سبيل حظ نفسه ماذا يعمل من فظيع الجرائم، فعلمت عند ذلك إني كنت مخطئة بحسن ظني، وطيب سريرتي، وأخذت أنادي لأسمع من حولي: أيها المخلوق أياً كنت، لا تثق كل الثقة بأي كان، كن وأهلك وعشيرتك وقومك كسياج ملتف لا يدخله إلا نقي الهواء، فإن يد الأجنبي إذا تمكنت لا تنتزع، واعلم أن سلامة الصدر لا تدرك من بياض الثياب، ونقاء الباطن لا يعلم من نظافة الظاهر، وأن حسن الظن وترك الحذر يؤدي إلى المهالك ويسلم إلى أشد النوائب.


ثم ضُممت إلى غيري ممن جمعنا صدق الطوية، وحسن النية، وظلم ذلك السفاك، وحملنا ولا نعلم إلى أين ولكن لا شك إلى الموت المحتم، والفناء المحقق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.20 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]