|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أشعر أني غير ناضجة لأتزوج
أشعر أني غير ناضجة لأتزوج أ. مروة يوسف عاشور السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في الصف الأول الجامعي، خُطِبْتُ منذ 4 أشهر لشخصٍ محترمٍ جدًّا، اتَّفَق مع والدي على أن يكونَ الزواجُ في أقل مِن عام، والمشكلة أني متردِّدة جدًّا، وأشعر أني لا أريد أن أتزوج! أشعر أن الزواج سيكون عقبةً في مستقبلي، أخاف بعد أن أتزوجَ أن أندمَ على الزواج. لا أستطيع أن آخذَ قرارًا، خاصة مع صِغَر سني، فأشعر أني غير ناضجة بالدرجة الكافية. أشيروا عليَّ، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. لستُ أرى في عمركِ ما يدعو للقلق أبدًا؛ إذ تتزوَّج الفتياتُ في أعمار أقل مِن ذلك بسنوات، ولا يمنعهنَّ صِغَر العمر مِن تحمُّل المسؤولية، وتحقيق النجاح في حياتهنَّ الزوجية بصورةٍ ربما تعجز عنها الكبيرات! تحمُّل المسؤولية وإدارةُ بيت الزوجية لا يعتمد على العمر بقَدْرِ ما يعتمد على السلوك التربويِّ الذي مررتِ به في حياتكِ؛ فبعضُ الفتيات تبقى بلا خبرةٍ أو درايةٍ بشؤون المنزل، حتى بعد تجاوُز الثلاثين أو أكثر, والسببُ - بكل أسف - ما تقوم به بعضُ الأمهات مِن زَرْع الأفكار المشوَّشَة في ذهْنِ الفتاة، والمبالَغة في تخويفها - ربما عن غير قَصْد - من فكرة الزواج؛ فتُظهر الزواجَ وكأنه سجن يُقيد الحريات، ويمنع المباحات! وتُظهر الزوجَ وكأنه عِبْء ثقيلٌ، لا تدري كيف تتخلَّص منه زوجُه؛ وأكثر ما يتألم له القلبُ أن تقبلَ الفتاةُ زوجًا فقط للهرب مِن لقب: "عانس"، أو التخلص من أحاديث الناس. بخصوص العمر فلستِ صغيرةً, وأما بخصوص الفِكر، فأخشى ألا يتمَّ الوفاقُ بينكما إن أتممتِ الزواج وأنتِ بهذه الحالة مِن النفور والرفض. الزواجُ يا عزيزتي لا بدَّ أن ينبني على أمورٍ عديدةٍ، ويقومَ على ركائزَ محددةٍ؛ فهناك الكثيرُ مِن الفتيات ممن أعرفهنَّ شخصيًّا تزوَّجْنَ في عمرٍ أصغر مِن ذلك، وحقَّقْنَ نجاحًا باهرًا في زواجهنَّ وفي مجال الدراسة, وذلك بتنظيم الوقت، وحُسْنِ ترتيب الأولويات، وتفهُّم احتياجات البيت، وحقوق الزوج وواجباتكِ كافة, والواقعُ يعرض العديدَ مِن الأمثلة التي لم تجدْ تلك المشقة المُتخيلة مِن الجمع بين الزواج ومواصلة الدراسة. إن كان الزواجُ بعد عام أو أقل, فأمامكِ - ولله الحمد - الفرصة الكافية والوقت المناسب لتحديد رغبتكِ في هذا الزواج, ولكِ كاملُ الحق في رفْضِ زواج لم ترغبي فيه, فلا تُشعري نفسكِ بقيود لم يفرضْها عليكِ أحدٌ، ولا تخيفي نفسكِ مما يُفترض به أن يكونَ مِن أسباب سعادتكِ لا شقائكِ. وأما عن رأيي فالعملُ بقول رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا خطب إليكم مَن ترضون دينه وخلقه، فزوِّجُوه، إلا تفعلوا تكُنْ فتنة في الأرض، وفسادٌ عريض))؛ رواه الترمذي وحسَّنه الألباني. وإن خشيتِ الندم على قرار الزواج, فقد يحصل الندَمُ على رفض الخاطب الكفء، وقد سمعته مِن فتيات قبلك! والغيب لا يعلمه إلا علامُ الغيوب؛ ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 59]. على كلِّ حالٍ لا تنسَيْ صلاة الاستخارة، والدعاء بأن يُوفقكِ الله، ويهديكِ لما فيه الخير وصلاح الدارَيْن. والله الموفِّق, وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |