حسن الابتداء والانتهاء، وتمارين بلاغية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190826 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92676 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56885 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26178 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 724 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 56 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-06-2021, 05:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي حسن الابتداء والانتهاء، وتمارين بلاغية

حسن الابتداء والانتهاء، وتمارين بلاغية
أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن




حسن الابتداء والانتهاء، وتمارين بلاغية

شرح دروس البلاغة

للشيخ محمد بن صالح العثيمين

تحقيق الأستاذ أشرف بن يوسف (21)


حسن الابتداء: هو أن يجعل المتكلم مبدأ كلامه عذب اللفظ، حسن السبك، صحيح المعنى، فإذا اشتمل على إشارة لطيفةٍ إلى المقصود، سمي براعة الاستهلال؛ كقوله في تهنئة بزوال مرض:
المجدُ عوفي إذ عوفيتَ والكرمُ وزال عنك إلى أعدائك السَّقم (1)


وكقول الآخر في التهنئة ببناء قصر:
قصرٌ عليه تحيةٌ وسلامُ خلعت عليه جمالَها الأيامُ

(1) ومثال ذلك أيضًا: قول ابن حجر رحمه الله في مقدمة بلوغ المرام[1]، قال: الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديمًا وحديثًا.
فمنها براعة استهلال، وهي في قوله: حديثًا[2].
وكلمة "براعة" تُفهِم أن هذا الأسلوب يأتي عن ذكاء وفطنة.

حسن الانتهاء: هو أن يجعل آخر الكلام عذب اللفظ، حسن السبك، صحيح المعنى، فإن اشتمل على ما يشعر بالانتهاء، سُمِّي براعة المقطع (1)؛ كقوله:
بقِيتَ بقاء الدهر يا كهفَ أهله وهذا دعاءٌ للبرية شاملُ (2)

(1) وبعضهم يقول: براعة الاختتام أو الانتهاء، والمعنى واحدٌ.
(2) الشاهد: قوله: وهذا دعاءٌ للبرية شامل.
يعنى: معناه: انتهى[3].

تنبيهٌ:
ينبغي للمعلم أن يناقش تلاميذه في مسائل كل مبحثٍ شرحه لهم من هذا الكتاب؛ ليتمكنوا من فهمه جيدًا، فإذا رأى منهم ذلك سألهم مسائل أخرى يمكنهم إدراكها مما فهموه[4].

أ- كأن يسألهم بعد شرح الفصاحة والبلاغة وفهمهما عن أسباب خروج العبارات الآتية عنهما، أو عن إحداهما.

1- رب جفنةٍ مثعنجره، وطعنةٍ مسحنفره، تبقى غدًا بأنقره (1)؛ أي جفنة ملأى، وطعنة متسعة، تبقى ببلد أنقرة.
2- الحمد لله العلي الأجلل (2).
3- أكلت العرين، وشربت الصمادح، تريد اللحم والماء الخالص (3).
4 - وازورَّ من كان له زائرًا عافَ عافي العرف عرفانه (4)

(1) لا يعتبر كلامًا فصيحًا؛ لتنافر حروف الكلمة، وعلامة التنافر صعوبة النطق بها.
(2) "الأجلل" غير فصيحة؛ لأنها قد أتت على غير القياس، والقياس (الأجل) بالإدغام.
(3) فيه لفظا "العرين، والصمادح"، وهما غير فصيحين؛ لغرابتهما، فالإنسان يحتاج إلى مراجعة كتب اللغة لمعرفة معناهما.
(4) غير فصيحٍ؛ لتنافر الكلمات[5] في "عاف عافي العرف عرفانه".

5- ألا ليت شعري هل يلومن قومُه
زهيرًا على ما جرَّ من كل جانب (1)

6- من يهتدي في الفعل ما لا يهتدي
في القول حتى يفعل الشعراء (2)

أي: يهتدي في الفعل ما لا يهتديه الشعراء في القول حتى يفعل.

7- قرب منا، فرأيناه أسدًا؛ (تريد: أبخر) (3).

8- يجب عليك أن تفعل كذا؛ (تقوله بشدةٍ، مخاطبًا لمن إذا فعل، عُدَّ فعلُه كرمًا وفضلًا) (4).

ب- وكأن يسألهم بعد باب الخبر والإنشاء أن يجيبوا عما يأتى:
1- أمن الخبر أم الإنشاء قولك: الكل أعظم من الجزء، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى ﴾ [القصص: 76] (5).
2- ما الذي يستفيده السامع من قولك: أنا معترفٌ بفضلك، أنت تقوم في السَّحر، ربِّ إني لا أستطيع اصطبارًا (6).

(1) غير فصيحٍ؛ لمخالفة قواعد الإعراب؛ حيث أعاد الضمير على متأخر لفظًا ورتبةً؛ لأن الهاء في (قومه) عائدٌ على (زهير)، و(زهير) مفعول به، ومرتبته التأخير، وهو متأخرٌ لفظًا أيضًا.
(2) هذا الكلام غير فصيحٍ؛ لتعقيدٍ لفظي فيه، لكن ألفاظه غير مرتبةٍ على وفق ترتيب المعاني (ع).
(3) غير فصيحٍ؛ لعدم وجود علاقةٍ.
(4) غير بليغٍ؛ لمخالفة مقتضى الحال.
(5) من باب الخبر[6].
(6) هذه كلها كناياتٌ.
فالمثال الأول: أنا معترفٌ بفضلك، كنايةٌ عن أنه له إفضالٌ عليك.
والمثال الثاني: أنت تقوم في السَّحر، كنايةٌ عن تهجده.
والمثال الثالث: ربِّ إني لا أستطيع اصطبارًا، كناية عن أمراضه التي أصابته.

3- من أي الأضرب قوله تعالى حكايةً عن رسل عيسى: ﴿ إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 14]، ﴿ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 16] (1).

4- من أي أنواع الإنشاء هذه الأمثلة؟ وما معانيها المستفادة من القرائن؟
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ♦♦♦ إذا جمعتنا يا جريرُ المجامعُ (2).

اعمل ما بدا لك (3) - لا ترجع في غيِّك (4) - لا أبالي أقعد أم قام (5).

(1) كلٌّ منهما من الضرب الإنكاري؛ لكون المخاطبين بهما منكرين مكذبين لرسل عيسى، وقد اشتملا على تأكيد، إلا أن التأكيد في الأول أدنى من التأكيد في الثاني؛ لأن الأول ليس فيه إلا التأكيد ب: (إن)، والجملة الاسمية، والثاني فيه التأكيد بالقسم و(إن) واللام والجملة الاسمية[7] (ع).
(2) إنشاء من نوع الأمر، في قوله، (فجئني)، والمعنى المستفاد من القرائن هو الفخر[8]؛ أي: لن يكون لك مثل آبائي.
(3) الأمر، والمراد به التهديد.
(4) النهي، والمراد به التهديد إن كانت (في) بمعنى (عن).
وإن كان قصده أنه لا يرجع فيه؛ يعني: الإرشاد والنصح، فهي ليست للتهديد[9].
(5) الاستفهام، والمعنى المستفاد منه التسوية.
﴿ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾ [سبأ: 17] (1)، ﴿ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا ﴾[الشعراء: 18] (2).
ليت هندًا أنجزتنا ما تَعِد وشفَتْ أنفسنا مما تجد (3)
* لو يأتينا فيُحدِّثَنا (4)*.
* أسُكَّانَ العقيق، كفى فراقًا (5)*

(1) استفهامٌ بمعنى النفي؛ أي: ما يجازى إلا الكفور.
(2) استفهامٌ بمعنى التقرير.
ومثله أيضًا: قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾[الشرح: 1].
(3) إنشاءٌ من نوع التمني[10].
والفرق بين التمني والرجاء: أن الرجاء تمنِّي ما هو متوقعٌ، والتمني هو أن يتمنى ما هو مستحيل أو عَسِرٌ.
والظاهر أن التمني هنا على بابه.
(4) إنشاء من نوع الرجاء[11].
(5) إنشاء من نوع النداء، أداته الهمزة، ولقد نزل البعيد فيه منزلة القريب.

ج- وكأن يسألهم بعد الذِّكر والحذف عن دواعي الذكر في هذه الأمثلة:
﴿ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [الجن: 10] (1).
الرئيس كلمني في أمرك، والرئيس أمرني بمقابلتك (تخاطب غبيًّا) (2).
الأمير نشر المعارف، وأمن المخاوف، (جوابًا لمن سأل: ما فعل الأمير؟) (3).
حضر السارق، (جوابًا لقائل: هل حضر السارق؟) (4).
الجدار مشرفٌ على السقوط، (تقوله بعد سَبقِ ذكره؛ تنبيهًا لصاحبه) (5).

(1) زيادة الإيضاح والتقرير بقوله سبحانه: ﴿ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [الجن: 10]؛ فالله عز وجل لا يريد بالعباد إلا الرشاد.
(2) الذكر هنا في كلمة (الرئيس)، وقد كررت مرتين، وكان يغني أن يقول: الرئيس كلمني في أمرك، وأمرني بمقابلتك.
ولكنه كرر كلمة (الرئيس) مرتين؛ لأنه يخاطب غبيًّا.
إذن: هو مطابقٌ لمقتضى الحال.
(3) هذا من باب إيجاز القصر؛ لأن هذه عبارةٌ عامةٌ[12].
(4) المقصود بيان أن من تريده حضر.
ولو قال: نعم، لكفى في الجواب، ولكن قال: حضر السارق؛ لزيادة الإيضاح[13].
(5) فيه ذكر المسند إليه؛ تنبيهًا على صاحبه؛ لقلة الثقة بالقرينة لضعفها (ع).

وعن دواعي الحذف في هذه الأمثلة:
﴿ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [الجن: 10] (1).
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 7] (2).
﴿ خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ [القيامة: 38] (3)، ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ﴾ [الضحى: 6] (4)، ﴿ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ [يوسف: 18] (5).

(1) حذف المسند إليه للعلم به[14].
فإن قيل: لماذا إذن نقول: ﴿ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [الجن: 10]مع أنه معلومٌ؟
فالجواب: لأنه تحاشى إضافة الشر إلى الله عز وجل.
(2) حذف المفعول للعموم؛ لأن (أعطى) معناها: أعطى المال لمستحقه، و(اتقى)؛ أي: اتقى الله[15].
(3) إيجازٌ أو مساواةٌ، وهو للإيجاز أقرب.
(4) التقرير.
(5) هذا إيجاز حذفٍ، حذف المبتدأ، والتقدير: فصبري صبرٌ جميل[16].

مُنضِجة الزروع، ومُصلِحة الهواء (1).
محتالٌ مراوغٌ، (بعد ذكر إنسانٍ) (2).
أم كيف يَنطِقُ بالقبيحِ مُجاهِرًا والهِرُّ يُحدِثُ ما يشاء فيَدفِن (3)

د- وكأن يسألهم عن دواعي التقديم والتأخير في هذه الأمثلة:
﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4] (4)، ما كل ما يتمنى المرء يدركه (5)، السفاح في دارك (6).

(1) قوله: مُنضِجة الزروع... إلخ؛ تعني: الشمس، فحذفت المسند إليه؛ اختبارًا لتنبه السامع، أو مقدار تنبهه(ع).
(2) قوله: محتالٌ مراوغٌ، بعد ذكر إنسانٍ، فيه حذف المسند إليه؛ ليتيسر الإنكار عند الحاجة.
(3) استفهامٌ إنكاريٌ؛ معناه: كيف إذا فعل القبيح جاهَر بذِكره والهرُّ يُحدِث ما يشاء فيدفنه.
وقوله: يحدث ما يشاء، معناه: أنه عندما يبول، أو يحصل منه شيءٌ يدفنه.
يعني: كأنه يقول: إن الهرَّ أحسن منه[17].
(4) مراعاة فواصل الآيات؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4].
فلو قال: ولم يكن له أحد كفوًا، لاختلفت الفواصل[18].
(5) فيه سلب العموم[19].
(6) تعجيل المَساءة.

إذا أقبل عليك الزمان نقترح عليك ما نشاء (1).
الإنسان جسمٌ نامٍ، حساسٌ ناطقٌ (2).
اللهَ أسأل أن يصلح الأمر (3).
الدهر ملأ فَوْدَيَّ شيبًا (4).

(1) فيه تقديم المسند، وهو (أقبل)، للتفاؤل (ع).
(2) فيه تقديم المسند إليه - وهو الإنسان - لكونه المعرف، وتصوره مقدم على تصور التعريف (ع).
(3) الحصر[20].
(4) أصل الكلام: ملأ الدهرُ فَوْدَيَّ شيبًا، فقدم (الدهر) على ملأ فَوْدَيَّ[21].

﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6] (1).
ثلاثةٌ تشرقُ الدنيا ببهجتِها شمسُ الضُّحى، وأبو إسحاق والقَمَرُ (2)
وما أنا أسقمت جسمي به وما أنا أضرمتُ في القلب نارَا (3)

(1) الاختصاص[22].
(2) تعجيل المسرة[23].
(3) فيه تقديم المسند إليه[24]، وإيقاعه بين الفعل المسند[25] وحرف النفي؛ ليدل على التخصيص.
والمعنى: لستُ المسقم للجسم وحدي، بل شاركني فيه غيري، ولست المضرمَ نارًا في القلب وحدي، بل شاركني فيه غيري.(ع).

هـ- وكأن يسألهم بعد التشبيه عن التشبيهات الآتية:
1 - وقد لاح في الصبح الثريا كما ترى كعُنقود ملَّاحيَّةٍ حين نوَّرا
2 - كأنما النار في تلهُّبِها والفحم من فوقها يغطيها
زنجيةٌ شبَّكت أناملها من فوق نارنجة لتخفيها (2)


(1) تشبيه تمثيل؛ لأنه مكونٌ من صوره المتعددة[26].
(2) تشبيهٌ مقلوبٌ؛ لأن الزنجية لا تشبه بالنار، وإنما العكس، وهو أيضًا تمثيلٌ[27].
3 - وكأن أجرامَ النجوم لوامعًا دررٌ نُثِرْنَ على بساط أزرق (1)
4 - عزماته مثل النجوم ثواقبًا لو لم يكن للثاقبات أفول (2)
5 - ابذل فإن المالَ شَعْرٌ كلما أوسعتَه حلقًا يزيد نباتَا (3)

(1) تقرير حال المشبه[28].
(2) يقول: إن عزماته قويةٌ، كالنجم الثاقب، مع أن النجم الثاقب يغيب، وعزماته لا تغيب، والغرض: المبالغة[29].
(3) يقول: ابذل المال؛ فإن المال شعرٌ، كلما أوسعته حلقًا زاد نباتًا؛ ولهذا يقولون: إن الشَّعر يَقوى بالحلق.
والغرض: تقرير حال المشبه، أو بيان إمكان المشبه[30].

6- ولما بدا لي منك ميلٌ مع العدا
علَيَّ ولم يحدُثْ سواك بديلُ

صددتُ كما صدَّ الرميُّ تطاولت
به مدةُ الأيام وَهْو قتيلُ (1)


7- ربَّ حيٍّ كميِّت ليس فيه
أمل يرتجى لنفع وضرّ

وعظامٍ تحت التراب وفوق ال
أرض منها آثار حمدٍ وشكر (2)


(1) يحتمل التقبيح، ويحتمل أن المراد بذلك بيان الإمكان[31].
(2) المشبه: حي.
المشبه به: ميتٌ.
وأداة التشيبه: الكاف.
ووجه الشبه قوله: ليس فيه أملٌ يرتجى لنفعٍ وضر[32].
إذًا: هذا مرسلٌ مفصلٌ[33].

8- كأن انتضاء البدر من تحت غيمه نجاةٌ من البأساء بعد وقوع (1)

و- وكأن يسألهم عن المحسنات البديعية فيما يأتي:
1 - كان ما كان وزالا فاطَّرِح قيلًا وقالا
2 - أيها المُعرِض عنا حسبك الله تعالى (2)

(1) النجاة من البأساء بعد وقوعها محبوبةٌ إلى النفوس بلا شك؛ ولذا فالظاهر أن المراد بذلك التحسين [34].
(2) اقتباسٌ في قوله: حسبك الله[35].

2- ﴿ يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ [المؤمنون: 80]، ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾ [الأنعام: 122].
خُلقوا وما خُلقوا لمكرمةٍ فكأنهم خُلقوا وما خُلقوا (1)
3 - على رأس حر تاج عزٍّ يزينه وفي رِجْل عبدٍ قيدُ ذُلٍّ يَشينُه (2)
4 - من قاس جدواك يومًا بالسُّحْب أخطأ مدحَكْ

(1) مطابقة [36].
(2) مقابلة؛ ف: (رأس) يقابل (رِجل)، و(حر) يقابل (عبد)، و(تاج) يقابل (قيد)، و(عز) يقابل (ذل)، و(يَزينه) يقابل (يشينه)، و(في) يقابل (على)[37].

السُّحْب تعطي وتبكي وأنت تعطي وتضحك (1)

(1) طباق مقابلة (تعطي وتبكي) - لأن المطر ينزل دموعًا و(تعطي وتضحك) [38].

5- آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم في الحادثات إذا دجَوْنَ نجوم (1)
6- إنما هذه الحياة متاعٌ والسفيه الغبي من يصطفيها
ما مضى فات والمؤمل غيبٌ ولك الساعةُ التي أنت فيها (2)

(1) الجمع[39].
(2) تقسيمٌ وقصرٌ[40].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-06-2021, 05:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حسن الابتداء والانتهاء، وتمارين بلاغية



7 - لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم يسلو عن الأهل والأوطان والحشم (1)
8 - عاشر الناس بالجمي ل وخلِّ المزاحمه
وتيقظ وقل لمن يتعاطى المزاح: مَهْ (2)

(1) توكيد المدح بما يشبه الذم[41].
(2) جناسٌ تامٌّ في قوله: (المزاحمه - والمزاح مَهْ) [42].

9- فلم تضع الأعادي قدر شاني = ولا قالوا: فلان قد رشاني (1)
10- أي شيءٍ أطيب من ابتسام الثغور، ودوام السرور، وبكاء الغمام، ونوح الحمام (2).

(1) جناسٌ تامٌّ في قوله: (قدر شاني - وقد رشاني) [43].
(2) سجعٌ[44].

11- مدحتُ مجدك والإخلاص ملتزمي فيه وحسن رجائي فيك مختتمي (1)
ولا يصعب على المعلم اقتفاء هذا المنهج، والله الهادي إلى طريق النجاح.

(1) براعة الختام في قوله: وحسن رجائي فيك مختتمي[45].


[1] كتاب بلوغ المرام متن حديثي ذكر فيه ابن حجر رحمه الله طائفة كبيرة من أحاديث الأحكام التي يستدل بها الفقهاء، وهو مختصر جدًّا، حتى إنه رحمه الله يقتصر غالبًا من الحديث على موضع الشاهد، وقد يسوق حديثًا أصله في صفحتين، في نحو سطر أو سطرين، وقد قام فضيلة الشيخ الشارح رحمه الله بشرح هذا الكتاب في ستين ومائتي شريط.

[2] قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للبلوغ في الشريط الأول: وفي قوله: حديثًا، براعة استهلال، وهي معروفة في علم البديع، وبراعة الاستهلال: هي أن يأتي المتكلم في أول كلامه بما يدل على موضوع كلامه؛ يعني: أنه استهل كلامه بما يدل على موضوع الكلام، لكن بغير تصريح؛ ولهذا تُسمى: براعة؛ أي: حفظًا وذكاء، وبراعة الاستهلال هنا أن الكتاب في الحديث؛ اه.

[3] قول الشاعر: بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله؛ أي: يا كهفًا يأوي إليه غيره من أهله، والمراد بأهله جنسه، بدليل ما بعده.
والكهف في الأصل: الغار في جبل يُؤوى ويلجأ إليه، ثم استعمل في الملجأ مطلقًا كما هنا.
وقوله: وهذا، الإشارة لقوله: بقيت...إلخ.
وقوله: للبرية؛ أي: للناس، وما يتعلق بهم.
وقوله: شامل، ووجه شموله للبرية: أنه لما كان بقاؤُه سببًا لنظامِ البرية؛ أي: كونهم في نعمة، وسببًا لصلاح حالهم برفع الخلاف فيما بينهم، ودفع ظلم بعضهم عن بعض، وتمكن كل واحد من بلوغ مصالحه، كان الدعاء ببقائه دعاءً بنفع العالم، وإنما أشعر هذا الدعاء بانتهاء الكلام؛ لأنه لا يبقى عند النفس ما يخاطب به هذا المخاطب بعد هذا الدعاء؛ لأن العادة جرت بالختم بالدعاء، فإذا سمع السامع ذلك لم يتشوَّق لشيء وراءه.
وعلى هذا فيمكن أن يكون في إتيان هذا البيت بآخر الكتاب إشارة إلى أن هذا الكتاب قد ختم، فلا يتشوق الطالب بشيء وراءه، وإلى أن مؤلفه كان يدعو له بأنه يبقى بين أهله، وهم أهل العلم، بقاء الدهر؛ لأن بقاءه لكونه متضمنًا لزُبد جميع ما صنف في هذا الفن نفع لجميع البرايا، نفعنا الله به وبسائر ما علمنا، وختم لنا ولجميع المؤمنين بالحسنى.

[4] أجاب الطلبةُ الشيخ الشارح رحمه الله عن هذا الأسئلة، وكان الشيخ رحمه الله يُقرر أجوبتهم الصائبة، ولكن ربما كان صوت الطلبة لا يظهر في بعض الأسئلة، فيوافقهم الشيخ على إجابتهم من غير تكرارها؛ لذا تعذر علينا كتابة هذه الأجوبة من فِي الطلبة؛ ولذا لجأنا إلى نقل إجابات هذه الأسئلة من كتاب (حُسن الصياغة)؛ حيث قد تفضل فضيلة الشيخ علم الدين بالإجابة على هذه الأسئلة كلها في نهاية شرحه لكتاب دروس البلاغة.
وليُعلمُ أن ما كان من إجابة الشيخ علم الدين فإننا نكتب إلى جوار الإجابة حرف (ع)، والله الموفق.

[5] بتكرار كل من العين المهملة والفاء أربع مرات.

[6] لأن كُلًّا منهما يصح أن يقال لقائله: إنه صادق فيه، أو كاذب، من حيث ذاته، وإلا فكلاهما مقطوع بصدقه.
الأول منهما بحكم البداهة، والثاني منهما؛ لكونه من أخبار الله تعالى وأقواله.

[7] ليُعلم أن قولك (توكيد) أفصح من (تأكيد)؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ﴾ [النحل: 91]؛ قاله الشيخ الشارح رحمه الله في هذا الشرح.

[8] وقال الشيخ علم الدين في (حسن الصياغة) ص168: إن المعنى المستفاد منه هو التعجيز؛ اه.

[9] إنما فصل الشيخ الشارح رحمه الله في الإجابة على هذا السؤال؛ لأن النسخة التي لديه المثال المذكور فيها هكذا: لا ترجع في غيك، بلفظ (في)، وهذا خطأ، والصواب "عن"، حسن الصياغة ص168، والحواشي النقية ص121، وشموس البراعة ص169؛ ولذلك فإن هذا النهي المراد به التهديد قولًا واحدًا.

[10] وأداته (ليت)، وهي أصلية.

[11] وقال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص168: إنشاء من نوع التمني أيضًا، وأداته (لو)، وهي غير أصلية، عدل إليها للدلالة على عزة مُتمناه؛ اه.

[12] وقال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص169: فيه ذِكرُ المسند إليه؛ إما للتلذذ، أو للتسجيل على السائل؛ حتى لا يتأتى له الإنكار؛ اه.

[13] وقال الشيخ علم الدين في (حسن الصياغة) ص169: فيه ذِكر المسند إليه للإهانة؛ اه.

[14] بدلالة القرائن عليه.

[15] وقال الشيخ علم الدين في (حسن الصياغة) ص169: قوله: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى ﴾ [الليل: 5] إلخ، وقوله: ﴿ فَخَلَقَ فَسَوَّى ﴾ [القيامة: 38] إلخ، فيهما حذف المفعول؛ للمحافظة على الفاصلة؛ اه.

[16] وقال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص170، 169: قوله: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ [يوسف: 18]؛ أي: فأمري صبرٌ جميل، ففيه حُذف المُسند إليه؛ لتكثير الفائدة؛ اه.

[17] وقال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص170: قوله: فيدفن؛ أي: فيدفنه، فحذف المفعول؛ للمحافظة على القافية؛ اه.

[18] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص170: قوله تعالى: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]، فيه تقديم المُسند، وهو (كفوًا) على المسند إليه وهو (أحد)؛ للمحافظة على الفاصلة، على رأي بعضهم، والذي في كتب التفسير: أن التقديم للمبادرة إلى نفي المثل؛ اه.

[19] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص170: وقوله: ما كل ما يتمنى المرء يدركه، فيه تقديم حرف النفي، وهو (ما) على لفظ العموم، وهو (كل)؛ ليدل على سلب العموم ونفي الشمول، والمعنى: لا يدرك المرء جميع مايتمناه؛ اه.

[20] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص171: قوله: اللهَ أسأل أن يصلح الأمر، فيه تقديم المفعول على الفعل؛ ليدل على التخصيص؛ أي: أسأل الله، لا أسأل غيره؛ اه.

[21] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص171: فيه تقديم المُسند إليه - وهو الدهر - لأنه الأصل؛ اه.

[22] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص 171: قوله: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ ﴾ [الكافرون: 6] إلخ، فيه تقديم المسند؛ لإفاده قصر المسند إليه على المسند؛ أي: دينُكم مقصور عليكم، وديني مقصور عليَّ؛ اه.

[23] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص171: قوله: ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها...إلخ، فيه تقديم المسند إليه - وهو ثلاثة - وتأخير المعدود؛ للتشويق إليه؛ لأن الإنسان إذا سمع العدد مجموعًا يشتاق إلى معرفة تفصيل آحاده؛ اه.

[24] وهو قوله: (أنا)، في شطري البيت.

[25] وهو قوله: (أسقمتُ)، و(أضرمتُ).

[26] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص172: هذا البيت لأُحيحة بن الجلاح -كما تقدم - وقيل: لأبي قيس بن الأسلت.
والتشبيه فيه: تمثيل مرسل مجمل.
المشبه: هيئة الثريا الحاصلة من اجتماع أجرام مشرقة مستديرة.
والمشبه به: هيئة عنقود العنب المنور.
والجامع: الهيئة الحاصلة من اجتماع أجرام منيرة مستديرة في كلٍّ.
والأداة: الكاف
والغرض: بيان حال المشبه؛ اه.

[27] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص172: قوله: في تلهُّبِها؛ أي: في حالة صيرورة لهب واتقاد لها، واللهب لسان النار.
وقوله: نارنجة، واحدة نارنج: ضرب من الليمُون، تعرفه العامة بليمون بو صفير.
وقوله: لتخفيها؛ أي: لتخفي الزنجيةُ النارنجة.
والتشبيه في هذا البيت تمثيل مرسل مجمل.
المشبه: هيئة الزنجية المشبكة أناملها من فوق نارنجة.
والجامع: الهيئة الحاصلة من ارتفاع أجرام مستنيرة على احمرار عن جِرم أسود.
والأداة:كأنما.
والغرض: استطراف المشبه؛ أي: عده طريفًا بديعًا؛ لإبرازه في صورة غير مألوفة؛ اه.

[28] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص173: هذا البيت لأبي طالب الرقي، والتشبيه فيه تمثيل مرسل مجمل.
المشبه: هيئة النجوم اللامعة في كبد السماء.
والمشبه به: هيئة الدرر المنتثرة على بساط أزرق.
والغرض: استطراف المشبه لإبرازه في صورة نادرة الحضور؛ اه.

[29] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص173: قوله: ثواقبًا، جمعُ ثاقبة؛ أي: خارقة ومضيئة.
وقوله: أفُول، بضم الهمزة؛ أي: غيبوبة تحت الأفق الغربي.
والتشبيه في هذا البيت محذوفٌ جميع أركانه؛ لأنه معلق على شرط قد حُذف؛ اكتفاءً بدليله؛ أي: لو لم يكن للثاقبات أفول، لكانت عزماتُه كالثاقبات، وهذا المحذوف مجمل غير تمثيل.
المشبه: العزمات.
والمشبه به: النجوم.
والجامع: الحرق والإضاءة في كلٍّ.
والغرض: تقرير حال المشبه.
وأيضًا هذا التشبيه مُبتذل؛ لأن تشبيه العزمات بالثاقبات بشرط ألا يكون لها أفول: غريبٌ، والغرض مدح المشبه؛ اه.

[30] قال الشيخ علم الدين في (حسن الصياغة) ص173:
قوله: ابذل، أمر من البذل؛ أي: أعطِ، وجُدْ بمالك.
قوله: أوسعته حلقًا؛ أي: أكثرت الحلق عليه بنحو الموسى، والتشبيه فيه مؤكَّد وبليغ.
المشبه: المال.
والمشبه به: الشَّعر، وهما حسيان مفردان.
ووجه الشبه الجامع: هو الازدياد بالإذهاب في كُلٍّ.
والأداة: محذوفة.
والغرض: تقرير حال المشبه في نفس السامع بإبرازها فيما هي فيه أظهر؛ اه.

[31] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص173:
قوله: بدا؛ أي: ظهر.
وقوله: العدا، مقصور، جمع العدُو، خلاف الصديق الموالي.
وقوله:لم يحدث؛ أي:لم يتجدد.
وقوله: بديل؛ أي: صديقٌ مُوالٍ بدل عنك.
وقوله: صددتُ؛ أي: أعرضتُ ومِلْتُ عنك.
وقوله: الرمي، فعيل مبالغة، بمعنى اسم مفعول؛ أي: من وقع عليه الرمي كثيرًا.
قوله: مَدةُ، بفتح الميم، وتشديد الدال المهملة؛ أي: امتداد، والتشبيه في هذا البيت غير تمثيل ومُرسل.
المشبه: الشاعر المُعرض عن صديقه.
والمشبه به: الرمي المعرض عن مناضلة راميه.
ووجه الشبه: الإعراض في كُل.
والأداة: الكاف.
والغرض: بيان حال المشبه؛ اه.

[32] والغرض: تشويه المشبه وذمه.

[33] غير تمثيل.

[34] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص173:
قوله: انتضاء؛ أي: خروج.
وقوله: بعد وقوع؛ أي: وقوع في البأس، والتشبيه في هذا البيت مجمل مرسل غير تمثيل مقلوب؛ فإن الشاعر لما رأى الخلاص من الشدة يشبه خروج البدر من تحت الغيم بانحساره عنه، قلب التشبيه لغرض، وهو أن يرى صورة النجاة من البأساء؛ لكونها مطلوبة فوق كل مطلوب أعرب من صورة انتضاء البدر من تحت غيمه؛ اه.

[35] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص176، 175:
قوله: اطرح، أمر من الاطراح - بتشديد الطاء المهملة - أي: ارمِ، ولا تبالِ.
والقيل والقال: اسمان من (قال يقول)، لا مصدران.
وفي لفظ (قال): التورية؛ لأن له معنيين:
أحدهما: قريب ليس بمراد، وهو أنه فعل ماضٍ، لحق به ألف الإطلاق.
والآخر: معنى بعيد هو المراد، وهو أنه اسم بقرينة مصاحبته ل: (قيل)، وهو اسم أيضًا، فيعربان هنا على أنهما مفعول به.
وقال في الإنصاف: هما في الأصل فعلان ماضيان، جعلا اسمين واستعملا استعمال الأسماء، وأُبقي فتحهما؛ ليدل على ما كانا عليه.
قال: ويدل عليه حديثُ نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال، بالفتح؛ اه.
رواه أحمد في (مسنده) 4/ 249 (18179)، والبخاري (1477)، ومسلم 3/ 1341(593)، الحديث رقم (13) في الأقضية، وابن حبان في (صحيحه) (5719)، والطبراني في (الكبير) 20/ 900، والقضاعي في (مسنده) (1089)، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.

[36] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص176:
قوله: ﴿ يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ [المؤمنون: 80]، من قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [المؤمنون: 80] فيه الطباق؛ لأن الإحياء والإماتة، وإن صح اجتماعهما في المحيي والمميت، لكن بينهما باعتبار متعلقهما - أعني الحياة والموت - العدم والملكة، أو التضاد؛ بِناءً على أن الموت عرض وجودي.
وقوله: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾ [الأنعام: 122]؛ أي: ضالًّا فهديناه، فيه الطباق أيضًا؛ لأنه قد عبر عن الموت بالاسم، وعن الإحياء المتعلق بالحياة بالفعل، والموت والحياة بينهما التقابل، كما قلنا آنفًا.
وقوله: مكرمة، في البيت بضم الراء: فعل الكرم.
وبعد هذا البيت:
رزِقوا وما رُزقوا سماح يد فكأنهم رُزِقوا وما رُزِقوا
في كلا البيتين الطباق، ويُخَص باسم السلب والإيجاب، أو طباق السلب؛ لأنه في البيت الأول قد جمع بين فعلي الخلق؛ فأحدهما مثبت، والآخر منفي.
وفي البيت الثاني بين فعلي الرزق؛ أحدهما مثبت، والآخر منفي.

[37] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص176:
قوله: يَزينه، بفتح الياء التحتية؛ أي: يحسنه.
وقوله: يَشينه، بفتح التحتية أيضًا؛ أي: يَعيبه.
في هذا البيت المقابلة بين ستة وستة؛ فقد قابل بين (على) و(في)، وبين (رأس) و(رِجل)، وبين (حر) و(عبد)، وبين (تاج) و(قيد)، وبين (عز) و(ذل)، وبين (يزين) و(يشين)؛ اه.

[38] قال الشيخ رحمه الله في (حسن الصياغة) ص176:
قوله: جدواك، الجدوى العطية، والسُّحْب - بضم السين المهملة، وبسكون الحاء المهملة؛ للوزن - جمع سحاب: الغيم.
وقوله: أخطأ مدحك، بنصب المدح؛ أي: عدل عن طريق مدحك ضالًّا.
في هذا البيت: التفريق؛ فقد عمد إلى شيئين - وهم المخاطب والسحب - المشتركان في نوع الإعطاء، فأوقع بينهما تباينًا بأن المخاطب يضحك والسحب تبكي؛ اه.

[39] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص177، 176:
هذا البيت لابن الرومي، وبعده:
فيها معالم للهُدى ومصابح تجلو الدجى والأخريات رُجُومُ
قوله: إذا دجون؛ أي: أظلمن، فيه الجمع؛ لأنه قد جمع بين ثلاثة أشياء في حكم واحد، كما أن فيه وفي البيت الثاني اللف والنشر المرتب، كما قيل؛ اه.

[40] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص177:
قوله : الغبي؛ أي: القليل الفطنة، الجاهل.
قوله : يصطفيها؛ أي: يختارها.
قوله: والمؤمل؛ أي: الذي تؤمله في الزمن المستقبل.
وقوله: غيب، بسكون الياء التحتية؛ أي: مشكوك فيه، أو غائب عنك.
وفي هذا البيت التقسيم باستيفاء أقسام الشيء؛ لأن الأزمان ثلاثة، لا غير.

[41] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص177:
قوله: النزيل؛ أي: الضيف أو الشخص الذي ينزل معهم في البيت.
قوله: يسلو عن الأهل.. إلخ؛ أي: تطيب نفسه عنهم، ويذهل عن ذكرهم، وهجرهم.
قوله: والحشم، بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة، وهم الخدم، أو من يغضبون له، أو يغضب لهم؛ من أهل وعبيد أو جيرة.
أي: إن كان طيب نفس الضيف بنزوله عندهم عيبًا، فلا عيب فيهم غيره، ومن المعلوم أنه ليس بعيب؛ ففيه تأكيد المدح بما يشبه الذم؛ اه.

[42] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص177:
قوله: المزاحمة؛ أي: المضايقة.
وقوله: مَهْ، اسم فعل مبني على السكون؛ بمعنى انكفف؛ أي: عن المزاح، فيه الجناس بين (المزاحمة) في البيت الأول و(المزاح مه) في الثاني، ويخص باسم الجناس المفروق؛ لاختلاف ركنيه؛ إفرادًا وتركيبًا من كلمتين؛ اه.

[43] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن صياغة) ص177: هذا البيت قبله:
وليت الحكم خمسًا وهي خمس لعمري والصبا في العنفوان
قوله: فلم تضع؛ أي: لم تسقط، ولم تحط.
قوله: شاني، بإبدال الهمزة ألفًا تخفيفًا، والشأن هو ما عظم من الأمور والأحوال.
قوله: قد رشاني، (قد) للتحقيق، و(رشاني) فعل ماضٍ؛ أي: أعطاني الرشوة.
وهي ما يعطى لإبطال حق، أو إحقاق باطل.
وفي هذا البيت جناس أيضًا، ويخص باسم الجناس الملفق؛ لتركيب الركنين جميعًا؛ الركن الأول من ثلاثة أسماء، والثاني من حرف وفعل واسم.

[44] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص177:
قوله: الثغور، جمع ثغر - بفتح المثلثة -: الفم، أو مقدم الأسنان.
وابتسامها: هو ضحكها قليلًا من غير صوت.
قوله: الغمام، هو السحاب، وبكاؤه عبارة عن إمطاره، وانهياره بالماء إلى الأرض.
ونوح الحمام هو سجعه وصوته الذي يشبه بكاء المرأة، مع الجزع.
وفي هذا الكلام السجع في الفاصلتين الأوليين؛ لتوافقهما في حرف الراء، وفي الفاصلتين الأخريين لتوافقهما في حرف الميم؛ اه.

[45] قال الشيخ علم الدين رحمه الله في (حسن الصياغة) ص177:
قوله: ملتزمي فيه؛ أي: ما التزمه في مدحي إياك.
وقوله: مختتمي؛ أي: ما أختم به مدحي لك.
فيه براعة المقطع؛ حيث إن آخر كلامه - وهو مختتمي - مشعر بالتمام؛ اه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 121.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 119.48 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (1.92%)]