ضربت زوجتي وندمت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عمود الإسلام (20) حق الله تعالى في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1445هجرية (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          عرفة والأضاحي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          بعض ما أكرم الله نبيه وأصحابه في غزوة الحديبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 131 - عددالزوار : 35992 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 82 - عددالزوار : 5314 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 199 - عددالزوار : 66257 )           »          حكم الاقتراض من البنوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تحريرات لغوية: استعمال “كفء وكفاءة وكفاءات” (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          رحيل صالح بن زين العابدين الشيبي سادن الكعبة المشرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2023, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,808
الدولة : Egypt
افتراضي ضربت زوجتي وندمت

ضربت زوجتي وندمت
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال:

الملخص:
زوج ضرب زوجته، فذهبتْ إلى بيت أهلها وطلبت الطلاق، والآن هو نادم على ذلك ويريد إرجاعها!

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في الثلاثينيات مِن عمري، تزوجتُ فتاة مِن عائلة طيبة، كانتْ تصغرني بنحو 14 عامًا! كنتُ أعاملها بقسوةٍ في فترة زواجنا الأولى، ولجأتُ إلى الضرب حتى في أدنى الخلافات، ورغم كلِّ ذلك كانتْ قمةً في الأدب والمودَّة!

بعد مرور سنة على الزواج أحببتُها، وبدأتُ أُقدِّرها جدًّا، وأغار عليها غيرة شديدة، فلم أكنْ أجعلها تختلط بأيٍّ مِن الجارات، ولا تفتح باب البيت إلا بعلمي، وكنتُ أدقِّق على كلِّ التفاصيل! جرحتُها كثيرًا.

حتى جاء يوم وخالَفَتْ تعليماتي، فضربتُها ضربًا شديدًا، فذهبتْ لأهلها، فاتصلتُ بوالدها وكلمتُه بكلام جارح، وتكلمتُ في حقها كلامًا شديدًا، وكان ذلك مِن شدة غيرتي عليها.

حاولتُ إرجاعها، لكن للأسف رَفَضَتْ، وأخبَرني والدها أنها لا تريد الرجوع، وهو نفسُه لا يريد طلاقها، لكنها رافضة!

أرسلتُ لها أهلي، لكنها قالتْ: إذا رجعتُ له فسوف أقتل نفسي، لا أريده زوجًا!
ومنذ ذلك اليوم وأنا أتألَّم على فراقِها ألمًا شديدًا!

لا أنكر أنني عصبي جدًّا، وأُحب زوجتي لأنها مطيعة ومؤدبة وصالحة، فماذا أفعل؟


الجواب:

أيها الفاضل، غفر الله لك، لقد منَّ الله عليك بلؤلؤةٍ؛ فألقيتَ بها في عرض البحر، ثم أبحرتَ الآن في محاولاتٍ لاستعادة لؤلؤتك التي وَجَدَتْ راحتها وسعادتها في ذلك البحر، رغم ارتفاع أمواجه وخطورة تقلباته!

هل سمعتَ بخبر النسوة اللائي اجتمعنَ في الجاهلية، وتعاهَدْنَ ألا يَكتُمْنَ مِن أمور أزواجهن شيئًا؟
فقالتْ إحداهنَّ في وصفٍ بديعٍ لأخلاق زوجها العالية: "زوجي كلَيْل تِهامة، لا حَرّ ولا قُرّ ولا مخافة ولا سآمة".

فحُسن أدبه ورفعةُ أخلاقه تجعلها آمنةً معه، لا تخشى أذًى ولا تَحمِل همًّا، وهو مُعتدلٌ فلا إفراط ولا تفريط، وهذا الرجل لن تَمَلَّه زوجتُه أو تنفر منه!

وهذا يا أخي ما تبحث عنه المرأةُ في زوجها قبل أن تبحثَ عن المال أو الهدايا، أو غيرها مِن الأمور التي تأتي في منزلةٍ تلي منزلة الشعور بالأمن والراحة.

لستُ أملك قلب زوجتك، ولا أملك أن أعيدَها إليك إن هي أبَتْ واستقرتْ على قرار الفِراق، ويؤسفني أن أخبرك أنه ليس مِن السهل إقناعها؛ لأنها تدَّخر مِن الذكريات الأليمة والمشاعر السلبية ما يعوقها عن التفكير في الرجوع، وكيف تعود إلى ما نَجَتْ منه، ووجدتْ راحتها في البعد عنه؟!

كلُّ ما أملكه لك الآن: أن أنصحك أن تتَّخِذَ مِن هذا الوقت فرصةً لتمرِّن نفسك على حُسن الخُلُق، الذي يذبحه الغضبُ بسكين حاد فيقضي عليه.

واعلم رحمك الله أن الغضب ليس مِن الأمور الخارجة عن إرادة الإنسان كما يظن البعض، وإنما يعتمد قدرٌ كبير منه على المجاهَدة والتمرُّن وتذكير النفس، وقد كانتْ وصية رسول الله صلى الله وسلم لرجلٍ أتاه يستوصيه فقال: ((لا تغضب))، وردَّدها مِرارًا؛ فدلَّ هذا على أن الإنسان قادرٌ على أن يتحكَّم في غضبه ويسيطر عليه، وأنه ليس من الأمور التي فُرضتْ عليه وطُبِعَ عليها.

ومِن وصايا نبينا صلى الله عليه وسلم لعلاج الغضب أن يتوضأ الإنسان، فالغضبُ مِن الشيطان.

أيضًا لا أنصحك باستعجال عودتها، بل امنحها وقتًا كافيًا تهدأ فيه مشاعرُها، وتلتئم جراحُها؛ فالإهانةُ لا يُمكن تجاوزها أو طي صفحتها بتلك السهولة، أو بوعدٍ تَتَفَوَّه به، أو بشرطٍ تلزم نفسك به، بل تحتاج لوقتٍ كافٍ.

ولتكنْ كريمًا رقيقًا معها وهي عنك بعيدة؛ فتزور بيت أهلها على أوقات متقاربة، مُحضرًا لها بعض الهدايا في زيارة خفيفة لا تُثقل فيها عليهم، ولا تُطالب بعودتها، ولتخبرهم أنه مُجرد تواصل ومودة وحِرص على بِرهم والإحسان إليهم.

واعلم غفر الله لك أن كل ما يُصيب الإنسان هو خير له، وإن كنتَ لا تملك قلبها ولا إعادتها الآن، فأنت تملك أن تثبتَ لها أنك تغيَّرتَ، ولو طالت المدةُ فتذكَّرْ أنك تدفع ثمنَ أخطاء لا يتقبلها بشرٌ ولا تصبر عليها امرأة طبيعية.

أكثِرْ مِن النوافل والاستغفار، واجعلْ لك صُحبةً طيبة؛ فقد تُخفِّف عنك بعضَ غضبك، وتهوِّن عليك ألَم الفِراق إلى أن يأذنَ الله لك بالفرَج وتنعم بالجو الأسري مِن جديد.

أسأل الله لك ولها التوفيق، وأن يُعيد إليكما المودة والرحمة والأُلفة؛ إنه وليُّ ذلك والقادر عليه
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]