|
|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مختصر الدعم التربوي
مختصر الدعم التربوي حسن فاضلي أبوالفضل قد تقرَّر واقعًا أنَّ الفئة المتعلِّمة ليست على قدْرٍ واحد مِن الذَّكاء والاستيعاب، بل ليسَت على قدْر واحد مِن مُكوِّنات الشخصيَّة الإنسانية عمومًا، ولكن لما كان المقرَّر الدِّراسي موحدًا في أهدافه ومراميه على الكل؛ كان لا بدَّ مِن تقليص تلك الفوارق بين المتعلِّمين ويَكون ذلك بالدعم بأنماطه وأشكاله، وهذه المباحِث هي مُختصر قواعد وتجارب الديداكتيك العام حول ذلك وفيه. أولاً: الدعم التربوي: 1- مفهوم الدعم التربوي: هو مُكوِّن مِن مكوِّنات عمليات التعليم والتعلُّم، يَشتغل في سياق المناهج الدِّراسية، وظيفته: تشخيص وضبْطُ وتصحيح وترشيد تلك العمليات مِن أجل تقليص الفارق بين مُستوى تعلُّم المتعلِّم الفِعلي والأهداف المنشودة على مُستوًى بعيد أو قريب المدى، وتتحقَّق هذه الوظيفة بواسطة إجراءات وأنشطة، ووسائلَ وأدواتٍ تُمكِّن مِن تشخيص مَواطن النقص أو التعثُّر أو التأخُّر، وضبط عواملها لدى المتعلِّم، وتخطيط وضعيات الدعم وتنفيذها، ثمَّ فحص مَردودها ونجاعتها، ويَشمل ذلك جوانب التعبير والفهم والتحليل، والتركيب والاستنباط أحيانًا كثيرة، تَشتمل جوانب القراءة، خاصة في جانبها النحوي والصرفيِّ. فالدعم إذًا متعلق برصد كل أشكال النقص والتعثُّر الظاهِرة أو الخفيَّة؛ مِن تعلُّم المتعلم، ثم تَصحيح ذلك، وتتبع آثاره؛ مِن أجْل السعي في توحيد مستويات المتعلمين المعرفية والمهارية والسلوكية، ولا يكون ذلك إلا في الحالات التي لم تحقِّق مُستوى متوسِّط مجموعة الفصل. 2- أهداف الدعم التربوي: تأمُل بيداغوجيا الدعم في: أ - تطوير المردودية العامة لمَجموع القسم مِن خلال تحسين الأداء التعلُّمي للفئة المتعثِّرة. ب - تجاوز أي شكل مِن أشكال التعثُّر أو التأخُّر الدراسيَين لدى المتعلِّم. ج - إعطاء فُرصة للتلميذ لتدارُك مَجالات ضعفه، وبالتالي تقليص الفارق الحاصل بين التلاميذ، وهذا يُسهِّل الانطلاق بهم لمستوًى شبه موحَّد نحو الدرس الجديد[1] إذا تعلَّق الدعم بالدرس الواحد، وقد يتعلَّق بالوَحدة كما قد يتعلَّق بعناصر متفرِّقة مِن المنهاج الدراسي، أو بتعلُّمات كانت مدرجة في مستويات تعلُّمية سابقة لم تُستدرك في الدعم. د - تسهيل عمليات التعليم عند المدرس؛ من خلال اعتِماد طريقة موحَّدة على مجموعة الفصل في النقل الديداكتيكي مِن المُستويات العالِمة إلى المستويات التعليمية. ثانيًا: أنماط الدعم التربوي: أنماط الدعم وأشكاله كثيرة ومُتنوعة؛ باعتبارات مُتعدِّدة، راجعة إلى طبيعة المؤسَّسة الداعمة، وإلى فضاء الدعم ومَجاله، وإلى زمن ولحظة الدعم؛ منها: 1 - دعم نظاميٌّ ودعمٌ موازٍ: فالدعم النِّظامي هو ذلك الدعم الذي يتمُّ داخلَ المؤسَّسة، ويُجريه كل الشركاء في العمل الدراسي؛ مِن مدرِّسين ومراقبين تربويين، ومُستشارين في التخطيط والتوجيه المَدرسيَين، وفعاليات أخرى... أما الدعم الموازي فيقصد به الدعم التكميلي الذي يَستفيد منه المتعثِّر دراسيًّا، وهو غير مُلزم بالحُضور إلى قاعة الدَّرس؛ كأنشطة التَّلفزَة والبرامج التربوية التي تُخصِّصها بعض القنوات التلفزية لهذا الغرض بالذات، وكل المؤسَّسات الأخرى ذات الطابع التربوي. وإذا كان المدرِّس يتحمَّل كامل المسؤولية في الدعم النظامي، فإن الوزارة الوصيَّة تخلَّت عن دورها في الدعم الموازي؛ إذ نسجل الغياب شبهَ التام لهذا النوع مِن الدعم، إلا متفرِّقات هنا وهناك، مع طابع رَداءة الجودة، بينما يجتهد الإعلام عمومًا في تمرير كثير مِن دروس العنف ورسائل الانحِراف؛ مِن خلال طبيعة المادة الإعلامية المعروضة، وكثيرًا ما حدَثت جرائمُ كان سببها مُحاكاةَ مادة إعلامية ما، سواء كانت فيلمًا أو رسومًا متحرِّكة أو برنامجًا أو إشهارًا أو غير ذلك. وسيَحصُل المزيد مِن ذلك ما دام الإعلام لا يَخضع لأية رقابة تُذكَر كانت؛ تربوية، أو نفسية، أو قانونية، أو عقَدية، وهذا حال جميع البلدان التي دعمَت الرقص وأهملت التعليم، وأخلصَت للمُحتلِّ وتنكَّرت للأصل! 2 - دعم داخلي ودعم خارجي: يُقصَد بالدعم الداخلي ذلك الدعم الذي يرصده المدرِّس للتلميذ المتعثِّر داخل القسم في شكل أنشطةٍ داعمة في مُختلِف الوحدات التعليمية، وفي شكل خطَّة يُراعي فيها المتعلِّمون المستهدَفون حاجاتهم مِن الدعم من جهة، واختيار الأنشطة والأدوات التعليمية الداعمة من جهة ثانية... أما الدعم الخارجي فهو الدعم الذي يتمُّ خارج الحصص النظامية؛ كالدروس الخصوصية، وأنشطة التقويم التي يُطالب بها التلاميذ؛ كفروض أو واجبات تُنجَز خارج حجرة الدرس. 3 - دعم فوري ودعم مرحلي: يُقصد بالدعم الفوري الدعم المباشِر الذي يتمُّ في شكل تدخُّلات لحظية صريحة مِن طرف المدرس داخل القسم خلال عملية التدريس... أما الدعم المرحلي فيقصَد به مُختلِف الإجراءات والعمليات الداعمة التي تُرافق وتُزامن الفعل التعليمي التعلُّمي[2] في مراحلِه الزمنية المختلفة والمتتابعة، وفي دروسه ووحداته المتنوِّعة، وغالبًا ما يتَّجه الدعم الفوري نحو تصحيح مفاهيم أو معلومات، أو تحسين سلوكات، فيما يتَّجه الدعم المرحلي نحو جوانب الفهم والتحليل والتركيب التي تَحتاج إلى مَزيد من الوقت والمتابعة. 4 - دعم فردي ودعم جماعي: يُقصد بالدعم الفردي ذلك الدعم والتصحيح الذي يُقدَّم لفرد واحد مِن مجموعة الفصل، والمتعلِّق بتجاوز تعثُّرات سابقة عن الوحدة الآنية، أو تعثُّرات صَحِبها المتعلم من مستويات دراسية سابِقة. فيما يُقصد بالدعم الجماعي: ضبط وتصحيح تعثُّرات مُشتركة لبعض أو لكل أفراد الفصل، تَنتمي زمنيًّا للدرس الآني، ولا تتجاوز الوحدة الآنية، فإذا تجاوزَتْها - زمنيًّا - كان الأمر دعمًا فرديًّا. ثالثًا: العمليات الأساسية التي يقوم عليها الدعم داخل الفصل: يُمكن إيجاز هذه العمليات في: 5- حصْر المظاهِر السلوكية التي تدعو إلى إدخال أساليب الدعم، وهذا يعني: ضبْط مُختلف مظاهر القصور والتعثُّر لدى المُتعلِّم، ويُمكن ذكر بعض المظاهر السلوكية أمثلة على الشكْل التالي: • صعوبة الفهم. • فقدان الاهتِمام. • عدم القدرة على التركيز والانتباه. • تقصير في إنجاز الواجبات. 6- تشخيص السلوك الذي سيَخضع للدعم، وهنا يلزم أن يطال التشخيص - بل كل إجراءات الدعم - مَجالات الشخصية الأساسية عند المتعلِّم، وهي: • المجال المعرفي. • المجال العاطفي. • المجال المهاري. علمًا أن البعد (الوجداني / العاطفي) يُشكِّل في كثير من الحالات الإطار الذي يتمُّ فيه وعبره فعلاً التعلُّمُ والاكتساب[3]؛ فقد تكون العاطفة والوجدان محفزًا على التعلُّم والاكتِساب، كما أنها قد تكون عائقًا أمام التعلُّم والاكتِساب؛ وذلك أنَّ الرغبة في الشيء أو عدمَها نابعةٌ مِن الوجدان، خصوصًا أن الكتاب المدرسي أغفل كثيرًا جانبَ التحبيب والتشويق؛ ولذلك يكون الإقبال على قدْر التأثير بالتشويق والمُتعة، وهذا ملاحَظٌ في كتب التعليم النظامي، بخلاف برامج وكتب التعليم الخصوصي التي تشدُّ على هذا المُعطَى بقوة. وتفسير هذا التغايُر المقصود راجع إلى رأسمالية جماعات الضغط المتحكِّمة في لِجان تأليف الكتب المدرسية بما يخدم مؤسَّساتها الخصوصية، والمُتحكِّمة في توجه الدولة في السياسة التعليميَّة العمومية؛ إذ نجد أنَّ كل قرارات السياسة في التعليم العمومي تسير في نحر ما بقي من إشعاع التعليم العمومي، انطلاقًا من دفتر التحمُّلات المتعلق بتأليف الكتاب المدرسي ولجان التأليف، وصولاً إلى حالة المدرس العمومي الأمنية والاجتِماعية والنفسية و... إلخ. [1] كتاب مرجعي في الدعم التربوي، وزارة التربية الوطنية، ص24. [2] سلسلة التكوين التربوي، رقم 6، خالد المير وإدريس قاسمي، ص 42 - 47 (بتصرف). [3] الكافي في امتحانات الكفاءة المهنية، امحمد إحمدي ومحمد بوفوس، ص 331.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |