|
|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
دور العقيدة في التربية
دور العقيدة في التربية عبدالله بن محمد الإسماعيل العقيدة هي حجَر الأساس في التربية الإسلامية والحياة ككلٍّ؛ فالبشر يَسيرون وَفقًا للمعتقدات والأفكار التي يعتنقونها، وهي من أهم العلوم على الإطلاق؛ لأن العقائد أصولٌ تبنى عليها فروعه، والأسس التي يقوم عليها بنيانه، والحصون التي لا بدَّ منها لحماية الفكر. وتمثِّل العقيدة الإسلامية أصلَ الحياةِ الكبيرَ، الذي ينبثق منه كل فرعٍ من فروع الخير، وتنطلق به كل ثمرة من ثماره. ولأهمية العقيدة في تربية الأمَّة؛ طالت دعوةُ الهادي البشير عليه الصلاة والسلام إلى غَرسها وترسيخها في النفوس أول الأمر، واستمرَّت الدعوة إليها ملازِمةً الدعوة إلى الشريعة طيلة نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم، وما ذاك إلا لأنَّها الأصل في كلِّ عمل، وهي المؤثر في حُسنه وقوته. والعقيدة هي الهدف الأسمى للتربية الإسلامية، وهي الأساس المعوَّل عليه، ومنها توجد الأهداف التربويَّة ونُظمها وطرائقها، والتربية ليست إلا وسيلةً راقية مهذبة لدعم العقيدة، وهي السعي الحثيث المتواصل الذي يقوم به الآباء والمربُّون لإنشاء أبنائهم على الإيمان بالعقيدة التي يؤمنون بها، والنظرة بها إلى الحياة والكون، والإنسان لا يكون إنسانًا إلا بالتربية، وهي عبارة عن اتباع الأصول التي جاء بها الأنبياء والمرسلون من الأحكام والحكم والتعليم. ومن هنا فالعلاقة بين العقيدة والتربية على درجةٍ من القوة والعمق، بحيث يمكن أن يؤدِّي انفصالهما إلى تعطيل لمهمة الطرفين، فعقيدة بدون ترجمة سلوكية لن تبرح حدود النظر والفكر، وتربيةٌ بلا استناد إلى عقيدة تعني سيرًا بلا دليل، فمن يتربى تربية صحيحة تخالط كيانه، وتطابق فطرته، وتوافق عقله الصريح، تظهر قوته بصورة لا تقارن بقواه المادية. ويظهر كل هذا جليًّا في قوة وتماسك المجتمع المسلم الذي أسَّسه وبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، بعد أن تربى على أسس العقيدة ومبادئها طيلة ثلاث عشرة سنة، واستمرت بعد ذلك متوازيةً مع بقية الأحكام، فخرَّج نماذج فذَّة كانت أعمدة راسية حملت الإسلام على عاتقها ونشرته في بقاع الدنيا. فالعقيدة من أهم أسرار بناء نهوض الشعوب والأمم إذا استثمرت، ووجهت توجيهًا صحيحًا والعكس صحيح، ورأينا ذلك في بناء أساس أمَّة الإسلام في مكة، وفي عصرنا الحالي كما في اليابان وألمانيا - رغم خلل عقيدتهم - حين استثمروا هذا الأمر لبناء دولهم بعد دمارها، والمتتبع لنظم التربية في الدول المتقدمة يجد أثرَ الفكر الديني والعقدي في ذلك. واليوم يبحث المسلمون عن إعادة أمجادهم والحفاظ على هويتهم، ولا يتأتى ذلك إلا بعقيدة صافية لا خلط فيها، وهي التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، وربى عليها أصحابه، ومن ثم عليهم الإدراك الواعي للمقتضيات والتكاليف التي جاءت بها العقيدة في كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام، ويتلو ذلك تربيةٌ تحول هذه العقيدة إلى حقيقة سلوكية قائمة في عالم الواقع، وهذه التربية تحتاج إلى ترسيخ معاني ومبادئ العقيدة الإسلامية وتعميقها؛ حتى تصبح يقينًا قلبيًّا ينبني عليه سلوكٌ واقعي، يقينًا لا يزلزله الرخاء والسعة. والعقائد أسس لا يمكن أن يبنى عليها بناء صالح قوي متماسك إلا من خلال نظام تربوي يدعمها ويثبّتها وينشر مبادئها. المراجع: • صالح ذياب الهندي: دراسات في الثقافة الإسلامية. • حسن أيوب: تبسيط العقائد الإسلامية. • سيد قطب: في ظلال القرآن. • أحمد بن ناصر الحمد: العقيدة نبع التربية. • عبد الرحمن النحلاوي: أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع. • مكتب التربية لدول الخليج العربية: من أعلام التربية العربية والإسلامية. • محمود خليل صالح أبو دف: مقدمة في التربية الإسلامية. • مقداد يالجن: منهج أصول التربية الإسلامية المطور.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |