بشارات الثابتين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3943 - عددالزوار : 386387 )           »          عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16174 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3121 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 101 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-11-2022, 09:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي بشارات الثابتين

بشارات الثابتين (1)



الشيخ: د. عبدالله بداح العجمي




سنتحدث عن بشارات الثابتين، لكن قبل أن نبيّن هذه البشارات، ينبغي أن نعلم من الثابتون؟ وعلام ثبتوا؟ حتى نبيّن بعد ذلك البشارات التي سوف يحصلون عليها بسبب ثباتهم ومواقفهم العظيمة، ولا شك كذلك نحتاج أن نذكر العناصر المثبتة على هذا الأمر، التي نحن في أمَسِّ الحاجة إليه في زمن الغربة والشبهات.

- أولا: الثابتونن وعلام ثبتوا؟ هذا يذكرنا بحديث سفيان بن عبدالله الثقفي - رضي الله عنه - لما جاء إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم - فقال له: «قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدا بعدك أبدا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: قل آمنت بالله ثم استقم» رواه مسلم.
لما أراد سفيان - رضي الله عنه - أن يعرف أقرب طريق موصل إلى رضا الله وإلى رحمته، قال له: «قل آمنت بالله ثم استقم»، فما الخطوة الأولى التي يبتدئ بها كل مسلم إذا أعلن إسلامه ودخل في إسلامه؟ وما الطريق الذي يسير عليه، حتى يعيش سعيد الدارين الدنيا والآخرة.
الخطوة الأولى: قل آمنت بالله
بإيجاز، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - أوتي جوامع الكلم قال: «قل آمنت بالله»، هذه الخطوة الأولى في السير إلى الله -سبحانه-، وهي نطق الشهادتين وكلمة التوحيد لا إله إلا الله. أي آمنت بوجوده -سبحانه-، وآمنت به إلها -سبحانه-، وأوَحِّدَه -جل شأنه- في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. آمنت بالله بمعنى أن تنطق بأشهد أن لا إله إلا الله. هذه الكلمة لا تنفع العبد مجرد أن ينطق بها، فهؤلاء المنافقون كانوا يكررونها مرارًا وتكرارًا في اليوم وما نفعتهم. قال الله -عز وجل- عنهم {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}. إذًا لابد حتى تنفعك هذه الكلمة عند الله، وتُقبل منك، لابد أن تعلم معناها.
معنى لا إله إلا الله
ما معنى لا إله إلا الله؟ أي: لا معبود بحق إلا الله، ولابد كذلك أن تعمل بمقتضاها، بما أمرك الله في شرعه ودينه، ولابد أن تقولها خالصًا من قلبك، فإن قلتها عالمًا بمعناها خالفت طريقة النصارى الذين يعملون ولا يعلمون، عبدوا الله على ضلال وعلى خطأ، وإن عملت بمقتضاها خالفت طريق اليهود الذين يعلمون ولا يعملون، وإن قلتها خالصًا من قلبك خالفت طريق المنافقين الذين قالوا هذه الكلمة، نطقوا بها ظاهرًا ولم يؤمنوا بها باطنًا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لكل من يرغب الدخول في الإسلام أن ينطق بالشهادتين؛ لأن هذه هي أول خطوة في سَيْرِك إلى الله.
الخطوة الثانية: (ثم استقم)
حتى تسير تحتاج إلى خطوة ثانية وثالثة ورابعة، تسير على هذا الطريق إلى الله؛ فالخطوة الثانية (ثم استقم) وهي المُكملة للشهادتين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ومن ثم لابد حينما تنطق أشهد أن محمدا رسولٌ من عند الله، فتحبه وتصدقه وتتبعه وتنصر سنته - صلى الله عليه وسلم .
ثم استقم، أي تسير على الصراط المستقيم، الصراط هو الطريق الواضح، والمستقيم أي أيسر طريق، وأقرب طريق، وأوضح طريق يوصلك إلى الجنة.
الصراط قسمان
والصراط قسمان أو نوعان: صراط حسي أخروي، وصراط معنوي دنيوي، وكلاهما متلازمان لا ينفكان، الصراط المعنوي الدنيوي وهو دين الله -عز وجل-، والثاني الصراط الحسي الأخروي، تراه بعينك جسر ممدود على نار جهنم والعياذ بالله. إذا ثبت على الصراط الدنيوي المعنوي وهو الإسلام، نجا في الصراط الأخروي.
النطق بكلمة التوحيد
قل آمنت بالله، النطق بكلمة التوحيد هي أول خطوة، وتسير عليها طوال حياتك إلى آخر عمرك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، ولذلك مطلوب منا أن نسير على خطى نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وطريقه واحد - صلى الله عليه وسلم - الصراط المستقيم، كما قال الله -عز وجل-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}.
هل طريقه - صلى الله عليه وسلم - جديد؟
ليس بجديد، بل هو طريق إخوانه من الأنبياء والرسل الذين كانوا قبله، طريق الله -سبحانه وتعالى-، {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}. إذًا أنت لست وحدك، أنت تسير وراء النبي، والنبي يسير وراء إخوانه الأنبياء. ولذلك حذرنا -سبحانه وتعالى- من مخالفة هذا الطريق، طريقه - صلى الله عليه وسلم -. فكل من يبتعد عن هذا الصراط ينال العقاب والخسارة يوم القيامة. {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}.
أعدل طريق وأفضله
هذا الصراط، صراط نبينا - صلى الله عليه وسلم - هو أعدل طريق وأفضله، لا إفراط فيه كالخوارج ومن معهم، ولا تفريط كالمرجئة وغيرهم. إنما الاعتدال والتوسط طريقه - صلى الله عليه وسلم - مبني على كتاب الله (القرآن الكريم)، وسنته - صلى الله عليه وسلم -. وينبغي أن نفهم كلام الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - على فهم سلفنا الصالح -الصحابة -رضي الله عنهم-، نسير على خطاهم في عقيدتهم وعبادتهم، وفي أخلاقهم ومنهجهم، في كل شيء، لا نحيد عنهم؛ لأنهم هم الفرقة الناجية كما ذكر - صلى الله عليه وسلم - : بأن هذه الأمة سوف تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، ما عليه أنا وأصحابي.
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنتي». ويقول ابن مسعود: خطّ لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - خطًا على الأرض ثم قال هذا سبيل الله، ثم خطّ خطوطًا عن يمينه وعن شماله، ثم قال وهذه سبل ابتعدت عن الصراط المستقيم، على كل سبيل منها شيطان من الإنس وشيطان من الجن، الكل يدعوك إلى هذه الطرق المنحرفة عن صراط نبينا - صلى الله عليه وسلم -. منهم من يستعمل معك الشبهات، ومنهم من يستعمل معك الشهوات، ليبعدك عن هذا الصراط، ثم قرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.
أصل الاستقامة
وأصل الاستقامة -كما يقول ابن رجب رحمه الله-: هي استقامة القلب أولًا على التوحيد في معرفة الله وخشيته وإجلاله ومهابته ودعائه والتوكل عليه؛ فالقلب هو ملك الجوارح «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلُح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»، فلابد أن تُعرّف قلبك بالله ويؤمن بالله ويُجِلّه، حتى أنه بعد ذلك يأمر كل الجوارح بالاستقامة على طريق الله -عز وجل.
زمن غربة
وأنت تسير في هذه الدنيا على الصراط المستقيم، تعيش الآن في زمن غربة، وزمن فتن كثُرت فيه الشبهات والشهوات. وأنت يا ابن آدم ضعيف، قد تزل قدمك، قد تتأثر بشبهة، قد تتأثر بشهوة، قد تقع بذنب، قد تُقَصِّر في واجب، قد تقع في محرم، فالمطلوب الرجوع بأسرع وقت إلى الصراط من جديد، أي التوبة؛ ولذلك قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه - لما أراد السفر، قال لنبينا -صلى الله عليه وسلم -: أوصني يا رسول الله، قال: اعبد الله ولا تشرك به شيئا. قال معاذ: زدني يا رسول الله، قال: إذا أسأت فأحسن. قال: زدني يا رسول الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: استقم ولتُحْسِن خُلُقَك. ويقول الله -عز وجل-: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
سعادة الدنيا والآخرة
فإذا استقام العبد على هذا الصراط أصبح من أسعد الناس في الدارين (الدنيا والآخرة)، وحصلت له الطمأنينة، وحصلت له السعادة وانشراح الصدر والأمن في الدنيا قبل الآخرة، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}. واسمع ما قاله الله -عز وجل- عن الصحابة -رضي الله عنهم-: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} وهو سائر إلى الله لم ينحرف يمينا ولا شمال. {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} مازال في الطريق مستقيم، يلحق بأصحابه، ثابت على دين الله {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} أي ما انحرفوا ولا انصرفوا عن هذا الصراط المستقيم، ثابتون على دينهم. يقول المفسرون في هذه الآية: نزلت في أنس بن النضر - رضي الله عنه -، لما كان يوم أحد وانكشف الناس بعد هزيمتهم في هذه الغزوة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء -يعني المشركين- وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني المسلمين- لما انهزموا وفروا، ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال له: أي سعد، والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد. يقول سعد لنبينا - صلى الله عليه وسلم -: فما استطعت ما صنع، فوجدناه -يعني أنس بن النضر- به بضع وثمانين جراحة من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم، وقد مثّلوا به، فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه -أي أصابعه- فنزلت هذه الآية فيه وفي الصحابة.
من سأل الله الشهادة بصدق
لهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه»، ففي آخر حياة عمر - رضي الله عنه - وقف في مكة في حجه الأخير ورفع يديه يقول: اللهم انتشرت رعيتي ورَقَّ عظمي ودنا أجلي فاقبضني إليك غير مُفَرّط ولا مفتون، اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتة في بلاد رسولك، فلما رجع من الحج ووصل إلى المدينة طعنه أبو لؤلؤة المجوسي، وطُعِنَ في أحسن وقت، صلاة الفجر وهو يصلي، وفي أفضل مكان في الحرم المدني، ونال الشهادة دون معركة، ووقع بعدما طُعِن وهو يقول: حسبي الله لا إله إلا الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. فيا لها من حُسن خاتمة!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-11-2022, 11:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بشارات الثابتين

بشارات الثابتين (2)



الشيخ: د. عبدالله بداح العجمي




ما زال حديثنا مستمرا حول محاضرة بشارات الثابتين للشيخ د. عبدالله بداح العجمي، التي ألقاها في المخيم الربيعي لفرع جمعية إحياءالتراث بمنطقة الأحمدي والصباحية، وقد ذكر في الحلقة الماضية من الثابتون، وعلى أي شيء ثبتوا؟ ثم تناول بالشرح حديث سفيان بنعبدالله الثقفي - رضي الله عنه - عندما جاء إلى نبينا -عليه الصلاة والسلام- فقال له: «قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدا بعدك أبدا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: قل آمنت بالله ثم استقم» رواه مسلم.
بعد أن عرفنا المنهج الذي لابد أن نثبت عليه وعرفنا معالمه، وخلف من نسير -النبي وأصحابه- فما البشارة والثمرة من ذلك؟ يقول الله -عز وجل-: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ}. يقول وكيع -رحمه الله-: تتنزل عليهم الملائكة في ثلاثة مواضع، الموضع الأول في الدنيا تتنزل عليهم للحفظ وللتأييد وللنصر، الموضع الآخر تتنزل عليهم عند الموت يبشرونه، والموضع الثالث تتنزل عليهم عندما يبعثون يقول خذ كتابك بيمينك.
{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا}
معنى {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا} في الحاضر وفي المستقبل، قد يخاف من شيء الآن، أو يخاف من المستقبل، المؤمن يخاف في الحاضر من أن يُفتن، يخاف أن يعصي الله، ويخاف من المستقبل عندما يقف بين يدي الله هل ينجو أم لا؟ وما مصيره؟ يعيش المؤمن بين الخوف والرجاء، فلا تخف من الحاضر فنحن معك، نحفظك ونؤيدك وننصرك، وفي المستقبل لا تخف فإن الله راضٍ عنك فتدخل الجنة -إن شاء الله.
«ولا تحزنوا» فعند الموت لا تخف فتقول زوجتي، وعيالي، ومالي ولا تحزن على الماضي، فالله -عز وجل- كما رعاك في الدنيا، سوف يرعى أولادك وأهلك بصلاحك وصلاحهم.
{وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} ما أجملها من بشارات! والبشارات كثيرة، لكن هذا بإيجاز بهذه الآية.
أسباب الثبات على دين الله
سنذكر خمسة أسباب رئيسة من أسباب الثبات على دين الله -تعالى:
أولاً: العلم
اطلب العلم الشرعي النافع، وليس العلم الضار المبني على الشبهات والشهوات عند أهل البدع والخرافات وغيرهم، إذا كان علمك مبنيا على الكتاب والسنة وفهم السلف فهذا هو العلم النافع، وهذا لا يكفي حتى تطبقه عمليا، يقول الله -عز وجل- {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، ولذلك أقوى وأعظم مثبت على دين الله العلم النافع؛ فاحرص عليه كما قال -سبحانه-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، ويقول -[- في صحيح مسلم: «من سلك طريقا يلتمس به علما، سهل الله به طريقا إلى الجنة».
لماذا العلم
لماذا العلم هو أعظم مثبت على دين الله؟ لأنه تميز بستة أمور:
- الأمر الأول: العلم النافع يُبَصِّر لك الطريق، وتعرف الحق من الباطل، وتعرف الحلال من الحرام، وتعبد الله على بصيرة، ويُثبتك على الطريق، فالسلفي ثابت على دينه؛ لأنه واثق من دينه ولأنه يسير وراء خطى نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.
- الأمر الثاني: العلم يزيد من إيمانك.
- الأمر الثالث: العلم النافع يُزَكّي نفسك، فيُزكيها من الشرك إلى التوحيد، ومن البدع إلى السنة، ومن المعاصي إلى الطاعات، ومن الأخلاق المذمومة إلى الأخلاق الحميدة، وهكذا يُزَكّي نفسك ويُطهر نفسك.
- الأمر الرابع: العلم النافع يُزهّدك من الدنيا، لما تعرف وتقرأ ما في يوم القيامة والخيرات تجد الدنيا حقيرة.
- الأمر الخامس: العلم يزيد من حسناتك العظيمة، في كل محاضرة، وفي كل درس، في كتاب تقرؤه، ينزل لك أجرا أعظم من باقي العبادات المحضة.
- الأمر السادس: العلم النافع يُقويك أمام الشبهات والشهوات، لا يؤثر فيك أهل البدع مهما كان عندهم من حجج؛ فكلها حجج باطلة، وتستطيع أن ترد عليهم بما عندك من علم بثبات، ولا تغُرك الشهوات؛ لأن العلم يُزهدك في الدنيا.
ثانيًا: الالتفاف حول الصالحين
وأنت سائر إلى الله على صراط مستقيم، انظر من يسير معك على المنهج نفسه، لأن السائرين كُثُر، والصراط مضمار يتسابق فيه الناس؛ فمنهم من ينحرف، فتغريه الشهوات والشبهات، ومنهم ثابت، وهم يتفاوتون في سيرهم؛ فتجد أحدهم سريعا كالبرق من قوة إيمانه وكثرة أعماله الصالحة، ومنهم الأبطأ فالأبطأ، الكل يسير، فانظر مَن على شاكلتك؟ السائر على هدي محمد - صلى الله عليه وسلم- وعلى فهم السلف -وهم الآن عملة نادرة-، أو ليس على شاكلتك باللحية أو بالثوب، ولا بالصلاة والقيام، لا، بل لابد أن تعرف أنه يعمل وفق الكتاب والسنة وعلى فهم السلف؛ فكل من يسير على هذا الدرب تمسك به فإنه يعينك، يعينك في الدعوة إلى الله، وفي العبادات والطاعات، فهؤلاء الصالحون تأنس بهم ويأنسون بك، تتعلم منهم ويتعلمون منك، هم مرآتك، يرون عيوبك وينصحونك وهكذا، ولا تعش انطوائيا؛ لأن الذئب يأكل من الغنم القاصية. يقول - صلى الله عليه وسلم-: «إن من الناس ناسا مفاتيح للخير ومغاليق للشر».
ثالثًا: الدعاء
وهو من أقوى المثبتات على دين الله، ولهذا كان - صلى الله عليه وسلم- أكثر ما كان يقول وهو سائر إلى الله -وهو المعصوم-: «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، فلا تغتر بكثرة صلاتك وصيامك، فالثبات منه -سبحانه-؛ فأكثر وألح على الله بالدعاء في كل صلاة؛ فإنك لا تدري ما الذي سيحدث لك ولغيرك؛ فأكثر من الدعاء أن يثبتك الله على الدين.
رابعًا: كثرة الأعمال الصالحة
كل الأعمال الصالحة سواء كانت كبيرة أم صغيرة، كالصلاة والصيام والزكاة والصدقات والعمرة والأعمال الخيّرة إذا فعلتها صوابًا لوجه الله -تعالى-، فإنها تثبتك على دين الله، على قدر إيمانك وعلى قدر عملك الصالح يكون ثباتك على دين الله.
خامسًا: الصبر
فالطريق طويل، لا تدري متى يأتيك الأجل، صحيح يأتي في لحظة وفي وقته، لكن لابد أن تكون على أهبة الاستعداد متى ما جاء، كلنا نسير إلى الله فلابد من الصبر على عبادة الله، وعلى هدي سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، اصبر على هذا النهج القويم وتمسك به، مهما قالوا عنك: إنك متشدد أو إرهابي أو عميل، مادام هذا هدي النبي فامش وراءه وتمسك به، اصبر على ما يُقال في دعوتك، اصبر على ما يصيبك من الأذى من الناس، هذا يتكلم عليك، وآخر يضربك، كما حدث مع نبينا - صلى الله عليه وسلم- في طريقه وهو سائرٌ إلى الله كان طريقه مملوء بالمصائب. وكلما ازداد إيمانك ازداد ابتلاؤك. فتصبر على ما يصيبك من أذى حسي ومعنوي، حتى نلقى الله -عز وجل- إلى آخر لحظة، نصبر على طاعته، نصبر على البعد عن حرامه، نصبر على ما يصيبنا من أقداره -سبحانه وتعالى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.85 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]