|
|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تشبيه غير سائغ
تشبيه غير سائغ د. عبدالحكيم الأنيس جاء في "نثر الدر" للوزير الكاتب أبي سعد منصور بن الحسين الآبي (ت: 421هـ) (4/ 116): "قالوا: المرأة كالنعل، يَلبسها الرجلُ إذا شاء هو لا إذا شاءتْ". هكذا بلا تعيينٍ لقائلٍ مُعيّنٍ. ونقلَه عنهُ - مِنْ غير تصريحٍ - الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي في كتابه الحكم الملكية والكلم الأزهرية" ص 108. " والقول جاء منسوباً إلى عليّ بن أبي طالب في "البصائر والذخائر" (5/ 37)، و"شرح نهج البلاغة" (20/ 291) بلا سندٍ. وقال ابنُ أبي عون في "التشبيهات" ص316: "ويُقال: المرأة كالنعل". وقال الزبيدي في "تاج العروس" (31 / 13): "انتعل الثوبَ وتنعله: وطئه كما في "الأساس"، وهو مجاز. وقول سويد بن عمير الهذلي يصفُ نساءً سُبِينَ: وكُنَّ يُراكلن المروطَ نواعماً ♦♦♦ يمشين وسطَ الدار في كل منعلِ أراد: في كل مرطٍ طويلٍ تطؤهُ المرأةُ فيصير لها نعلاً، وهو مجاز. ونعلةُ الرجل: زوجتُه، عن ابن برّي، وأنشد: شرُّ قرينٍ للكبير نعلتُهْ ♦♦♦ تولغ كلباً سؤره أو تكفتُهْ". وقال - الزبيدي أيضاً - في (37/ 414): "والحذاء: الزوجة، لأنّها موطوءة كالنعل، نقله أبو عمرو والمطرز". وجاء في الكتاب "البرهان المُؤيد" المنسوب ما فيه إلى الشيخ أحمد الرفاعي ص260: "ذهب موسى - عليه السلام - يطلب قابلةً لزوجته الطاهرة وهي تعالِجُ الطلق، فقال لأهله: ﴿ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ﴾ [طه: 10] خبراً مِنْ ذي هدى يرشدني كيف أصنعُ لجلب القابلة ﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ [طه: 11، 12] نفسك وزوجتك ﴿ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ [طه: 12] عن رؤية الزوجة والنفس". وجاء في "تفسير الأحلام" المنسوب إلى ابن سيرين (؟)، باب في الكساوي واختلاف ألوانها وأجناسها، وهو الباب التاسع والعشرون، ص244: "ونزعُ النعل مفارقةُ خادمٍ أو امرأةٍ". وفي ص245: "فإن رأى أنه ملك نعلاً ولم يمشِ فيها مَلَكَ امرأة، فإنْ لبسها وطئ امرأة، فإنْ كانتْ غيرَ محذوة كانتْ عذراء، وكذلك إنْ كانتْ محذوةً لم تُلبسْ، وتكون المرأة منسوبةً إلى لون النعل..."!! وجاء في "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" المنسوب إلى ابن سيرين أيضاً: "رأى نعلَه ضاعتْ.. كان حدَثاً في امرأته". وثَمَّ كلامٌ آخر في هذا المعنى يُنْظرُ في كتب تفسير الأحلام، ومنها "المعلم على حروف المعجم" في تفسير الأحلام لابن غنّام المقدسي ص748-749. وهذا الكلام ما أظنُّه ثابتاً عن عليًّ ولا عن الرفاعي، وورودُهُ في اللغة جاء على المجاز، وهو مجازٌ غير سائغ شرعاً ولا ذوقاً، وأين هو مِنْ قول الحق سبحانه: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، ومن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رفقاً بالقوارير"؟ ولا بُدَّ من التذكير هنا بأنَّ ابن أبي الحديد قد أورد هذا القول في آخر "شرحه" على "نهج البلاغة" ضمن حِكَمٍ منسوبةٍ إلى عليٍّ، ويُفْهَمُ مِنْ كلامه في (20/ 252) أنه غير جازم بالنسبة[1]. [1] وممّا يَلفت النظرَ أنَّ ذكرَ المرأة في "نهج البلاغة" ذكرٌ سلبيٌّ، فقد جاء ص 671: "المرأة عقرب حلوة اللبسة". وجاء ص 710: "المرأة شرٌّ كلها، وشرُّ ما فيها أنها لا بد منها". وانظر ص 123و182و330. وفي هذا الموضوع حاجةٌ إلى دراسةٍ متأنيةٍ مفصلةٍ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |