التعامل مع غير المسلم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3878 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6955 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6422 )           »          الأخ الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 194 )           »          الحفاظ على النفس والصحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          يوم القيامة {يوم يقوم الناس لرب العالمين} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2020, 01:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,914
الدولة : Egypt
افتراضي التعامل مع غير المسلم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية

التعامل مع غير المسلم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية

يوسف الشاطر




رغم ما يُروَّج من شُبَهٍ وأباطيلَ تصف الإسلام بدين السيف، ونَبْذ الآخر المخالف في العقيدة، وعدم الاعتراف به، فإن الناظرَ المحقِّق في تاريخ الإسلام سيجد صورةً مناقِضة تمامًا لِما سبق، صورة شعارُها الاعتراف بالآخر والتسامح معه؛ فقد وفَّر الإسلام لغير المسلمين كلَّ ظروف العيش الآمن والمستقر، منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا، فاسحًا لهم المجالَ لممارسة شعائرهم، والتمتع بحرياتهم، بل والتمكين لهم داخل بلاد الإسلام.

لقد كان القرآن الكريم هو دستورَ المسلمين في التعامل مع مخالفيهم في الدين، فوضع قانونًا عامًّا التزم به الرسولُ صلى الله عليه وسلم والمسلمون في جميعِ عصورهم وديارهم، وهو: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256][1]، فلم يُجبِر أحدًا على اعتناق الإسلام مكرهًا، بل ترك الناس وما اختاروا لأنفسهم من الدين، حتى إن الله سبحانه وتعالى أنكر على رسوله صلى الله عليه وسلم شدةَ حرصِه على إسلام المشركين من أهل مكة: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 99][2].

تقول المستشرقة الألمانية زغريد هونكه معقبة عن هذا المبدأ:
"... وبِناءً على ذلك، فإن العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبةِ الدخولَ في الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشعَ أمثلة التعصب الديني وأفظعها، سمح لهم جميعًا - دون أي عائق يمنعهم - بممارسة شعائر دينهم، وترك المسلمون لهم بيوتَ عبادتهم وأَدْيِرَتهم وكَهَنتهم وأحبارهم دون أن يمسُّوهم بأدنى أذى"[3].

كما حثَّ القرآن الكريم على المعاملة الحَسَنة مع المسالِمين من غير المسلمين[4]، وأحل طعام أهل الكتاب ومصاهرتهم[5]، ودعا إلى مجادلتهم بالتي هي أحسن[6].

هذا الدستور الذي سنَّه القرآن الكريم في التعامل مع أهل الكتاب، وجد تطبيقه العملي على أرض الواقع في كل عصور الإسلام وفي كل بلاده، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةَ المسلمين في ذلك، فقد روي عنه أنه كان يحضر ولائمَهم، ويعودُ مرضاهم، ويُحسِن إلى محتاجهم، وروي أنه كان يقترض مِن أهل الكتاب نقودًا ويرهن عندهم أمتعتَه، حتى إنه تُوفِّي ودرعُه مرهونة عند يهودي بالمدينة في دَيْن عليه، وكان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.

يقول أحمد شلبي: "لا عجزًا من أصحابه عن إقراضه؛ إذ كان منهم الموسرون، بل كان يفعل ذلك تعليمًا للمسلمين وإرشادًا"[7].

ولَمَّا زاره وفد نجران النصراني، استقبلهم في مسجده، وفرش لهم عباءته وأجلسهم عليها، وعندما حان وقت الصلاة قاموا متوجهين نحو المشرق ليصلوا صلاتهم، فقام المسلمون لمنعهم عن ذلك، فنهاهم عن ذلك، وتركهم يصلون في طمأنينة[8].

وعندما فتح مكة، وكان المسلمون آنذاك أكثر قوةً وأكثر عددًا، عفا عن المشركين، ولم يلحق بهم أي أذى رغم كل ما فعلوه به عندما كان بين ظهرانيهم، بل قال لهم قولتَه الشهيرة: ((يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم؟))، قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: ((اذهبوا؛ فأنتم الطلقاء))[9].

وروي عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ((مَن آذى ذميًّا فأنا خصمه، ومَن كنت خصمه خصمته يوم القيامة))[10]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قتل رجلًا من أهل الذمة، لم يجد ريح الجنة))[11]، وكتب عهدًا إلى يهود المدينة جاء فيه: ((لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم، إلا من ظلم وأثم))[12].

هكذا كان تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين، كله تسامح ورحمة، وهذا ما جعل العديدَ من علماء الغرب يُثْنون عليه ويشيدون بتسامحه[13]؛ منهم "غوستاف لوبون" الذي قال في كتابه "حضارة العرب" فيما يتعلق باليهود، وبالمسيحيين خاصة: وعلى النقيض من الاعتقاد السائد، ظهر محمد معهم في منتهى التسامح والرحمة[14].


[1] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256]، نزلت في مسلمٍ من الأنصار من بني سالم بن عوف، يقال له: الحصين، كان له ابنان نصرانيان، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا استكرهتهما على الإسلام، فإنهما قد أبيَا إلا النصرانيةَ، فأنزَل الله فيه الآية.

[2] حنفي المحلاوي: ملامح التسامح والعنف والإرهاب في الأديان السماوية، عالم الكتب، ص64.

[3] هونكه زغريد: شمس العرب تسطع على الغرب؛ نقله عن الألمانية فاروق بيضون، وكمال دسوقي، 1993، دار الجيل بيروت، ص364.

[4] يقول الله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].

[5] يقول الله تعالى: ﴿ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [المائدة: 5].

[6] قال تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [العنكبوت: 46].

[7] شلبي أحمد، مقارنة الأديان، الإسلام، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ص165.

[8] ابن هشام، السيرة النبوية، اعتنى به عمر عبدالسلام تدمري، 1990، دار الكتاب العربي بيروت، أربعة أجزاء، ج2، ص42.

[9] السيرة النبوية، ج4، ص53 - 54.

[10] رواه الخطيب البغدادي عن ابن مسعود، وقال: حديث حسن.

[11] رواه الإمام أحمد والنسائي، وسنده صحيح.

[12] السيرة النبوية، ج2، ص144.

[13] يقول الأديب البريطاني جورج ويل (George Wells): "محمد أعظم من أقام دولة للعدل والتسامح"

[14]"En ce qui concerne les juifs, et surtout les chrétiens, Mahomet, contrairement à une croyance très générale, se montre plein de tolérance et de bienveillance " La Civilisation des Arabes, Gustave Le Bon, livre II, p117




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-07-2021, 12:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,914
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التعامل مع غير المسلم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.25 كيلو بايت... تم توفير 2.36 كيلو بايت...بمعدل (3.71%)]