من أساليب العربية: الإنكار وحروفه (مغني اللبيب أنموذجا) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92681 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190855 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56888 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26179 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 726 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 59 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-03-2021, 05:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,601
الدولة : Egypt
افتراضي من أساليب العربية: الإنكار وحروفه (مغني اللبيب أنموذجا)

من أساليب العربية: الإنكار وحروفه (مغني اللبيب أنموذجا)


د. سميرة حيدا




من أساليب العربية










الإنكار وحروفه



- مغني اللبيب أنموذجًا -



بقلم: الدكتورة سميرة حيدا [1]








الملخص:



يعدُّ الإنكار واحدًا من الأساليب العربيَّة التي يَقصد إليها متكلِّم العربية، للتعبير عمَّا يَختلج نفسَه من مشاعِر الإنكار وعدم الرِّضا، ويتم ذلك بواسطة أدوات معيَّنة تفيد ذلك المعنى وتؤدِّيه خير تأدِية، وقد سبر علماؤنا القدامى رضي الله عنهم وأرضاهم جميعًا أغوارَ هذه الأدوات ووضَّحوا معنى الإنكار الذي تؤدِّيه، معزَّزًا بأمثلة وشواهد تقرِّبه إلى ذِهن متعلِّم هذه اللُّغة، ومن أجَلِّ هذه الكتب: مغني اللبيب عن كتب الأعاريب؛ لابن هشام الأنصاري رحمه الله، الذي وإن لم يفْرد مصنفه كله للمفردات كما سمَّاها، إلا أنَّ بابه الأول - وهو أطول أبواب الكتاب - خُصَّ للأدوات ومعانيها المتنوعة والمتشعبة؛ لأهمِّيتها ولكثرة دورانها في الكلام.







المقال:



الإنكار في اللغة: مصدر من الفعل "أنكَرَ"، وأنكر الشيء إذا جهلَه، وأنكر حقَّه: جحدَه ولم يَعترف به، وأنكر عليه فعله: عابَه، وتنكَّر الرجل: تَغَيَّر عن حالٍ تَسُرُّه إلى حال يكرهها[2].







أمَّا في الاصطلاح، فالإنكار: هو أن تُنكِر على المخاطب، وتَستهجن منه ما حدث؛ "ليتنبَّه السامع حتى يَرجع إلى نفسه، فيَخجل ويَرتدع ويعي الجواب"[3].







فقد يكون المتلقِّي منكرًا لأمرٍ من الأمور، وجاحدًا له، فيأتي أسلوبُ الاستفهام الإنكاري لينكِر على المخاطب إنكاره وليُبْطله، أو يُكَذِّبه، أو يُوَبِّخه.







فهو غرض بلاغيٌّ يرد في الجملة المستفهَم عنها و"أحد المعاني التي تأتي لها همزة الاستفهام"[4]؛ إذ يدلُّ على أنَّ الأمر المستفهَم عنه أمرٌ منكر، وقد يكون هذا الذي ينكره العقلَ أو الشرع أو القانون أو غير ذلك.







قال الإربلي: "الإنكار، وهو أن تطلب به إبطال ما يُذْكر بعدها، وتكذيب من يدَّعي به، وقيل: فالأَوْلَى تسميتها بالنافي، تقول: "أأنا فعلتُ؟"؛ أي: "ما فعلتُ"، فصار ما يقع بعده مثبتًا منفيًّا، ومنفيًّا مثبتًا، كقولك: "أمَا فعلتَ؟"؛ أي: فعلتَ، وقوله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]؛ أي: هو كافٍ؛ لأنَّ نَفي النَّفي إثبات؛ ولذلك عطف على المنفي بعده بمثبت، كقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ﴾ [الشرح: 1، 2]؛ أي: شرحناه ووضعنا"[5].







والاستفهام الإنكاريُّ في القرآن الكريم يُعدُّ من أكثر أنواع الاستفهام "وأوسعها تصرُّفًا، فجملة أساليبه بلغَت سبعًا وثمانمائة… وكَثُرت في المكِّي حيث بلغَت ثلاثين وستمائة"[6].







الإنكار في مغني اللبيب:



يُعَدُّ الإنكار واحدًا من المعاني التي تفيدها الهمزة حين لا يُقصَد بها الاستفهام الحقيقي؛ أي: طلب الفهم والعلم، ويكون على وجهين اثنين هما:



إنكار توبيخي:



وما بعده واقع، وفاعله ملوم[7]؛ نحو قوله تعالى: ﴿ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴾ [الصافات: 95]، ومنه قوله تعالى أيضًا: ﴿ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ ﴾ [الأنعام: 40].







ومنه في الشعر قول العجاج:



أطَرَبًا وأنت قِنَّسْرِيُّ والدَّهرُ بالإنسان دَوَّارِيُّ؟!



أي: أتطرب وأنت شيخ؟[8]







فقد أنكر عليه ذلك إنكارًا يَحمل معنى التوبيخ، وما وقع بعد هذه الهمزة يكون قد وقع فعلاً، ويُفْهَمُ من هذا الاستفهام استنكار المتكلم وتوبيخه للفاعل.







إنكار إبطالي:



ويجيء لإبطال أمرٍ تَستنكره استنكارًا شديدًا إلى درجة رَغبة المستفهم في إبطاله جملة وتفصيلاً، فما بعد الاستفهام واقع ومُدَّعيه كاذب[9].







قال ابن هشام: "وهذه تَقتضي أنَّ ما بعدها غير واقع، وأنَّ مدعيه كاذب"[10]، من ذلك قوله تعالى: ﴿ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا ﴾ [الإسراء: 40]، وقوله تعالى أيضًا: ﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ﴾ [الصافات: 149]، ومنه أيضًا: ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ﴾ [الحجرات: 12]، فجميع ما جاء بعد هذه الهمزة باطل منكَر وغير واقع؛ إذ لم يحصل منه أيُّ شيء.







أدوات الإنكار في المغني:



1- الهمزة:



تفيد الهمزةُ معنى الإنكار، إذا لم يَكن المراد منها طلب ارتسام صورة ما في الخارج في الذِّهن، بل يُراد بها معنى الإنكار؛ أي: النَّفي، وهو إنكارٌ إبطالي إذا كان ما بعدها غير واقع، وأنَّ مُدَّعِيَه كاذبٌ.







وتفيد هذه الهمزة نَفي ما بعدها؛ لذا وجب ثُبوته إذا كان منفيًّا؛ لأنَّ نفي النَّفي إثبات[11]، ومنه قوله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]؛ أي: الله كافٍ عبدَه.







ومنه قول جرير[12]:



ألَستم خيرَ من ركب المطايا وأندى العالَمين بطُونَ راحِ







والشاهد في هذا البيت: دلالة الهمزة على الإنكار الإبطالي؛ لأنَّ ما بعدها جاء منفيًّا، وعُدَّ هذا البيت أمدح بيت قالَته العرب[13]، ولو قال جرير هذا البيت على سبيل الاستفهام والاستخبار، لَما عُدَّ هذا مدحًا.







وإذا كان ما بعد الهمزة واقعًا، وفاعله ملومًا، فإنَّها للإنكار التوبيخي، ومنه قوله عزَّ وجلَّ: ﴿ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴾ [الصافات: 95].







2- الألف:



"والمراد به الحرف الهاوي الممتنع للابتداء به؛ لكونه لا يقبل الحركة"[14]، وذُكِرَ لهذا الحرف تسعة أوجه: أحدها: أن تكون للإنكار، نحو: "أعَمْراهْ"، لمن قال: "رَأيتُ عَمْرًا"[15]، والأصل في هذا القول: أَعَمْرًا، على تقدير: أرَأَيتَ عَمْرًا، ثمَّ حُذف الفعل والتَّنْوين، وزيدَت الألف وهاء السَّكت.







3- الواو:



من أنواع الواو المفردة واو الإنكار، نحو: "آلرجلوه" بعد قول القائل: "قَامَ الرَّجُلُ"[16].







4- الياء:



تأتي الياء المُفردة على ثلاثة أوجه، منها: أن تكون حرف إنكار، نحو: "أزَيْدُنِيه"[17].







وخلاصة القول:



فإنَّ ابن هشام وإنْ كان قد ذكر للواو والألف والياء معنى الإنكار، إلاَّ أنَّه عاد وأنكر عَدَّها من الحروف الأصلية؛ لأنَّها من الحروف الناشئة عن إشباع الحروف، يقول عن الواو: "واو الإنكار...، والصَّواب أنْ لا تُعَدَّ هذه؛ لأنَّها إشباع للحركة..."[18].







[1] أستاذة باحثة بجامعة محمد الأول – وَجْدة - المغرب.



[2] أقرب الموارد في فُصح العربية والشوارد؛ سعيد الخوري الشرتوني، منشورات آية الله العظمى المرعشي بقم إيران، مادة "نكر".



[3] دلائل الإعجاز؛ عبدالقاهر الجرجاني، تحقيق: محمود محمد شاكر، مطبعة الخانجي، مطبعة المدني، ص: 94.



[4] معجم المصطلحات النحوية والصرفية؛ محمد سمير نجيب اللبدي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، سنة: 1985، ص: 232.



[5] جواهر الأدب في معرفة كلام العرب؛ علاء الدين بن علي الإربلي، تحقيق: إميل بديع يعقوب، نشر دار النفائس، بيروت، ط 1، 1991، ص: 40.



[6] أساليب الاستفهام في القرآن الكريم؛ عبدالعليم السيد فودة، دار الشعب، القاهرة سنة: 1953، ص: 191.



[7] المغني؛ ابن هشام الأنصاري، تحقيق وشرح: عبداللطيف محمد الخطيب، ط1، السلسلة التراثية، الكويت سنة 2001، 1 / 93.



[8] مغني اللبيب عن كتب الأعاريب؛ ابن هشام الأنصاري، 1 / 12.



[9] المغني، 1 / 91.



[10] المغني، 1 / 11.



[11] المغني، 1 / 96.



[12] المغني، 1 / 92.



[13] المغني، 1 / 93.



[14] المغني، 4 / 429، قال المرادي في الجنى الداني: "قال أبو عبيد: الألف عند العرب ألفان: ألف مهموزة، وهي الهمزة، وإنَّما جُعلَت صورتها ألفًا لأنَّها لا تقوم بنفسها، ألا تراها تنقلب في الرَّفع واوًا، وفي الفتح ألِفًا، وفي الكسر ياءً؟
والألف الأخرى هي التي تكون مع اللام في الحروف المعجمة، وهي ساكنة"؛ ص: 180.



[15] المغني، 4 / 431.



[16] المصدر السابق، 4 / 416.



[17] المصدر السابق، 4 / 445.



[18] المصدر السابق؛ 4 / 416، ومثله في: 4 / 432، و4 / 445.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.15 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]