قضية الشكل في الشعر الإسلامي المعاصر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850999 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386988 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 225 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60077 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 848 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2021, 02:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي قضية الشكل في الشعر الإسلامي المعاصر

قضية الشكل في الشعر الإسلامي المعاصر


د. سيد عبدالحليم الشوربجي









لا يختلف اثنان في أنَّ مضامين الشِّعر الإسلامي وأفكاره يجِب أن تكونَ مُوافِقةً مُوَافَقةً تامَّة للتَّصَوُّر الإسلامي الصحيح للكَوْن والحياة، وأنَّ أي خُرُوج عنْ هذا الإطار يجرف العمَل الشعري عن دائرة الشِّعْر الإسلامي.













فالشاعرُ له أن يعبِّرَ عنْ أحاسيسه وخلجاته، وما يعنُّ له من أفكارٍ ورؤى وخيالات، وما ينفعل له وجدانه من أحداث، وما يُعايشه في مختلف جوانب الحياة، لكن ينْبغي أن يضبطَ ذلك كله برؤية وتَصَوُّر لا يشذّان عنِ التصَوُّر الإسلامي للكَوْن والحياة.







أمَّا النظْرة القاصِرة التي تزوي الشِّعْر الإسلامي وتحْصره في دائرة المناسَبات، وزاوية التغنِّي بالتاريخ - فهي نظْرة تحتاج إلى تصحيح وتصويب وتَوْجِيه؛ لشموليَّة الأدَب الإسلامي عامة - والشعر خاصة - لكلِّ جوانب الحياة، لكن برُؤية إسلامية سويَّة.







ولكن القضيَّة التي يثور حولها جدَلٌ وخِلاف في أوساط الأُدَباء والنُّقَّاد الإسلاميين هي قضية الشكْل؛ خاصة وقد حملتْ لنا الساحةُ الأدبيَّة والنقديَّة المعاصِرة أشكالاً جديدةً ومتَعَدِّدة، خرجتْ في غالبها عن إطار القصيدة العربية القديمة، أو بتعبير آخر: (القصيدة الخليلية)؛ باعتبار أنَّ الخليل بن أحمد الفراهيدي له الفضْلُ الأول، وربما الأخير في تأصيل وتقْعيد عَمُود الشِّعْر العربي، بِوَضْعِه لعلمَي العَرُوض والقافية.







وقد ظلَّت (القصيدة الخليلية) - لفترات طويلة - تضرب بجُذُورها في أعماق الزمَن، لا يستطيع أحدٌ أن يتَعَدَّاها أو يخرج من إطارها، إذا استَثْنَيْنَا الموشَّحات الأندُلسيَّة، كشَكْلٍ شعْرِيٍّ خرَج عن الإطار المتعارَف عليه في الشعر العربي آنذاك، ومع ذلك لَم يكنْ خُرُوجًا عن الشكْل العام للقصيدة الخليلية، حتى جاء العصر الحديث - وبالتحديد مع بدايات (القرن العشرين) - فحملَتْ لنا رياح التغْريبِ أشْكالاً وأنماطًا جديدةً للشِّعْر العربي، وبدأ الخُرُوج على عَمُود الشِّعر العربي تدريجيًّا مع ظُهُور المدارس الجديدة في الشِّعر، التي تأثَّرَتْ بشكْلٍ كبيرٍ بالمذاهب الأدَبيَّة الغربيَّة؛ كالمدرسة الرُّومانسيَّة، ومدرسة الديوان، ومِن بعدهما (أبُوللو)، بالإضافة إلى شُعَراء المهْجر؛ فقد كان لهذه الاتِّجاهات دورٌ كبيرٌ في تغيير وتطوير عَمُود الشعر العربي (القصيدة الخليلية)، فظَهَر الشِّعْر المُرْسَل الذي يلتزم الوزْن، ولا يلتزم القافية، وظهرتْ ألوان أُخَر كثيرة، لكنها جميعًا لَم تخرجْ عن أوزان الخليل، وإنما كان التغييرُ يرتبط عندهم دائمًا بالقافية وتنويع حرف الرَّوِيِّ داخل القصيدة الواحدة... إلخ، ما رَصَدَهُ النُّقَّاد والمتَخَصِّصون، بالإضافة للمضامين والأساليب الجديدة، التي لَم يَكُنْ يَعرفُها الشِّعْر العربي قبل ذلك، حتى جاء النِّصف الثاني من القرن العشرين، وبدأتْ ثورة عارِمة على شكْل القصيدة العربيَّة، وظَهَرَ ما يُسَمَّى بـ(الشِّعر الحر) أو (شِعْر التَّفْعيلة)، وكانتْ هذه جُرأة كبيرة على شَكْل القصيدة الخليلية؛ إذ تَخَلَّى أصحابُ هذا اللون الشعري عن بُحُور الخليل وأوزانه، وتَخَلَّوا تمامًا عن طريقة الشطْرَيْن التي عرف بها الشِّعْر العرَبي، وقوَّضُوا القافية تمامًا، وإن كان يُحْمَد لهم في بداية الأمر المُحافَظة على الإيقاع الشعري، فارْتَضوا للقصيدة تفعيلةً واحدة أو اثنتين تسير عليها، دون التقيُّد برويٍّ واحِد.







وقدْ لاقتْ قصيدة التفعيلة - وما زالت - رُدُود فِعْل كثيرة، ما بين مُؤَيِّد ومعارِض ومشترط، خاصة في بداية ظُهُورها، حتى اشتهرَ عن الأستاذ عباس العقاد - عندما كان يرْأَس لجنة الشِّعر في وزارة الثقافة المصرية في ذلك الوقت - أنه كان يرفض هذا الشَّكْل الشِّعْري رفْضًا تامًّا، بل كانتْ تأتيه قصيدةُ التفعيلة، فيكْتُب عليها: تُحَوَّل إلى لَجْنَة النثْر، ومع ذلك فقد راجتْ هذه القصيدة رَواجًا كبيرًا في الأوْسَاط الإبداعية، بل صارتْ تَتَبَوَّأ مكانةً ربَّما تَفُوق القَصِيدة الأصيلة في بعْضِ الأَوْسَاط الأدبيَّة والنَّقْدِيَّة.







والحقيقةُ أنَّ الخطورةَ لا تكْمُن في شَكْل هذه القصيدة، لكنْ هناك أمر أشد خُطُورة ارْتَبَط بقصيدة التفعيلة - ربما لَم يَنْتَبِه له كثيرون - هو المضامين الفِكْرِيَّة التي حملتْها هذه القصيدة، ففي الغالب ارتبطتْ هذه القصيدة بمثالب كثيرة؛ منها مثلاً: الغُمُوض والإغراق في الإبْهَام، والرَّمْزِيَّة التي تذهب بوُضُوح الفكرة وجلائها، كذلك الأفكار التي عالجتْها، كثيرٌ منها أفكار مستورَدة - إنْ صَحَّ التعبير- فابتعدتْ كثيرًا عن الواقع، وغرقتْ في خيالات وأَوْهام ومُعْتَقَدات أصحابِها، واتَّسَمَتْ بالذَّاتيَّة المُفْرِطة التي تُرَبِّي السلبية في نفس المتلَقِّي، والإغراق في الخيالات والأَوْهام والتَّصَوُّرات الخاطئة، والتَّمَرُّد على المَوْرُوث، ورَفْض الثوابت والقِيَم[1]، بالإضافة إلى التطَوُّر الشَّكْلي الذي وصَل إلى حدِّ النثْريَّة في أحيان كثيرةٍ، بل ظهر ما يسمَّى بقصيدة النثْر، التي تخلَّتْ تمامًا عن إيقاع الشِّعر، وحَصَرَتْه فيما يُسَمَّى بإيقاع المعنى، وكان لهذا التحَوُّلِ خُطُورته الكبيرة على القَصِيدة الأصيلَة.







وقد لاقتْ هذه القصيدة اهتمامًا إعلاميًّا واسعًا، حتى يظنّ أنَّ القَصِيدة الأصيلة ساقِطة من حساباتهم، دعا هذا الأمر كثيرًا من المبدعين أن يرْكَبوا هذه المَوْجة العارمة لضَعْف الاهتمام بالقصيدة الخليلية؛ وربما لِصُعُوبتها على كثيرٍ منهم، ففقدتِ القصيدةُ الأصيلة مبدعين كُثُرًا؛ بسبب هذا الزخَم الإعلامي الذي لاقتْه قصيدة التفْعيلة.







والحقيقةُ أنَّ هذا الشَّكْل الشِّعْري الجديد للقَصِيدة العربيَّة يُمْكِن أن يقبلَ على أنه لَوْنٌ جديد وتطَوُّر لشَكْل القصيدة، لكن بِشَرْط ألاَّ يَتَخَلَّى عن الإيقاع الذي يُمَيِّز الشِّعر، ويفرق بينه وبين النثْر، خاصة وأن هذا اللون لَم يأتِ بأوزان جديدة، بل اعتمدَ أوزان الشعر العربي، ولكن كل الذي حدَث أنه طَوَّر في شَكْل القصيدة العربية المتعارَف عليه.







مِن هنا فإنَّ الشُّعَراء الإسلاميين ينبغي ألاَّ يُهْمِلُوا هذا الشَّكْل الشعري؛ فهوَ أداة يستطيع المبدِعُ مِن خلالها أن يدلفَ إلى المتلَقِّي برُؤى الإسلام وتَصُوُّراته القويمة، وقيَمه الرفيعة؛ لإظهار الحقِّ وجلائه، بل إنَّ الجوَّ النفسي والشعوري يفْرض على الشاعر أحيانًا أن ينسجَ على منواله، ونرى أنه ينبغي ألاَّ يفرض على الشاعر شكلاً مُعينًا، وإنما ينبغي أن تتركَ له حُرِّية اختيار الشَّكْل الشِّعْرِي.







يُضاف إلى ذلك أنَّ هذا الشَّكْل الشعري أصبح واقعًا يفْرِض نفسه على الساحة الأدَبيَّة، وله دعاتُه ومُبْدِعُوه ومُؤَيِّدوه، بل له جُمهُوره الذي يستهويه ذلك اللون، ويرى أنه يعبِّر عن إحساساته وأفكاره ورُؤَاه.







وبالتالي ينبغي ألا يقفَ الإبداعُ الإسلامي ضد هذا الشكل الشعري الجديد ولا يرفضه، بل إنه يُمكن أن يرتاده المبدعون كَلَوْنٍ جديدٍ منَ الألوان الشعرية والأدبيَّة، والأدَب الإسلامي له الحريَّة في أن يمْتَطي كل الأشكال الأدبية؛ ليستفيدَ منها في بنائه الدَّعَوي والأدبي بعيدًا عن الانزواء في أفكار نظريَّة، لا ترقى للتطبيق أو الإبداع.







ولن نخطئ القَوْل إذا قلنا بأنَّ الشِّعْر الإسلامي قد ارتادَ هذا الشَّكْل الشعري بشَكْلٍ واضِحٍ ومَلْحُوظ، بل أظهر تفوُّقًا عاليًا، ربما فاقَ الذين تصَوَّرُوا أن هذا الشكل مقْصُور على أفكارهم ورُؤَاهم، وهو أمرٌ محمودٌ حتى لا يتخلفَ الشِّعْر الإسلامي عن الساحةِ الأدبية المعاصرة، أو يقصر في استخدام أداة من أدواتها.







ولكن ينبغي ألاَّ ينكَفِئ المبدعون على هذا اللون الشعري؛ لأنه في حقيقته لوْنٌ دخيل على تُراثنا العربي والإسلامي، وحتى لا يأتيَ زمانٌ تختفي فيه القصيدة الأصيلة أو على الأقل تكون غريبة على الأسماع، أو تصبح تراثًا مهجورًا، وفي كُلٍّ هذا انتقاصٌ من أَصَالة تُراثنا العرَبي والإسلامي؛ لأنه سيتهم بالقُصُور عن التعبير عنِ الواقع المعاصِر.







أمر آخر: الاحتياط لِمَا يحمل هذا الشَّكْل الشِّعْري من مضامين وأفكار، وعدم الانْجِرار إلى الغُمُوض والذاتية المُفْرِطة التي تفصل بين المبدِع والمُتَلَقِّي، فيفقد الشعر روحه وهدفه في شحْذ هِمَّة المتلَقِّي وإحساسه، بل إنه ينْبغي على المبدِعين الإسلاميين أن يُخَلِّصوا هذا الشَّكل الشعري من هذه المضامين الزائفة، وينزلوا بالقصيدة رُوحًا وفكرًا إلى المتلَقِّي، ويُضَمِّنُوها تصوُّرات وأفكار الإسلام، ويستلهموا تراث الإسلام ورموزه في هذا الشكل الشعري الجديد في مقابل هذه الأفكار والتصوُّرات التي تناقِض في أحيان كثيرة الرُّؤْية الإسلامية للكَوْن والحياة.







كما يُمكن أن يكونَ هذا اللون سلاحًا إبداعيًّا يُوَجَّه في وجْه الأفكار والتصوُّرات والرُّؤَى المنحَرفة، ويكون مجالاً رحبًا لإعلاء قِيَم ومبادئ وتَصَوُّرات الإسلام، بل قِيَم الإنسانية السَّوِيَّة، إذا أحسن المبدعون استخدامه.








ــــــــــ






[1] انظر قصيدة "أصبحتُ حداثيًّا" المنشورة بالموقع، فقد رصدتُ فيها كثيرًا منَ الأفكار والأحاسيس والرُّؤَى واللغة الشِّعْرية التي يتَحَدَّث بها الشاعر الحداثي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.34 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]