العلم بأحوال المدعوين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92681 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190855 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56888 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26179 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 726 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 59 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2021, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,601
الدولة : Egypt
افتراضي العلم بأحوال المدعوين






العلم بأحوال المدعوين












مبارك بن حمد الحامد الشريف




إن معرفة أحوال المدعوِّين من أهمِّ جوانب العلم التي يَتَعيَّن على الداعية معرفتُه، ومتى ما كان الداعية على معرفة ودراية بأحوال المدعوين استطاع بإذن الله أن يحدِّد الوسائل والأساليب المناسبة لدعوتهم، وبالتالي يتمكن من التأثير عليهم، وتحقيق الهدف المنشود من دعوتهم؛ ولأهمية هذا الجانب من العلم للدعاة أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم معاذَ بن جبل رضي الله عنه وبيَّن له حال المدعوين عندما أرسَلَه إلى اليمن بقوله: ((إنك ستأتي قومًا أهل كتاب))[1].







وابن كثير رحمه الله اعتنى بمعرفة حال المدعوين وتصنيفهم، وتحديد طبيعتهم وصفاتهم وخصائصهم، وذلك من خلال تفسيره؛ فقد تَحدَّث عن أحوال الناس والاختلافات بينهم، فذكر اليهود والنصارى وصفاتهم وخصائصهم، وكذلك الدعاة إلى الضلالة والأتْباع والملأ والعامة، وغير ذلك مما ذكره مما سنتحدث عنه على سبيل الإيجاز حسب النقاط التالية:



1- قَسَّم ابن كثير الناسَ من حيث الإيمان والكفر إلى "مؤمنين خُلَّص، وهم الموصوفون بالآيات الأربع من أول سورة البقرة، وكفار خلَّص، وهم الموصوفون بالآيتين بعدها، ومنافقون، وهم قسمان: خُلَّص... ومنافقون متردِّدون؛ تارة يظهر لهم لُمع من الإيمان، وتارة يخبو"[2].







ثم توسَّع في التقسيم فذكَرَ "أن المؤمنين صنفانِ: مقرَّبون وأبرار، وأن الكافرين صنفان: دعاة ومقلِّدون، وأن المنافقين أيضًا صنفان: منافق خالص، ومنافق فيه شُعبة من نفاق، كما جاء في الصحيحين عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ من كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدَعَها: من إذا حدَّث كذَب، وإذا واعد أخلَفَ، وإذا أؤتمن خان))[3].







وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((القلوب أربعة: قلب أجرَدُ فيه مثل السراج يُزهر، وقلب أغلف مربوط على غِلافه، وقلب منكوس، وقلب مُصَفَّح؛ فأما الأجرد فقلبُ المؤمن سراجه فيه نوره، وأما القلب الأغلف فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرَفَ ثم أنكَرَ، وأما القلب المُصَفَّح فقلبٌ فيه إيمان ونفاق، ومَثَل الإيمان فيه كمَثَل البقلة، يمدُّها الماء الطيب، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدُّها القيح والدم، فأيُّ المادتين غلَبتْ على الأخرى غلَبتْ عليه))[4].







2- وبناء على أقسام الناس من حيث الإيمان والكفر، فابن كثير رحمه الله يحدِّد الأسلوب والمنهج المناسب لدعوة كلِّ قسم ومراعاة حاله، فدعوةُ أهل الكتاب تختلف عن دعوة المشركين، ودعوةُ غير المسلمين تختلف عن دعوة المسلمين، بل إن حال اليهود من أهل الكتاب يختلف عن النصارى، والمشركون أنفسُهم تختلف أحوالهم، فمنهم الجاهل، ومنهم المكابر والمعاند، ومنهم الداعية إلى كفره وضلاله، ومنهم الأتباع والمقلِّدون، وهكذا.








وكذلك المسلمون منهم العصاة، ومنهم المبتدعة، والمنافقون، ونحو ذلك مما سبق أن أشرنا إليه في مقالات سابقة، فمثلًا يذكر رحمه الله عن طبيعة اليهود "أنهم يُكثِرون العصيان لأوامر الله، والغشيان لمعاصي الله، والاعتداء في شرع الله"[5]، "فظهرت قبائح صنيعهم للخاصِّ والعام، وافتضحوا فضيحة لا يغطِّيها الليل، ولا يستُرُها الذيل، هذا وهم في جهلهم يعمهون، وفي غيِّهم يتردَّدون، وهم البُغَضاء إلى الله وأعداؤه، ويقولون مع ذلك: نحن أبناء الله وأحِبَّاؤه"[6].







أما النصارى فإن "جهلهم ليس له ضابط، ولا لكفرهم حد، بل أقوالهم وضلالهم منتشر، فمنهم من يعتقده - عيسى عليه السلام - إلهًا، ومنهم من يعتقده شريكًا، ومنهم من يعتقده ولدًا، وهم طوائفُ كثيرة، لهم آراء مختلفة، وأحوال غير مؤتلفة، ولقد أحسَنَ بعض المتكلِّمين حيث قال: لو اجتمَعَ عشرة من النصارى، لافترَقوا على أحدَ عشرَ قولًا"[7].







وأما الكفار فمنهم "الدعاة إلى كفرهم، الذين يَحسَبون أنهم على شيء من الأعمال والاعتقادات، وليسوا على شيء، فمَثَلُهم في ذلك كالسراب الذي يُرى في القيعان من الأرض عن بُعدٍ كأنه بحرٌ طامٍ، فكذلك الكافر يحسب أنه قد عمل عملًا، وأنه قد حصَّل شيئًا، فإذا وافى اللهَ يوم القامة وحاسَبَه عليها، ونوقش على أفعاله، لم يجد له شيئًا بالكلية قد قُبِل... وهذا مثال لذوي الجهل المركَّب، أما أصحاب الجهل البسيط.... المقلِّدون لأئمة الكفر الصم البكم الذين لا يعقلون، فمَثَلُهم كما قال تعالى: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ﴾ [النور: 40]، فهذا مثل قلب الكافر الجاهل البسيط المقلِّد الذي لا يدري أين يذهب، ولا هو يعرف حال من يقوده، بل كما يقال في المثال للجاهل: أين تذهب؟ قال: معهم، وقيل: فإلى أين يذهبون؟ قال: لا أدري"[8].







كما يشير رحمه الله إلى أن الرعية دائمًا هم على دِين ملوكهم، فقال عندما ساق قصة موسى مع سحَرة فرعون: ﴿ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴾ [الشعراء: 40]، "ولم يقولوا: نتبع الحقَّ، سواء كان من السحَرة أو من موسى، بل الرعية على دين ملوكهم"[9].







3- ومن الأمور الأمر التي لفت ابن كثير رحمه الله النظرَ إليها، فيما يتعلق بحال المدعوِّ، هو ألا يتحدث الداعية بكلام يستغله السامع ويوظِّفه توظيفًا يتناسب مع مقاصدَ وأعراضٍ يريدها، بحيث تكون عاقبتها مضرة وسيئة على الإسلام والمسلمين، فقد أورَدَ رحمه الله قصة الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه مع الحجاج[10]، حيث ندم على روايته حديث العرنيِّين للحَجَّاج؛ لأنه استغل ذلك في تبرير بطشه وطغيانه وإراقته للدماء، فقال رحمه الله: "عن أنس بن مالك قال: ما نَدِمتُ على حديث، ما نَدِمتُ على حديثٍ سألني عنه الحجاجُ، قال: أَخبِرْني عن أشد عقوبةٍ عاقَبَ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قومٌ من عرينة من البحرين، فشَكَوْا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لقُوا من بطونهم، وقد اصفرَّت ألوانهم، وضخمت بطونهم، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها، حتى إذا رجعت إليهم ألوانهم، وانخمصت بطونهم، غدَوا على الراعي فقتَلوه واستاقوا الإبل، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم فقطع أيديَهم وأرجُلَهم وسمر[11] أعينهم، ثم ألقاهم في الرمضاء حتى ماتوا، فكان الحجاج إذا صعد المنبر يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قطع أيديَ قوم وأرجُلَهم ثم ألقاهم في الرمضاء حتى ماتوا لحالِ ذَوْدٍ، كان يحتج بهذا الحديث على الناس"[12].







وكذلك من الأمور التي أشار إليها ابن كثير فيما يتعلق بحال المدعوِّ: أهمية مخاطبة المدعوِّين على قدر عقولهم، فيقول عند تفسير الآية: ﴿ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ﴾ [الأعلى: 9]:"أي ذكِّرْ حيث تنفع التذكرة، ومن هنا يؤخذ الأدب في نشر العلم فلا يضعه عند غير أهله، كما قال أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما أنت بمحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلُغُه عقولُهم إلا كان فتنة لبعضهم، وقال: حدِّثوا الناس بما يَعرِفون؛ أتريدون أن يُكذَّبَ اللهُ ورسولُه؟!"[13].










[1] الحديث متفق عليه، وأخرجه البخاري في كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء حيث كانوا رقم (1496) ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام رقم (29).



[2] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 74.عند تفسير الآية: 19، 20 من سورة البقرة.



[3] الحديث متفق عليه، وأخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب علامات النفاق رقم (34)، ومسلم في كتاب الإيمان باب خصال المنافق رقم (58)، والترمذي كتاب الإيمان، باب ما جاء في علامة المنافق بلفظ: ((أربع من كن فيه كان منافقًا)) رقم (2632).



[4] المرجع نفسه 1/ 75. عند تفسير الآيتين 19، 20 من سورة البقرة، والحديث أخرجه أحمد بسنده عن أبي سعيد الخدري رقم (11129) 17/ 208 طبعة مؤسسة الرسالة بيروت، ط1، 1418هـ.



[5] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 486 عند تفسير الآية: 112 من سورة آل عمران.



[6] المرجع نفسه 2/ 54 عند تفسير الآية: 26 من سورة المائدة.



[7] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 721.



[8] المرجع نفسه 3/ 369.



[9] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 415.



[10] هو الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، أبو محمد، قائد داهية سفاك خطيب، وُلد ونشأ في الطائف، وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبدالملك بن مروان، فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قلَّده عبدُالملك أمْرَ عسكره، وأمَرَه بقتال عبدالله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير، وقتَل عبدالله بن الزبير وفرَّق جموعه، فولَّاه عبدُالملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق، وبنى مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، وكان سفاكًا سفاحًا باتفاق معظم المؤرِّخين، توفي سنة 95هـ. الأعلام 2/ 168.



[11] سمر العين: سَمَلَها؛ أي فقأها، القاموس المحيط مادة (سمر) ص 409، طبعة مؤسسة الرسالة ط6، 1419هـ.



[12] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 64. والحديث أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة رقم (6802).



[13] المرجع نفسه 4/ 592. وخبر عليٍّ أخرجه البخاري كتاب العلم، باب من خص بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا، رقم الباب (49) ص 27، طبعة دار السلام للنشر والتوزيع بالرياض ط2، 1419هـ. وهناك بعض اللفتات التي ذكرها ابن كثير فيما يتعلق بمعرفة حال المدعو؛ منها: أن طباع بعض الناس مجبولة على مخالفة ما يؤمرون به، انظر التفسير 1/ 637 عند تفسير الآية: 66 من سورة النساء. وأن الإنسان إذا حصلت له شدة بعد نعمة، حصل له يأس وقنوط من الخير في المستقبل، وجحود للماضي كأنه لم يرَ خيرًا، انظر التفسير 2/ 540 عند تفسير الآية: 9 من سورة هود. وكذلك كثرة مجادلة الإنسان ومعارضته للحق بالباطل إلا من رحم الله، انظر التفسير 3/ 116 عند تفسير الآية: 54 من سورة الكهف. ولقد أجاد فضيلة شيخنا الأستاذ الدكتور محمد زين الهادي في الحديث عن هذا الجانب وتوضيحه توضيحًا مفصلًا من خلال كتابيه: 1- منهج العاملين في الدعوة، طبعة مركز الكتاب للنشر بالقاهرة طبعة 1991م. 2- منهج تقديم الدعوة، طبعة مركز الكتاب للنشر بالقاهرة طبعة 1993م.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.02 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]