الجائزة الأدبية وصناعة الاعتبار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853443 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388597 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214028 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2021, 06:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي الجائزة الأدبية وصناعة الاعتبار

الجائزة الأدبية وصناعة الاعتبار


أ. محمود توفيق حسين



تاريخٌ طويلٌ من التَّرْك والإعراض قد عاشته الرِّواية الأدبيَّة الإسلاميَّة، التي ظلَّت في المؤخِّرة من التصوُّرات الصحويَّة الإسلاميَّة، التي راهنتْ فيما راهنتْ على أنشطة إنسانية دعويَّة متعدِّدة، حمَّلتها وحْدَها أهدافَ الصَّحوة.

لقد كانت الرِّواية الأدبيَّة الإسلاميَّة في المؤخِّرة، وبعْد مسافةٍ غير قصيرةٍ من الشِّعر والخطابة، وظلّت قابعةً هُناك حتى اعتادَ المهتمُّون بها على هذا الوضع الهامشيِّ وأعادوا ترتيب أوراقهم وتحجيم طموحاتهم الإبداعيَّة في حدود المَهمَّة والوضع. ومما لا شكَّ فيه أن فنيَّة الرِّواية الأدبيَّة الإسلاميَّة وقدرَ الجهْد المبذول في تحبيرها ظلاّ رهينَينِ للنَّظرة الزَّاهدة إلى هذا الفن؛ فتوقُّعات الكاتب بخصوص مستوى تعاطي الجمهور والنقَّاد مع روايته، تؤثر هذه التوقُّعات بشكل لا يمكن إنكاره في النَّص روحاً ولغةً وسقفاً جمالياً، فكلّما ظنَّ الكاتب أن إنتاجه الإبداعيَّ لن يلقى ما يستحقُّ من الاهتمام؛ كلما اقتصد في أدواته، هذا لا يتمُّ بشكل متعمَّد، ولكنه يحدث على أية حال، وإذا ما كان هناك من الكُتَّاب مَن يستطيع أنْ يحتفظ بشهيَّتِه الأدبيَّة كاملةً بصرْف النظر عن الأجواء المحيطةِ به فإنه حالة يُنوَّه بها ولا يُقاس عليها.

هذا عن التَّرشيدِ والخفوتِ، وهو ليس كل شيء، فقد يحدث حتى توقُّف عن الكتابة الرِّوائيَّة تماماً؛ إذ إنها تحتاج لقدر عالٍ من الاحتشاد والتَّوقُّد والدَّأب، ومن التفاؤل أيضاً. وأعتقد أن ميلاد جائزة كبرى للإبداع الرِّوائيِّ في الوسط الثقافيِّ كفيلٌ بتوفير جوِّ التَّفاؤل الذي كان مفتقَداً لفترةٍ طويلة، وتبقَّى على الأدباء الإسلاميين الذين عاشوا بعيداً عن أيِّ رعاية نقديَّةٍ وإعلاميَّةٍ، تبقَّى عليهمُ الاحتشادُ والتَّوقُّد والدَّأب.

لقد استخرج مَوقعُ "الألوكة" الإلكترونيُّ حلاًّ إسلامياً هامًّا بإنشائها جائزةً كُبرى للإبداعِ الرِّوائيِّ، وبقي عليها ألاّ تترُكَه، وفي ظنِّي أنها لن تتركه مهما ازدحم جدول أعمالها، بل أظنُّ أن "الألوكة" بما توفَّر لها من رؤية إشرافيَّة طموحة وواعية ومُخطِّطة، وكذا بما توفَّر لها في طاقمها من كفاءات أدبيَّة ولغويَّة متميِّزة ومُستبصِرة للمشهَد العامّ، آمنتْ بأنّ الأمَّة لا تملكُ رفاهيةَ الاستغناء عن أحد حلولها الدَّعوية والفكرية، ولا تملك حتى رفاهية المزيد من تأجيله، خاصَّة وإذا كانت تعيش وسط مدٍّ عاتٍ خارجيٍّ تصديريٍّ، وكذلك مدٍّ داخليٍّ استلابيٍّ للرِّواية بأشكالٍ مخيفةٍ في حداثتها أوصفاقتها أو استهتارها أو فيها جميعاً، فُتِّحَتْ له أبوابٌ عدَّة مكَّنت من استقطاب قطاعٍ من الأقلام الشَّابَّة. مدٍّ لم ينحسر بعدُ، أيّ انحسارٍ؟! بل تتبدَّى مؤشراتٌ على أننا في أول غمَراته، وأنه سيُغرق أجيالاً قادمة في تقنياتٍ متفجِّرةٍ في أساليب الكتابةِ، ثم يعوِّمها على ذوقٍ في القراءة منقطعِ الصِّلَة بموروثِ الأمَّة الثقافيِّ والأخلاقيِّ والحضاريِّ والأَلْسُنيِّ، ومنظومةِ القيمِ، انقطاعاً تامَّاً فيما يُسمى بعصر الرِّواية. إلاّ إذا تأسَّستْ منافذ أدبية قِيَميَّةٌ تسمَحُ بتسريبِ جزْءٍ ما مِن هذا المدِّ، وتعملُ من ناحيةٍ أُخرى على رَيِّ التَّربة الأدبيَّة الإسلاميَّة التي بوَّرها الإهمالُ واختلطَ فيها القمحُ والزُّوَانُ.

وعلَيهِ، فيُمكن النَّظر إلى تبنِّي هذا الفنِّ متوَّجاً بهذه الجائزةِ، بأنّه تدشينٌ لنهاية عصرٍ بائسٍ من اليُتم الأدبيِّ الإسلاميِّ، وأنه محاولةٌ قويَّة في تسوية أرض الملعب الأدبيِّ الذي مال لصالح الفريق الحداثيِّ كل الميل، وأنه محاولةٌ لصنع اصطفافٍ للأقلام الأدبيَّة الرِّوائية الإسلاميَّة التي افتقدت - فيما افتقدت - لمناخ المنظومة ولطاولة الفرز ودرج التَّصعيد، وإنه شروع في تأصيل ملامحَ إسلاميَّةٍ لفنّ الرِّواية، لا يقع عليه فقط تقديم نماذج استدلالية تأصيليَّة للأديب الإسلاميِّ الناشئ، ولكن يقعُ عليه أيضاً إعدادُ المناخ المناسب لمشاركةٍ مستقبليَّةٍ للعالم الإسلاميِّ في الإبداع العالميِّ الرِّوائيِّ بالشَّرط الإسلاميِّ، نعم، بالشَّرط الإسلاميِّ، ويقع على عاتق النَّابغين في هذا الفنِّ عبء الإنتقال بهذا الشَّرط من مرحلة الشَّرط المقيِّد إلى مرحلة الشَّرط المُلهِم، وذاك هو التَّحدِّي الحقيقيِّ، وهدف الأمَّة الأدبيُّ الذي يجب أن ينجزَ حتى لو عبْر مسارِ ترقٍّ طويلٍ وصعبٍ ومليءٍ بالعثرات.. وما أقوله ليس بأحجية فنيَّة؛ فالشَّرط في فنِّ المعمار أو فنّ القصيد أوْ فن النَّسيج أو غيرها، قد يتحول من قيدٍ ابتدائيٍّ على الفنَّان، يتعلَّق بالحيِّز أو الوزن أو الخامة أو غيرها، إلى مصدر إلهامٍ، وما يجب تجنُّبه قد يفتح أفاقاً مُدهشة منسيَّة في المُتاح.

والعالم الذي سيملُّ بعض جمهور قرَّائه من غياب المعنى ومن التفكيك والتفسُّخ، سيسعده التعرُّف إلى أدبٍ له معنًى بشرطٍ فنِّي ولن يضيرَه الشَّرط الأخلاقيُّ طالما كان ملهِماً، والضَّوابط ستُرى حينئذٍ كسِماتٍ.

وإن بدَتِ "الألوكة" كأمَّة وحدَها في هذا المشروع المتوَّج بخمسِ جوائز، ثم خمسِ جوائز أخرى تشجيعيَّةٍ، فإنّ جهدَها الكريمَ الذي لا يقف عند حدِّ قيمة الجوائز الماليَّة، بحاجة لأنْ يُردَف بجهدِ الآخرين من مبدعِينَ موهُوبِين غيُورين، يُتوقَّع أنْ يتفاعلُوا بشكلٍ جيَّدٍ معَ المشروع، بدلاً من البحث عن مساحةٍ ما للأدب الإسلاميِّ لدى فضاءاتٍ أخرى، تمارسُ أشكالاً سافرةً من الإقصاء ضدّه. وبجانبِ هذا الجهد، من الضَّروريِّ أن يقدِّم الإسلاميّون، خارج مِظلَّة "الألوكة" وتحتَها، أفضلَ ما لديهم في سبيلِ نشر خبر هذا المشروعِ الأدبيِّ القيِّم على نطاقٍ واسعٍ: فالدَّعوة عامَّة، والحفلُ إسلاميٌّ، حتى يحظى بقدر من التغطيَّة كالذي تحظى به أخبارُ جوائزَ أدبيَّةٍ أخرى موزَّعةٍ على خريطة العالم الإسلاميِّ لا تهتمُّ بالأدب الإسلاميِّ بل تعملُ على قطْع الطَّريق عليهِ، جوائز نلحظ سرعةً رهيبةً في تلقُّفِ أخبارها وإعادة نشرها وتبجيلها وتثمين قيمتها الماديَّة والأدبيَّة، حتى أصبح الفوز بإحداها حلماً يؤرِّق نوم بعض الأدباء الشبَّان بصرفِ النظر عن قيمتها الماليَّة، التي قد لا تتعدى الرُّبع من قيمة الجائزة الأدبيَّة الإسلامية الجديدة (على سبيل المثال: قيمة جائزة نجيب محفوظ التي يقدمها قسم النشر بالجامعة الأمريكية بمصر والتي يطمح إليها كثير من الكُتَّاب العرب هي 1000 دولار).

إنهم يبحثون عن تكريمٍ من جهةٍ [معتبرة]؛ وبطبيعة الحال فإن الإسلاميين أَولى بهذا الحماس وأَولى بالمسارعة في الدَّلالة على الخير؛ وأمامَهم سُبلُ النَّشر مفتوحة عبْر العديد من المواقع والمنتديات الشبكيَّة والفضائيَّات أيضاً، إذ يجب أن يكون الحضور الإعلاميُّ في حجم الحدث وفي حجم العطاء، لذا فعليهم أن ينتبهوا جيِّداً لعدّة نماذج لصناعة [الاعتبار] نفسِه حدثتْ في الفضاء الإعلاميِّ العربيِّ والإسلاميِّ؛ حتى يأخذوا من تلك النَّماذج ما يفيدهم، منها على سبيل المثال، صناعة الاعتبار لجائزة شاعر المليون وللجهة المنظِّمة وللجنة التَّحكيم، بحيث إنّ الفائز يُعتبَر بفوزه قد حصل على صكِّ اعتراف في مجال الشِّعر الشَّعبيِّ تخطَّى به أكتاف مئات من زملائه المثابرين على القصيد النبطي، ويُعتبر بفوزه قد دخل من بوَّابة واسعة جداً للفضاء الإعلاميِّ..

لذا فعلى كلّ من يدرك أهميَّة المشروع الرِّوائي لموقع الألوكة، وعلى كلّ من يدرك حجم المخاطر التي تتهدَّد الأمة من المشروع الرِّوائيِّ العالميِّ والإقليميِّ فاقدِ المعنى وفاقدِ الهويَّة، عليه أن يشارك في صناعة [الاعتبار] لجائزة الرِّواية التي أُنشِئت، والتي تعتبر إحدى أكبر الجوائز الأدبيَّة من ناحية قيمتها الماليَّة، وإحدى أسمى الجوائز من ناحية الرِّسالة المُعلَنَة التي تأسَّستْ عليها.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.18 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]