|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
شرح حديث ابن عباس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة"
شرح حديث ابن عباس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة" سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبدالقيس: "إن فيك خَصلتينِ يُحِبُّهما الله: الحِلمُ، والأناة"؛ رواه مسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمر كلِّه"؛ متفق عليه. وعنها رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله رفيق يحبُّ الرِّفق، ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه"؛ رواه مسلم. وعنها رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانَه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانَه"؛ رواه مسلم. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ذكر المؤلِّف رحمه الله هنا في سياق الأحاديث ما قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبدالقيس، قال له: "إن فيك خَصلتينِ يحبُّهما الله: الحِلم، والأناة". الحِلم: عندما يثار الإنسان ويُجنى عليه ويُعتدى عليه يحلُم، لكنه ليس كالحمار لا يبالي بما فُعِل به، يتأثر لكن يكون حليمًا لا يتعجل بالعقوبة، حتى إذا صارت العقوبة خيرًا من العفو أخَذَ بالعقوبة. والأناة: التأني في الأمور وعدم التسرع، وما أكثرَ ما يَهلِكُ الإنسانُ ويَزِلُّ بسبب التعجل في الأمور، وسواء في نقل الأخبار، أو في الحكم على ما سمع، أو في غير ذلك. فمن الناس مثلًا من يَتخطَّفُ الأخبار، بمجرد ما يَسمع الخبر يحدِّث به وينقله، وقد جاء في الحديث: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع". ومن الناس من يتسرَّع في الحكم، سمع عن شخص شيئًا من الأشياء، ويتأكد أنه قاله أو أنه فعله، ثم يتسرع في الحكم عليه أنه أخطأ أو ضلَّ أو ما أشبَهَ ذلك، وهذا غلط، التأني في الأمور كلُّه خير. ثم ذكَرَ المؤلِّف أحاديثَ عائشة رضي الله عنها الثلاثة في باب الرفق، وأن الرفق محبوب إلى الله عز وجل، وأنه ما كان في شيءٍ إلا زانه، ولا نُزِع من شيءٍ إلا شانه، ففيه الحثُّ على أن يكون الإنسان رفيقًا في جميع شؤونه، رفيقًا في معاملة أهله، وفي معاملة إخوانه، وفي معاملة أصدقائه، وفي معاملة عامة الناس، يرفُقُ بهم، فإن الله عز وجل رفيقٌ يحبُّ الرفق. ولهذا فإن الإنسان إذا عامَلَ الناس بالرفق يجد لذة وانشراحًا، وإذا عامَلَهم بالشدة والعنف نَدِم، ثم قال: ليتني لم أفعل، لكن بعد أن يفوت الأوان، أما إذا عاملهم بالرفق واللين والأناة، انشرح صدره، ولم يندم على شيءٍ فعَلَه. وفَّق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح، وحسن الأخلاق والآداب. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 576- 578)
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |