جذور الانحراف: سيكولوجيا الشباب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2021, 01:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي جذور الانحراف: سيكولوجيا الشباب

جذور الانحراف: سيكولوجيا الشباب (١)
علي بن حسين بن أحمد فقيهي





بوح القلم

(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)




يمر الشاب في مرحلة المراهقة بحالة من التغيرات والتحولات الفسيولوجية والسيكولوجية، تُلقي بظلالها على شخصية الشاب وأسلوب تفكيره وطبيعة حياته وأنماط سلوكه.

أشارت الباحثة النفسية (إليزابيث هيرلوك Hurlock، ١٩٨٠) لأهم المظاهر والآثار لهذه الفترة ومنها:
١- الرغبة في التفرد والانعزال: فينسحب - في بداية المراهقة - من الجماعة القديمة ويقضي معظم وقته وحده، وإذا كانت له حجرته الخاصة فإنه يغلقها على نفسه، كما يحدث أيضا انعزال مفاجئ وواضح عن نشاط الأسرة.

٢- النفور من العمل والنشاط: وهو نتيجة مُباشرة للنموِّ الجسمي السريع الذي يفوق طاقته، وكلما كانت التغيُّرات مفاجئة عند البلوغ كانت التغيرات في أداء الطفل في المدرسة وفي تحصيله مفاجئة أيضًا، وعادة ما يلام التلميذ على هذا الكسل في المنزل والمدرسة، وقد يؤدِّي ذلك إلى مزيد من النتائج غير السارَّة.

٣- الملل: يَظهر على المُراهق ملل من اللعب بالألعاب التي كان يَستمتِع بها في المراحل السابقة، سواء كانت مع أقران المدرسة أو في الحياة الاجتماعية العامة، ويظهر ذلك في رفضه الاشتراك في هذه الأنشطة، ويَصفها بأنها "طفلية"، وحين لا يقابل سلوكه بالتقبل من الآخرين يظهر عليه اتجاه اللامبالاة، أو الإحساس بالنبذ والرفض.

٤- عدم الاستقرار: تتغيَّر ميول المراهق كما يتغيَّر جسمه، ولذلك نجده يَنتقِل من نشاط لآخر، ولا يشعر بالرضا من أيٍّ مِن هذه الأنشطة، ويُصاحب ذلك مشاعر التوتر والقلق.

٥- الرفض والعناد: تتميَّز اتجاهات المُراهق عند البلوغ بأنها اتجاهات رفض ومعاداة للأسرة والأصدقاء والمجتمع عمومًا، ولذلك كثيرًا ما نجده مهمومًا محزونًا، ولا يَقتصر همُّه على نفسه، بل يمده إلى الغير؛ فيفسد على الآخرين سرورهم بالمخالفة والمعارضة وعدم التعاون ورفض رغباتهم، وفي المنزل يكون غيورًا من إخوته وناقدًا لهم؛ فيسبهم ويتعارَك معهم دون سبب واضح، ويُعاندهم عن قصد، ويُجادل مع أفراد الأسرة "الأم والأب وغيرهما"، لمجرَّد إثارة المتاعب وخاصة لإخوته، ويسلك خارج المنزل بنفس الطريقة تقريبًا مع أصدقائه، وتنشأ بينه وبينهم المعارك لأتفه الأسباب.

٦- مقاومة السلطة: فيحدث في هذه الفترة أكبر مقدار من الصراع والنزاع بين المراهقين ووالديهم "وخاصة الأم" وخاصة عند حوالي سن ١٣سنة، والسبب في كثرة الصراعات مع الأم أنها الأكثر اتصالًا بالمُراهق داخل المنزل منذ طفولته، فإذا كانت الأم أقل تقييدًا وأكثر تسامحًا تقل هذه المنازَعات معها، ويَسعى المراهق إلى مقاوَمة كل ألوان السلطة، وحين يكتشف أن محاولاته تبوء بالفشل يَزداد عنادًا، وقد يلجأ إلى الانسحاب من مثل هذه المواقف التي قد تؤدِّي إلى العقاب بسبب عدم الطاعة، وقد يصدر عنه ما يمكن أن يصنَّف بأنه "سوء سلوك"، ومعظمه من النوع البسيط في البداية ولكنه يتطور مع الوقت.

٧- الانفعالية الشديدة: يؤدِّي التوتُّر والاضطراب الناتجان عن الاتجاهات والميول المتغيِّرة من ناحية، وعن التغيُّرات الجسمية والغُددية من ناحية أخرى، إلى حدة الانفعالات التي تظهر في فترة البلوغ، ويكون المُراهِق شديد الحساسية، ويُفسِّر معظم ما يسمعه من الكبار أو الأقران على أنه موجه إليه؛ مما يَزيد من شعوره بأنه لم يعد محبوبًا من أحد، وأن "العالم كله ضده".

٨- نقصان الثقة بالنفس: فيَشعُر بأنه أصبح أقل كفاءة من الناحيتين الشخصية والاجتماعية، ويكون "مفهوم الذات" عنده غير مستقر، وقد يقود هذا أحيانًا إلى وقوع بعض المُراهِقين في هذه الفترة في جناح الأحداث؛ فالقيام بالأعمال التي تُوقعه تحت طائلة العقاب من الوالدَين أو المعلمين أو السلطة الجنائية "الشرطة والقضاء" تعدُّ أحيانًا من قبيل تأكيد الذات المفتقدة في هذه الفترة.

٩- الاهتمام بمسائل الجنس: يؤدِّي نمو الأعضاء الجنسية في فترة البلوغ إلى تركيز اهتِمام المُراهِق على مسائل الجنس إلى الحدِّ الذي يَشغل معظم وقته وتفكيره، فيقرأ بعض الكتب على أمل الحصول على بعض المعلومات عن الجنس، ويلجأ إلى بعض المصادر غير الدقيقة؛ مثل الأصدقاء أو الخدم أو الشارع أو الكتب الرخيصة أو أفلام الجنس، وقد يقود ذلك كله المراهق إلى بعض المشكلات الجنسية، وخاصة ممارسة العادة السرية، والعلاقة المثلية، والمعاكسات، والاغتصاب.

١٠- أحلام اليقظة: وهي أفضل وسائل قضاء الوقت لدى المُراهِق في سن البلوغ، وعادة ما تدور أحلامه حول "بطل مظلوم مغبون الحق"، والبطل بالطبع هو المُراهق نفسه، وقد يكون الظلم الذي يتخيله من نوع سوء الفهم أو سوء المعاملة التي يلقاها من الأبوين أو المعلمين أو الأصدقاء أو المجتمع، وتكون أحلام اليقظة بهذه الطريقة مصدرًا هامًّا للتعبير عن الانفعالات وإشباع الدوافع، فهو يَستمتِع بدوره في حلم اليقظة مهما اشتدَّت المُعاناة؛ لأنه يعلم أن نهاية الحلم ستكون دائمًا لصالحِه ومهما كانت هذه الأحلام سارةً للمُراهق، فإنها تدعم فيه اعتقادَه بأنه لا أحد يحبه، وبالطبع كلَّما ازداد المراهق اندماجًا في هذه الأحلام يزداد بعدًا عن الواقع، ويَزداد تكيُّفه الاجتماعي سوءًا.

هذه المظاهر والآثار تعدُّ الأهم والأبرز في سمات وخصائص الشاب والمُراهق النفسية، التي تمتد لقرابة عقد من الزمان في حياة الشاب من سن (١٢ - ٢١) وهي ليست بلازمة وثابتة بل نسبيَّة ومُحتملة وطبيعية وعفوية ومتغيِّرة ومتحولة.


الجهل والإهمال والشدَّة والعنف في التصور والتعامل مع هذه السمات والخصائص تولِّد عند المراهق حالةً من التمرد والتنمُّر والانتقام والعدوان والقلق والاكتئاب والتغرير والتأثر والابتزاز والتأثير.

الاهتمام والعناية بمعرفة خصائص النمو وإدراك سمات الشخصية والوعي بطبيعة المرحلة - للصغير والكبير- يسهل على المربي الضبط الذاتي والتعامل الراقي والتحليل المنطقي للأفكار والتصرفات، كما يسهم في مساعدة المتربي على الاستقرار النفسي والتوازن التربويِّ والانسجام الاجتماعي والانتماء الوطني.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-05-2021, 01:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: جذور الانحراف: سيكولوجيا الشباب

جذور الانحراف: سيكولوجيا الشباب (3)
علي بن حسين بن أحمد فقيهي




بوح القلم

تأملات في النفس والكون والواقع والحياة

جذور الانحراف: سيكولوجيا الشباب (٣)


من أهمِّ خصائص النمو وسِمات الشخصيَّة للشابِّ المراهق: الجوانبُ الانفعالية والاجتماعية التي تعتبر الأظهر تفاعلًا لدى المتربي، والأبرز دراسة واهتمامًا لدى المختص والمربي.

أبرز مظاهر النمو الانفعالي: الخجلُ والحياء، الخوف والرُّعب، التوتُّر والقلق، الاضطراب وعدم الاستقرار، سوء الخلق وحِدَّة الطبع، الحساسية والعاطفة المفرطة، الشكوك والظنون السيِّئة، الصُّراخُ ورفع الصوت، الحزن والبكاء، التنمُّر والتعدي.

في البداية لا بد أن نضع في الاعتبار نتائج بحوث علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا، التي أكَّدَت أن أزمة المراهقة "تختلف في شكلها ومضمونها وحدَّتها من مجتمع إلى مجتمع، ومن حضارة إلى حضارة، وأن المراهق أو الشاب يعكس في أزمته - في المحل الأول - ظروفًا اجتماعيَّة وحضارية معينة، لا ظروفًا بيولوجية ونفسية، فالأزمة لا تكون استجابة لتغيُّرات داخل الفرد نفسه؛ وإنَّما نتيجة لاستجابة البيئة - أي: الأسرة والمجتمع والحضارة - التي يعيش فيها للتغيرات التي تطرأ عليه".

صنَّف رائدُ بحوث المراهقة "صموئيل مغاريوس" أشكالَ المراهقة إلى أربعة أنواع، هي: المراهقة التكيفيَّة، والمراهقة الانسحابية المنطوية، والمراهقة العدوانيَّة المتمردة، والمراهقة المنحرفة.

انفعالات المراهق تكون في هذه المرحلة حادَّةً، والتعبير عنها لا يَخضع للتحكُّم، وبالرغم من ظهور بعض أعراض سوء التوافق نتيجة لهذا، فإنَّنا عادة ما نلاحظ تحسُّنًا في السلوك الانفعالي عامًا بعد عام، ومرة أخرى نجد أن النموَّ الانفعالي يتَّجه تدريجيًّا نحو الاستقرار مع الاقتراب من مرحلة الرشد، شأنه في ذلك شأن النمو العقلي والجسمي.

الأنماط الانفعاليَّة لدى المراهق، تشبه إلى حدٍّ كبير ما لدى الطفل، ولكنها تختلف عنها في نوع المثيرات والبواعِث، وفي صور التعبير عنها؛ فالغضب يُستثار في المراهقة المبكرة نتيجة النَّقد أو السُّخرية، أو حين يَشعر المراهق أن أصدقاءه يُعامَلون معاملةً غير ملائمة من الوالدين أو المعلمين، أو حين يُحرم من بعض الامتيازات التي يعتبرها من حقوقه، أو حين يُعامل "كطفل"، كما يَشعر بالغضَب حين لا تستقيم في نظره الأمور، أو حين يعجز عن إتمام ما أعدَّ نفسه لإنجازه، أو حين يقاطع أثناء الانشغال بعمل، أو حين يقتحم الآخرون عالمَه الخاص، أو يتم التعدِّي على ممتلكاته الشخصية.

يشعر المراهق بكثير من مشاعر الإحباط حين يُعاق عن إشباع حاجاته، وخاصَّة حاجته إلى الاستقلال، كما توجد مصادر تُثير لديه التوتُّر، بعضها يَنشأ عن سلوك الآخرين إزاءه، وخاصَّة "الوالدين والمعلمين وغيرهم من ممثِّلي السلطة الاجتماعية"، وبعضها من الأشياء التي توجد في بيئته ولا يحبُّها، وبعضها الثالث من سلوكه هو، وقد يَستخدم المراهق في هذه المرحلة الاستجابات الصَّريحة للتعبير عن العدوان؛ "كالعنف البدني عند الذكور، والصراخ والبكاء عند الإناث".

يمثِّل الواجب والتكليف المدرسي وما يرتبط به من امتحاناتٍ مصدرَ كثيرٍ من القلق لدى المراهق، ومن المصادر المثيرة لقلَق المراهق: مَظهرُه، ونَقص التفاهم مع والديه، والعلاقة بين الجنسين، وصعوبة تَكوين صداقات، ونقصُ وسائل التَّرفيه الملائمة، والاختيار التعليمي والمهني، والمسائل الدينيَّة والصحيَّة، والملابسُ والنُّقود، وبعض المشكلات الشخصية؛ مثل نقص التحكُّم الانفعالي.

في الجانب الاجتماعي يمكن القول بأنَّ من أهمِّ مطالب النمو في مرحلة المراهقة تَحقيقَ التكيُّف الاجتماعي والتوافق الإنساني مع الأسرة والمدرسة، والحي والمجتمع، والأقارب والأصدقاء.

أكثر صور التوافق الجديد أهميَّةً لدى المراهق وأكثرها صعوبة في نفس الوقت: ما يجب عليه أن يفعله إزاء التأثير المتزايد لجماعة الأقران، بالإضافة إلى الجماعات الاجتماعيَّة الجديدة وأنماطِ السلوك الاجتماعي الجديد التي لم تكن شائعةً في المراحل السابقة.

مع بداية مرحلة المراهقة يزداد بُعد الفرد عن الأبوين والمنزل إلى حدٍّ كبير، ومعظم الوقت الذي يَقضيه خارج المنزل يكونُ مع جماعة الأقران؛ وهذا يعني بالضرورة أنَّ هذه الجماعة لها أثَر بالِغ في اتجاهات المراهِق وميولِه وقِيَمِه وسلوكه قد يفوق أثَر الأسرة.

يزداد أثر جماعة الأقران حدَّة مع زيادة رغبة المراهق في النَّمط السلوكي الذي تحدِّده الجماعة؛ فيفضل ألا يخالِف آراء المجموعة، ويلتزم بمعيار الرفقة إلى حدِّ الوقوع في بعض الأمور المعيبة والضارَّة؛ كالتدخين والمخدرات، والمعاكسات والتفحيط.

من أخطر مصادر المشكلات للمراهِق تفضيله لمعايير جماعة الأقران التي قد تتعارَض مع معايير الكبار "وخاصَّة الوالدين"، وفي هذه الحالة يَعيش المراهقُ في عالمٍ يحكمه معياران: أحدهما يقوم على توقُّعات الكبار منه، والآخر يَعتمد على توقُّعات جماعة الأقران، وينشأ لدى المراهق الذي يحبُّ والديه، والذي يريد في نفس الوقت أن يكون مقبولًا من جماعة الأقران - مشكلةُ اتِّخاذ قرار مناسب حول أحد المعيارين، وهو عادة ما يختار معيارَ جماعة الأقران بسبب الاتجاه الخارجي للنموِّ في هذه المرحلة، وهذا التعامل مع المعايير المتضادَّة قد يخلق لدى المراهق مشكلات عامَّة، وخاصَّة لدى الذكور.

من أنواع التجمعات الاجتماعية في مرحلة المراهقة المبكرة: ما تسميه هيرلوك "Hurlock" الرفقة الحميمة، والثلة clique، والجمهرة corwd، والجماعة المنظَّمة، ثمَّ العصابة، وتتألَّف جماعة الرفقة الحميمة من أفضل الأصدقاء؛ فمع البلوغ يَختار الفتى صديقًا وثيق الصِّلة به، يكون موضع سرِّه، وكذلك تفعل الفتاة، هذا الرفيق يُشبع لدى المراهق الكثيرَ من حاجاته الاجتماعية؛ فنجده يَقضي معه وقتًا أطول ممَّا يقضيه مع الأصدقاء الآخرين، وعادة ما يكون الرَّفيق من نفس الجنس لديه نفس الميول والقدرات، والعلاقة بينهما تكون وثيقةً إلى الحدِّ الذي يسيطر على مشاعره، ويوجه سلوكه، ويؤثِّر في حياته.

تنشأ في مرحلة المراهقة ميولٌ جديدة نتيجة للتغيُّرات الجسمية والاجتماعية، وما يميل إليه المراهق يتوقَّف على جنسه وذكائه والبيئةِ التي يعيش فيها، وفرَص التعليم المتاحَة له، وما يهتمُّ به أقرانه، وقدراته وميوله، وأسرته، وغير ذلك من العوامل الكثيرة.

• يمكن تصنيف ميول المراهقين إلى ثلاثة أنواع على النَّحو الذي تقترحه هيرلوك "Hurlock"، وهي:
١- الميول الاجتماعية: وهي التي تتعلَّق بالمواقف الاجتماعية؛ فيميل المراهق بإخلاص شديد إلى الآخرين، وخاصَّة أولئك الذين يَشعر أنَّهم في حاجة إلى الرِّعاية والتطوُّع والمساعدة، ويتمثَّل هذا الميل في مشاركته النَّشطة في النشاط الاجتماعي المدرسي، وفي مشروعات خدمة البيئة، كما تظهر على المراهق ميولٌ سياسية، سواء كانت تتعلَّق بالسياسة الداخليَّة أو بالسياسة الدولية، وتتمثَّل هذه الميول في كتاباته وقراءته ومتابعاته وفي نشاطه العملي، وقد يَقوى هذا الميل عنده فيَظهر في شكل جهدٍ واضح لإصلاح وتَغيير واقع الأسرة والأصدقاء والمدرسةِ والمجتمع.

٢- الميول الشخصية: يعود الاهتمام بالميول الشخصية إلى مَعرفة المراهق أن كلًّا من التقبُّل الاجتماعي وتحقيق الذَّات يتأثَّر بالمظهر العام للفرد، ويرجِع إلى هذا السبب معظم السلوك الذي يَصدر عن المراهقين ويبدو لنا غريبًا، وخاصَّة عند محاولتهم ارتداء أزياء غير مألوفة، وتقليعات الشَّعر بطرق غير عاديَّة، وتكوين اتجاهات وعادات غريبة، وبزيادة الاهتمام بالجِنس الآخر تَظهر على المراهق ميول واهتمامات بمظهره ومَلبسه وزينته، وخاصَّة لدى البنات، كما يظهر عند المراهق مَيلٌ ورغبة في الاستقلال، ويتمثَّل ذلك في مقاومة سلطة الكبار، سواء أكانوا آباء أم معلِّمين، ويؤدِّي ذلك إلى كثير من الصِّراعات والمشكلات معهم، كما تظهر على المراهق ميول للتمرُّد، وهي جميعًا أعراض لرغبته في السلوك مستقلًّا عن الكبار، وحتى يحقِّق تلك الرغبة في الاستقلال تكون للنقود أهميَّة خاصَّة، ويتمثَّل ذلك في مقدار ما يأخذ من مصروف، وحريَّته في إنفاقه، وكيفيةِ الحصول على نقود إضافيَّة ليواجه احتياجاته؛ ولذلك قد يعمل بعضُ المراهقين في هذه المرحلة بعضَ الوقت، ويكون هذا الميل لدى الفتيان أقوى منه لدى الفتيات.

٣- الميول الترويحية: فيختار المراهِق أنواعَ النَّشاط التي يمكن أن يستمتع بها، ويفضِّل المراهقُ الأعمالَ الرياضية التي تتطلَّب بذلَ مقدار كبير من الطاقة، وتحتلُّ السباحةُ قائمةَ الهوايات الرياضية لكلٍّ من الجنسين، وتزداد نسبة الفتيات اللاتي يفضِّلن الاستمتاع بالرياضة كمتفرجات، بينما يفضِّل الفتيان القيامَ بدور المشارك، وخاصَّة في كرة القدم.

أمَّا عن ميول القراءة الحرة: فهي أقل في مَرحلة المراهقة المبكرة منها في مرحلة الطفولة، وقد يكون سبَب ذلك ضغوط الواجب المدرسي، وعمومًا فإنَّ الفتيان في هذه السنِّ يفضِّلون القراءةَ حول العلوم والاختراعات، وتفضِّل البنات القصصَ الأدبية، وخاصَّة القصص والروايات الرومانسيَّة، كما يفضِّل المراهقون ذكورًا وإناثًا قراءةَ المجلات بصفةٍ عامة على قراءة الكتب، كما يحبُّون قراءة القصص الفكاهية، سواء كانت في المجلات أو الكتب.

ويفضِّل المراهقون من بين الأفلام السينمائية الأفلامَ الرومانسية، "وتفضيلها أعلى عند البنات"، وأفلام المغامرات والأكشن "وتفضيلها أعلى عند البنين"، كما يحبُّون الأفلام والمشاهد الكوميدية، ولا يَميلون إلى الأفلام التعليمية من أيِّ نوع كان، وتتعرَّض برامج التليفزيون إلى نَقد المراهقين وسُخريتهم، ويفضِّل الكثيرون أفلامَ الفيديو عليها، ولعلَّ ذلك يرجع إلى أنَّ هذه البرامج لا تكاد تُشبع حاجات هذه الفئة العمرية الحرجة.

ومضة: "حركة الوعي أبطأ من حركة الواقع؛ فالأمور والأحوال تتغيَّر من حولنا ونحن نتعامَل معها كما في الماضي، ممَّا يُفقدنا الكثير من المكاسب"؛ د. عبدالكريم بكار.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.34 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]