توسعة المسعى والجهة الشمالية أكبر توسعة على مر العصور

[ابوالوليد المسلم]

توسعة المسعى والجهة الشمالية أكبر توسعة على مر العصور

اهتمام كبير ومتعاظم ورعاية شاملة يبديها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - بالحرمين الشريفين، وما أدل على ذلك من أنه - يحفظه الله - بعد توليه الملك استهل هذا العهد الميمون بزيارتين للحرمين الشريفين، فتفقدهما وأشرف على المشروعات والخدمات المقدمة بهما، وأصدر توجيهاته الكريمة بتنفيذ المزيد من المشروعات الكبيرة لتطويرهما، لتؤكد هذه الأعمال الجليلة للعالم أجمع أن لقب خادم الحرمين الشريفين لم يكن لقبا مجردا واحتفائياً، ولكنه دور ومسؤولية وممارسة فعلية ومسمى حقيقي تدعمه كل الشواهد والدلائل والإنجازات المتحققة على أرض الواقع، التي تدل دلالة كبيرة على أن خدمة الحرمين الشريفين هي المسؤولية الكبرى والأولوية الأولى والأهم لهذا القائد المؤمن.

الشغل الشاغل
إن مشروعات توسعة الحرمين الشريفين وإعمارهما هي الشغل الشاغل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي وضع راحة الحجاج والمعتمرين نصب عينيه وفي أول سلم اهتماماته، ووجه بتحقيقها مهما كلف ذلك من جهد ومال، بل أشرف بنفسه - يحفظه الله - عليها وتابع بشخصه تنفيذها وما قيادته - حفظه الله - في مواسم الحج السابقة لقوافل الحجيج وإشرافه الشخصي - أيده الله - عليهم في المشاعر المقدسة إلا دليل عملي على هذا الاهتمام وممارسة واقعية لهذه الرعاية ليتحقق أنجح حج لأكبر موسم حج في تاريخ البشرية، ولتؤكد للعالم أجمع أن تسمي الملك عبدالله بمسمى «خادم الحرمين الشريفين» لم يكن مسمى مجردا واحتفائيا، إنما مسمى حقيقي ودور ومسؤولية وممارسة فعلية، تدعمه كل الشواهد والدلائل والإنجازات المتحققة على أرض الواقع، مما يدل على أن خدمة الحرمين الشريفين تأتي في أول سلم اهتمامات حكومة المملكة.
تطوير المسعى
مشروع توسعة المسعى وتطويره ومضاعفة مساحته الأفقية والعمودية، والذي تم بتوجيهات من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - يعد من المشروعات الكبرى التي يشهدها الحرم المكي الشريف، وقد شمل مشروع التوسعة والتطوير تخصيص المسار الجديد للسعي من الصفا إلى المروة «أي الأشواط الفردية 1-3 - 5 - 7» وتخصيص المسار القديم للسعي من المروة إلى الصفا «أي الأشواط الزوجية 2 - 4 - 6» لتكون التوسعة الجديدة بحجم المسعى القديم نفسه باتجاه الساحة الشرقية، كما أن مساحة المسعى الجديد تبلغ نحو (49) ألف متر مربع أضيفت للمساحة الأولى للمسعى البالغة (29) ألف متر مربع لتصل بذلك المساحة الكلية للمسعى بعد التوسعة الجديدة إلى (87) ألف متر مربع تتسع لنحو (120) ألف شخص في الساعة بعد أن أن كانت تتسع لقرابة (44) ألف شخص في الساعة، فيما تبلغ مسطحات البناء الإجمالية في جميع أدوار مناطق السعي والخدمات (125) ألف متر مربع تقريباً، لتتمكن أفواج الحجاج والمعتمرين من الاستفادة من مشروع توسعة المسعى الشريف بين الصفا والمروة بشكله الجديد ومساحته الواسعة، بعد أن بات استخدام الدور الأرضي بكامل مساريه متاحاً لهم، فضلاً عن تهيئة المسار الشرقي في الدورين الأول والثاني بالكامل، كما تم العمل على ربط المسعى الجديد بسطح المسجد الحرام والعمل على إيجاد مناطق اتصال في الدور الأول تشمل جسورا ومخارج مؤقتة لتسهيل عملية دخول وخروج المعتمرين، فضلاً عن إزالة الرخام للمسعى القديم، وإعادة بنائه من جديد بما يتسق مع المسعى الجديد وتسوية جميع أدوار المسعى القديم بالجديد وتنظيم أعمال الإضاءة والتهوية والصوت داخل المسعى وعمل الأرضيات المؤقتة التي جرى تخطيطها باتجاه القبلة، وذلك بعد أن أقرت لجان عديدة ومختلفة من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومن الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، تنفيذ المشروع بعد أن تمت الاستعانة بهيئة كبار العلماء وعدد من أهل الخبرة والاختصاص لتحديد بداية ونهاية جبلي الصفا والمروة، كما أن هناك العديد من المشروعات الحيوية التي تم تنفيذها لخدمة ضيوف الرحمن خلال الأعوام السابقة، ومنها إنشاء ستة جسور بالمسعى لفصل حركة دخول وخروج المصلين من وإلى الحرم لمن يؤدون شعيرة السعي، حتى يتمكنوا من أداء شعيرتهم بكل يسر وسهولة ودون أي ازدحام أو مضايقة.
توسعة الجهة الشمالية
تعد توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإضافية للحرم المكي الشريف، التي وافق عليها - أيده الله - لتشمل إضافة ساحات شمالية للحرم، واحدة من أبرز هذه الأعمال الجليلة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقد وافق - أيده الله - على تنفيذ مشروع لتوسعة ساحات المسجد الحرام، تشمل إضافة ساحات شمالية للحرم بعمق (380) متراً تقريباً، وأنفاقاً للمشاة، ومحطة للخدمات بمساحة ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريباً، ليدخل الحرم الشريف مرحلة تاريخية جديدة في بنائه، حيث تعد توسعة الملك عبدالله أكبر توسعة على مر العصور، وسترتفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ومساحاته بعد إضافة هذه التوسعة الجديدة إلى مليوني مصل في غير أوقات الذروة، ولتسجل هذه التوسعة الكبيرة بمداد من ذهب في سجل المشروعات الحيوية التي تعمل الحكومة السعودية على تنفيذها في الحرم المكي الشريف، كتوسعة المسعى، وكذلك في المناطق المحيطة به، بكلفة تزيد على (40) بليون ريال سعودي، وتتمثل أبرزها في مشروعات جبل عمر وجبل الكعبة وجبل خندقة، إضافة إلى مشروع الشامية ومستشفى أجياد العام، ومشروع طريق الملك عبدالعزيز.
تعويضات المشروع
الموافقة الكريمة قضت بنزع ملكيات العقارات الموجودة بالمنطقتين الشمالية والشمالية الغربية للحرم بمساحة ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريباً، ورصد أكثر من (6) آلاف مليون ريال تعويضات للمشروع، حيث تم إزالة قرابة (1000) عقار لصالح هذا المشروع الكبير، الذي يهدف في مجمله إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، فيما تم تكليف شركة بن لادن السعودية بتنفيذ أعمال هذه التوسعة الجديدة التي ستساعد في تخفيف التكدس العمراني الهائل الموجود في محيط الحرم المكي الشريف، ولاسيما من الجهة الشمالية، وكذلك في تحسين شكل البيئة العمرانية المحيطة بالمسجد الحرام وفق الشكل الذي يأخذ في الاعتبار مكانة الحرم المكي الشريف وروحانيتة، كما أن مشروع الساحات الشمالية يشمل إنشاء هيكلة حديثة لشبكة الطرق المخصصة للمركبات، وفصلها عن ممرات المشاة ضمن منظومة متكاملة تتصل بثلاثة محاور رئيسة تتخلل المشروع، فضلاً عن إنشاء أنفاق داخلية مزودة وبسلالم كهربائية تسمح بسهولة الانتقال ومرونة الحركة من وإلى الساحات الشمالية للحرم من دون تداخل مع حركة المركبات، ويهدف المشروع إلى تأمين أعلى معايير الأمن والسلامة لحشود الوافدين إلى الحرم المكي الشريف من الجهة الشمالية، وبالتحديد من مناطق الحجون شمالاً، والراقوية شرقاً، وشارع جبل الكعبة غرباً، فضلاً عن المشروع يوفر مصليات جديدة لزوار بيت الله، ويسهم في حل مشكلات ازدياد أعداد المصلين خلال مواسم الحج والعمرة بكل يسر وطمأنينة.
الشغل الشاغل
الدكتور محمد الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أكد أن مشروعات الحرمين الشريفين هي الشغل الشاغل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي مستمرة ولن تنتهي، فقد جعل الملك عبدالله راحة الحجاج والمعتمرين نصب عينيه مهما كلف ذلك، داعيا الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وأشار إلى أن الجهات المختصة بالشؤون البلدية والقروية قد قامت بحصر العقارات التي تم نزعها للمشروع للبدء في تنفيذه، وعن المبالغ التي تم صرفها على توسعات الحرمين الشريفين، أوضح الخزيم أن ما صرف على الحرمين الشريفين تجاوز سبعين مليار ريال، منها خمسة وثلاثون مليار صرفت على توسعات المسجد الحرام، هذا بخلاف مشروع المسعى المقام حاليا والمشروع الجديد، وحول المشروعات الجديدة الأخرى التي سيتم تنفيذها في المسجد الحرام، قال الخزيم: هناك توسعة لمحطة تبريد مياه زمزم، حيث تمت الموافقة السامية على تنفيذها بمبلغ وقدره اثنا عشر مليون ريال، وسيزيد هذا المشروع طاقة المحطة إلى الضعف، كما أن الدراسات قد انتهت لمشروع تكييف كامل المسجد الحرام، وسيتم رفعها للمقام السامي قريباً، وقد شملت الدراسة تكييف كامل المسجد الحرام بأروقته وأدواره.
إن الناظر إلى هذه الأعمال الجليلة والمشروعات الضخمة لخدمة الحرمين الشريفين يستعصي عليه إحصاؤها وتعدادها؛ فالأعمال كثيرة والمشروعات عديدة؛ فهناك العديد من المشروعات الحيوية التي تم تنفيذها لخدمة ضيوف الرحمن خلال الأعوام السابقة؛ فبالإضافة لتوسعة المسعى وتوسعة الجهة الشمالية للحرم المكي الشريف؛ فهناك دراسة لتكييف جميع أجزاء المسجد الحرام ليؤدي المعتمرون والزوار مناسكهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة، ومشروع آخر لتبريد مياه زمزم آلياً، ومشروع لاستبدال رخام صحن المطاف برخام خاص عاكس للحرارة ليتمكن ضيوف الرحمن من الطواف بالبيت العتيق في أي وقت ليلاً ونهاراً، واستبدال السياج الخشبي حول أروقة الحرم المكي الشريف بسياج من الرخام الفاخر الذي يحمل زخارف إسلامية مميزة، ومشروع لتهيئة سطح الحرم لأداء الصلاة فيه أوقات الذروة والمواسم لتخفيف الزحام داخل الحرم، وإنشاء سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين فيه.



اعداد: مكة المكرمة - الحج والعمرة