|
|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أضواء على الأدب الجاهلي
أضواء على الأدب الجاهلي (1) محمد هيثم زين العابدين جمعة يعتبر العصر الجاهلي واحداً من أفضل العصور التي مرت في حياة الأدب العربي، لا.. بل يكاد تكون أفضلها على الإطلاق، حيث أضفَى على هذا الأدب بريقاً ولمعاناً أبهر أبصار كل من تناول تلك الفترة بالدراسة والتحليل والتمحيص. لمعت فيه أنجم أضاءت للأدب والأدباء دروباً لم يكن لها وجود من قبل. وما كان ممكنا وجود هذا المجد الأدبي العربي المجيد لولا تلك الصروح الشامخة التي بنيت في تلك الفترة. عزيزي القارئ.. لكل زمان رجاله ولكل عمل أدواته وعدَّته التي تستلزم وجوده. إذاً كان للأدب الجاهلي رجاله وأدواته التي ساعدت على وجوده وعلوِّ كعبه ورسوخه كالجبال الراسيات على ظهر البسيطة. انطلاقاً من هذا كله ارتأيت أن أجعل في مسيرتي هذه نوافذ أفتحها متطلعاً من خلالها على جوانب هامة في حياة الأدب الجاهلي (شعراً ونثراً) أبدؤها بما يلي: * امرؤ القيس: يعتبر امرؤ القيس واحداً من أشهر وأهم شعراء العصر الجاهلي، لِما كان له من دور بارز في نضوج وتطور الشعر الجاهلي من خلال الموضوعات التي تناولها في شعره. امرؤ القيس من قبيلة كندة اليمنية، ومن بيت السيادة فيها، كانت إمارة كندة تقابل إمارة المناذرة في الحيرة في العراق وتقابل إمارة الغساسنة في الشام، وقد أدى وقوعها بينهما ومحاولة بسط نفوذها تجاههما إلى وقوع اصطدام بينها وبينهما. كان من أشهر ملوكها (حجْر آكل المرار)، ثم جاء بعده ابنه عمرو، حيث حافظ على إرث أبيه وقوّى مكانته حتى أصهر إليه ملك الحيرة، ثم بعده ابنه الحارث الذي ذكر المؤرخون البيزنطيون أنه كان كثير الإغارة على حدود الدولة البيزنطية حيث كان يقدُ غاراته ابناه حجر ومعد يكرب، وقد أغار على فلسطين عامَي (497 – 501 م). إذاً اسم امرؤ القيس هو (امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار). قتل والد امرئ القيس بسبب الخلافات التي كانت دائرة بينه وبين القبائل المجاورة له، وهناك أربع روايات حول مقتله نذكر الأصح منها وهي الرواية الثالثة الواردة في كتاب الأغاني للأصفهاني، عن الهيثم بن عدي المتوفى سنة 206 هـ. حيث تذكر أن حجراً لما استجار بِعوَيْرِ بن شجنَةَ لبنيه وأهله، تحولَ عن بني أسد، فأقام في عشيرته كندة مدةً، وجمع لبني أسد منهم جمعا عظيماً وأقبل مدلاًّ بمن معه من الجنود، فتآمرت عليه بنو أسد بينها، وقالوا: والله لئن قهركم هذا ليحكمن عليكم حُكم الصبيّ! وما خير عيش يكون بعد قهر؟ وأنتم - بحمد الله - أشدُّ العرب، فموتوا كراماً. فساروا إليه وقد ارتحل نحوهم فلقوه فاقتتلوا قتالاً عنيفاً وكان صاحب بني أسد (علباء بن الحارث). فحمل على حجر فطعنه فقتله، وهرب امرؤ القيس على فرس شقراء له وخلف وراءه نساء والده وجواريه وأمواله. وفي هذه الحادثة يقول عبيد بن الأبرص: يا ذا المخوِّفنا بقت لِ أبِيهِ إذلالاً وحَيْنا أزعمتَ أنّكَ قد قتل لتَ سَرَاتنا كذِباً ومَينا هلاّ على حجر بن أمِّ قطام تبكِي لا عَلَينَا؟ * حياته وما قيل في اسمه وكنيته: تتردد في كتب الأدب أسماء كثيرة لامرئ القيس، فيسمى: (جندجاً، عديًّا، مُلَيكة)، ويكنى بأبي وهب، وأبي زيد، وأبي الحارث، ويلقب بذي القروح، والملك الضِّلِّيل، وأشهر ألقابه امرؤ القيس. والقَيسُ من أصنامهم، كانوا يعبدونه وينتسبون إليه. أما أمه ففاطمة بنت ربيعة أخت كليب والمهلهل التغلبيين. ارتحل في سبيل طلب الثأر لوالده وتحمل محناً كثيرة في سبيل ذلك، حتى وصل إلى قيصر الروم (جوستنيان)، فأكرمه ورفع منزلته، لكن رجلاً من بني أسد يقال له الطمَّاح، اندسّ لدى جوستنيان بعد رحيل امرئ القيس فقال له إن امرأ القيس غويٌّ عاهر، وإنه لما انصرف بالجيش ذكر أنه كان يراسل ابنتك ويواصلها وهو قائل بها أشعاراً يشهرها بها في العرب فيفضحها ويفضحك. فبعث الملك لامرئ القيس بحلَّة مسمومة لبسها على جسمه فرحاً بها فسرعان ما سرى السم في جسمه وسقط جلده، فلذلك سمي بذي القروح، فقال في ذلك: لقدْ طمحَ الطمَّاحُ مِن بعدِ أرضهِ ليُلبسَنِي مما يلبِّس أبؤسَا فلو أنها نفسٌ تموت سويّةً ولكنّها نفسٌ تساقطُ أنفُسَا ثُم مات بأنقرة (في تركيا اليوم) بجانب ملكة مجهولة، قرب جبل يسمى عسيب، فقال: أجارتَنا إنَّ المَزارَ قريبُ وإنّي مُقيمٌ ما أقامَ عَسِيبُ أجارتَنا إنَّا غريبانِ ها هُنا وكلُّ غريبِ للغريبِ نسِيبُ (شعر امرئ القيس - معًا نلتقي في القسم الثاني من هذا البحث إن شاء الله تعالى).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |