قصص فيها عبرة وعظة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 637 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 269 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 368 )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 837018 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2021, 12:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي قصص فيها عبرة وعظة

قصص فيها عبرة وعظة -1


فهد بن عبد العزيز الشويرخ



الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالقصص محببة للنفس لأن فيها متعة, القارئ يرتاح لها ويُسرُّ, وتنبسط نفسه, وقصص القرآن أحسن القصص: قال الله عز وجل : ﴿ {نحنُ نقصُّ عليك أحسن القصص} ﴾ [يوسف:3]. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى. وقصص القرآن أصدق القصصقال الله عز وجل: ﴿ {ومن أصدقُ من الله حديثاً } ﴾ [النساء:87] قال الشيخ رحمه الله: وذلك لتمام مطابقتها للواقع. وقصص القرآن أنفع القصص: قال سبحانه وتعالى﴿ {لقد كان في قصصهم عبرة لأُولي الألباب} ﴾ [يوسف:111] قال الشيخ رحمه الله: وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق.
ومن فوائد قصص القرآن حدوث الإيمان, وزيادته: قال الشيخ رحمه الله قال الله عز وجل ]طسم ~ تلك آيات الكتاب المبين ~ نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون[[القصص:1-3]من فوائد الآيات الكريمات: أن هذه القصص سبب لحدوث الإيمان وكذلك سبب لزيادته أيضاً, أي سبب لمن لم يؤمن حتى يؤمن, ولمن آمن حتى يزداد إيمانه, ثباتاً وكميةً.
والدليل على أنه ينتفع بها غير المؤمن قوله تعالى : {لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب} [يوسف:111] فكل إنسان عنده لب – أي عقل – فلا بُدَّ له أن يعتبر وينتفع.

والحكمة من تكرار قصِّ القرآن في أكثر من سورة: زيادة العبرة, قال الشيخ رحمه الله: الحكمة في ذلك أنه كلما تكررت القصة ازدادت العبرة بها, فالله عز وجل يقول: { لقد كان في قصصهم عبرة لأُولى الألباب} [يوسف:111] وهذا التكرار ليس تكراراً محضاً...بل إنك تجد في هذه القصة في موضع ما لا تجده في الموضع الآخر, إما باعتبار الكلمات زيادة ونقصاً, وإما باعتبار البلاغة, وقد اشتملت سُورة القمر مثلاً على العديد من القصص: قصة نوح, وهود, وصالح, ولوط, وفرعون, فهذه خمس قصصٍ, إذن خمس قصص من قصص الأنبياء, لكنك لو قارنتها بقصة موسى في سورة الأعراف فإنها في سورة الأعراف أطول, ومع ذلك فإن تأثير القصص في صورة القمر تأثير عجيب بالغ, قال الله تعالى: {كذبت قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر ~ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ~ ففتحنا أبواب السماء بماء مُنهمر ~ وفجرنا الأرض عُيوناً فالتقى الماء على أمرٍ قد قدر} [ [القمر:9-12] انظر إلى قوة الكلمات ! لا تجدها في سورة نوح, وسورة نوح سورة كاملة لا تجد قوة هذه الكلمات التي في هذه السورة, لأنه يخاطب قريشاً الذين كذبوا النبي علية الصلاة والسلام مع قيام الدلالة الواضحة لهم, وهي انشقاق القمر, فأتى بهذه العبارات العظيمة الوقع, فتبين أن التكرار ليس تكرارً محضاً, ولكن لا بد من بلاغةٍ, ولا بد من مراعاة للأحوال التي سيقت من أجلها هذه القصة.
والقصص التي وردت في السنة من أصدق وأنفع وأحسن القصص: قال الشيخ رحمه الله : وغير قصص القرآن ما جاءت به السنة, فهو مثل القرآن من حيث الصدق, إذا صحَّ عن النبي عليه الصلاة والسلام, وكذلك أحسن قصص الخلق, وأنفع قصص الخلق, فما قصه النبي عليه الصلاة والسلام, من أخبار بني إسرائيل, فهو حق وصدق, وفيه عبرة, وفيه منفعة.
والقصص التي وردت في الكتاب والسنة, المقصود منها الفائدة, وأخذ العبرة. قال الشيخ رحمه الله: جميع القصص الواردة في القرآن وصحيح السنة ليس المقصود منها الخبر بل يقصد منها العبرة والعظة, مع ما تكسب النفس من الراحة والسرور.
وهذه مجموعة من القصص يرويها الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله, فيها فوائد وعبر, أسأل الله أن ينقع الجميع بها, وأن يبارك فيها.
كان أهل هذه البلاد يموتون من الجوع:
قال الشيخ رحمه الله: هذه البلاد يحدثنا أهلها الذين هم أكبر منَّا أنه أتاها مجاعات عظيمة, وكانوا يموتون من الجوع في الأسواق...فالذي أصابنا بأمس يمكن أن يأتينا اليوم إذا بطرنا هذه النعمة...وحدثني شخص أكبر منَّي قليلاً أنه كان إذا أتى أبوه بالنوى اجتمع عليه هو وإخوانه, لعلهم يجدون نواة فيها سِلب يأخذونها يمصونها.
وكذلك حدثني شخص ثقة: قال: أقمنا ثلاثة أيام أنا ووالدتي لا نأكل, فلما كان ذات ليلى عجزنا أن ننام من الجوع, فقالت له: اذهب إلى مبيعة العلف واللحم, لعلك تجد فيها ولو علفاً أو عظماً نطبخه نأكله, يقول: ذهبتُ ووجدت أربع خفاف من خفاف الإبل, وكانوا في الأول يلحونها ويرمنونها, وأخذت من العلف, وأتيت به بعد صلاة العشاء, يقول: فجعلنا نطبخ هذا الذي أتينا به من العلف وشوينا الحفاف ودققناها, وصرنا نذرها على العلف, فلما نضج أكلناه.
قصة عجيبة تدل على شدة تعظيم السلف لرب العالمين:
قال الشيخ رحمه الله: أذكر قصة عجيبة تدلُّ على شدة تعظيم السلف لرب العالمين, وأن بيننا وبينهم مراحل عظيمة, سأل الإمام مالكاً رجُل وهو في مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, قال: يا أبا عبدالله {الرحمن على العرش استوى} كيف استوى ؟
قد يكون سيئ النِّية, وقد يكون جاهلاً حقيقةً, المهم أن مالكاً رحمه الله أطرق برأسه حتى علاه الرُّخصاء – أي العرق – من شدةِ هذا السؤال, هذا السؤال ما يسأله إلا إنسان متجرئ على الله عز وجل, ثم رفع رأسه وقال كلمته المشهورة التي تستحقُّ أن تكتب بماء الذهب على صفحات الفضة, قال له: "يا هذا, الاستواء غير مجهول" يعني: معلوم, وهو العلو على الشيء, "والكيف غير معقول" يعني: ما نعقله ولا نستطيع, "والإيمان به واجب" الإيمان بالاستواء واجب لأن الله ذكره في القرآن في سبعة مواضع, "والسؤال عنه بدعة" لأن السلف ما سألوا عنه, ولأن السؤال عنه من ديدن أهل البدع, قال: "ما أُراك إلا مبتدعاً, وما أُراك إلا مبتدعاً" ثم أَمَرَ به فأُخرج من المسجد النبوي
أخرجه من المسجد النبوي تعزيراً, وإذلالاً له, وإن كان للناس الحقُّ في الجلوس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم, لكن أخرجه لأن هذا مُضل يُضلُّ الناس, فاللهم ارض عن مالكٍ, اللهم ارزقنا اتباع آثار السابقين الأوَّلين...
أنشدكم الله أيها المسلمون, أن تبقوا على هذه العقيدة, إن الرحمن على العرش استوى, أي: علا عُلُوّاً يليق بجلاله.
معاملة الناس بلطف ولين لها تأثير كبير:
قال الشيخ رحمه الله: بعض الناس إذا عاملته بالعنف من أجل معصية, أصرَّ عليها, وإذا عاملته باللطف, فربما يستجيب.
حدثني عدَّةُ أُناس عن قضيةٍ وقعت, قالوا : إن هناك عاملاً – ليس عاملاً على طين, إنما هو عامل على سوانٍ لسوق الإبل والحمير والبقر – عند غروب الشمس مرَّ به أحدُ الإخوان, ومعلوم أنَّ العامل يكون مُتعباً من الرائحة الكريهة, ومن سوق الإبل أو الحمير, وكان في يد العامل عصا يضربُ بها هذه السواني, فهذا العامل كان مُتعباً آخر النهار, وكان يُغني, ومعلوم أن الغناء يشُدُّ الإنسان, ويشُدُّ أيضاً البهائم...فعندما مرَّ عليه هذا الرجُلُ الذي يملك غيرة شديدة تكلم على العامل. وقال له: يا الذي فيك ما فيك وسبَّه بما لا أُحبُّ أن أذكره الآن وقال: صوت الرحمن مع صوت الشيطان؟! ما هو صوت الرحمن ؟ الأذان, مع صوت هذا العامل
فالعاملُ كاد ينفجر, فقال : إمَّا أن تنصرف عني, وإلا فهذه العصا أُكسِّر بها رأسك, وأبى الرجلُ أن ينصرف.
فالعامل عاند وقال : اذهب وصلَّ, ولا دخل لك بي.
فجاء هذا الرجل الذي يعتبر من أهل الخير إلى الشيخ...فقال للشيخ : أنا مررتُ بالمكان الفلاني, ووجدت العامل ونصحته, وقال لي : كذا وكذا.
فقال الشيخ : اتركه, وأنا – إن شاء الله – أنظرُ أمره.
فذهب إليه الشيخ في اليوم الثاني عند غروب الشمس, ووجده يُغنٍّي, ويُروح على نفسه قليلاً, ويشُدُّ السَّواني, فركز الشيخ عصاهُ, ووضع المشلح عليها, ومعلوم أن الناس كانوا يفعلون هذا قديماً, وجاء الشيخ وسلم عليه سلاماً عادياً, ومطمئناً.
وقال : السلام عليكم.
فرد العامل : وعليكم السلام.
فقال الشيخ : يا اللهُ قوِّ, لا يقصدُ الشيخ قوِّ على الغناء, بل قوِّ على الصلاة.
فلما قال الشيخ هذا الكلام انشرح صدرُ العامل, فذهب الشيخُ وتوضأ, وجاء إلى العامل, فقال : أما تذهب معنا لتُصلِّي ؟ قد أذَّن المؤذنُ, وسيُقيم الآن.
قال : جزاك الله خيراً, والله لقد مرَّ عليَّ شخص بالأمس, وبدأ يشتمُ, وقال وفعل
وترك, فقلتُ له : والله إذا لم تنصرف من هذا المكان لأُكسِّرنَّ بهذه العصا رأسك.
قال : يا ابن الحلال {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} [الفرقان:63]
فذهب الشيخ ليصلي, وإذا العاملُ ترك العمل, وتوضأ ولحق بالشيخ, فالتفت الشيخ بعدما سلَّم, وإذا به يجد العاملَ يُتمُّ ركعةً, ولم يقل له شيئاً.
وفي الليلة الثانية لم يذهب الشيخ إليه. ولكنه وجد هذا العامل لم يفُته شيءٍ من الصلاة
سُبحان الله ! لماذا ؟ لأنه أتاه بالرفق واللين.
وهذا مهم جداً في جانب الدعوة ألا تُعنف قال الله للنبي عليه الصلاة والسلام : {فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلبِ لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} [آل عمران :159] سبحان الله ! الله يقول هذا لأفضل الخلق.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم للحكمة : {ومن يُؤت الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيرا} [البقرة : 269]









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-09-2021, 12:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص فيها عبرة وعظة

قصص فيها عبرة وعظة -2


فهد بن عبد العزيز الشويرخ



بركة الله عز وجل لا حدُّ ولا نهاية لها:
قال رحمه الله: وذكر لنا من نثق به من كبرائنا في السِّنِّ أن شخصين تقاسما ثمر بستان لهما, وأن أحدهما خيَّر الآخر, قال له: اختر, فقال الآخر: أختار هذا الجانب الشرقي, لأنه رأى أنه أحسن وأكثر, فقال الثاني: وأنا أختار الغربي والملك بينهما أنصافاً فقال أحدهما: سأجذُّه في نهار رمضان, لأجل ألاَّ يأكل الفقر فواعد الذين يجذُّون في النهار فجذَّوه وأدخل التمر وأمَّا الثاني فقال: لن أجذَّه حتى يفطر الناس, فلما أفطروا قال لأهل حيِّه –وكان الناس في ذلك الوقت في فقر شديد- قال لهم: إني سأجذَُ النخل في اليوم الفلاني بعد العيد, فمن شاء منكم أن يحضر فليحضر فحضر الفقراء, وامتلأ البستان, وصاروا يأكلون حتى أن الزنابيل امتلأت من النوى, ولكن مع ذلك أنزل الله عز وجل فيه البركة, فجاء شريكه وقال له: إننا قد أخطأنا في القسمة وأنا أدعى أنني مغبون, وكيف يأكل الناس منك هذا الأكل الكثير وتُدخل من التمر أكثر مما أدخلت أنا ؟!قال الآخر: نحن قسمنا جميعاً وخيَّرتُك واخترت نصيبك معتقداً أنه أكثر ولكن بركة الله لا حدَّ لها قال بل غلبتني ورُفع الأمر إلى القاضي وحضرا فقال يا أيُّها القاضي! اقتسمنا التمر نصفين وأدخلت تمري وبلغ من الزنابيل كذا وكذا وهو تأخر حتى أفطر الناس وجاؤوا يأكلون وملؤوا الزنابيل نوى وأدخل من التمر أكثر مما أدخلت وهذا يعني أنني مغبون فكان القاضي ذكياً فقال له: أقرأ: { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} [القلم:17]وكأنه يقول له احمد ربك أنك حصلت على هذا التمر لأن أصحاب الجنة لم يحصلوا على شيء وأنت قلت أجذُّها في نهار رمضان, لئلا يدخلنَّها اليوم عليك مسكين فهذا جزاؤك وهذا أنزل الله عز وجل له البركة وبركة الله لا نهاية لها
النفع المتعدي يؤجر عليه الإنسان ولو كان بلا قصد:
قال الشيخ رحمه الله: أتذكر قصة قرأتها من قديم, يقولون : إن رجلاً ذبح ولد البعير عندها, فجعلت أُمُّ البعير تتمرغ على ولدها مذبوحاً أو منحوراً, حتى ماتت من شدة وجدها, فأُصيب هذا الرجل بالجنون – والعياذُ بالله – وصار يخرج إلى البرِّ هائماً, وفي أثناء خروجه البرَّ وجد حُمرةً, - والحمرة طائر معروف – قد سقط عُشُّها تحت الشجرة وفيه أولادها , وهي تحوم تُريدُ أن تحمل الأولاد تجعلهم في مأمن في الشجر, وعجزت وهي تحوم على أولادها, وتصرف هذا الرجل المجنون تصرفاً بغير عقلٍ, بأن أخذ الأولاد بعشهم ووضعه على غصن في مكانه من الشجرة, فنزل هذا الطائر – الحمرة – على أولاده مسروراً, فردَّ الله عليه عقله – سبحان الله – لأنه أحسن إليها ولو كان بغير قصد أثابه الله عز وجل, لأن النفع المتعدي يؤجر الإنسان عليه ولو كان بغير قصد.
خطر الخادمات الكافرات:
قال الشيخ رحمه الله: حدثني بعض الناس عن شخص كان حريصاً على أولاده الصغار, وعلى تعلمهم, وكان إذا جلس معهم يلقنهم التوحيد, كأن يقول لهم: من ربك؟ فيقول الولد: ربي الله, من نبينك؟ نبيي محمد, ما دينك؟ ديني الإسلام, وفي يوم من الأيام قال لأحد الأبناء الصغار: من ربك؟ قال: ربي عيسى, لأن الخادمة التي عنده كانت من النصارى, ولعلها قالت له: إن ربك عيسى, إحساناً إلى هذه الولد, لأنها تعتقد أن هذا هو الدين, وهو الحق, قد لا يكون لديها نية سيئة, وقد يكون لديها نيئة سيئة, ولكن المهم أن النتيجة والأثر كان سيئاً...وهذه مسألة عظيمة يجب علينا أن نعتبر بها, وأن نعلم أننا مسؤولون أمام الله عز وجل.
تزوج فوجد زيادة في رزقه:
قال الشيخ رحمه الله: لقد حدثني من أثق به رجل يقول: إنه كان قليل ذات اليد, وكان بعض الناس يُحذر من الزواج, يقولون: من تزوج فقد ركب السفينة, ومن ركب السفينة أوشك على الغرق فلا تتزوج, تنفق على نفسك كل يوم مثلاً درهماً فإذا جاءت الزوجة فستنفق درهمين وإن كانت أكولةً فثلاثة دراهم!! فيقول: لا تتزوج, فيقول هذا الرجل – وكان قليل ذات اليد – إنه تزوج يقول: والله إني رأيتُ زيادة الرزق من حين أن تزوجت, وكان سمساراً يبيع المشالح ويبيع الثياب, فيقول: فصارت الثياب والمشالح تنهال عليَّ أبيعها, يقول: فولد ابني عبدالله – وهو أكبر أولاده- فلما وُلِدَ والله لقد رأيت الرزق زاد, يُقسمُ لي وهو صادق وأعرفُه ثقة.
أنقذه الله عز وجل من شدته لمعرفته لربه تعالى في الرخاء:
قال الشيخ رحمه الله: قول النبي صلى الله عليه وسلم تعرف إليه- يعني إلى الله- في الرخاء يعرفك في الشدة )..فإذا تعرفت إلى الله في الرخاء فإن الله يرأف بك في حال الشدة ويذكرك حتى يزيل شدَّتك, وكم من إنسان لم ينقذه من شدته إلا معرفته لربه تعالى في الرخاء, وحدثنا من نثق به أنه في زمان نقل البضائع على الإبل – قبل وجود السيارات- انقطع به السفر في الدهناء- والدهناء ليس فيها ماء في ذلك الوقت- وأنه نام على عطش شديد وجوع, فرأى في المنام أن رجلاً جاء إليه بقدح من لبن, فشربه, فقام نشيطاً شعبان ريان, وقال: إن القدح الذي جيء به إلى المنام مثل القدح الذي كنت أسقي به عجوزاً لنا من جيراننا, وهذا مصداق الحديث: ( تعرف إليه- يعني إلى الله- في الرخاء يعرفك في الشدة )
أمر قائد الطائرة الركاب أن يدعو الله ويكبروا فنجوا بإذن الله:
قال الشيخ رحمه الله: أنا قرأتُ في بعض الصحف منذُ سنوات أن الطائرة السودانية, أو التي كان قائدها سودانياً, تعطلت محركاتها, لكن الرجل قائد الطائرة أمرهم أن يكبروا الله, وأن يهللوا, وأن يسألوا الله الفرج, وبإذن الله الله عز وجل هبطت الطائرة على الأرض, فكان جناحها على الأرض, وهيكلها في نهر النيل, لكنها لم تتحطم, لأنها سقطت على ماء, وجعل الله جناحها جسراً يعبرون منه إلى البر.
قال كلمةً عظيمةً فأصبح أعمى البصر:
قال الشيخ رحمه الله: الماء الذي يُشرب, وهو ينبع من الأرض, أصله من السماء, كما قال الله سبحانه وتعالى: {فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين} [الحجر:22]
وقوله: { لو نشاء جعلناه أُجاجاً } أي: مرًّا, لا يُستطاع شرباً, وهذا حق, فإن الله لو شاء لجعل هذا الماء الذي نشرب – وهو عذب فُرات- جعله مُرًّا ملحاً...فيجب علينا الشكر, ولهذا قال: {فلولا تشكرون} وكما أن الله عز وجل منَّ على عباده بإنزاله منَّ عليهم في سورة تبارك بإخراجه, فقال: {قُل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ معين} ويقال: إن بعض المُتهورين قل: تأتي به المعاول والمساحي, فأصبح ماء عينيه غائراً, والعياذ بالله, أي: أنه أصبح أعمى.
أخوان الرخاء لا خير فيهم وليسوا أصحاباً:
قال الشيخ رحمه الله: صادق الودِّ هو الذي يتَّبع في ساعة العسرة, لقوله: { الذين اتبعوه في ساعة العسرة} إما أخوان الرخاء فهؤلاء لا خير فيهم, وليسوا أصحاباً, فالذين يستدرُّونك ما دمت تُعطيهم فهم أصحابك, وإذا لم يعطوا إذا هم يسخطون, ويسمون عند العامة: أصحاب الهيم! يقولون: إن رجلاً فقيراً دعا بعض أصحابه إلى وليمة, فرأوا فيها خبزةً مثلومةً, فقالوا: كيف تقدم لنا خبزاً مثلوماً ؟ قال: هذا من الفأر! قالوا: لا يمكن أن يأكل الفأر هذا! ولكن هذا استخفاف منك بنا, واحتقار لنا, ثم قاموا وتركوا أكله, فقدَّر الله عليه فاغتنى, فدعا يوماً من الأيام هؤلاء الجماعة أو غيرهم, ورأوا حجراً مثلوماً, قالوا البيت كله جيد, لكن ما الذي ثَلَم هذا الحجر ؟ قال: ثلمه الفأر! فقالوا: نعم, الفأر رُبما يثلم الحجر, مع أنه في الأول لا يثلم الخبز, أما الآن فيثلم الهيم.
من حلف بالله كاذباً فالعقوبة أسرع إليه من ظله:
قال الشيخ رحمه الله : يتخوف الناس من اليمين في الخصومة إذا كان صاحبها كاذباً, فإن العقوبة أسرع إليه من ظله, وقد حكيت حالات تؤيد هذا التخوف, وكما قال بعض السلف : اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع يعنى خاليه من الناس.
قال الشيخ رحمه الله: بحسب ما سمعنا أن الإنسان إذا حلف كاذباً فإن العقوبة أقرب إليه من قدميه, ولها شواهد ليس هذا موضع ذكرها, فيمن يحلفون وهم كاذبون, فإن العقوبة لا تتجاوزهم إلا قليلاً, وتحيط بهم, إما بفقد المال الذي حلفوا عليه, أو بفقد أولادهم أحياناً, يحلفون, ثم يخرجون بأولادهم للنزهة, والفرح بنجاحهم بهذه القضية, وإذا بهم يُصابون بحادث يعدمهم- والعياذ بالله- وهذا له شواهد قوية....وقال الشيخ رحمه الله: قلَّ من يحلف بالله كاذباً إلا أصيب في الدنيا قبل الآخرة, وفي الآخرة إصابته واضحة, وهو أنه يلقى الله وهو عليه غضبان, لكن الغالب أنه تُعجل له العقوبة في الدنيا, فقد حدثني إنسان أنه كان بينه وبين شخص خصومة في الخارج, فتخاصموا عند القاضي, فأنكر حقه, وحلف المُدعى عليه, لكنه في اليوم التالي خرج هو عائلته إلى الرياض, فحصل لهم حادث وماتت العائلة كلها, ما بقي إلا هو وهذه عقوبة مُعجلة... ذكر بعض السلف أن اليمين الغموس تدعُ الديار بلاقع أي خالية من أهلها تُدمر.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-09-2021, 12:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص فيها عبرة وعظة


قصص فيها عبرة وعظة -3


فهد بن عبد العزيز الشويرخ

أكلهنَّ جميعاً فتوقف قلبه فمات:
قال الشيخ رحمه الله: يُقال: إن أعرابياً ليس عنده شيء من الوعي أعطاه الطبيب حبوباً تُسكن الألم ومقدارها ست حبَّات وأمره الطبيب أن يأكل بعد كل أربع ساعات حبة واحدة فلما انصرف من عند الطبيب قال الأعرابي : هذا الطبيب يُريدني أن انتظر أربعاً وعشرين ساعة حتى يزول الألم فأنا لست مُنتظراً هذه المُدة فأكلهنَّ جميعاً لكي يحصل له الشفاء سريعاً فلما أكلهن توقف قلبه فمات.
الحمدُ لله الذي جعله في الأصبع لا في النعل:
قال الشيخ رحمه الله: من الناس من يهون عليه أن يصلي ألف ركعة ويشقُّ عليه أن يتصدق بدرهم ويقال: إن رجلاً عثر, وعليه نعل فانقطع أصبعه, فقال: الحمدُ لله الذي جعله في الأصبع لا في النعل, فالأصبع أشدُّ لكن لا يهمُّه الأصبع, بل عنده أن النعل شديد الأهمية.
جزاء سنَّمار:
قال الشيخ رحمه الله: الغالب أن القطَّ لا يأخذ شيئاً تتبعه همة أوساط الناس ولكن الذي يأخذ ما تتبعه همة أوساط الناس الفأرُ فإنه يأخذ الذهب وهذا شيء شاهدته... وذكر لنا أحد علمائنا رحمهم الله أن رجلاً كان يكتب كتاباً, وجاءته فارة ووضع عليها إناءً فحبسها فيه, فجاءت فأرة أخرى تشاهد هذه الفأرة المحبوسة, يقول العالم : فصعدت إلى السقف فجاءت بدينار وألقته بين يديه فداءً لأُختها ولكنه أبى أن يطلقها فذهبت وأتت بدينار آخر إلى أن أتت بعشرة دنانير وأخيراً جاءت بكيس الدنانير دلالة على أنه انتهى ما عندها والظاهر أنه جازاها كما كان جزاء سنَّمار فقتلهما جميعاً فهذه العشر دنانير تتبعها همة أوساط الناس.
أكلت كفنَه الأرض وبقي جسمه يابساً:
قال الشيخ رحمه الله: عذاب القبر... الأصل أنه على الروح لأن الحكم بعد الموت للروح والبدن جثة هامدة ولذا لا يحتاج إلى إمداد لبقائه فلا يأكل ولا يشرب بل تأكله الهوام فالأصل أنه على الروح لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن الروح قد تتصل بالبدن فيعذب أو ينعم معها وإن لأهل السنة قولاً آخر بأن العذاب أو النعيم يكون للبدن دون الروح واعتمدوا في ذلك على أن هذا قد رُئي حسًّا في القبر فقد فتحت بعض القبور ورُئي أثر العذاب على الجسم وفتحت بعض القبور ورُئي أثر النعيم على الجسم... وقد حدثني بعض الناس أنهم في هذا البلد هنا في (عنيزة) كانوا يحفرون لسور البلد الخارجي فمروا علي قبر فانفتح اللحد فوجد فيه ميتا قد أكلت كفنَه الأرض وبقي جسمه يابساً لكن لم تأكل منه شيئاً حتى إنهم قالوا إنهم رأوا لحيته وفيها الحنا وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك فتوقفوا وذهبوا إلى الشيخ وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه واجنبوا عنه واحفروا من يمين أو من يسار....وقال رحمه الله: فلما انفتح القبر خرج منه رائحة مسك لا يوجد لها نظير ووجدوا شيخاً لم تأكله الأرضُ قد خضب لحيته بالحناء وكان يابساً كاللحم اليابس أما كفنه فقد صار رماداً.
وقال رحمه الله: قد يبقي الجسم كرامة للإنسان وقد حدثنا كثير من الناس أنهم حفروا أساساً لسور البلد فوجدوا رجلاً ميتاً يابساً وشعره باقٍ ولما انفتح اللحد فاح عليهم ريح أطيب من ريح المسك وجدوا الرجل على ما هو عليه لكنه يابس حتى شعر وجهه باقٍ وهذا مندفن من سنوات كثيرة... المهم الذي نجزم به أن الأرض لا تأكلُ أجساد الأنبياء وأما غيرهم فقد لا تأكلهم كرامة لهم.
دعاء مناسب إذا ضاع الإنسان:
قال الشيخ رحمه الله: قال تعالى: ﴿ ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ كان عليه السلام لا يعرفُ شيئاً فهداه الله سبحانه وتعالى ولهذا بعض العلماء يستعمل هذه الآية إذا ضاع في البر أو في البلد إذا كان يبحث عن بيت شخص ولم يهتد إليه فيتلو هذه الآية ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ وهو دعاء مناسب, وقال: كنا مع شيخنا في سنة من السنوات حُجَّاجاً وكان ذلك الوقت ليس فيه خطوط فتُهنا بعض الشيء فجعل يقول ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ فهُدينا إلى الطريق فأنت إذا تحيرت عليك بهذه الآية ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ فإذا قلتها مُخلصاً لله مفتقراً إليه هداك الله عز وجل.
حفظ الله عز وجل للعبد من الآفات إذا أتى بأسباب الحفظ:
قال الشيخ رحمه الله: من أسماء الله...الحفيظ والحفيظ له معنيان : حفيظ عليهم, وحفيظ لهم, حفيظ عليهم يعني يحفظ أعمالهم ويُحصيها عليهم وسيخبرهم بها يوم القيامة ويحاسبهم عليها وحفيظ لهم يعني يحفظهم من كل الأمور وهذا يكون بنفسه جل وعلا أو برسله من الملائكة...كذلك يحفظهم من الآفات...إذا هم أتوا بأسباب الحفظ...أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن (من قرأ آية الكرسي لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح) وحدثني مُؤذن هذا المسجد وهو جدُّ مؤذننا الموجود الآن وهو صدوق وعدل قال : إنه كان يحافظ على قراءة آية الكرسي في كل ليلة وفي ليلةٍ من الليالي لدغته عقرب يقولُ : ففكرت وإذا أنا قد نسيتُ آية الكرسي تلك الليلة سبحان الله هذا شيء واقع فدلَّ هذا على أن الله عز وجل يحفظُ الإنسان لكن هناك أسباب كقراءة آية الكرسي.
وقال الشيخ رحمه الله: ذكر أن رجلاً من الناس كان من أورع عباد الله ولا يُمكن أن يُدخل كيسه درهماً واحداً إلا بحق وفي يوم من الأيام خرج إلى البرِّ ليحمل على بعيره خشباً وكان جاره له خشب قريب من أرضه فسها وأناخ البعير عند خشب الجار وحمل الخشب ثم زجر البعير ليقوم فأبى أن يقوم مع أنه كان ذلولاً فجعل يُفكر لماذا لم تقم؟ فألهمه الله أن ينظر إلى الخشب فإذا الذي حمله على البعير خشبُ جاره وإذا خشبه موجود بالأرض فنزَّل الخشب من البعير وحمَّل خشبه هو وزجر البعير فقام في الحال... فهذه من حماية الله للعبد أن الله يُيسر له ما يحميه من المعاصي من غير أن يشعر فإذا علم الله عز وجل من نية العبد حسن النية والبُعد عن المحارم فإن الله تعالى يعصمهُ منها.
كُلُّ شيءٍ يدبُّ على الأرض رزقه على الله:
قال الشيخ رحمه الله: ربنا عز وجل رازق كُلَّ شيءٍ قال تعالى: ﴿ وما من دابةٍ في الأرض إلا على رزقها ويعلم مستقرها ومُستودعها ﴾ [هود:65]. كُلُّ شيءٍ في الأرض يدبُّ على الأرض رزقه على الله, حتى ولو كان من أصغر الحشرات... وتُحكى لنا حكايات عجيبة من هذه الناحية, حتى حكى لي شخص أنه كان في سفر, وكان حول بئر تغطَّت, فخرج منها ثعبان أعمى ينتصب هكذا كالعود, فيُقيضُ الله له طيراً يقعُ عليه, يحسبُ أنه عود, فيأكله الثعبانُ, ثُمَّ يرجع, يقولُ : أدركت هذا عدة أيام، سبحان الله! الله أكبر.
جنين مثل الإصبع:
قال الشيخ رحمه الله: أنا رأيت -سبحان الله العظيم- جنيناً جاء به واحد من الناس إليَّ وقد وضعه في منديل مثل الإصبع ولكن - سبحان الله العظيم - أكبر ما فيه رأسه فرأسه كبير جداً ثم أكبر ما في رأسه عيناه ومن رآه فإنه يقشعرُّ جلده وترى يديه وفيها تخطيط الأصابع وتميُّزُ الأصابع وكذلك الرِّجلان وهذا الرجُلُ أتى به إليَّ يسألُ هل يُصلِّى عليه أم لا ؟ فأجبته : بأنه لا يُصلَّي عليه لأنه أقلُّ من أربعة أشهر
أنا آكل بملعقة لم يأكل بها غيري:
قال الشيخ رحمه الله: قيل لبعضهم: يا فلان إنك لا تأكل بالملعقة؟ قال: أنا آكل بملعقة لا يأكل معي فيها غيري, وأنتم تأكلون بملاعق كلّ يأكل بها, يقصد بالملعقة التي لم يأكل بها غيره يده, فيقول: أنا أعرف أن يدي نظيفة, ولم يأكل بها غيري, أما أنتم فكل شفة أكلت بملعقة صاحبها فسوف تمس هذه الملعقة, فأنا أنظف منكم, وكلامه صحيح.
أول عدل الآخرة القبور:
قال الشيخ رحمه الله: قال بعضهم : إذا أردت صورة مصغرة ليوم القيامة فاخرج إلى المقبرة تجد فيها الشريف والوضيع, والذكر والأنثى, والصغير والكبير, كلهم سواء, كلهم تحت التراب...ما هناك أحد له قصر, ولا أحد عنده خدم, ولا أحد عنده شيء, ولهذا قيل : أول عدل الآخرة القبور, ومما يدل على ذلك قصة الأعرابي حيث جاء أعرابي إلى بلد فيها حاكم, فإذا الحاكم قد مات, فسأل عنه فقالوا : إنه مات, قال : أين ذهب ؟ قالوا : ذهب إلى المقبرة, فجاء إلى المقبرة يري الأبهة يريد الخدم والحشم, فلما دخل لم يجد إلا حفار القبور, قال : أين الحاكم الفلاني ؟ قال الحاكم الفلاني هذا, قال: يا ويله, ثم قال : وهذا الذي بجواره ما هو ؟ قال : هذه امرأة عجوز ناقصة عقل مشهورة في السوق, وكان قبرها مرشوشاً إذ إنها قد دفنت قريباً, وقبر الحاكم يابس, قال : يا ويله هذه تسقى ماء وهذا لا يسقى ماء, وجلس يتعجب, فقال له حفار القبور : هذا الأمر كما رأيت...فهذا هو العدل رجل حاكم لا يُدخل عليه إلا باستئذان وامرأة ناقصة العقل هما سواء.
إحراجُ الناس بالأقسام عليهم:
قال الشيخ رحمه الله: يُذكر أن أعرابياً نزل بشخص كريم فقدم له.. القهوة فشرب كفايته وقال لصاحب البيت: كَفَى فتكرم صاحب البيت وأَلحَّ عليه بالشُّرب فشرب الأعرابيُّ ثُم صبَّ له من القهوة مرات كثيرةً حتى قال الأعرابيُّ : لا أستطيع فحلف صاحب البيت على الأعرابيِّ وكان مع الأعرابيِّ عصا كبيرة فقال الأعرابيُّ: ما حملت هذه إلا من ضيم الرجال ثم ضرب المُضيف صاحب القهوة فهنا كيف كان الإحراج يُؤدِّي إلى مثل هذا العمل فلا ينبغي إحراجُ الناس بالأقسام عليهم.
أكل التمر الذي في الزنبيل ولم يشبع:
قال الشيخ رحمه الله: القاعدة ( كلُّ من أخذ المال بغير حقه فإنه يُبتلى بالشُّحِّ كالذي يأكل ولا يشبع, لا ينفعه أكله, ولقد حدثنا أكابرنا سنّاً أنه أتى على أهل نجد زمان يسمى سنة الجوع, يأكل الإنسان الأكل الكثير الذي لا يأكله الجمل, بل أكثر مما يأكل الجمل نفسه, بالليل والنهار, ولكن لا يشبع أحداً, سبحان الله!
وحدثونا عن رجل كان عنده عُمَّال, ونزل إلى البلد, واشترى لهم تمراً, في زنبيل كبير, وحمله على رأسه... من البلد إلى بستانه ليعطي العمال, وبدأ يمشي ويأكل, ومع أنه قد أفطر في الصباح, فلما وصل إلى بستانه إذا التمر قد انتهى وهو لم يشبع, فتحير ماذا يصنع في العمال؟ يُقال: إنه جعل الزنبيل عند الماشية من أجل أنه إذا قالوا: هات الغذاء, قال تأويلاً: أكلته الماشية.
النمل يفهم ما يقوله لهُ الإنسان:
قال الشيخ رحمه الله: أخبرني بعض الطلاب من دولة مجاورة لنا أن بعض الإخوة يأتي إلى بيت النمل ويكلمه يقول: أسألكم بالله أن تخرجوا ويعطيهم زاداً ويقرأ بعض آيات من سورة النمل يقول: فيخرج النمل من مزرعته. وأيضاً مما أخبرني به قال : إنه كان عندنا في مسجد الحي عند باب المسجد نمل كثير, وهذا المسجد في دولة فيها صوفية فجاء أحد الإخوان المستقيمين من أهل السنة, وقال للنمل : أسألكم بالله أن تخرجوا من هذا المكان قال: فجئنا في اليوم الثاني فلم نجد النمل وكان مؤذن المسجد صوفياً فلما رأى رحيل النمل قال لهذا الأخ: أنت ولي, وسمعنا أن بعض الإخوان كان يجلس على كرسي صغير, ثم يقرأ آيات من القرآن فيرحل النمل عن بيته-الله أكبر- وهذا يدل على أن يفهم, وقصة سليمان دليل واضح على أنه يفهم
معرفة الإبل مورد الماء:
قال الشيخ رحمه الله: الإبل... تشرب الماء وتروي, ثم تبقى تأخذ خمسة أيام في أيام الصيف مع أن أشعة الشمس متسلطة عليها, وتأكل ترم حتى من اليابس, ويكفيها ما بطنها من الماء....وليس أدلَّ منها على الماء, فهي تدل الماء, ويذكرون قصصاً كثيرة, أنه إذا ضاع الناس تركوا الإبل على هواها, ثم لا يدرون إلا وقد أوقفتهم على الماء, وهذا صحيح, والقصة المشهورة من أهل بلد ذهبوا وضاعوا في صحراء الدهناء, ولحقهم العطش, فأحدهم ألهمه الله عز وجل فربط نفسه على رحل البعير وتركه, وإخوانه الآخرون لم ينتبهوا لهذا, أو كانوا في طريق ثان, المهم أنهم لم يربطوا أنفسهم, فصار الواحد منهم يغمى عليه فيسقط ويموت, ومات نحو ثلاثة عشر رجلاً, وهذا الرجل بقي مغمى عليه لا يدري, ومشت الإبل حتى أناخت عند المورد, وإذا عنده أناس يسقون, فأدركوا هذا الرجل, فقال لهم: أدركوا أصحابي إنهم ورائي, فذهبوا إليهم فوجدوهم قد ماتوا, الشاهد من هذا أن الإبل دلت الماء.
الفحل من الإبل من أكثر الحيوانات حقداً:
قال الشيخ رحمه الله: الفحل الإبل عضُّه شديد, فهو من أكثر الحيوانات حقداً, ولا ينسى حقده أبداً, وقد ذُكر لنا أن رجلاً كان في أحد أسواق الغنم والإبل, وكان مع الناس واقفاً ليشتري بعيراً, فإذا بجمل جاء مُنصباً إلى دماغ هذا الرجل فأمسكه بفمه, وضرب به الأرض, وبرك عليه, لولا أن الله تعالى يسّر أن تكون عادة الناس الذين يبتاعون الإبل ويشترونها يكون معهم عصي شديدة, فضربوا بها هذا الجمل حتى مات, وإلا لمات الرجل, فسئل الرجل عن السبب, قال : في مرة من المرات أراد هذا الجمل ناقة فمنعته عنها, فجعل هذا الجمل الحقد في قلبه حتى وجده.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-09-2021, 11:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص فيها عبرة وعظة


قصص فيها عبرة وعظة -4


فهد بن عبد العزيز الشويرخ

من لطف الله:

قال الشيخ رحمه الله: من أسماء الله اللطيف واللطيف له معنيان: المعنى الأول: اللطف بالعبد وهو إدراك أسراره وأحواله المعنى الثاني اللطف للعبد وهو أنه سبحانه وتعالى يُقدِّرُ له ما به تتيسرُ الأمور ويحصل المطلوب إما بجلب المحبوب أو بدفع المكروه...كم من إنسان حصل عليه حادث عظيم عظيم عظيم وإذا بالله ينجِّيه تجدُ في الطرقات حوادث سيارات لا تُصدِّقُ أن أحد ينجو منها ثُمَّ تُحدَّثُ أن أصحابها قد نجوا...أحياناً يردُ شيءً من أسباب النجاة لا يخطر على البال حدثنا من نثق به ولا بأس بالحديث في هذا يقول: التقت سيارة صغيرة وسيارة نقل كبير وكانت الكارثة طبعاً السيارة الكبيرة عجنت الصغيرة, فلما حصلت الصدمة انفتح الباب الذي عند السائق والسائق بدون اختيار طار وإذا هو بعيد عن الخط فَسَلِمَ لا شك أن هذا من لطف الله أنه جاءت الأمور الصعبة لا تدري إلا والله قد لطف بك
مؤذن أعمى يؤذن للفجر على الرائحة:
قال الشيخ رحمه الله: حدثني رجل: أنه كان في بلدهم مُؤذن أعمى, يعرف طُلُوع الفجر برائحته, نعم برائحته بدون أن يشاهد, فإذا شم رائحته قام فأذن, فإذا طالع الناس الفجر وجدوه قد طلع,... وقد سمعتُ, أو قرأتُ في بعض الكتب الطبية, أنه يندفع مع طلوع الفجر غازات أو شيء يشبه الغازات, ولهذا حثوا على أن تفتح نوافذ المنازل عند طلوع الفجر, لتدخل هذه الغازات التي توجب الحياة, فالله على كل شيءٍ قدير, لكن سبحان الله الذي أعطى هذا الرجل الأعمى هذه القوة, لكنه يمكن مع الممارسة وأنه إذا قرب طُلُوع الفجر جلس ينتظره فيعرف وقته بالعادة والممارسة.
لا يستطيع إكمال الأذان من البكاء:
قال الشيخ رحمه الله: البكَّاء أي كثير البكاء والناس في هذا الوصف يختلفون فمنهم من يكون كثير البكاء بحيث لو ذكر عنده أدنى شيء بكى وأنا أذكر مؤذناً رحمه الله عندنا إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله بكى, ولا استطاع أن يكمل الأذان وبعض الناس يكون عكس ذلك فيكون قليل البكاء حتى لو وجدت المواعظ لا يبكي ولا شك أن البُكاء دليل على لين القلب في الغالب.
الجواب العجيب:
قال الشيخ رحمه الله: ابن عقيل رحمه الله, من مشاهير أصحاب الإمام أحمد... كان له أبناء, أكبرهم عقيل, طالب علم, وأبوه يعقدُ عليه آمالاً, توفى وحزن عليه أبوه, وكانوا في المقبرة, فقام رجل في الناس, ﴿ {يا أيها العزيز إن له أباً شيخاً كبيراً فخُذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين} ﴾ [يوسف:78] يريد هذا القائل أن يفدى عقيلاً بنفسه....فبكى كُلُّ الذين في المقبرة, فقال ابن عقيل: " إن القرآن لتسكين الأحزان, لا لتهيج الأحزان" انظر كيف الجواب العجيب؟!
نأخذ من هذا أن أولئك الذين يأتون للعزاء, ويُهيِّجون أهل الميت, أنهم ليسوا على صواب, لأن المقصود بالعزاء تقويةُ الإنسان على تحمُّل المصائب, لا أن يُهيِّج الحزن, ويُبقي الإنسان دائماً في همًّ وحزن.
تزوجت برجل مشلول تحتسب الأجر عند الله:
قال الشيخ رحمه الله: هناك فتاة أعرفُ عنها, أنها تزوجت برجل مشلولٍ, وهي امرأة شابة فقيل لها في ذلك, قالت: إني أحتسب الأجر عند الله في خدمة هذا الرجل المشلول, فربما تختار المرأة رجلاً كبيراً, من أجل أن تخدمه ابتغاء وجه الله عز وجل.
زوج ابنته على صداق ريال:
قال الشيخ رحمه الله: أهيبُ بإخواني...أن تكون لديهم العزيمة والشجاعة في تقليل المهور ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً لأن ذلك أعظم بركة في النكاح, وإني أقصُّ عليكم قصة جرت على يديَّ, عقدتُ عقد النكاح لرجلٍ, فلما قرأت خطبة النكاح, قلتُ لأبي المرأة : زوِّج الرجل, فقال : زوجتُك ابنتي على صداق ريال ! فكنتُ أظن أن هذا مما يقوله العامة من قبل, حيث يرسلُ الزوج للزوجة حِمل سيارة ودراهم, ثم عند العقد يقول أبو الزوجة : زوجتُك ابنتي على ريال, والمهر حقيقة هو حِمل سيارة ومعه دراهم أيضاً...فقلتُ له : هذا لا أصل له, فالصداق ما دفعه الزوج, ولا يصح أن نقول : زوجتُك ابنتي على صداق ريال, لا قدر الله إلا الخير, فلو مات الزوج مثلاً في هذا الحال لم تستحق هذه الزوجة عليه إلا ريالاً واحداً, والباقي يُردُّ للزوج, لو طلقها قبل الدخول فلا تستحق الزوجة إلا نصف المهر, أي : نصف ريال, ونصف ريال يرجع للزوج وكذلك حمل السيارة يرجعُ إليه.
فقلت له: هذا لا أصل له, قال : والله ما أخذتُ منه مهراً إلا هذا الريال, ! فشكرته على ذلك, وقلت : الآن قل : زوجتُك ابنتي على مهر ريال.
ثم قلت له: الرجل يحتاج إلى غرفة نوم, وفراش, قال : هذا كلُّه تبرع مني, فقلت : جزآك الله خيراً, هؤلاء أناس فُضلاء طيبة نفوسهم, ليت الناس يسلكون هذا المسلك, لكن نسأل الله السلامة, الآن كما نسمع, مهور كثيرة مُشغلة للذمة, مقلقة للراحة, موجبة للغمِّ والهم؟
أبلغوا أبي أن بيني وبينه الفصل يوم القيامة:
قال الشيخ رحمه الله: لقد حدثني بعض الناس عن امرأة كان أبوها يرُدَّ عنها الخُطاب, فأصيبت بمرضٍ, وحضر أجلها, وكان عندها نساء, فقالت لهن : أبلغن أبي السلام, وقلن له: إن بيني وبينه الفصل يوم القيامة, حيث منعني مما أشتهي, حتى أدركني الموت, وأنا لم أتمتع بما أباح الله لي من الأزواج, أبلغن أبي بأن لي معه موقفاً يوم القيامة.
من يطيق هذا؟! إن على الأولياء أن يتقوا الله فيمن ولاهم الله عليهن, وإذا خطب الخاطب الكُفءُ فليستأذنوا منهم ويقولوا لهن: خطبكن فلان ابن فلان, ويذكروا لهن ما فيه من أخلاقٍ وصفات وديانةٍ وأموالٍ, لتقبل المخطوبة على بصيرة.
التعبير له أثر على النفس:
قال الشيخ رحمه الله: قال عز وجل: ﴿ { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس علم فلا تطعهما} ﴾ [سورة لقمان :15] تأمل قوله تعالى ﴿ فلا تطعهما ﴾ ولم يقل : فلا تبرهما, ولم يقل أيضاً فاعصهما, لأن كلمة ﴿ فلا تطعهما ﴾ أهون في النفس من كلمة فاعصهما, ويُذكر أنَّ أحد الملوك رأي في المنام أن أسنانه قد سقطت, فقل : ادعوا لي مُعبِّراً يُعبِّر هذه الرؤيا, فجاءوا برجل لِيعبرها فقصَّ عليه الرؤيا, فقال : يموت أهلك, فلما قال: يموت أهلك فزع الملك وهلع وقال: اجلدوه فجلدوه وانصرف, قال أعطوني غيره فجاءوا برجل آخر فقص عليه الرؤيا فقال : الملك يكون أطول أهله عُمُراً فأكرمه وأسبغ عليه النعم ومعنى ذلك مُتقارب فإذا كان أطولهم عمراً فمعناه أنهم يموتون قبله....وقال: ينبغي للإنسان إذا أراد أن يعبر أن يختار أجزل العبارات وأسهلها وأحبها إلى النفوس.
الملائكة تنزلت بنور لهذا الميت:
قال الشيخ رحمه الله: روح المؤمن إذا بشرت بهذا خرجت من البدن بسهولة لأنها ستفارق المألوف لكن إلى ما هو خير منه فيسهل عليها أن تخرج بخلاف روح الكافر والعياذ بالله فإنها إذا بُشِّرت بالنار تفرقت في البدن فتؤخذ منه بشدة ولهذا يشاهدُ بعضُ الأموات حسِّياً استنارة وجهه. وحدثني شخص وهو ثقة لاسيما في هذا القول وقد حضر جنازة رجل مُحتضر أعرفه من عباد الله الصالحين ومن طلبة العلم يقول إنه في غرفة بالمستشفى فإذا بنور قد ملأ الغرفة ولا أستطيع أن أصفه لأنه شيء عظيم.. فبدأ الموت بهذا الرجل سبحان الله هذا يدلُّ على أن الملائكة تنزلت بنور لهذا الميت وهذا شيء أنا أشهدُ به عليه وأنا أعرفُ حال المشهود له بأنه رجل حرِي بذلك.
الوجه أسود مثل الفحم والبدن طبيعي:
قال الشيخ رحمه الله: الجنة يدركها الإنسان قبل أن يموت, فإذا حضر الأجلُ ودعت الملائكة النفس للخروج وقالت : اخرُجي أيتها النفسُ المطمئنةُ إلى رضوان الله, وتُبشرُ النفس بالجنة, قال الله تعالى : ﴿ { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم } ﴾ [النحل:32] يقولونه حين الوفاة, ﴿ { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} ﴾ [النحل:32] فيُبشر بالجنة, فتخرُجُ رُوحُه راضية مُتيسرة سهلة.
ولهذا لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من أحب لقاء الله أحبَّ اللهُ لقاءهُ, ومن كره لقاء الله, كرِه الله لقاءه) قالت عائشة : يا رسول الله, كُلنُّا يكره الموت, قال : (ليس الأمر كذلك) فكلنا يكره الموت, وهذه طبيعة, ولكن المؤمن إذا بُشر بما يُبشر به عند الموت أحبَّ لقاء الله, وسهُل عليه, وأن الكافر إذا بُشِّر بما يسوءه - والعياذ بالله- عند الموت كره لقاء الله, وهربت نفسه, وتفرقت في جسده, حتى ينتزعها منه كما يُنتزعُ السفُّود من الشعر المبلول, والشعر المبلول إذا جُرَّ عليه السفُّود - وهو معروف عند الغزالين - يكادُ يُمزقُهُ من شدة سحبه عليه.
وهكذا روح الكافر - والعياذ بالله - تتفرق في جسده, لأنها نُبشِّرُ بالعذاب فتخاف ولهذا يوجد بعضُ الناس- والعياذ بالله- يُسوَّدُ وجهُهُ, ولونه في الحياة أحمر.
وحدثني من أثقُ به - وأقسم لي أكثر من مرة - وهو ممن يباشرون تغسيل الموتى, يقول : والله مرَّت عليَّ حالتان لا أنساهما أبداً, غسلت اثنين بينهما زمن, يقول: الوجه أسود مثل الفحم - والعياذ بالله - والبدنُ طبيعي, لأنه يُبشر بما يسوءه, والإنسان إذا بُشِّر بما يسُوءه تغير.
قال جامعه: اللهم اختم لنا ولجميع إخواننا المسلمين بخبر, يا كريم يا رحمن.
وفي الختام لعل من المفيد ونحن نتكلم عن القصص, أن يجاهد المسلم نفسه في تجنب القصص الأجنبية والاستغناء عنها بقصص السلف الصالح: قال الشيخ رحمه الله: رأي في القصص الأجنبية على سبيل العموم أنه ينبغي لنا – إن لم أقل يجب علينا – أن نجتنبها, لأن فيما ذُكر من قصص سلف هذه الأُمة كفاية ودراية وهداية.
أما ما يذكر من قصص الأجانب, فإن غالبها سُمّ, أو دسم أكثره سُم, وفيها من الشر والفساد, وتعلق القلب بهؤلاء الأجانب ما يوجب صرف الإنسان عن دينه وعن سلفه الصالح, فنصيحتي لكل إخواني...أن يتجنبوا مثل هذه القصص, وأن يستغنوا بقصص أسلافنا ذات المجد والعزة والكرامة والإيمان الصادق.
وسئل رحمه الله: بعض الأدباء يؤلفون قصصاً ذات مغزى, وبأسلوب جذاب, مما يكون له الأثر في نفوس القُرَّاء, ولكنها من نسج الخيال, فما حكم ذلك؟
فأجاب رحمه الله: لا بأس بذلك إذا كان يعالج مشكلات دينية, أو خلقية, أو اجتماعية, لأن ضرب الأمثال بقصص مفروضة غير واقعة لا بأس به...لكن إن حصل عند الإنسان علم من الكتاب والسنة, ثم يعرض آيات فيها معالجة مشكلات ويشرحها ويفسرها, ويضرب المثل عليها, فهو خير, وكذلك يذكر أحاديث فيفسرها, ويضرب المثل عليها, فهذا أحسن بلا شك.
قال الشيخ رحمه الله: القصص الخيالية...إن كانت هادفة وفيها مصلحة كأن يصور حالةً من الأحوال تدعو إلى الأخلاق أو الآداب فهذا لا بأس به.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 103.09 كيلو بايت... تم توفير 3.26 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]