مختصر أعمال الحـــــج وبعـض أهم أحكامه

[ابوالوليد المسلم]

مختصر أعمال الحـــــج وبعـض أهم أحكامه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج : 27) ، وقال سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام : 162 ، 163) فحج النبي [ في جمع غفير من أصحابه ممتثلاً لأمر الله بأداء فريضة الحج، قاصداً إعلان التوحيد ومخالفته لأهل الشرك وعبدة الأوثان، وقد قال الله تعالى يحثنا على الاقتداء به: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب : 21)، فمن أراد أن يكون على وفق هدى النبي صلى الله عليه وسلم ووفق ما نقل عنه أصحابه رضي الله عنهم، فليعلم أن الحج ثلاثة أنواع، وهي:

التمتع، والقران، والإفراد، وخيرها التمتع، كما أن أعمال الحج تتلخص في الآتي:
1- أن يحرم الحاج من الميقات، ويقول المتمتع: «لبيك اللهم عمرة»، ويقول القارن: «لبيك اللهم عمرة وحجاً»، ويقول المفرد: «لبيك اللهم حجاً»، ثم يلبون.
2- أما المتمتع فيطوف للعمرة ويسعى ويحلق أو يقصّر ويتحلل من الإحرام، وأما القارن والمفرد فيطوفان للقدوم، ويسعون للحج إن أرادا تقديم السعي، ويبقيان بالإحرام حتى يوم الثامن من ذي الحجة.
3- فإذا كان يوم التروية (الثامن من ذي الحجة) أحرم المتمتع بالحج قائلاً: «لبيك اللهم حجاً»، ثم يذهب الحجاج إلى منى، فيصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً من غير جمع.
4- ثم يصلون فجر اليوم التاسع من ذي الحجة بمنى، ويتوجهون إلى جبل ((عرفة)) بعد طلوع الشمس، ويصلون به الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم، ويذكرون الله ويدعونه ويتضرعون إليه حتى غروب الشمس، ثم يتوجهون إلى مزدلفة ملبين فيصلون بها المغرب والعشاء قصراً وجمعاً، ويبيتون.
5- فإذا كان اليوم العاشر (يوم النحر) يصلون الفجر ويأتون المشعر الحرام –إن تيسر ذلك- ويكبرون ويهللون حتى الإسفار، ثم يتوجهون إلى منى ويلتقطون سبع حصيات من الطريق أو من أي مكان.
6- ثم يرمون جمرة العقبة (الكبرى) بسبع حصيات، ويكبرون مع كل حصاة يرمونها، ويذبح الهدي -وهو واجب في حق المتمتع والقارن.
7- ثم يحلق الحاج أو يقصر، والحلق للرجال أفضل.
8- ويطوفون طواف الإفاضة.
9- ويسعى المتمتع سعي الحج، ويسعى من لم يسع سعي الحج للقارن أو المفرد.
10- ويبيتون بمنى.
11- وفي اليوم التالي (11 من ذي الحجة) يرمون الجمرات الثلاث ويكبرون مع كل حصاة ابتداءً بالصغرى ويقفون بعدها متجهين للقبلة مع الدعاء إن تيسر، ثم الوسطى ويقفون بعدها للدعاء، وأخيراً الكبرى ولا يقفون بعدها، ويبيتون هذه الليلة بمنى.
12- وفي اليوم الثاني عشر ترمى الجمرات كما في الحادي عشر، ويخرج المتعجل من منى قبل غروب الشمس، ويطوف طواف الوداع عند السفر، ويبيت في منى من بقي.
13- وفي اليوم الثالث عشر يرمي المتأخر الجمرات كما فعل في اليومين السابقين، ويطوف طواف الوداع عند السفر، ويسقط طواف الوداع عن الحائض والنفساء.
وهنا جملة من أهم الأحكام التي تتعلق بالحج:
(1) الحج كغيره من العبادات لا يقبله الله حتى يكون خالصاً له سبحانه وتعالى، وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
(2) لا تسافر المرأة بغير محرم.
(3) لا يصح الحج عند فوات أحد أركانه، وهي: الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، وسعي الحج وهو رأي الجمهور.
(4) من ترك واجباً من واجبات الحج جاهلاً أو ناسياً أو متعمداً فعليه دم، وواجبات الحج هي: الإحرام من الميقات للقارن والمفرد وإحرام العمرة من الميقات للمتمتع، والوقوف بعرفة إلى الليل، والمبيت بمزدلفة إلى نصف الليل، والمبيت بمـنى، ورمي جمرة العقبة الأولى يوم النحر وبقية الأيام التشريق، وذبح الهـدي للمتمتع والقارن، والحلق أو التقصير، وطواف الوداع.
(5) ولا يكون الرمل في الطواف إلا في الأشواط الثلاثة الأولى.
(6) ولا يضطبع الحاج إلا في الطواف.
(7) ومن الأخطاء: المزاحمة التي تؤذي المسلمين، واستلام أركان الكعبة كلها أو التمسح بها، والدعاء الجماعي، والتلبية الجماعية، وعدم تعميم الرأس عند التقصير والاكتفاء بأخذ جزء بسيط من الشعر من أي ناحية في الرأس، والوقوف خارج حدود عرفة، والتوكيل مع القدرة في الرمي.
(8) الإنابة في الحج جائزة لمن حج عن نفسه.
(9) يجوز أن تنوب المرأة عن الرجل، كما يجوز للرجل أن ينوب عن المرأة.
(10) الحج مدرسة يتعلم فيها المسلم البذل والعطاء والصبر، والتضرع إلى الله، ويتذكر فيها الآخرة وما فيها من حشر ونشر، ووقوف بين يدي ربه.
هذا ما يسر الله جمعه على سبيل الاختصار، أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


اعداد: وليد دويدار