|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
إن ربك حكيم عليم
إن ربك حكيم عليم (1) كتبه/ وائل عبد القادر فمن أصول عقيدة المسلم أنه لا يقع في ملك الله -تعالى- شيء عبثًا ولا سدًى، ولا ضرب عشواء، فالله -تعالى- يحكم ما يشاء (إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (هود: 56)، أي: تجري أحكامه وأفعاله على مقتضى الحكمة البالغة، والعدل والرحمة، والمصلحة. ولا يخرج شيء في الكون عن هذه السنة الإلهية، ومن ذلك ما يدور الآن من الأحداث والصراع بين الحق وأهله من جانبٍ، وبين الباطل وأهله من جانبٍ آخر، فتكالب الأعداء بكلِّ دولهم وأممهم الكافرة على ثلة مستضعفة من أهل الإسلام في فلسطين من ورائه الحِكَم البالغات التي نذكر منها طرفًا: 1- ظهور أنواع من العبودية يحبها الله ويرضاها من هؤلاء القلة المستضعفة ما كانت لتخرج في أوقات الأمن والعافية: كعبادة الجهاد ومكابدة العدو، والصبر على أذاه، ومدافعته بقدر الطاقة والوسع، ودعاء المضطر، والتوكل والرجاء، وحسن الظن فيما عند الله رغم شدة الكرب، (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب: 22)، فيكتب الله -تعالى- لأهل هذه العبادات زيادة الإيمان والأجر العظيم، والدرجة العالية، فالله -تعالى- يحب ذلك يحب أن يتخذ من عباده شهداء، قال -تعالى-: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (آل عمران: 140)، فتظهر محبته -تعالى- للشهداء وبغضه للظالمين، ومعلوم ما أعده الله -تعالى- للشهداء من أنواع الكرامات في الآخرة. 2- تمايز الصفوف وابتلاء العباد، فيميز الله الخبيث من الطيب: قال الله -تعالى-: (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) (آل عمران: 141)، وقال: (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت: 3)، وقال: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) (محمد: 4). فالأحداث الجارية حقًّا فعلت ذلك، فميَّزت الخبيث من الطيب، وأظهرت عقيدة الولاء والبراء في قلب كل أحدٍ واضحة جلية، وقسَّمت الناس بين مسلم وكافر ومنافق، (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) (الأنفال: 42). وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: إن ربك حكيم عليم
إن ربك حكيم عليم (2) كتبه/ وائل عبد القادر فقد ذكرنا في المقال السابق أنه لا يخرج شيء في الكون عن حكمة الله -عز وجل-، ومن ذلك ما يدور الآن من الأحداث والصراع بين الحق وأهله من جانبٍ، وبين الباطل وأهله من جانبٍ آخر، فتكالب الأعداء بكلِّ دولهم وأممهم الكافرة على ثلة مستضعفة من أهل الإسلام في فلسطين من ورائه الحِكَم البالغات التي قد ذكرنا طرفًا منها، ومنها أيضًا: ?- ظهور آثار أسمائه الحسنى وصفاته العلى وأفعاله في خلقه: فينصر ويخذل، ويحيي ويميت، ويحب ويبغض، ويعطى ويمنع، ويقبض ويبسط، ويعز ويذل، ومن آثار أسمائه (الحليم) الذي لا يعاجل بالعقوبة، بل يمهل الظالم مهما كان ظلمه، فإن عاد وتاب تاب الله عليه، وإن أبى إلا الكفر والفسوق والعصيان فقد مضت سنة الله في أولئك، قال الله -تعالى-: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) (الأنفال: 38)، وقال -تعالى-: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (إبراهيم: 42)، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) (البروج: 10)، وصدق الحسن البصرى حين قال: "انظروا إلى سعة حلمه؛ فإنهم يقتلون أولياءه وأهل طاعته، وهو يدعوهم إلى التوبة!". وظهور آثار اسم الله (الحكيم) الذي يحكم ولا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الأنبياء: 23)، مع اليقين أن قضاءه وأفعاله تجري على مقتضى الحكمة البالغة والعدل، والقسط، والرحمة، والمصلحة. ?- كرامة الله -تعالى- لهؤلاء المستضعفين بأنواع من السنن (الاستثنائية) من الربط على قلوبهم بالإيمان وتسديد رميهم وتثبيت الأرض من تحت أقدامهم، بينما يلقى في قلوب الذين كفروا الرعب، ويزلزل الأرض من تحتهم. وتحقيق نصره -تعالى- للفئة القليلة المؤمنة على الكثيرة الكافرة، وتعظيم عددهم في نظر عدوهم (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) (آل عمران: 13)، ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) (الأنفال: 17). ووعده الحق -جل وعلا- بنصر المؤمنين: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات: 171-173). فاللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان، اللهم عجل بنصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم عليك باليهود وأشياعهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك وعاجل نقمتك، وبأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين. ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، ونجنا برحمتك من القوم الكافرين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |