آفة القات والتقسيط (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826444 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3907 - عددالزوار : 374334 )           »          سحور 9 رمضان.. حواوشي البيض بالخضار لكسر الروتين والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 283 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 361 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 480 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 380 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 376 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 382 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2021, 04:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي آفة القات والتقسيط (قصة)

آفة القات والتقسيط (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه


إنَّه معلمٌ حاصلٌ على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة إب، عَمِل في مجال التدريس منذ زمن، كانت حياتُه مليئةً بالأمل والحب والحنان، عاش مع أسرته عيشةً بسيطةً كبقية زملائه، إنه مرتَّب نظيف، حياتُه تسير بنظام واستقرار.

عند عودته إلى المنزل، تُسَارع طفلتُه الصغيرة لتَنظر ماذا أحضر بيده؛ فهو الذي لا ينساها.

ما إن يتسلم راتبَه حتى يُوصلَه إلى يد زوجته؛ لتشتري مستلزمات البيت مِن غاز ودقيق وكلِّ ما يطلبه مطبخُها، تصرف للبيت بقدر الحاجة وتدَّخرُ ما تبقى.

ظلت حياتهم على هذه الحال، وفي يوم من الأيام، كان سمير جالسًا مع زملائه في المدرسة، فجاء أحدُ أولياء الأمور لِيُكَرِّمَ المعلمين، فقد صنع حفلة بسبب نجاح ولده؛ فقرر المعلمون الذَّهاب إلى الحفلة، فقال بعض الزملاء: من العيب أن نسير دون أن نشتري قاتًا.

تَوَجَّهَ الجميع إلى السوق لشراء القات، وأخذوا معهم زميلَهم سميرًا.

قرَّر سمير ألَّا يأكلَ القاتَ؛ فألحَّ عليه زميله شاكرٌ إلَّا أن يشتريَ القات ولو على حسابه، وبعد إلحاحٍ فتح سمير حسابًا له عند بائع القات.

وفي اليوم الثاني، ألحَّ عليه زميله شاكر أن يشتري قليلًا من القات ولو بسعر زهيد؛ فإن بعض الزملاء سيأتون إلى المدرسة؛ فخرج سمير مع زميله شاكر.

وهكذا كل يوم، يأتي شاكر وبقية زملائه بحيلة؛ حتى يشتريَ سمير القات.
استمر سمير على هذا المنوال حتى نهاية الشهر، ولم يعلم أن بائعَ القات يدوِّن كلَّ ما يأخذه من قات.

وبينما هم جالسون في مجلس من المجالس، دخل أحد الزملاء، وفي يده أوراقٌ، سأله الجميع: "ماذا في يدِك اليوم من أوراقٍ يا مجاهدُ؟"، فقال: "إنها أوراق تقسيط من إحدى الشراكات"، وبدأ مجاهد يُرغِّب زملاءه في التقسيط، وكيف أنه يَحُلُّ مشاكل الناس.

وبعد خمسة أيام من انتهاء الشهر، جاء الراتب، فتفاجأ سمير أن عليه لبائع القات عشرين ألف ريالٍ!
فكَّرَ، كيف سيذهب إلى زوجته ويُسلِّمُ إليها أربعين ألف ريالٍ، وهو كل شهر يُسَلِّمُ إليها ستين ألف ريالٍ؟

تذكر كلام زميله مجاهد (التقسيط)؛ فأسرع إلى زميله وطلب منه أن يعطيَه ورقة تقسيط؛ فأعطاه مجاهد الورقة.

أخذها إلى مدير المدرسة حتى يوقعها، نظر إليه مدير المدرسة باستغراب؛ فقال له: "ألهذا الحدِّ تريد التقسيط؟ ألك حاجة يا سمير؟"، قال سمير: "لا".

فقال له المدير: "التقسيط لا، تَذَكَّرْ كلامي جيدًا يا أستاذ سمير".

لم يتعظ سمير من كلام مديره، فأخذ الورقة واتجه صوب الشركة وأخذ ثلاجة بمبلغ ١٥٠ ألف ريال، على أن يدفع مبلغًا وقدره ١٠ آلاف ريالٍ شهريًّا.

أخذ سمير الثلاجةَ، وباعها بمائة ألفِ ريالٍ.

وأسرَعَ - كالعادة - إلى زوجته وسَلَّمَ إليها المبلغ، وأخذ بقية فلوس الثلاجة، وكعادته، يشتري القات ويلهو مع أصدقائه.

وصل في الشهر الثاني دَيْنُهُ من القات إلى ثلاثين ألف ريالٍ؛ فأراد أن يأخذ ورقة تقسيط مرة أخرى، لكن هذه المرة قَصَّدَ براتبه كاملًا ولم يدخر منه إلا خمسةَ آلافِ ريال.

كانت طفلته الصغيرة - كعادتها - تنتظر والدها، ماذا سوف يعطيها؟ فكانت لا ترى معه إلا أعواد القات يجلبُها معه.

تقدمت إليه يومًا قائلةً: "بابا بابا، ما لي أراك لا تجلبُ معك إلَّا هذه الأعواد؟ لِمَ لَمْ تجلِبْ لي ما كنتَ تعطيني من قبل؟ أنسيت أن لك بنتًا صغيرةً؟ بابا، إني أرى الأطفال يأكلون في المدرسة وأنا لا آكل! ألم تعد تُحِبُّني كما كنت؟!".

دارت الأيام، وعلمت زوجته بالخبر؛ فجُنَّ جنونُها!
لامَتْهُ، لكنْ لا فائدة!
كانت تصرف ما تبقى مما ادخرت من الشهور الماضية.

وفي يوم من الأيام، أصيبت ابنته الصغيرة بمرض، أسعَفَها إلى المَشْفَى، وهناك لم يعرف الأطباء ما المرض الذي في تلك الصغيرة!

لم يكن لسمير مالٌ ولا راتبٌ، بل كان لزوجته بعض جنيهات من الذهب؛ فباعها لعلاج فرخه الصغير.
نصحه بعض الأطباء بأخذ الطفلة إلى مستشفى راقٍ؛ ليعرِف ماذا في طفلته.

ذهب يفتش ماذا تبقى من مالٍ أو جنيهاتٍ مع زوجته، لكنْ تفاجأ أنْ لا شيءَ معها! ذهب إلى أصدقائه وزملائه حتى يقرضوه مالًا، جَمَع له بعض الأصدقاء قليلًا من المال، لكنه لم يكفِ رقود ليلة في المشفى!

ذهب إلى كل مكان حتى يجد من ينقذ حياة طفلته، لكنْ لا جدوى من ذلك؛ لامَتْه زوجته قائلةً له: "كنا في أحسن حال، ومن حين شاركت في التقسيط وأكلت هذه الشجرةَ الملعونة، لم نرَ إلا الشر! ها هي ابنتك تموت يومًا بعد يوم بين يديك"، وكان كلما عاد إلى المنزل تسمع صغيرتُه صوتَه؛ فتنادي: "بابا بابا، أنقِذ حياتي، أرجوك أرجوك، لا تتركْني أصارع الموت".


وفي اللحظات الأخيرة، وهو في ممر المشفى، رآه رجل، فسأله: "ما لي أرى عينيك تنهمر بالدمع يا ولدي؟"، حكى سمير مرض ابنته؛ فقال الرجل: "لا عليك يا ولدي".

تقدَّم الرجل إلى الصندوق ووضع شيكًا مفتوحًا لعلاج تلك الطفلة، وما هي إلا أيام حتى عادت للطفلة صحتُها.
تَنَدَّمَ سمير على ما بدر منه، وعاهَد زوجته ألَّا يعود مرةً أخرى.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.92 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]