البناء العقدي وأثره في الفرد والمجتمع - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 533 )           »          الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2021, 11:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,508
الدولة : Egypt
افتراضي البناء العقدي وأثره في الفرد والمجتمع

البناء العقدي وأثره في الفرد والمجتمع


السيد مراد سلامة










الخطبة الأولى

أما بعد، فيا أيها المسلمون اتقوا الله حقَّ تقاته، فإن تقواه سبحانه شعارُ المؤمنين، ودثار المتقين، ووصية الله للناس أجمعين، فاتقوا الله تعالى في كل ما تأتون وتذرون، واتقوا الله لعلكم تفلحون.
إخوة الإيمان، إن أول لبِنة وضعها النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الشخصية المسلمة أنْ رسَّخَ العقيدة الإسلامية الصافية في نفوس أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، فقد ظلَّ الحبيب صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة في مكة، يُرسِّخ ويُربِّي الفرد على عقيدة التوحيد المتمثِّلة في قول: "لا إله إلا الله"، وبيَّنَ لهم أن فيها الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، "وكانت عقيدة التوحيد هي العقيدة الأُمُّ التي أَنْتَجَتْ فيما بعد هذا الوازع الإيمانيَّ في قلوب الصحابة، وما كان لعقيدة أن تصمد أمام أصنام قريش المتراصَّة حول الكعبة، وصناديدها المنافِحين عنها بالنفس والمال والأهل، إلا عقيدةً آسرةً للقلوب والعقول، ومهيمنة على الحياة بكل تفاصيلها، عقيدة تُرسِّخ لفكرة الربِّ الواحد الأحد، الفرد الصَّمَد، الذي يُدير شؤون هذا الكون الفسيح وَفْق إرادة خالصة، لا يعتريها العجز، ولا يتدخَّل فيها الشركاء؛ من صاحبة، أو ولد، كما كان يدَّعي المبطِلون، إنْسًا وجنًّا؛ يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111]"[1].
جاءت آيات القرآن الكريم تركِّز على الجانب العقدي للفرد في غير ما آية من القرآن الكريم؛ قال ربُّنا تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، وقال سبحانه: ﴿ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 163]، ومن الآيات الواردة في سورة الأنعام أيضًا، التي عُنيت بشأن العقيدة وتركيزها، والتي تدل على عظمة الله وقدرته وبديع صُنْعه؛ قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ * وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 1 - 3]، وقال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 13، 14]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 17، 18]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 65].
وإليكم أثر العقيدة في حياة الفرد:
العقيدة تُحرِّره من الخوف على الحياة:
فالعقيدة تربي المسلم على أن الآجال مقدرة، قدرها الله تعالى ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]؛ قال الله تعالى مربيًا الأمة على ذلك المنهج: ﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 11]، وقال تعالى: ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [نوح: 3، 4].
إن هذه العقيدة جعلت من الصحابة رضي الله عنهم جبالًا فوق الجبال، وبحارًا فوق البحار، لا يخشون الموت حالهم: "احرص على الموت تُوهَب لك الحياة"، وحالهم كما قال خالد بن الوليد رضي الله عنه لهرمز: "فقد جئتُكَ بقومٍ يُحبُّون الموت كما تحبُّون الحياة".
الواقع التطبيقي لهذا المبدأ:
ثبات بلال بن رباح رضي الله عنه:
"كان بلال مملوكًا لأمية بن خلف الجمحي القرشي، فكان يجعل في عنقه حبلًا، ويدفعه إلى الصبيان يلعبون به، ويُعذَّب وهو يقول: أحَدٌ، أحَد، لم يشغله ما هو فيه عن توحيد الله، وكان أمية يخرج في وقت الظهيرة في الرمضاء - وهي الرمل الشديد الحرارة التي لو وُضِعَتْ عليها قطعة من اللحم لنضجت - ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتُوضَع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد، وتعبُد اللات والعُزَّى، فيقول: أحَدٌ، أحَد.
ثبات الصحابي الجليل حبيب بن زيد بن عاصم رضي الله عنهما:
من السبعين الذين حضروا بيعة العقبة الثانية، وأُمُّه نسيبة بنت كعب (أم عمارة) إحدى المرأتين اللتين بايعتا رسول الله في هذه البيعة، ولم يكن حبيب يتخلَّف عن غزوة ولا وقعة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعندما ظهر مسيلمة الكذَّاب في اليمن وادَّعى النبوَّة، بعث عليه الصلاة والسلام برسالة إليه، وكان الاختيار على حبيب بن زيد بحملها، وعندما قرأ مسيلمة الكتاب، ازداد في ضلاله وتكبُّره وغروره، فقام بتعذيب مبعوث رسول الله في يوم مشهود وآثار التعذيب واضحة، فقال مسيلمة لحبيب: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال حبيب: نعم أشهد أن محمدًا رسول الله، وعلا وَجْهَ مسيلمة الخِزْيُ والصُّفْرةُ، وعاد يسأله: وتشهد أني رسول الله؟ فأجاب حبيب باستهزاء: إني لا أسمع شيئًا!! فما كان من مسيلمة إلا أن نادى جلَّادَه، ثم راح يقطع جسد حبيب رضي الله عنه، وحبيب لا يزيد عن ترديد: (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله).
ثانيًا: العقيدة الإسلامية تُربِّي الفرد على التحرُّر من الخوف على الرزق:
فالمسلم يعلم أن الله تعالى هو الرزاق، وأن بيديه خزائن السماوات والأرض، فيدعوه ذلك إلى الثقة بربِّه، وأنه لا تستطيع قوى على وجه الأرض أن تحول بينه وبين لقمة عيشه، جاءت النصوص لتُرسِّخ ذلك المبدأ في نفسية كل مسلم ومسلمة ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]، وقال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22، 23]، كما قرَّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة؛ غرسًا لمبدأ عدم الخوف على الرزق.
والعقيدة الصافية تُربِّي في نفسية المسلم العَدْلَ؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ [النحل: 90].
عن عائشة رضي الله عنها أن قريشًا أهمَّتْهم المرأةُ المخزوميَّةُ التي سرقت، فقالوا: مَنْ يُكلِّم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَنْ يجترئ عليه إلَّا أسامة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال: ((أتشفع في حَدٍّ من حدود الله))؛ ثم قام فخطب الناس، فقال: ((يا أيها الناس إنما ضَلَّ من كان قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحَدَّ، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقَتْ لقَطَعَ محمدٌ يدَها))[2].

نفعني الله وإيَّاكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربُّنا ويرضى، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وحبيبه وخليله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فمن آثار البناء العقدي في المجتمع:
أولًا: البناء العقدي يولد مجتمعًا آمِنًا، يأمن فيه الفرد على نفسه وماله وعرضه، لا يخاف الضيم، ولا يخشى الاعتداء؛ لأن المجتمع قد انصهر في بوتقة الأمن والإيمان؛ قال الله تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [المائدة: 45]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33].
ثانيًا: البناء العقدي ينشأ عن المحبة للغير، فمن الأُسُس التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم، وجعلها قرينةَ الإيمان بالله، محبةُ الخير للمسلم؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))[3].
عن النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ، وَتَوَاصُلِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ))[4].
الدعاء...

[1] من مقال: البناء العقدي في مجتمع الصحابة.
[2] أخرجه البخاري (3/ 1282، رقم 3288)، ومسلم (3/ 1315، رقم 1688)، وأبو داود (4/ 132، رقم 4373).
[3] أخرجه البخاري 1/ 10 (13)، ومسلم 1/ 49 (45) (71).
[4] أخرجه البخاري 8/ 11 (6011)، ومسلم 8/ 20 (2586) (66).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.21 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]