محاولات الدفاع عن العربية في عصر العولمة

[ابوالوليد المسلم]

محاولات الدفاع عن العربية في عصر العولمة



أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن





يقول حافظ إبراهيم:

فلا تكلوني للزمان فإنَّني أخاف عليكم أن تَحِينَ وفاتي
أرى لرجال الغربِ عِزًّا ومَنْعة وكم عزَّ أقوامٌ بعزِّ لغاتِ

وفي سبيل الدفاع عن العربية، وحرصًا على مستقبلها، ودورها الإنساني العالمي، هبَّ أبناء العربية ومحبوها شرقًا وغربًا لعقد المؤتمرات والندوات للنهوض باللغة العربية ومستقبلها، وترميم ما لحقها من وهن خلال تاريخها الحافل، ومن ذلك ما يأتي:
أهم المؤتمرات التي اهتمت بمستقبل العربية (عربيًّا):
(1) في سنة 1997م عقد مجمع اللغة العربية بدمشق ندوة بعنوان (اللغة العربية: معالم الحاضر، وآفاق المستقبل).

(2) وفي سنة 2002م عُقدت ندوة في الرباط تحت عنوان: (اللغة العربية إلى أين؟)[1].

(3) وفي سنة 2003م أظهر تقرير التنمية الإنسانية العربية أن اللغة العربية مُهيَّأة لتلعب دورًا فاعلاً في بناء مجتمعِ معرفةٍ عربيٍّ يستقبل المعرفة، وينتجها بالعربية.

(4) وعقد مجمع اللغة العربية بدمشق مؤتمره الخامس، وموضوعه: (اللغة العربية في عصر المعلوماتية) في المدة من 1-3 من ذي القعدة 1427هـ، الموافق لـ 20-22 من تشرين الثاني 2006م.

(5) ونظَّم مجمع اللغة العربية بالقاهرة ندوة بعنوان: (العربية في عصر العولمة) في 25/ مايو ٢٠٠٧م.

(6) وأقامت كلية الآداب، جامعة دمشق، المؤتمر العلمي السنوي بعنوان (اللغة العربية والتحديات المعاصرة) خلال الفترة من 21- 22 ربيع الأول 1428هـ الموافق 9 - 10 نيسان 2007م.

(7) وأقامت كلية دار العلوم جامعة القاهرة بالتعاون مع مركز الدراسات المعرفية بالقاهرة مؤتمر بعنوان "اللغة العربية وتحديات العصر" يومي الثلاثاء والأربعاء، الموافق 4،5 نوفمبر 2008م بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة.

(8) وأقامت وزارة التربية والتعليم الإماراتية بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج ندوة علمية بعنوان (اللغة العربية والتحديات المعاصرة) في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008م.

(9) وعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة المؤتمر الثالث عشر لجمعية لسان العرب بعنوان: (واقع اللغة العربية في الوطن العربي)، يوم 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008م.

(10) وأقيمت ندوة دولية، أقامها المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر حول (تحديث العربية، ومستقبلها في سوق لغات العالم: الراهن، والمطلوب)، في المدة من 25 - 26/ 2/ 2009م.

(11) وعقد المؤتمر العلمي (اللغة والثقافة في عالم متغير)، الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وذلك خلال الفترة من 18 - 20/ 3/ 1430هـ.

(12) نظمت المدرسة المحمدية للمهندسين، ومعهد التعريب للأبحاث والدراسات بالرباط، المغرب، ندوة بعنوان (المعالجة الآلية للغة العربية)، في شهر مايو 2009م.

(13) نظمت كلية الآداب، جامعة الحسين بن طلال، عمان، الأردن، المؤتمر العلمي الأول (اللغة العربية وتحديات العصر) في الفترة من 27-29 / 10 / 2009م.

(14) نظم المجلس الدولي للغة العربية مؤتمرًا دوليًّا بعنوان (العربية لغة عالمية: مسؤولية الفرد والمجتمع والدولة)، بيروت، 11-14 فبراير 2010م، الموافق 27 - 30 صفر 1431هـ.

(15) ومؤتمر الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعنوان (اللغة العربية ومواكبة العصر)، خلال جمادى الأولى 1433هـ.

أهم المؤتمرات التي اهتمت بمستقبل العربية (عالميًّا):
(1) برعاية الاتحاد الأوروبي بالقاهرة أقيم مؤتمر (تقنيات اللغة العربية)، في الفترة من 21 - 23 أبريل/ 2009م.

(2) أعلنت "جامعة كولومبيا" الأمريكية عن مشروع ضخم لتطوير تقنيات اللغة العربية، بالتعاون مع الدول العربية، تحت اسم "كلمات"، وينتظر أن يكون مقره القاهرة، و"جامعة كولومبيا" تضم أكبر مركز في العالم لمعالجة اللغة العربية آليًّا[2].


(3) وأشار إليه تقرير لليونسكو في عام 2006م، والذي ذكر أن هناك لغات ستموت من بينها العربية، وهو ما أشعل القلق أكثر في نفوس الكثيرين من الغيورين على لغتهم، خصوصًا إذا ارتبطت بالهُوية والحضارة التي ربما تندثر هي الأخرى.

(4) ولقد اهتم أعداء اللغة العربية بها، وقالوا في مؤتمرهم الذي عقدوه في عام 2004م بشأنها: "نحن قادة مجموعة الثماني ندرك أن السلام والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلاد الشرق الأوسط الكبير يمثل تحديات تُهمُّنا، ومما يهمهم من أمر لغتنا وأمرنا ما جاء في تقريرهم تحت عنوان "تحديث اللغة العربية"[3]:
1. إن عدم تطوير اللغة العربية، وعدم تحررها من أشكالها القديمة التي ظلت عليها منذ قرون، أدى فعليًّا إلى صعوبة كبرى في استيعاب أهل الحضارات والأديان الأخرى لهذه اللغة، أو تعلمها، أو الاقتراب فكريًّا ممن يتحدث بها.

2. إن الإرهابيين الذين يتحدثون اللغة العربية، وتتم ترجمة كلماتهم إلى الإنجليزية، أو الفرنسية، لا نعرف شعورهم الحقيقي، أو الدوافع الكامنة وراء ارتكابهم لهذه الأحداث؛ لأن الترجمة العربية إلى اللغات الأخرى يبدو أنها تواجه مشاكل حقيقية، نحن غير قادرين على تصنيفها، وتبيان أسبابها الحقيقية.

3. إن العلوم الدولية لا تستطيع أن تعتمد هذه اللغة؛ بسبب تعقد رموزها، وصعوبة أشكالها، في الوقت الذي يستطيع أهل اللغة العربية ومتحدثوها إتقان اللغات المشتقة من اللغة اللاتينية؛ مثل: الإنجليزية، والفرنسية.

4. العرب يتحدثون اللغات الأوروبية مثل أهلها تمامًا، مما يؤكد سهولة أشكال وحروف اللاتينية.

5. ندرك أن هناك لغة مشتركة يمكن أن تجمع كل سكان الكرة الأرضية فيما عدا الذين يتحدثون باللغة العربية!

6. إن صعوبة التقاء اللغة العربية مع اللغة الإنجليزية كانت الدافع الرئيسي وراء موجة الكُرْه العربي لأمريكا وإسرائيل، والشعور بالبغض والانتقام من الذين يتحدثون الإنجليزية والفرنسية!

ولعل ما ذكرناه في هذه الدراسة، وفي غيرها، ما يرد كلام هؤلاء المؤتمرين المتآمرين على العربية وأهلها ومحبيها.


[1] عقدت بالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والبنك الإسلامي للتنمية، من 1 إلى 3 نوفمبر 2002 م.

[2] نقلاً عن موقع أخبار مصر.

[3] مجلة الهلال المصرية العدد (152)، ذو الحجة 1425هـ / فبراير 2005م.