كهنة العلم وسدنة الجامعة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2021, 01:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي كهنة العلم وسدنة الجامعة

كهنة العلم وسدنة الجامعة
خالد سعد النجار



عشت الحياة الجامعية بكافة تفاصيلها، وكانت أكبر كذبة عشتها في حياتي، فلقد دخلتها جاهلاً وخرجت منها جاهلاً برخصة "شهادة البكالوريوس"، طبيب خالي الوفاض، لا يلم بأبسط قواعد الطب العملية، فالجامعات المصرية عندنا يا سادة فيلم كبير.. فيلم يشدك بأحداثه حتى تتصور أنك بطله، ثم على صخرة الواقع العملي تستفيق لتجد نفسك أن ما درسته شيء والواقع شيئاً آخر.

ففي الجامعة تغرق في بحار الدراسات الأكاديمية والمناهج النظرية.. كتب ومراجع ومحاضرات وسكاشن، والدراسة في أغلب الكليات العملية باللغة الإنجليزية، ثم تتخرج بلا فرحة لأن مكان الشهادة الطبيعي على جدران غرفتك لا أكثر ولا أقل، فإذا كنت من المحظوظين ووجدت وظيفة أو عمل، تكون أول كلمة تسمعها من مديرك أو رئيسك في العمل: "أنس تماما ما تعلمته في الجامعة، والتزم بما يقال لك من تعليمات وتوجيهات".
ربما كل هذا معروفا لكل جامعي مصري، لكني أريد أن أغوص في دهاليز الجامعات المصرية وما يحدث في كواليسها من غرائب وعجائب.
إن الجامعة المصرية يقوم على أمرها أساتذة من المفترض أنهم علماء يحملون أمانة العلم ويتسمون بهيبته.. لكنهم -في أغلب أحوالهم إلا من رحم ربي- كهنة للعلم وسدنة للجامعة، كما كان لفرعون وسائر الجبابرة كهنة يطوعون له الدين ويخدرون له الشعب ويجنون في المقابل ثروات ومكانة اجتماعية فريدة.
فأنت بمجرد أن تسمع عبارة «أستاذ جامعي» تتوارد عليك خواطر العلم والعلماء ودماثة الخلق ورفعة القدر.. لكن كل هذا يتلاشى مع أول طروقك لأبواب الجامعات المصرية. تكتشف أنك وقعت وسط عصابة هي جزء من إفشال منظومة التعليم في مصر المحروسة.
تجد غالبا في الأستاذ الجامعي الفظاظة والتكبر وتصلب الرأي وتفرد القرار وسلطة مطلقة قادرة حتى على تحديد سعر المذكرة أو الكتاب الذي يطبعه لتلاميذه.. أسعار فلكية لا اعتراض لأحد عليها، وكأن الطالب المسكين وقع بين أنياب وحش كاسر لا يرحم فقر الأسرة ولا ضيق ذات يدها.. في نهاية الكتاب الأستاذ المبجل ورقة عليها بيانات اسم الطالب ورقم الصف، وعند شرائك الكتاب تملأ هذه البيانات وتفصل الورقة وتعطيها لمندوب الدكتور، والطالب الذي لم يقدم الورقة هو بالطبع لم يشتر الكتاب، وهو حتما من الراسبين في هذه المادة.
أما الكتاب فحدث ولا حرج عن رداءة الورق وسوء الطباعة وقلة البضاعة المعرفية، حتى أن هذا الكتاب لو عرض على أي ناشر تجاري لألقى به في الشارع.. وبالطبع كلما زاد عدد الطلاب كما في الكليات الأدبية- كلما ازداد سيادة الكاهن المبجل ثراء وغنى، حتى أن كلية مثل التجارة أو الحقوق المشهورة بكثافة طلابية عالية أربعة آلاف في الدفعة- يسمونها أبو ظبي، لأن دخل الأستاذ فيها أحسن من دخل أستاذ يعمل بأبوظبي أو الخليج عموما.
