|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() درس وعظيٌّ (ذِكر الله في رمضان) (8) مرشد الحيالي الحمد لله الذي أثنى على الذاكرين، وجعلهم من الشاكرين المفلحين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أكثرهم لله ذكرًا، وأعظمهم عبادة وشكرًا، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم، واقتفى سيرتهم ونهجهم إلى يوم الدين؛ أما بعد أيها الإخوة: ففي رمضان تُرفع الدرجات، وتُضاعف فيه الحسنات، وتُغفر فيه الزلَّات والسيئات، وتُوصد فيه أبواب النار، وتُغل أيدي الجن والشياطين، وتُفتح فيه الرحمات وأبواب الجِنان، وإنَّ من الأعمال الصالحة التي تُذكِّر الصائم بربِّه، وتُقرِّبه منه، وتُعينه على الصبر، وبذل المعروف - ذِكرَ الله، وحديثنا اليومَ عن فضل الذكر مع الصيام. وقد أثنى الله على الذاكرين، وجعلهم في أعلى المنازل بين العالمين؛ قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، وقال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14، 15]. ورمضانُ المبارك فرصة ثمينة للإكثار من الذكر والتسبيح والتهليل، فيجتمع للصائم الذكرُ والصبر والشكر، وفضائل الذكر أكثر من أن تُحصى؛ ومن تلك الفضائل: 1- أن الذاكر لله يذكره الله في الملأ الأعلى، وكفى بذلك فضلًا وشرفًا؛ وفي الحديث الشريف: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٍ منهم)). 2- إن الذكر لله فيه حياة القلوب، وانشراح الصدور، وقرة العين، وما أحوجَ الصائم إلى حلاوة الإيمان لتُعينه على تحمُّل الجوع والعطش، والبُعد عن المُفطرات والمنكرات، فيزداد بالذكر محبة وقربًا، وأنسًا وشوقًا؛ وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مَثَلُ الحيِّ والميت)). 3- ومن فضائل الذكر أنه من أفضل الكلام بعد كلام الله؛ فبه تزكو النفوس، وتتخلص من أدرانها، وتزداد به توبة وإنابة، خاصة إذا تواطأ على الذكر القلب واللسان، وفي الحديث عن سمرة بن جندب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ، وهُنَّ من القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)). 4- إن الذكر لله من أعظم العبادات وأجلِّها، وعليه تدور رحى أركان الإسلام؛ كالحج والصوم، والصلاة والزكاة، وهو من العبادات التي تملأ القلب غِنًى، والبدن قوة وتحملًا، والنفس انشراحًا ومحبة؛ ولذلك كان رسول الله يواصل الصوم فقالوا: إنك تواصِل، قال: ((إنكم لستُم كهيئتي، إن الله حِبِّـي يُطعمني ويسقينِ)). حريٌّ بنا - أيها المسلمون - في هذه الأيام المباركات، والليالي الطيبات، أن نشغل ألسنتا بذكر الله سبحانه، ونملأ أوقاتنا بالأذكار الصباحية والمسائية، وفي كل شؤون حياتنا وأعمالنا، وأن نحذَر من الغِيبة والنميمة وتوابعها؛ ليقبل الله أعمالنا وصيامنا، وتحل السكينة والبركة على بيوتنا وأولادنا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين، إليك تائبين، وللذكر والتسبيح، والتهليل والتكبير من المداومين، وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |