اللاعنون من هم؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         من تناول مفطرا عامدا ذاكرا للصوم فسد لا ناسيا أو مكرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فقه الصيام وأحكامه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حال السلف في شهر رمضان المبارك (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أخي الصائم.. تذكر (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          علاقة القرآن بشهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ماهية الاعتصام بالله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فوائد مختصرة منتقاة من المجلد الأول من الشرح الممتع على زاد المستقنع للعلامة العثيمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سحر صلاة العشاء في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          من أقوال السلف في السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-12-2022, 09:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,371
الدولة : Egypt
افتراضي اللاعنون من هم؟

اللاعنون من هم؟
د. جمال يوسف الهميلي

كلمة "اللعن" وردت في القرآن إحدى وأربعين مرة، وغالبها لعنة الله وحده؛ إلا في موضعين أضاف الله جل جلاله معه آخرين، والغريب والعجيب أن الآيتين في سورة واحدة وبشكل متتابع: ﴿ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة: 159] ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [البقرة: 161].


وفي الثانية النص واضح في اللعن من الله والملائكة والناس أجمعين وجُرمهم ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ [البقرة: 161]، وأظنُّك لاحظتَ أنه في الآية الأولى كرَّر فعل ﴿ يَلعَنُهُمُ دون الثانية، وأيضًا أضاف اللاعنين، فمن هم اللاعنون؟


قبل الخوض في تفسيرها لا بُدَّ من التعريج على الآية الكريمة والتأمُّل فيها لنعرف عِظَم الجُرْم الذي استحقَّ ذلك اللعن.


اللعن من الله هو الطَّرْد من رحمة الله - والعياذ بالله- وهذا لا يكون إلَّا عند ارتكاب كبيرة من الكبائر، فهي ليست ذنبًا فقط؛ وإنما جريمة كبرى، وقيل: اللعن من الله الإبعاد عن الرحمة مع إذلال وغضب، وأثره يظهر في الآخرة بالحرمان من الجنة، وبالعذاب في جهنم[1]، أمَّا اللعن من المخلوقين فهو مباعدة الملعون ومشاقته ومخالفته مع السخط عليه والبراءة منه والدعاء بأن يُبعده الله عن رحمته، فيا تُرى ما العمل الذي فعله هؤلاء ليستحقوا تلك العقوبة؟


لنقرأ الآية من بدايتها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة: 159]، لقد ظهر الأمر وبان السبب، لنتابع مع الآية الكريمة، قال ابن عباس: إن جماعة من الأنصار سألوا نفرًا من اليهود عمَّا في التوراة من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأحكام، فكتموا، فنزلت الآية، والعِبْرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهي تشمل كل مَنْ مارس هذا العمل سواء كان من أهل الكتاب أو غيرهم، وعلى مدار الزمان والمكان كما قرَّره علماؤنا الكِرام.


لنحاول تلمُّس بعض الوجوه الإبداعية في الآية لتبيين ذلك الجُرْم:
استخدم القرآن الكريم ﴿ يَكْتُمُونَ ﴾ بصيغة المضارع للدلالة على الديمومة، فلم يكتفوا بمرة واحدة؛ وإنما مستمرُّون في غيِّهم، والكتمان ترك إظهار الشيء مع الحاجة إليه، وحصول الداعي إلى إظهاره، وقد جاء في الحديث: ((مَنْ كَتَمَ علمًا ألْجَمَه اللهُ يومَ القيامةِ بلجامٍ من نارٍ))[2]، والكتمان يكون بإلغاء الحفظ والتدريس والتعليم، ويكون بإزالته من الكتاب أصلًا، ويكون بالتأويلات البعيدة عن مراد الشارع؛ لأن إخفاء المعنى كتمان له.

حذف متعلق ﴿ يَكْتُمُونَ ﴾ الدال على المكتوم عنه للتعميم؛ أي: يكتمون ذلك عن كل أحد ليتأتى نسيانه وإضاعته.

قوله تعالى: ﴿ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ ﴾ فالمراد كل ما أنزله على الأنبياء كتابًا وحيًا دون أدلَّة العقول، وقوله تعالى: ﴿ وَالْهُدَى ﴾ يدخل فيه الدلائل العقلية والنقلية، فثبَتَ أنه تعالى توعَّد على كتمان الدلائل السمعية والعقلية وجمع بين الأمرين في الوعيد[3]، وقيل: ﴿ وَالْهُدَىهو العلم الذي تحصل به الهداية إلى الصراط المستقيم، ويتبين به طريق أهل النعيم من طريق أهل الجحيم.

من لطيف التعبير القرآني قوله: ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ ﴾ في الكتب، وعن طريق الرُّسل، فقد تكفَّل الله ببيانه بينما يسعى هؤلاء في كتمانه!

﴿ لِلنَّاسِ ﴾ لام التعليل؛ أي: بيَّنَّاه في الكتاب لأجل الناس؛ أي: أردنا إعلانه وإشاعته، وفي هذا زيادة تشنيع وتوبيخ عليهم، وهو أنه مع كونه كتمانًا للحق فهو اعتداء على مستحقِّه الذي جُعِل لأجله، ففعلهم هذا تضليل وظُلْم، والتعريف في الناس للاستغراق؛ لأن الله أنزل الشرائع لهداية الناس كلهم.


أظنك بعد هذا لا تشك أنهم يستحقون أشدَّ العقوبة وأغلظها، فأيُّ جريمةٍ أشنعُ من تلك؟


وكرَّر فعل ﴿ يَلعَنُهُمُ ﴾ لاختلاف معنى اللعنين؛ فإن اللعن من الله الإبعاد عن الرحمة، واللعن من البشر الدعاء عليهم، ولتأكيد اللعن وشموله من الله ومن اللاعنين.


والآن لنرجع إلى سؤالنا: من هم "اللاعنون"؟


اللام للاستغراق، وهو استغراق عرفي؛ أي: يلعنهم كُلُّ لاعنٍ، واتفقوا على أن الملائكة والأنبياء والصالحين داخلون تحت هذا العموم لا محالة، وزيادةً كل دواب الأرض؛ بل ذكر بعضهم حتى الجماد يلعنهم،كأنَّ كُلَّ مَنْ في الوجود يشترك في لعنهم، "فكما أن معلم الناس الخير يصلي الله عليه وملائكته، حتى الحوت في جوف الماء"، لسعيه في مصلحة الخلق وإصلاح أديانهم، وقربهم من رحمة الله، فجُوزي من جنس عمله، فالكاتمُ لما أنزل الله مضادٌّ لأمر الله، مشاقٌّ لله الآمر بتبيين الآيات للناس وتوضيحها، وهذا يطمسها ويُعميها، فهذا عليه هذا الوعيد الشديد"[4]، ألا ما أشدَّه من عقاب! وهو يشمل كل من يكتم ما بيَّنَه الله للناس ولو كان قليلًا لعموم اللفظ.


وما أجمل الآية التي بعدها: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 160] يا الله! ما أرحمك! وما أعدلك! فمع جرمهم الكبير وكتمانهم ما بيَّنَه في كتبه، وعلى لسان رُسُله واستمرارهم في ذلك، إلا أنه سبحانه فتح لهم باب التوبة وومضة أمل ونافذة تُمكِّنهم من الخلاص والنجاة من تلك العقوبة، وذلك بثلاثة شروط:
1. ﴿ تَابُوا ﴾: التوبة هي الاعتراف بالخطأ، والندم على تلك الفعلة الشنيعة.
2. ﴿ وَأَصْلَحُوا ﴾: يعني: إصلاح ما أفسدوه من أعمالٍ وأقوالٍ، فمثلًا لو أفسد على غيره دِينَه بإيراد شبهة عليه يلزمه إزالة تلك الشُّبْهة.
3. ﴿ وَبَيَّنُوا ﴾: وهو عكس الكتمان، ويكون بإظهار ما كتموه، وأن يُبيِّنوه للناس، فلا يكفي اعترافهم وحدهم أو في خلواتهم.


فدلَّت هذه الآية على أن التوبة لا تحصل إلَّا بترك كل ما لا ينبغي (الكتمان) وبفعل كل ما ينبغي (التوبة والإصلاح والبيان).


وقبل الختام لا بُدَّ من التنويه على أن الآية عامة في كل مَنْ كَتَمَ عِلْمًا من دين الله يحتاج إلى بَثِّه مهما كان علمُه، فلا يشترط أن يكون من العلماء المشهود لهم - وإن كان هؤلاء داخلين من باب أولى- لذا قال أبو هريرة رضي الله عنه: "لولا آية في كتاب الله تعالى ما حدَّثْتُكم حديثًا، وقرأ هذه الآية".


ولما كان كُلٌّ مِنَّا لديه من العلم ما الله به عليم، فأنا وأنت بين صورتين:
صورة مُعلِّم الناس الخيرَ الذي "يصلي عليه اللَّهُ وملائِكتُهُ وأَهلُ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملة في جُحْرِها، وحتَّى الحوت في البحر"[5].


أو صورة كاتم العلم الذي يلعنه الله ويلعنه اللاعنون.


والخيار لك.

[1] راجع "التحرير والتنوير" لابن عاشور.
[2] صحيح الترغيب والترهيب للألباني، رقم 121.
[3] تفسير الفخر الرازي.
[4] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ ابن سعدي.
[5] صحيح الجامع الصغير للألباني، رقم 1838.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.96 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]