أما المكانة العلمية للأساتذة ففي الحضيض بدليل أن الجامعات المصرية شحيحة في تقديم بحوث أو دراسات ذات قيمة علمية عالمية، وتمتد المأساة لتصل إلى طلبة الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه، فحدثني أحدهم أن رسالة الدكتوراه كلفته من قوته وقوت أولاه أكثر من ثلاثين ألف جنيها هدايا وعطايا وموائد ونفحات للدكتور المشرف وللجنة المناقشة، هذا بالنسبة للرجال فما بالك لو الرسالة مقدمة من طالبة ربما أمتد الأمر للتحرش الجنسي وليس كل ما يعلم يقال.. المهم أن المادة العلمية آخر الأولويات.. نتفا من هنا، ومعلومة من هناك، وببركة العم جوجل الباحث الشهير تكتب عشرات الرسال الجامعية يوميا مصيرها أرفف مكتبة الجامعة، وكل هذا المرار ليس من أجل العلم ولكن لسحر الـ (د) وجني الأرباح من مرتبات فلكية وتأمين صحي مميز ومؤتمرات ومنتزهات ومصايف.
وما يبعث على الدهشة أن الدولة لو وقعت في أي أزمة تسمع في الأخبار أنه تم الاستعانة بخبراء أجانب لحلها، وإذا مرض أحد الكبراء أجرى الفحوصات والعمليات في أوروبا أو أمريكا.. تتساءل حينها: أين الكوادر الجامعية المتربعة على عرش الجامعات؟!! وأين الأساتذة العباقرة المنتفخين تيها وكبرا في قاعات المحاضرات؟!!.
حتى جائزة نوبل العريقة التي تجاوز عمرها قرنا من الزمان لم نحصد منها إلا جائزة واحدة -طبعا في الأدب- للراحل نجيب محفوظ 1988م وهو ليس أستاذا جامعيا، وفي مجال أدبي لا يحتاج لإرهاق المعادلات ولا ميزانية المختبرات ولا إنجاز ابتكارات تفيد البشرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كل هذه الامتيازات للأستاذ الجامعي وهذه الميزانيات الضخمة المرصودة للأبنية الجامعية حتى باتت الجامعات المصرية قلاع ضخمة خلت من المضمون العلمي.
والإجابة تتلخص يا سادة في أن الدول الرجعية لابد أن يكون لها بالأساس «كيان الدولة».. كيان شكلي أكثر منه جوهري.
لابد أن تكون للدولة وزارات كالثقافة والبحث العلمي والتعليم العالي والتخطيط والتنمية المحلية والشباب والرياضة رغم أنها لا دور لها يذكر، ورغم أن الشعب في أمس الحاجة لكسرة خبز قبل الثقافة والرياضة والتنمية المحلية.
لابد أن يكون للدولة أقسام شرطة ومحاكم رغم أن القسم لا يأتي بحق أحد، والقضايا مكدسة في المحاكم لعشرات السنين.
لابد من وزارة للتربية والتعليم ومدارس وجامعات رغم أن ربع السكان يعانون من الأمية، والمتعلمون كفروا بالعلم في سوق البطالة، وحظهم من معاناة التعليم شهادة لزوم الوضع الأدبي لا أكثر ولا أقل.
هذا التخريب المتعمد في الدول الرجعية يلزمه إعطاء مميزات خاصة وسلطات مطلقة للسدنة القائمين على أمور هذه الكيانات، لأنهم يخدمون منظومة الفساد، ويمدونها بما يجدد بقائها وحياتها من قطيع شعبي يسوده الفقر والجهل.
في الدول الرجعية لا تتعجب من أن موظف بسيط في الخارجية يتقاضى راتب وكيل وزارة في التموين، أو ضابط مخابرات له صلاحيات تفوق صلاحيات محافظ، أو سيدة محامية تعين في المحكمة الدستورية العليا لمجرد أنها صديقة زوجة الرئيس.
ولا غرابة إذا أن نجد أغلب أساتذة الجامعات واجهة سيئة للعلم والعلماء، وسدنة يسبحون بحمد النظام ويجنون النذور من البسطاء بزعم العلم والتعليم.
لا غرابة أننا رغم كل هذا نعيش!!.. لكننا في واقع الأمر نعيش أموات.. تلك هي المعادلة المأساوية، التي يراد لنا أن نستهلك العمر في فهمها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.35 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]